مقالات وآراء سياسية

لقد عاد حاج البرھان من حجته مبشرا بما بشر به اركو مناوي من قبل

اوھاج م صالح

بعد طول غیاب عن المشھد ، صوت وصورة ، للدرجة التي قیل فیھا انھ تحت الإقامة الجبریة ،
فجأة ظھر رئیس الإنقلاب السید البرھان ، خارج حدود الوطن . وما ان عاد من حجتھ غیر المبرورة تلك ، الا وقد أمر وزیر خارجیتھ (الكوز) علي الصادق ، بالتبشیر بما تم الإتفاق علیھ من إقامة شراكات اقتصادیة ضخمة في مجالات الطرق والموانىء ، والسكك الحدیدیة ، وایداع مبالغ مقدرة بالبنوك السودانیة. بالإضافة الى التعاون العسكري وتبادل الخبرات. فأنطبق علیھ المثل القائل (صمت دھرا ونطق كفرا).
طیب یا جماعة الم تكن ھذه الإتفاقیات ھي نفسھا التي جاء مبشرا بھا قائد كتیبة الموز ، اركو مناوي ، بعد عودتھ ھو الآخر من حجتھ التي سبقت الإنقلاب المشؤوم بأقل من اسبوعین . وقد فضحنا تلك الإتفاقیة في حینھا وفندنا فحواھا ومغزاھا ، والضرر الذي ستسببھ للسودان في حال الموافقة علیھا . وكان ذلك في مقال نشر بصحیفتي سودانیزاونلاین وسودانایل بتاریخ 23
سبتمبر 2021م ، بعنوان : (ان لم تلغ اتفاقیة اركو مناوي مع موانىء دبي ، فستصبح دارفور
قریبا الإمارة الثامنة) . والآن مرة اخرى نؤكد لقائد الإنقلاب ونقول لھ انما جئتم بھ من مشاریع انما ھي اسالیب شریرة لنھب ثروات البلاد ، ولن تنطلي على احد ، خاصة وان ریعھا لن یدخل خزینة الدولة ، شأنھا شأن الدھب المنھوب والذي اصبح سببا لغطرسة روسیا وأحد
محفزات غزوھا لدولة آمنة مستقرة ، اكرانیا . لذلك نكرر للسید رئیس الإنقلاب مرات ومرات ، ان الشعب لكم بالمرصاد وسوف یقتلعكم قریبا وسیبطل جمیع مشاریعكم الشریرة ھذه ، بإذن الجبار ، خیر الماكرین (ویمكرون ویمكر الله والله خیر الماكرین).
ولربما لا یجد الكثیرین الوقت للرجوع لذلك المقال، فأذكر انني طلبت فیھ من كل من مجلسي
السیادة والوزراء ، الإفادة ان كان مثل ھكذا إتفاقیات تقع ضمن اختصاصات حاكم اقلیم دارفور
المارشال خلا ، قائد كتیبة الموز/ اركو مناوي ، وطبعا لم یرد أي من المجلسین على سؤالي .
وبعدھا بأیام قلیلة وقع الإنقلاب المشؤوم والذي كان ضمن حزمة الإتفاقیات غیر الظاھریة -التي جاء مبشر بھا رئیس كتیبة الموز ، السید اركو مناوي (ایضا نوھت لھا في ذلك المقال).
وابلغ دلیل على ان الإنقلاب كان ضمن حزمة الإتفاقیات ، ان رئیس كتیبة الموز ، لم یذھب
لإقلیمھ الا خطفة ، حیث عاد مسرعا ، وكلف مھامھ لوالي ولایة شرق دارفور ، بحجة مشغولیاتھ التي تتطلب بقائھ في الخرطوم وعلى الفور بدأ في التمھید للإنقلاب ، وذلك من خلال اطلاق سھامھ المسمومة ، میمنة ومیسرة على الحكومة المدنیة ، ومطالبتھ بالمصالحة مع الكیزان ، ومن ثم فعل فعلتھ الخسیسة تلك بحشده لكتیبة الموز في القصر الجمھوري ، حیث ھتفوا قائلین “ما بنرجع حتى البیان یطلع”. فكان لھم ما ارادوا ، وفقا للخطة المرسومة والمتفق علیھا سلفا مع لجنة البشیر الأمنیة ومھندسوھا الآخرین ، الذین نعلمھم كما یعلمونھم ھم.
وھنا لابد لنا من ارسال رسالة خاصة للذین یدعون محبتھم للشعب السوداني، ویزعمون مساعدتھ وتنمیة موارده . لنقول لھم ان كنتم صادقین حقا فیما تدعون ، فإن اولویاتنا الآنیة ، واولویة العالم بأسره تتمثل في التركیز على الإستثمار الزراعي ، بشقیھ النباتي والحیواني،
نسبة لأن العالم مقبل على موجة نقص حاد في المواد الغذائیة . حیث ان من المتوقع ومن واقع
الحرب الروسیة على اوكرانیا ، إن یصل مقدار النقص في المواد الغذائیة ھذا العام نسبة مھولة
