السفاح يلتقي ضحاياه بأم جرس التشادية!!

احمد قارديا خميس
جذب الجد يد الطفل الصغير الباكي زائغ النظرات أمام الرئيس السوداني عمر البشير, فسمعنا الفتي وهو ينتحب يقول انه لا يعرف شيئا عن أمه واخوانه. لم نعرف مَن الصغير ومَن أهله أو كيف فُقِدوا .. كلام قليل غير مفهوم جري تبادله. بقي ذلك الفتي يرافق الدقائق الطويلة والثقيلة لخطاب البشير علي الدارفوريين , الذين تواجدوا في ملتقي”أم جرس” التشادية, وجدهم في ظهور وصف بأنه نادر ويعقب اعلانه الوقح أنه يستحق الاستقبال.
من كان يستفظع مشاهد العنف والقتل والدم المصور في دارفور خلال سنوات الابادة الجماعية والتطهير العرقي بوصفها نقلا أمينا و حسيا لمعني الألم والفظاعة, عليه ربما يوسع من نطاق تعريف القسوة وتشعباتها. حيث تم قتل أكثر من 580 الف دارفوري, وتهجيروتشريد اكثر ثلاثة ملايين مِنهم. فبعد كل مشاهد الموت الدافوري, ها نحن أمام ذروة (تراجيديا) تلك المأساة, وهي لحظة إلتقاء القاتل بضحاياه.
غلب علي مشاهد المحرقة الدارفورية اليومية – خصوصا تلك التي جمعت القتلة بضحاياهم – ان مشاعر العنف كانت صارخة, الضحية اما تتضرع أو تبكي أو تعاند أو تتلوي من الألم أو تلفظ أنفسها الاخيرة, والقاتل لا يخبئ وجهه ويمارس عنفه وصراخه وأحيانا ضحكه بإصرار كامل..
لكن (للحظة) هذا تأويل آخر, تأويل لم تستطع الكاميرات الكثيرة التي حرصت علي نقل الالتفافات المدروسة للرئيس السوداني “الحنون” وتدوين كل لفته”حب” ? أن تبدده. فثمة مشاعر مخنوقة رافقت واقعة زيارة السفاح لضحاياه في ام جرس. فحين يسأل السفاح البشير سيدة دامعة تستجديه أن يجد لها زوجها المفقود, فلنا وحدنا أن نتخيل المعني المضمر في السؤال, والجواب:(هوني عليكي واشكري الله أنني لم أقتلك معه), أو حين ربت علي كتفي الصبي الجالس في حلقة مع أطفال, لعله كان يعني (كيف نجيتم من قصف البري والجوي أيها الصغار, في المرة القادمة سأتحقق مِن أن تكون الاصابات أكثر دقة).
تحلق (المؤدلجون) من سياسيي الصدفة حول السفاح يصرخون بكذب ابناء دارفور في نظام المؤتمر الوطني, وتهافتوا بخطابه, وواصل هو ابتساماته ونظراته الخاوية التي عجزت الكاميرات عن تمويه فراغها. والذين تحدثوا جميعا لم يذكروا شيئا عن التطهير العرقي وجرائم الحرب والجرائم ضد الانسانية التي حدثت في دارفور وما زالت مستمرة الحدوث, ويتحدثون عن اجتماع 53 قبيلة, هل هناك دولة لكي تُقاسم بين القبائل؟!
لاشك في أن الثورة السودانية بدافور نجحت في صناعة حقيقية للقضية الدارفورية وصور إبادة الشعب حتي اوصل قضيته الي المحكمة الدولية التي أصدرت بدورها امر القبض لرئيس الدولة وزمرته, لم يسبق لثورة أو حراك آخر بلوغها, لكن نجح النظام في اضعاف بعض القرائن التي حملتها القضية من فبركات وتضليل من مؤدلجين دارفوريين..لدي سؤال بسيط لمثقفي وسياسيي الصدفة من ابناء دارفور في المتلقي, ولا اريد منهم الاجابة, لو هناك لديهم الاجابات فاليبلغوها للسفاح البشير والرئيس التشادي.. لان دارفور كانت دولة بحدودها ونظامها وجيشها قبل ان يكون السودان وشاد دولتان بحدودهما..وسؤالي هو: ماهو الشئ الذي حدثت في دارفور في التواريخ التالية: 1640 , 1874 , 1899 , 1916 , 1956 وآخيرا 2003 !!؟ ولكي لا أرهق القارئ لدي اجابتان والباقية اتركها للقائمين علي أمر ملتقي ام جرس.
