مقالات سياسية

(البراء) تحاصر الجيش .. صورتان مأساويتان!

علي أحمد

صورتان مأساويتان راجتا في الأسافير أمس الأول؛ الأولى لجنود من الجيش بأحد المواقع العسكرية وقد اضطرهم الجوع لأكل القطط – أي والله يذبحون قطة ويسلخونها ويطبخونها ثم يأكلونها- بينما الصورة الأخرى لقيادات من مليشيا الكيزان (البراء)، يظهر فيها أميرهم المصباح مع أفراد من مجموعته وهم يتناولون الفواكة والقهوة مع (الفشار)، ما يُحفّز الذهن على تخيل الوجبة الدسمة التي سبقتها! وبينما تكشف صورة مائدة البراء الدسمة عن صورة الوطن المتخيلة في أذهان الحالمين بإرجاع القطيع إلى الحظيرة الكيزانية، فإنّ صورة الجنود وهم يأكلون هوام الأرض تفضح وتحرض وتجعلهم ملزمين أكثر من أي وقت آخر على التحرك وفك حصار مليشيات الكيزان عنهم، فهي صورة كافية لتؤكد أنّ المذّلة والهلاك والجوع (الكافر) هو مصيرهم المحتوم، ولا شك أنهم تيقنو ا بما فيه الكفاية من أن الكيزان الذين يسيطرون على قيادة الجيش ليسوا فقط لا يكترثون بأحوالهم وتوفير الطعام لهم، بل – وكما أثبتت المعارك خصوصًا في دارفور – انهم أيضًا لا يكترثون لتوفير الذخيرة ومعينات القتال لهم، وهذه خِسة أصيلة داخل الكيزان، فكل من ليس منهم لا قيمة لحياته، قبل أن تهبط أكثر في عهد “برهانهم”، وتصبح؛ لا قيمة لحياة أحد إلا من هو من ولاية نهر النيل!

صورة وفيديوهات كثيرة مؤلمة يتقطع لها القلب، تُلزم قادة المواقع من ضباط الجيش باتخاذ القرار الشجاع بوقف أي قتال وإعلان موقفهم الرافض للاستمرار في قتال يُصِّر الكيزان عليه، وقد ضمنو النجاة وأن بقية الضباط والجنود وقود استمراره، ولن ينسي تاريخ العسكرية لضباط الجيش الذين يحاصرهم اجرام مليشيا الكيزان انهم غضو الطرف عن جنودهم في سلاح المهندسين وهم يتضورون جوعًا بقطعتين صغيرتين من رغيف الخبز في اليوم، يحصلون عليها مصطفين ثم يبللونها بــ(موية الفول)، فكيف يرضي قادة هؤلاء الجنود بهكذا حال؟ولماذا يقبلوا بأن ينجو القائد فرارا من ملاقاة الموت بينما هم يواجهونه حفاة عراة جياع؛ بلا أدنى تقدير من أجل أن يصل كيزان قائدهم إلى السلطة؟!.

وتؤكد أيضًا صورة قيادات المليشيا وهم يعدلون مزاجهم بين قهوة وفشار، أنّ هذه الحرب يقودها الفساد المُسلح، ووجود صبي البراء في القضارف بعد أن جمع له البرهان ولاة ولاياته كي يلزمهم أن يقتطعوا من مال الشعب المرهق الفقير ويمنحوها له، بينما جنود الجيش لا بواكي عليهم، فهم إما محاصرون في قواعدهم يعانون الفاقة والعزلة والعدم، أو يحاربون في حرب ليست حربهم، وهم جوعى يأكلون كل ذي ناب وذي مخلب فرط الجوع، وإنا لله.

إن حرب الكيزان هذي ما هي إلّا حرب من أجل السلطة والمال، يستخدمون فيها البسطاء ويقذفونهم إلى الموت والجوع والضياع؛ من أجل الوصول إلى السلطة، وسمتهم الرئيسية هي الجبن، و”أميرهم” البراء هذا أنموذجاً ساطعاً على جبنهم وخِسّتهم، وكل ما يخشاه الجبان هو القتال، لذلك فرّ من ميدان المعركة؛ ثم روجوا لأشهر عديدة انه أصيب في المعارك، وتم تصويره بإحدى المستشفيات وهو يعرج، وما هي إلا أيام حتى رأيناه يمشي على قدميه دون فترة نقاهة تتخللها علاجات طبيعية كما هو معتاد في مثل هذه الحالات، وفضحته بعد ذلك تلك “الكانيولا” الطبية – الفراشة- التي ظلّ يضعها على ساعده، وكانت هي العلامة الكاشفة، ما جعل الناس يتساءلون عن حقيقة إصابته في معركه، وما علاقة الفراشة بالعرج؟فصارت محل تندر وسخرية الناس في الوسائط فخلعها من يده دون أن يتخلى عن أدوات “الكوزنة” الأخرى، فاللكذب وجوه عديدة عند الكيزان، فأصبح يرتاد سرادق عزاء من يرسلهم إلى الموت، ويزوجهم إلى “حور كرتي” بعد أن يخطب فيهم مستدعيًا خزعبلات و”إسرائيليات” التراث السلفي الفظ، مصورًا الحرب كحرب بين المسلمين والكفار، وهو دورٌ تمثيلي لا يليق بهيئته وسمته، فهو هزيل، أملس وأمرد، ليس في وجهه غلاظة الكفار ولا ثبات المسلمين، وكان حريًا بهم أن يختارونه لتمثل دور نسيبة لا البراء، وحتى تكتمل الحبكة الدرامية المُعادة والمستعادة، تنتهي خطبه دائمًا بالبكاء على صدر أحدهم، ومن سوء حظهم وحسن حظنا أنّه ليس لديه لحية حتى يكتمل الاستدعاء الباهت والممل، فيقول أنصاره: (بكى حتى ابتلت لحيته)، كما في المسلسلات الدينية!!

إنّ صورة الجنود الذين الجأهم الجوع لأكل لحم القطط مع صورة قائد المليشيا الكيزانية الذي يعدل مزاجه بالقهوة والفشار؛ تستوجب عاجل نهوض الضباط في جميع معسكرات الجيش بإعلان وقف الحرب ومواجهة العُصبة المجرمة التي ترميهم إلى الهلاك فيما هي تحتفظ بالمقرات كمواقع للعب السياسة، وإن لم يسارعوا بتدارك أنفسهم؛ فإن الكيزان لن يكافؤوهم، وسيغدرون بهم عاجلًا أو آجلًا، وكاتب التاريخ لن يرحم ، وتاريخهم العسكري لا يغفر .
قلبي على جنود جيش بلادي المساكين.

‫5 تعليقات

  1. ههههههه
    جيش بلادك المساكين.
    البراء ديل على الاقل لم يقدح احد في سودانيتهم
    انتم جايبين مرنزقة من ليبيا ومالي والنيجر وافريقيا الوسطي وتقولوا لي البراء
    يبرئ ك…. امكم

  2. اعتقد أننا نتجنى على الصحابي الجليل في اطلاق اسمه على هذه الكتائب تقليدا للفلول من الكيزان

    اقترح تسميتها كتائب الضراء بن هالك أو بن عالق

  3. على اي حال موضوع الاكل ليس له قيمة فمن يتوقع الموت في اي لحظة لن يهمه ماذا اكل لكن المهم ان يكون المقاتلين مؤمنين بالقضية التي يقاتلوا من أجلها وهذا هو مفتاح النصر.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..