من اين اتى هذا الشعب —؟؟!!

من اين اتى هذا الشعب —؟؟!!
محمد حجازى عبد اللطيف
[email][email protected][/email]
من اين اتى هؤلاء سؤال وجيه طرحه الاديب الاريب الحسيب الطيب صالح ( عليه رحمة الله )قبل اكثر من عشرون عاماوذلك بعد ان تسلم العسكر وبمساعدة الجبهه الاسلاميه –وجاء السؤال لدههشة اديبنا الطيب صالح من تصرفات القوم ومستوى الخطاب الذى ابتدعوه من اجل الهاء الامه عن قضاياه ومعاناته اليوميه المتكرره من تلك الازمات المختلقه ونظريات المؤامره التى روجوا لها من اجل صرف انظار العالم من حولهم عن التجاوزات والمصائب التى اقترفوها ضد معارضيهم من تعذيب وسحل وبيوت اشباح واخرى –جاء الاستغراب والاندهاش لان ما يفعلوة وما يقولوه لا يشبه هذا الشعب الطيب جدا هذا الشعب صاحب المروءة والشهامة والتاريخ السياسىالناصع والذى كان مثالا للحكم النزيه فى اليد واللسان –جاء الاندهاش لان الحكم باسم الدين يجب ان يكون منزها عن كل كذب او تضليل وبعد عن كل ما يسئ للدين الحنيف المنزه عن الصغائر والفساد وطول اليد فى كل اتجاه .
من اين اتى هؤلاء لان تصرفاتهم كانت غريبه وبعيده كل البعد عن صفات واخلاق الشعب السودانى صاحب الثورات النظيفه والمواقف البطوليه التى لا يوجد لها مثيل .هذا الشعب الابى المقدام (الشعب السودانى البطل )
واليوم نكرر السؤال ولكن معكوسا –من اين اتى هذا الشعب –هل هذا هو الشعب السودانى الذى استنكر الاديب الطيب صالح افعال الحكام وعدم مشابهتها للشعب –هل المقارنه كانت لمثل هذا الشعب –شعب لا يهمه نتائج افعال حكامه وتصرفاتهم بل الهم الاوحد هو الهتاف والخروج واحيانا الرقيص –اين ذلك الشعب المعلم الذى لم يرضى يوما بالهوان والذل وترفع الساسه –اين ذلك الشعب الذى كانت تضحياته مثالا ونبراسا يحتذى –اين ذلك الشعب الذى لم يتعود على كلمة نعم الا بقناعه –وعندما قال (لا) قالها برغم كل وسائل القمع المايويه لم يبالى بالدبابات والمصفحات وجيوش الامن القومى –لم يكن النميرى وذبانيته والسدنه اكثر سوءااو فسادا اوافسادا فى الارض ومع ذلك قلنا لا والف لا لكل ما هو مايوى او تابع .
اين الشعب السودانى الابى والمؤامرات تحاك من الحكام وتابعيهم من الهتيفه نهارا جهارا من اجل تفتيت البلاد وتشتيت العباد–اين الشعب من الخطب الحماسيه التى اصبحت السمه الملازمه للساده المتنفذين والتى لا يراعون فيها كرامة ولا حقا لهذا الشعب –يقولون باسمه ما يريدون ويكذبون ليل نهار دون ان ترمش لهم عين فالشعب مغيب ومنقاد ولا يعرف الى اين .
الشعب السودانى البطل موجود وقادر على ان يقول لا للظلم وقادر ان يخرج فى وجه النظام
ولكن عندما تكون هنالك قياده واعيه متجرده صاحبة مشروع مقنع –اذن من اين اتى هؤلاء القاده ومن اين اتت هذه المعارضه المعطله المعطله لبرامج الشعوب المتطلعه للتغيير والحريه والديمقراطيه .
للتاريخ سوف نشاهد نفس هذه الوجوه الشعبيه والملايين التى تخرج يوميا بتوجيهات القاده الساده سوف نجدهم فى اول يوم بعد التغيير وبنفس الاعداد والوجوه –الملايين التى خرجت للنميرى –ايدناك بايعناك –وخرجت فى مليونية الترابى –دعما للشريعه –ثم خرجت فى استقبال جنازة الحاضر الغائب مصطفى سيداحمد –ثم خرجت لملاقاة وفد المقدمه للسيد الحسيب النسيب احمد الميرغنى عليه رحمات الله –ثم توالت وخرجت فى تحرير توريت واستقبال الراحل جون قرنق وسلفاكير -ثم خرجت للتعبير عن افراحهم ببداية الحرب المدمره وزوال السلام الذى ضحينا بجزء عزيز من الوطن والشعب من اجل تحقيقه –السلام يا شعب يا سودانى –السلام الذى سوف لن يتحقق ويستمر طالما هنالك حكام يتصرفون بهذه الطريقه العشوائيه المميته .
