الفتنة نائمة يا شيخ الاسلام ..!!

كنا قد انهينا في ذاك النهار الساخن جولة طويلة من التفاكر حول مبادرة اطلاق سراح الإمام الصادق المهدي المعتقل وقتئذ..في هذه اللحظة وقبل ان يتفرق جمعنا بدا الأب فيلو ثاوس فرج في توزيع قطعة خبز طازجة على المجتمعين ممزوجة ببعض اللطف وكثير من الطرائف.. قبل ذلك لاحظت ان القمص فرج كان أكثر الحضور لينا تجاه الحكومة..بل حينما اشتد التعارك بين الحضور اكد القمص ان بإمكانه الاتصال برئيس الجمهورية مباشرة لتلين الموقف..ذات الرجل ينصب مائدة رمضانية يشرفها بالحضور سنويا رئيس الجمهورية

قبيل نحو أسبوع كتب الأب فيلو ثاوس فرج في صحيفة اخر لحظة مقال بعنوان ( إسلام القران هو إسلام الكتاب ).. حينما قرات عنوان المقال انتابني إحساس ان هذا المقال سيكون له ما بعده..وحسبت ان المقال فلت من بين يدي صديقنا عبدالعظيم صالح مدير تحرير العروسة اخر لحظة.. الرؤية التي بنى عليها الأب فيلو ثاوس ليست جديدة..بل هي امتداد لدعوات قيام الحزب الإبراهيمي التي نظر لها مفكرين في قامة البروفسور حسن مكي..الدعوة بشكل عام تحاول توظيف التقارب بين منابع الأديان السماوية..لكن حينما ينفض الغبار عن ذلك الطرح رجل دين مسيحي بقامة القمص فرج فذلك أمر ربما يكون في غاية الحساسية.

لم يمضي أسبوع وإلا تصدي لمقال القمص رجلان من علماء الإسلام ..أولهم الشيخ مجدي قسم الكريم وهو امام مسجد بالثورة الحارة (12)..الرد الأكثر سخونة جاء من البروفسور محمد عثمان صالح رئيس اتحاد علماء السودان ..شيخ الإسلام صالح توعد القمص بأربع حلقات في مناظرة غير محمودة العواقب..بيد ان الأخطر من ذلك ان صالح اتهم فيلو ثاوس بان مقاله يحمل بين طياته دعوة تنصيرية تهدف لنسف قواعد الاسلام.

الزميلة اخر لحظة تصرفت بحكمة حينما صرفت النظر في نشر ما تبقي من مقال الأب فيلو ثاوس فرج..وليت الحكمة تتمدد ويتم إغلاق كامل الملف دون مزيد من التعقيبات على نحو يحفظ السلام الاجتماعي والتعايش الديني في هذا البلد..بل ان شخصي الضعيف تردد كثيرا قبل الخوض في هذا الموضوع الحساس ..الا ان خشية العواقب جعلتني اتوكل على الله واطلب من الجميع التحلي بالعقلانية والنظر الى ابعد مدى ممكن.

في تقديري مطلوب وبأسرع ما يمكن تدخل الجهات المنوط بها حفظ الاستقرار ودرء الكوارث ..إذا ما تحول الموضوع الى عامة الناس وبالحساسية الزائدة يمكن ان يتسبب في فتنة دينية..لقاء عاجل بين القمص فرج والبروفسور صالح تحت رعاية مجمع الفقه الإسلامي أو مركز التعايش الديني يمكن ان يقي بلدنا من شر مستطير ..مثل هذه القضايا الخلافية يستحسن مناقشتها على أسس فكرية وفي دوائر مغلقة.

هل تذكرون قضية الفتاة التي تنصرت..تلك القضية التي شغلت العالم بأسره بدأت ببلاغ فقدان مواطن وانتهت على ذلك النحو التراجيدي..من منكم يقتل الفتنة في مهدها ..بلادنا لا تحتاج الى كارثة جديدة وللبيت رب يحميه.

(التيار).
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. الخبيث عبد فتات موائدهم الخاسر حاولت تسويق الحكومه ففشلت والآن تحاول تسويق علماء السلطان الدواعش.

