أخبار السودان

متى يستفيق الشعب السودانى..؟

بسم الله الرحمن الرحيم

المتوكل محمد موسى

من سياسات حكومة الإنقاذ والتى أصبحت سمة من سمات طريقة حكمها للبلاد، أنه كلما حلت كارثة بالبلاد وفشلت فى التعامل معها، كعهدها، إلا ووسمتها بأنها حلقة من حلقات التآمر والإستهداف الخارجى على حكومتهم التى تتبنى المشروع الحضارى والتوجه الإسلامى وطمعاً فى موارد السودان إلى آخر قائمة التبريرات المفضوحة للجميع إلا الشعب السودانى الذى يصدقها ويخرج فى مظاهرات ومسيرات تندد بالعدو الوهمى الذى رسمته حكومة النفاق فى ذهنه عبر وسائل إعلامها الكذوب، فيا تُرى اليوم إلى من تنسب الحكومة كارثة السيول ؟ وهل سيظل الشعب السوانى يقف ويساند حكومة تفشل كل عام فى وضع حدٍ لمعاناته مع المطر، والذى هو نعمة من نعم الله على البلاد والعباد، وتحولت بفضل فشلها وسوء إدارتها للبلاد إلى نقمة تتكرر كل عام؟.

فى خريف العام السابق2013م، هطلت الأمطار كشأنها كل عامٍ، ولعدم جاهزية مؤسسات الدولة وقيامها بواجباتها، وأيضاً هذا شأن هذه المؤسسات كل عام ودوماً فى عهد الإنقاذ، إكتسحت السيول الأحياء فى ولاية الخرطوم فمات عدد من الناس غرقاً أو صعقاً بسبب سقوط أعمدة الكهرباء وتهدمت المئات من المنازل وشردَّت الأسر، فى ظل هذه الأوضاع الكارثية إستقل الرئيس عمر ىالبشير طائرة هلكوبتر وطاف فوق سماء العاصمة ورأى بأم عينه حجم الدمار الذى لحق بالعباد والبلاد، وقد امتلأت أجهزة الإعلام بصورة الرئيس وهو يُحلق فى سماء العاصمة، ظننا، وإن بعض الظن إثماً، وهو ما أثبته هذا الرئيس الفاشل، ظننا أنه حالما يهبط إلى الأرض سيتخذ من القرارات ما يضع به حداً لهذه المأساة التى أصبحت سمة كل خريف يهل على الناس سنوياً، لتُصبح نعم الله مجرد نقم وإبتلاءات على شعب السودان بفضل حكومة الإنقاذ الفاشلة، طبعاً لم تقتصر آثار السيول على العاصمة فحسب بل ظلت معظم مناطق السودان تُعانى هكذا كل عام، ولكن ولما كانت هى بعيدة من العاصمة حيث يتركز الاعلام فإنها لا تحظى بالتغطية الإعلامية الكافية، ولكن إذا هذه الحكومة الفاشلة لم تستطع حل مشكلة السيول الموسمية التى تتأثر بها مناطق على مرمى حجرٍ من مقارها فكيف تفعل ذلك فى الأقاليم البعيدة؟.