اللهم يا حنان ويا منان الطف بشعب السودان —-آميــــــــــن
الشعب السوداني مجموعة من المتناقضات
ينتفض علي نميري ويستقبل نميري بعد عودته للوطن
يقاتل قرنق ويعتبره عدوه اللدود ثم يستقبله بالورود في مسيره مليونيه
البشير وزمرته جلادوه ويهتف باسممهم
شعب كرور ,, يفلح للرقيص والغناء
مشكلة المثقف السودانى هى قلة صبره وكثير تأففه. فعندما لايجد استجابة من الشارع فيتخيل ان المشكلة فى ان الشعب اما غبى او جبان والحقيقة بسيطة وهى ان اغلب الاحزاب الموجودة الان و غالب المثقفين لايحسنون التخاطب مع الشعب دعك من قيادته
يا راجل حينما ذهبت إلى الوطن بعد طول غياب عرفت الفرق بين تربية العقول والعجول .
بسم ألله الرحمن ألرحيم
المكرم محمد السلام عليكم ورحمة ألله
من أين جاءوا؟ فى إشارة من (الطيب)الصالح للعسكر الذين يحكموننا..كان سؤال العملاق الراحل يتضمن فى جوفه اسنكاراً و تعجباً و استفهاماً و حيرة .. أما تساؤل محمد من أين جاء الشعب فلقد انقسم الناس فلست أشك ان (محمد) بعلمه الغزير يعرف من أين جاء القوم؟فإن لم يسعفه علمه فلا أشك ان معلوماته الواسعة مسعفته..حتى تدفع عنّا مظنة الجهل وذريعة التجاهل وتكفينا شر حُكامنا المتحاملين علينا..
كل سودانى أضحى من (الهامش) برغم السقوط فى قانون الزهد والعِفة والايثار.. فالبعض يريد الهرب الى أىّ مكان البلد الوسيع لم يعد يتّسع لهم..كأنّى بهم ينتظرون الموت..لا أحد يكلّمهم .. لا أحد يهمّه أمرهم..
لا فرحٌ في القلوب لا ضحك فى الحناجرلا ماءلا خُبز لا تعليم ..الأمن مستتب كما يهدأ(الموتى)والشعب الصبور يسير فى سيره الحكيم ويعزف لحنه القديم والسادة لايسمعون ولا يفهمون..لا أحد منهم يخطر بذهنه أو يفهم معنى قسوة الحاجة و غلاء اسعار الزيت واللحم والدواء وهموم المعيشه ورسوم الدراسة وضجة السوق والمواصلات وحر الصيف ..
لم يشفع للسودانى (الجليل) أدبه ولا حسن نشأته الصالحة فى الصبر على هؤلاء ممن عجزوا أن يقدموا فِكرة تُسير بالبلد خطوة واحدة للأمام أو تُخرج البلد التعيس من الأزمات المستفحلة والعطن المزمن ..
* فيا أخ محمد .. نحن مثلك لا نعرف من اين تبدأ الحكاية والى اين تنتهى فالوطن يتشظى ويتمزق ليؤول الى الانهيار والتلاشى !.. والناس فى (مدنى)وفى كل مكان يحملون حرمانهم واحزانهم وهزائمهم … يحملون احباطاتهم وخذلاناتهم العميقة فى أقرب الاقربين ..
* من اين جاء هؤلاء ..انه السؤال الذى شغل البال وقتل من بحث فيه ..ودعواتنا الصادقة للكاتب الراحل العظيم (الطيب الصالح)نسال الله ان يشمله برحمته وكرمه ..كان محباً للوطن بحدٍ لا يُوصف ..
وثمة اناس يبشروا بالخير بين الناس يعيشون مثل زرقاء اليمامة غرباء وقد يضحك من كلامهم الناس يعيشون بيننا .. ثم يمشون الى الله مشياً ب(عِزالدين)..
* الجـعـلى البعـدى يـومـو خنـق .. من مدينة ودمـدنى السٌُــنى ..