  2. (الاخوانجية) بضاعة مصرية كاسدة وها هي تنقل الصراع بين ( الاخ) القبطي و( الاخ) المسلم الي السودان.وامنيات او تمنيات اول العام 2015 ان اري البشير قد هداه الله وترجل عن الحكم لان قميص ( الاخوانجية) الذي البسه لاهلنا في السودان قميص ضيق كما تضيق مصر بملايينها المائة وهو ضيق لم يسع معنا الجنوب برغم المليون ميل مربع والاربعين مليون ساكن فقط. ايضا ان اري شيوخ الاسلام في السودان عاد لهم العقل وتنصلوا من دسم البشير وصدعوا بالحق الابلج في ظلام الكذب الذي احاط بالدولة السودانية في عهد البشير والترابي ( مسيلمة العهد الانقاذي).

  3. هكذا نحن المسلمون اصبحنا اكثر اهل الارض عدائيه وجلافه اصبحنا بحق عبء لا يطاق على الانسانيه . حتى اذا حاول شخص استرضائنا وتلطيف الاجواء نثور فى وجهه كالمجانين . وبالنسبه لهذا المسخ اللص المسمى محمد عثمان صالح هل نجح هذا الوقد فى الحصول على رضى المسلمون حتى يدعى انه فارس يحمى حمى الاسلام