ولكن وبكل أسف تكررت المسأة فى خريف هذا العام أيضاً، ولم يمتطى الرئيس هذا العام طائرة الهلكوبتر فتلك خدعة قد خلت صبّر بها المنكوبين العام الماضى ولن تؤثر فيهم هذا العام وتواسى مصابهم إن فعلها، فلجأ إلى الخوض فى المياه مع الخائضين أمثال الدكتور الخضر الوالى وجوقته، إذ لا يُعقل أن يركب الطائرة هذا العام ويطوف ويتفرج على قدرة الله على ما يفعله بخلقه، فآثر الخوض فى البحور المائجة علّ قلوب المنكوبين تتعلق بأمل جديد فى أن ينصلح الحال العام المقبل، وستكرر حتماً مثل هذه المسرحيات كل عام طالما هذه الحكومة على سدة السلطة، فقد شهدت الايام الماضية العديد من مدن وولايات السودان والعاصمة القوميه امطاراً وسيولا غزيرة أدت إلي حدوث كوارث بشرية ومادية كبيرة حيث فقد العشرات من المواطنين ارواحهم جرّاء السيول التي إجتاحت المناطق السكنيه بسبب عدم الإستعداد الكافي من صيانة للمصارف وعمل الردميات و تأهيل بنيات تتعلق بقدوم الخريف، علماً بأن البلاد ظلت تواجه أوضاعاً مأساوية كل عامٍ بذات الوتيرة. المؤسف في الأمر أنه في كل عام تُزايد علينا حكومة ولاية الخرطوم و تدعي كذباً إكتمال استعداداتها للخريف هذا العام و تتكرر الكارثه دون حياءٍ او خجل، ولكن كل هذا لايهمنا فى شئ لأنها أمور أصبحت معتادة فيما يتعلق بالخريف وآثاره كل عام والغريبة أن كل آثار الدمار الذى يحدث دوماً يحدث من مطرة واحدة غالباً لا تتكرر بذات الغزارة، فكيف يكون الحال لو تكررت مرات هطول الأمطار فى العام الواحد؟،أيضاً مثل هذا الهاجس لا نكترث له كثيراً.

وإنما الذى نكترث له حقاً ويقلقنا للغاية، هو رد فعل الشعب السودانى وذاكرته الضعيفة إزاء حكومة أثبتت فشلها الذريع، عاماً إثر عامٍ، حتى تفوقت على نفسها فى مضمار الفاشلين، حكومة تعجز كل عام، ولمدة 25 عام، عن درء السيول والموت عن شعبٍ تحكمه وهى تكذب كل عام بأنها ستضع حداً لهذه المأساة المتكررة، وما أن ينتهى موسم الخريف حتى يغفر الشعب للحكومة ويسامحها وهى بدلاً من أن تحترم صبر الشعب تمتحن صبره وجلده و تستمرئ هذا الصبر لأنها أدركت بالتجربة العملية أن هذا الشعب لا يحاسبها ويترك لها الحبل على الغارب.

أيها الشعب السودانى ما حاجتنا لهذه الحكومة التى فضحت دولتنا أمام العالم وتركتنا فى أنظارهم مجرد شعب متسول فى حاجة دائمة لتلقى الإغاثات والإعانات فى كل كارثة تحل بنا بفعل يدها أو بفعل الطبيعة، قاتلها اه ه جعلتنا علة وعالة على الآخرين بكثرة عجزها عن القيام بأبسط واجباتها، لن أتحدث عن الأزمات والحروب التى افتعلتها وتشنها على الهامش ولن أتحدث عن الفساد الذى يزكم الأنوف، حتى الإغاثات والمعونات التى يقدمها فاعلو الخير أصبحت هدفاً لسرقاتهم.

إن حكومة تجعل من نعم الله كوارث ونقم تُحيط وتنزل بلاءً على رأس الشعب لهى حكومة جديرة بأن يثور عليها الشعب ويستبدلها بحكومة أخرى تضطلع بواجباتها نحو شعبها، أيها الشعب السودانى الكريم، أرجو أن يكون الفشل الدائم الذى أصبحتم تعانون من ويلاته بسبب هذه الحكومة قد جعلكم تقتنعون أنها عاجزة وفاشلة عن حمايتكم وأن أسباب فشلها ليس بسبب مؤامرات خارجية تستهدفها، فهاهو الخريف كل عامٍ يفضحها، ولن تصدق تبربراتهم هذه المرة مهما علقوا الأمر على شمّاعة المؤامرات الخارجية، اللهم إلا إذا كان ربنا سبحانه وتعالى يتآمر عليهم بإرسال الأمطار لتفضح أكاذيبهم وفشلهم الدائم، فهلا تراصت صفوفكم من أجل إقتلاعهم من على سدة السلطة ولتنصبوا حكومةً صالحةً صادقة تعرف واجباتها جيداً تجاه شعبها بدلاً من حكومة هؤلاء الكذابين الفاسدين؟.

