
الفشل سوف يصاحب حكومة السيد عبدالله حمدوك حتي اذا تم رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب وحتى لو أَعْفَى السودان من كل ديونه الخارجية بعد ان اتسم أداء حكومته بالتسامح والبطء الشديد في حل معضلات الوطن وقد صاحب الفشل وزراء حكومته الانتقالية بلا استثناء فالضائقة المعيشية والوقوف في طوابير الخبز وأزمة الغاز والدواء وانقطاع الكهرباء كلها امور لم ينجح السيد حمدوك في حلها ولم تعد محتملة من الشعب السوداني وغالبيتها مشكلات مفتعلة ولن ينجح السيد حمدوك في حلها لان المنتفعين والمتملقين والفاسدين من اذناب النظام السابق قد جمعوا جمعهم وتمكنوا بالفعل من وضع المتاريس للحكومة الانتقالية من اجل إبطاء عملها وإفشالها وتكفير الشعب بها اضافة الي ان الأنظمة الاقليمية المحيطة بالسودان لا تخدم مصالحها غير الانظمة العسكرية المستبدة ..
لقد سعت الحكومات العسكرية المتوالية على السودان الى إلها الشعب بمشاكل مصطنعة لتبعده عن أي مشاركة سياسية ولتستأثر بالحكم وحدها وخلقت شيء من الريبة وانعدام الثقة بين افراد الشعب السوداني وفسحت المجال وأغضت الطرف عن فساد اعوانها المنحرفين وتمادت في مواجهة الشعب ظلما وجورا وقهرا وتبنت سياسة الإقصاء وجعلت من نظرية العمالة والتآمر تهمة لكل المنتقدين والمعارضين لها دون استثناء وعاثت فسادا وتدميرا لمقدرات الوطن وظلت متمسكة بكرسي الحكم وكان مؤيديها على استعداد تام لخرق السفينة وحرقها واغراقها بكل من فيها اذا ما طالبوا بإصلاح سياسي يتماشى مع تقاليد ومعتقدات المواطنة او يمهد لأي حكم ديمقراطي وتعمدت تلك الانظمة حرمان الشعب السوداني ومنعته الاستفادة من تجارب الأمم الحرة في العدل والمساواة والحكم الرشيد وانتهجت سياسة القبضة الامنية في مواجهة معارضيها بالاعتقال وتلفيق التهم والقتل وشغلت السودانيين بواقع صعب وحياة مذلة وحين حدث انقلاب الانقاذ في “1989” بمساندة اشرار “الترابي” بحث العسكريون ومؤيدوهم المتأسلمون من اتباع الترابي عن احط الناس قدرا واقلهم دينا وأسواءهم خلقا وأكثرهم وضاعة ودناءة نفس للعمل معهم فثبطوا الهمم وغسلوا العقول وتصيدوا كل تافه ومغمور وكل منحرف وشاذ وكل من لا زمة له ولا دين لتنفيذ اجندتهم الخبيثة القذرة التي سوف تسمح لهم بالبقاء اطول وقت في السلطة فسمحوا لاتباعهم الصغار بنهب ثروات الوطن وإهانة الضعفاء وإذلال المفكرين والمثقفين ومكنوا الرويبضة ومن يحسنون لحن القول وجعلوهم في المقدمة وبنوا لهم المكاتب والمقرات وأصدروا لهم الصحف ومكنوهم في فترة وجيزة من كل مفاصل الدولة ومن خلالهم تمكنوا من تنفيذ خططهم الشيطانية بعد ان أوهموا البسطاء بانهم يجاهدون من اجل الدين ويدافعون عن تراب الوطن رغم ان في زمنهم ضعف الايمان وقل الدين وانتشرت الفاحشة وتمت استباحة تراب الوطن استباحة فعلية حين احتلت دول الجوار اجزاء واسعة من السودان فلم نراهم يطلقون رصاصة واحدة من اجل تحرير أي شبر من تراب الوطن فقد صمتوا صمت الحملان ومكنوا شيوخهم الضالين المضلين من منابر “رسول الله صلي الله عليه وسلم” ليضلوا العباد ويفرقوا المجتمع الذي أضلوه وافسدوا اخلاقه وشوهوا أعرافه وعاداته وقيمه السمحة وساروا في طريق الشيطان لتطبيق خططهم اللعينة ليظلوا بالحكم وفي عهدهم تردت الاوضاع المعيشية للسودانيين تردي غير مسبوق بعد ان اتخذت الانقاذ شعار “هي لله” لتثبيط الهمم وفى الحقيقة كانت هي للشيطان الذي زين لهم بريق السلطة والجاه والثروة ومتاع من الدنيا قليل..
لقد زاد الظلم في زمانهم واندلعت الحروب الاهلية وتوطد الجهل وضاعت الجنوب الحبيبة وفي عهدهم انعدم الامن وانتشر الفقر واستوطنت الامراض وعادوا اليوم بمالهم الحرام وعقولهم الشيطانية ونفوسهم المريضة يضعون المتاريس ليصيبوا الشعب بالملل ويمنعون حكومة السيد عبدالله حمدوك من إحراز اي نجاح يريدون ان يصاحب التجربة الانتقالية الفشل فهل للسيد عبدالله حمدوك من يعينه علي اذناب النظام السابق؟..
في هذا الصدد اقتبس و أسودن “حديث عبدالملك بن مروان” نحن اليوم (لا نريد حديثا في غير شأن السودان، فلا يشغلنا شاغل غيره.. فان السودان قد كدر ماءه وكثر غوغاءه وعظم خطبه وعثر اخماد نيرانه.. فهل من ممهد للسودان بسيف قاطع وعقل جامع وقلب ذكي فيخمد نيرانه وينتصر لمظلومه فتصفو البلاد وتأمن العباد من؟.. نريد حجاجا للسودان.
..المدرسة والمدرس أولا..
عبدالعزيز عبدالباسط
[email protected]