في العام 1874 كانت بداية الابادة الجماعية بدارفور من قِبل تاجر الرقيق المعروف الزبير باشا, واليوم يواصل السفاح بنفس منهج الابادة التي بدأها ابن عمه . اما 1956 هو معروف للجميع (تاريخ استقلال السودان من حكم الثنائي) ولكن المهم هو مازالت دارفور مستعمرة داخلية من قبل الذين يبيدونهم, بالرغم من أن اقتراح الاستقلال من داخل البرلمان كان من نائب دارفوري, وايضا اول مدينة سودانية بتحرق علم الاستعمار وترفع علم السودان هي فاشر السلطان في دارفور.. واختم مقالي بقول فنان دارفوري )دارفور بلدنا ولكن خبرنا لسع).
احمد قارديا خميس
[email][email protected][/email]
Second Darfur Tragedy to No Stopping Point:
Marginalization has put its fingers on the dead bodies and the weakened people in Darfur. Amjarras, we an evaluation of what power of the empowered Janjaweed was since 2010. This time the defector has been clear and the real actors were on the ground, either ethnically or politically. Things look very clear on what the way forward that the decision makers to combat Darfur people through their freedom fighters and citizens then who is really benefiting from that huge conference deliberations??! There is something that only the planners know about it, being Al Turabi, Al Sadig, Hillal, Al Sessey or Idriss Debbi and his counterpart, being the Sudan government. SRF in Darfur as factions are asked to answer these questions, but before Abbas and Hammedeti, can be blessed by Al Basher for finishing up the job by reducing the population in the target areas in Darfur by that casualties to make it read 15% something has to be done and which must inter into the heart of Al Basher himself, whether as heart attack of thinking or immediate no fly zone to be implemented, because right now Al Basher is exchanging the news of good news from his mercenaries representatives, laughing so much and honoring the Amjarras conference. As thought carefully the plan is seemingly a replicated action to second Nuba Mountains and Second Blue Nile regions as far as undergoing preparations are heading towards bitter actions in Darfur before moving to somewhere else even if the failure counts to them, never mind is the principles of this Al Basher new quality of mercenaries launched war actually.
عميل منحوس همه فصل دارفور وبعدها يكتب عن الشرق
أخي الجبيب أحمد – وا ذلي ووا وجعي – وشكراً على طرحك الصادق واسمح لي بأن أضيف إليه هذه الإضافةالمتواضعة –