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. متى يستفيق الشعب شنو؟

    يا سيدي هولاء دفنت رجولتهم و اصبحت اجسادهم خواء تخدر بالعرقي مرة و تسطل بالبنقو تارة أخرى … هولاء فقدوا النخوة و الروح حتى تحت اسرة منامهم .. المهم..

  2. كنا نادى بالعصيان المدنى طريقا للحل السلمى ولكن وصلنا لقناعة بان اقتلاع هذا النظام لن يتم دون دماء فالحل المتبقى هو اغتيال قيادات النظام مهما كلف الامر من تضحيات

  3. لك التحية استاذي الفاضل المتوكل.. مقال كالعادة في الصميم..
    ** اولا ان الذين يخرجون في تظاهرات ومسيرات تندد بالعدو الوهمي هم ليس الشعب السوداني.. بل هم الكيزان والمتأسلمين وزبالة المؤتمر الوطني الذين ليس في وجوههم مزعة خجل او حيا,, وأنا شخصيا لا احسبهم من الشعب السوداني في شيئ..
    **ان فشل النظام في كل المناحي والنواحي لا تخطئه العين العميانة.. وصدقني ليس لديهم ما يقدمونه ولو نظريا.. انظر الى تبريراتهم المضحكة حتى الثمالة.. وزير البني التحتية قال.. ان نصف امطار الموسم هطلت في مطرة واحدة.. جات مرة واحدة.. يعني المشكلة ما منهم بل من ؟!؟!؟! كما قال احد المسئولين ابان امطار وسيول العام المنصرم بأن ” البيوت مبنية من الطين وغير مطابقة للمواصفات”
    فماذا بعد يا المتوكل!!
    ** نعم وكل سنة قبل الخريف الوالي يتبجح بأن الولاية اكملت كل التجهيزات لاستقبال (مأتم الخريف).. مطرة واحد فقط لا غير.. هاهو يعلن بأحتمالية حدوث امطار وفيضانات يحذر الناس منها!! جبال زاتو مافي عشان الناس تطلع فيها ليعصمها من الفيضان…يعني خلص رقيبتك !!! وهذا يتماشي تماما مع التحذير الذي اطلقه وزير الخارجية امس باحتمالية ضربة اسرائيلية والناس تاخد الحيطة والحذر وتعمل حسابها… هيع هيع هاااااع شر البلية ما يضحك.. فعلقت على الموضوع باني اشتريت (شمسية) لتقيني شر القنابل والصواريخ الاسرائيلية…
    ** في السودان الناس عايشين (ام فكو) وليس لديهم عشم في هذا النظام الهالك البائس الحقير..

    ** لذلك نناضل بشتى السبل.. وكل بما لدية ما يملك.. من أجل اسقاط هذا النظام.. ان اصطاف الصفوف بات أمرا حتميا.. حيث لا عاصم من أمر الله…. لك خالص مودتي وتقديري متوكل….

  4. مافي شئ مادي اسمه الشعب السوداني مثقفين منتفعين الا من رحم ربي ….. اكاديمين منتفعين الا من رحم ربي …. تجار منتفعين الا من رحم ربي … طلاب بلطجيه الا من رحم ربي . والامن رحم ربي عايز يتخارج يأكل اهله و ….. هويه معدومه غرابي … عب … جلابي …خاسي…. عربي جلفه… انهيار في اي حاجه اخلاق اقتصاد سياسه علاقات خارجيه معليش …. عمري قصير مابقدر اشيلك يا بلد ….. 31سنه كفايه جدا نجرب وننذل عسي ولعل نعقل ونتعلم اقل معاني الانسانيه من غير امراض حقد وحسد وعنصريه اعتزاري مقدم للارض السودانيه اما المجتمع السوداني شكرا لكل جميل زرعتموه في لكي يأتي وينمو في ارض اخري غير اراضي السودان معليش ياواطه …..