  4. الدين الخالد أو الحكمة الدائمة
    لقد أوردت أحد النظريات في القرن الثامن عشر أن ما أوحي لموسي قد أوحي للشعوب السابقة الأخري ولكنها فشلت في إستيعابها لقصور فكري. ونظرية أخري فضلت أن هناك تدهورا قد حدث في تلك المعتقدات وفسدت و بأن الأديان القديمة ما هي إلا تحريف لأديان قديمة سماوية. كما ان قلة من المفكرين الدينيين، خاصة من المسيحيين، رأت في تعدد الأديان وتبنيها عبر الزمان دليل علي وجود دعوة واحدة ذات مصدر إلهي. وقد طُرِحت الفكرة في العصر الحديث تحت سياق الدين الخالد (Religic Perennic)، إذ زعم بعض الكتاب أن كل المعتقدات التي دان لها الإنسان منذ غابر الزمان ما هي الا سعي للدفع بحقيقة مطلقة تجاوبت مع إحتياجات البشر السيكولوجية والفكرية والإجتماعية. يتم إكتشاف تلك الحقيقة المرة تلو الآخري علي يد الأنبياء والرسل والقديسين والحكماء والفلاسفة. إذن لا تقتصر لائحة من يعيد إكتشاف تلك الحقيقة علي من أوجد تلك الأديان ولكنها تمتد لتشمل المصلحين والمجددين الذين كلما رأوا التهاوي في المعتقدات يحاولون إنتشال مجتمعاتهم من هاوية الإفلاس الفكري والخلقي. وبالرغم من الإختلافات في محتوي الرسائل وطقوسها ومؤسساتها ووسائل تعبيرها الا أنها تتفق الي أن هناك سبيل لإرضاء الرب وحسن المآب عن طريق العمل الصالح وطهر السلوك.
    من أشهر من حاجج بأن الأديان على إختلافها ذات إرث مشترك خالد الفيلسوف البريطانى الدوس هكسلى الذى نشر فى عام 1945 كتابا أسماه “الفلسفة الخالدة”. ولقد سبقه فى الفكرة فيلسوفا إيطالى اسمه أغوسطينو سيتوكو كان يعمل بالفاتيكان ألف كتاب عن الدين الخالد (Religic Perennic). وقد ظهرت فى القرن العشرين حركة (الحركة الإرثوية “traditionalism”) تشارك فى الزعم بالإرث المشترك للأديان والحكمة. تنسب الإرثوية (traditionalism) إلى كاتب فرنسي، رينيه جينو، عاش في أواخر القرن التاسع عشر يروى أنه تنقل بين المسيحية والصوفيه الإسلامية والهندوسية والبوذية وإنه إدعى أن الحلول والإتحاد ذي الأصل الصوفي هو صورة أخرى من اليوجا الهندوسية والنيرفانا البوذية .
    ولقد ظهرت فكرة أن الرسالة الواحدة المستمدة من لاهوت قديم (Prisca theologia) من مباديء الهرميسية التي كانت هي حركة فكرية ذات صبغة دينية عكست مباديء ضمنتها مجموعة مؤلفات نسبت إلي شخصية تدعى هرميس. لقد إنتشرت تلك الأفكار في العصور الوسطى في أوروبا ونتج عنها زعم بأن هي جزء من معرفة الهية قديمة قد إنزوت ولكنها بذرت بذور الأديان التي ظهرت بعد. إختلفت الرويات حول شخص هرميس. فبعض المسلمين يدعون أنه النبي إدريس. آخرون يعتقدون أنه حكيم مصري. وأن له مجموعة كبيرة من الكتب حرقت مع مكتبة الإسكندرية. وقد إنتشر فكره في الفترة الأولى لظهور المسيح معاصرة فترة إنتشار كتابات الديانه الأورفية والفكر الفيثاغورسي، ومباديء الغنوصية، وكتب الوحي الكلداني. وقد كان ما يجمع بين تلك المباديء توفيقية بين العقلانية والإيمان الديني.
    هناك من يؤمن بنظرية إفساد الأديان القديمه التي نزلت بالوحي degradation. أما فكرة اللاهوت القديم (Prisca Theologia ) فهو مبدأ يرى أن في بداية الكون كان هناك وحي إلهي أنزل على الإنسان وقد إنزوى ولكنه بذر بذور الأديان التي جاءت من بعد. وقد يكون ما أدى لتلك الفكرة، أولا، عمومية الإعتقاد بالدين وإنتشاره، وتشابه فى أوجه عدة منه خاصة فى مقاصده وطقوسه. و مع أن أغلبية أتباع الأديان لا يرون هذا الإرث المشترك فإن بعض الأديان – خاصة الإسلام والمسيحية واليهودية – ترى أنها إمتداد لرسالات سابقة. وقد روي أن النجاشى حاكم إثيوبيا لما سمع القرآن من المهاجرين الآوائل الذين إحتموا به إنبرى قائلا، “أن هذا لابد أن يكون قد خرج من نفس المشكاة التى جاء منها موسى”.
    إن التشابه بين الأديان ووجود المؤسسة الدينية فى كل المجتمعات يثير إستفهامات كثيرة. أحد التفسير المحتمل أن المجتمعات قد نقلت عن بعضها البعض. وهناك دلائل عدة على التأثير والتأثر. وهناك إحتمال الحاجة الإنسانية ومقابلة الأديان لبعض متطلبات الحياة الفردية والجماعية. والحق فإن الظاهرة الدينية لإحدى الظواهر المدهشة والتى تستعصى فى بعض جوانبها على الفهم. وتتطلب البحث فى أغوار التاريخ. وقد يكون رسالة الوحي هي التي يتفق حولها المؤمنون ونقدم تفسيرا مرضيا لكل حسب فهمه لدينه.

  5. الخرابة التخرب بيت ثاوس وصالح كان سمعنا بهذه الشكلة بيناتم وأن كل واحد بشجع في امصارو من اجل معركة سوق ابو جنزير
    قريبة انتم الذينا تكتبون الفتن وانتم الذينا تروجون لها وتدعون الصلح مع صالح …!؟

  6. الدولة واجهزتها في غفلة او تغافل متعمد عن اي خلاف فكري . ربما يكون مرد ذلك لسياساتهم الخرقاء او خوائهم الفكري . نعم الفتنة نائمة وتوشك ان تستيقظ ودونكم ماتناولته مواقع التواصل الاجتماعي مؤخرآ حول احتفاليات الاخوة المسيحين باعياد الميلاد وما تناثر من رسائل حول عدم التواصل معهم . بل وحول يوم ميلاد المصطفى ( ص) .

    لعن الله من يوقظها .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..