أضيف لما تكرمت به أن الاستعمار البريطاني – سادن الإمبيريالية العالمية بامتياز – دخل بل تسلل خلسة إلى بلاد السود في 1899 بحجة استعادة السودان المغلوب على أمره منذ 1821 – ودارفور حينها سلطنة معروفة ومستقلة رغماً عن أنف الخديوي وجلاوزته أمثال الزبير وإبنه سليمان – لا سلمهما الله – وأمراء المهدية وأتباعهم الهمجيين من بعدهما (قتلة الفور والجعليين وأهل البحر وأمدرمان وشندي وبربروالمحس والدناقلة) كانت دارفولر سلطنة معترف بها تخاطب الخديوي في مصر بل والباب العالي في الأسِتانة مباشرة وإذا فشل الخطاب العلاني والموضوعي تحداهما وهي في عقر دارها في أعماق أفريقيا السوداء وكل ذلك من منطلق الثقة في حريتها واستقلالها الوطني كما كان العهد بها كآخر الممالك الأفريقية – تتحداهما أن يصلا إليها في عرينها – وإذا استطاع بالتحايل والمكر والخديعة تاجر الرقيق الخسيس الزبير وإبنه سليمان في غفلة من الزمان أن يتمردا على السلطة لحساب الخديوي وأن يهرب من ثم من هناك غرباً داخل أفريقيا الوسطى وإذا استطاع من بعده شرذمة من أمراء المهدية بكذبهم وتضليلهم للبسطاء باسم الدين ( بالضبط كما يحدث الآن من حفدتهم ومن تبهعم بإفساد في قبائل الأطراف المحسوبين على الفور) في مؤامرات هدفها زعزعة حكم السلطان فقد زالت دولة المهدية وظلت السلطنة باقية رغماً عنهم حتى 1916 (أي أن سلطنة الفور ظلت حتى بعد دخول الإنجليز أطول مما ظل حكم المهدية) حيث تدخلت بريطانياالتي كانت في يوم من الأيام عظمى وقامت باستخدام أسلحة الدمار الشسامل والمدافع والطائرات وتبيد الفور العزل بعد ملاحم ومعارك بطولية دافع فيها الفور عن الفاشر وسلطانهم حتى الموت – فقضى الإرهاب على على سلطنتهم وأعرافهم وتقاليدهم التي هي أقدم من تاريخ بريطانيا العظمي نفسها – حيث تم ضم بلادهم إلى ?لحمة الرأس? التي أطلقوا عليه إسم السودان المصري الإنجليزي – وكأن هذا لم يكن كافياً فعندما خرجوا منه في 1956 خلفوا دارفور ضمن هذا الكيان الذي آل فيه فيه الحكم لأفندية تربوا على أييدي دهاقنة بريطانياوكأن شيئاً لم يكن – وقد كان الأجدر أن يعيدوا ليس لدارفور وحدها لأهلها – بل كل أراضي الجنوب لسلاطينها.
ما يحزني حقاً أن أرى اليوم أحفادالسلاطين يستجدون النصرة على أبواب مجلس العموم البريطاني وبرلمانات أوروبا وأمريكا وعلى أبواب السفارات ومعتمدي منظمات اللاجئين ويتسولون المعاش أمام أبواب قصور منسوبي السلطة والأحزاب في الخرطوم ناهيك عن أديس وإنجمينا ونايروبي.
اخى العذيذ اسلوب المستعمرين من الحكومات المتتالية على السودان لاهل دارفور و جبال النوبه و النيل الازرق و الشرق بصفة خاصة و كل السودانببن بصفة عامة يعتمد على جهل الناس الشديد بحيث يكون الشخص متحجر العقل لا يفكر بشكل جيد, و لذلك هم يكرهون كل مثقف يستخدم عقله و يغكر فى ما حوله بشكل جيد يوصله الى حقيقتهم, و يعتمدون فى ذلك على التضليل باسم الدين, و يقذمون بذلك ليس الانسان فقط بل مفهوم الخالق اجاركم الله, انا لله و انا اليه راجعون.
إختلافنا مع النظام القائم لا يجب أن يلغي عقولنا فدعني نتسائل معاَ من هو السفاح يا احمد خميس؟
هل تم الإعتداء على فرد واحد في دارفور قبل قيام الحركات المسلحة؟
من بدأ الحرب في دارفور ؟
هل توجد حرب في الدنيا ليس فيها ضحايا من المدنيين؟
هل من يحمل السلاح ويقاتل دولته فيعرض أهله للموت هو السفاح أم الدولة التي تردعه هي السفاح؟
هل تتوقع أن يحمل المتمردون على الدولة السلاح ويطلقون النار من داخل تجمعات المدنيين فترد عليهم الدولة بباقات الزهور؟
أعلم يا أخي أن العفل يؤكد أن من هو حريص على المواطنيين هو من يسعى للسلام وأن من يصر على أن يواصل الحرب هو السفاح مهما كانت درجة خلافنا مع الدولة.