  5. فلنكن صريحين وواقعيين
    فقد اصاب الشعب السوداني الوهن والضعف
    جيل باكمله والذي يليه اضاعته الانقاذ في الركشات والمخدرات والسلب والنهب
    حروب اهلية وتفريخ للاجئين والنازحين
    الاحزاب التي كانت حاكمة قبل الانقاذ اصابتها عدوى مرض الوصولية وكل منهم الحق ابنه في وظيفة مساعد بالقصر الجمهوري واصبحوا يثيرون الشفقة ولي لهم غير التاريخ
    ولكن تبقى الارادة نحو التعيير حتمية بدافع الجوع والفقر والمرض
    ومما لاشك فيه ان الشعب سيصحو ذات صباح ولابد ان يصحوا
    والله يمهل ولا يهمل

  6. [AburishA]& [جاوس]
    Eid Mubarak first. Thanks both lads for your inputs.
    No doubt, you both represent two different points of views. [جاوس] totally and completely have lost hope in the masses, and you [AburishA] still anticipate a revolt to take place. The analogy made by the respected writer of this article of the two consecutives rainy seasons is quite obvious in showing the amount of miscarriage we had to endure caused by this filthy gang. The vital question lingering is how we can exit this dilemma. The systemic destruction took place during the last 25 years is beyond imagination, and unfortunately it was not limited to the economic structure of the country. It has touch the nerves of society fabric and texture, and this clear in the number of Sudanese now in diaspora, and the loss of belonging to that place and what it represent among the inhibitors of it!! This might be the worse part of this unsavory situation. The vital question, which one is right and we supposed to companion? The call for riot primarily or we try to unify the Sudanese? Obviously, I see no significant change will take place in the very near future! The mob will be there, and the exodus will continue, and the coming fall we will witness the same obliterations! Unequivocally, hard to be replicated this unique case anywhere! Sure, that will be mention at histories? books. I myself see there is an urgent need for a sincere call that for an immediate gathering to set priorities, and to agree upon it. Otherwise, we soon will end-up with a spot in the world?s map used to be name ?SUDAN??.Cordially,,,,

  7. الأخ المتوكل بارك الله فيك
    إضافة لما ذكرت

    (البشير يتبرع بمليوني دولار لمؤسسة زيناوي
    04-07-2013 12:04 PM
    اديس ابابا:وكالات: حصلت «مؤسسة ملس زيناوي» والتي تحمل اسم رئيس الوزراء الأثيوبي الراحل، امس، على تبرعات تقدر بنحو 3 ملايين و800 ألف دولار، حيث أعلنت حكومة السودان عن التزامها بالتبرع بمليوني دولار.
    وتبرعت دولة جنوب السودان بتقديم مليون دولار وجيبوتي بنصف مليون دولار وأوغندا بتقديم 300 ألف دولار.)

    كان هذا في العام الماضي في نفس هذه الأيام بعد أن حصلت كارثة الأمطار
    قمت بنسخ جزء من الخبر لمزيد من الفائدة

  8. بكل اسف الاحظ كثر كلام وتحليل وتمحيص وو وفى الفاضى – الامور واضحه وضوح الشمس فى كبد السماء- ومادايره كتر كلام فاض الكيل وبلغ السيل الزبا-لمتين حنقعد نصرف عربى فى الفاضى- فى راى يا اما ثوره ويا اما سكوت- لان كتر الكلام بيزيد الوجع ونكون زى حشاش بى دقينتو- وواضح الكيزان فهمو الحكايه والروايه انو الشعب السودانى جعجاع وكتير كلام وتحليلات وبس-عشان كده ماشايلين هم انو الشعب ده ينتفض ضد الظلم والبعملوه فينا وهنيئا لكم يا كيزان بهذا الشعب – باضت ليكم فى القفص ياكيزان والقفو

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..