وان الأسعار سوف ترتفع بما یفوق ال %25 . لذلك رسالتنا للذین یدعون محبتنا ، ان اولى اولویاتنا في الوقت الحالي ھي ان نستنطق ارضنا البكر ، كما استنطقھا رجل البر والإحسان :
الشیخ/ صالح الراجحي ، متعھ الله بالصحة والعافیة وطول العمر . حیث قام ھذا الشیخ المحسن الجلیل بزراعة القمح في السودان ، وفي مناطق لا یعرف عنھا انتاجا للقمح ، فأنتجت الأرض قمحا كنت اخالھ رمالا عندما شاھدتھ للوھلة الأولى مجمع في شكل تلال . ومن كثرة القمح كان یغرف باللودر ، ماشاء الله تبارك الله. ولم یصدر الشیخ الراجحي من انتاج القمح كیلو واحد
للخارج وانما كان یبیعھ لدولة الكیزان ، الذین ضحكوا علیھ في آخر المطاف ولم یسددوا لھ
جنیھا واحدا من مستحقاتھ ، نسأل الله ان یخلف لھ بخیر من ذلك . وعندما سقطوا امروا
كوادرھم بالإساءة للشیخ الجلیل لكي یغضب ویخرج من السودان ، حسدا من عند انفسھم ،
وحتى لایطالبھم بمستحقاتھ امام القضاء (ما انجس ھؤلاء الكیزان). كما قام الشیخ الراجحي
ایضا بإحضار فصائل لأشجار نخیل محسنة حیث بلغ انتاج الشجرة الواحدة منھا 500كیلو
(اسألوا ناس شركة زادنا تبع الجماعة یاھم) لذلك نعود ونكرر ان اولویاتنا ھي ان نزرع ارضنا عدد سنین دأبا ، حتى یأتي عام ندع ما زرعناه في سنبلھ . وعندھا سیكون قد امتلأت صوامعنا ومطامیرنا ومخازننا ، وقبل ذلك قد
امتلأت بطون شعبنا وطیرنا وحیواننا . وتزامنا مع الإستثمار الزراعي ، نود الإستثمار في المصانع التي تحول منتجاتنا الزراعیة والحیوانیة الخام الى منتجات نھائیة تامة الصنع لكي نوقف تصدیرھا خاما للخارج ، حتى لا تصنع وتصدر بإسم دول اخرى لا ترید لنا خیر وتسعى
جاھدة لإستنزاف مواردنا واقعادنا عن ركب التقدم.
اما موضوع الإستثمار فیما ھو في باطن الأرض -وھي منتجات ناضبة غیر متجددة- او الإستثمار في الموانىء التي تستخدم لنھب ثرواتنا ، فنقول لرئیس الإنقلاب ومستثمریھ ، كلا ثم الف كلا . ومثلنا السوداني یقول : العضاه الدابي بخاف من جر الحبل . وكم ھي عدد الدبایب التي عضتنا ، والأخرى التي تتأھب لعضنا مرات ومرات الأمر الذي جعلنا نتوجس من ولا نثق في أي استثمار في باطن الأرض . الایكفي ذھبنا الذي اصبح محفزا لرئیس روسیا لإشعال حربھ على أوكرانیا . وكذلك عوائد بترولنا التي تقدر بمئة ملیار دولار ، والتي نھبھا الكیزان الأنجاس المناكید ، لتودع في خزائن دول اجنبیة تتمتع بھا كیف تشاء ، وخزینة دولتنا یعشعش فیھا العنكبوت .
وبمناسبة خزینتنا الفارغة ، لقد قرأت الیوم موضوعا في احدى المواقع الإلكترونیة ، مفاده ان
بعض الشركات الكبیرة في السودان اكتشفت فقدان مبالغ مقدرة من ارصدتھا بالعملة الإجنبیة المودعة لدى البنوك السودانیة ، علما ان ھذه الشركة لم تسحب شيء من ارصدتھا تلك.
وعندما استفسرت تلك الشركات من جھات الإختصاص ، تم ابلاغھا بأن ھناك توجیھات علیا
صدرت لھم بأن ھناك سقف محدد یمكن للمودع الإحتفاظ بھ في حسابھ في شكل عملھ صعبة ،
ومازاد عن ذلك السقف یحول لعملة سودانیة ویودع في حساب الشخص او الشركة . وتفید تلك الشركات انھ لم یخطرھم اي مسؤول بھذا القرار ، وانما تفاجؤوا بذلك عندما تحسسوا ارصدتھم
بالعملة الصعبة فوجدوھا مكجومة كجمة بوتین لأوكرانیا . وافعال كھذه لا یمكن ان تصدر الا من واحد طویلة ، على وزن اربعة طویلة.
دعونا نعود مرة اخرى لموضوع الإستثمار في الموارد المعدنیة ، لنقول لھؤلاء المستثمرین ،
ان الإستثمار فیھا في ظل ھذه الحكومة التي لا تمثل الشعب السوداني ، یعتبر خط احمر ، ولن نسمح بھ ، وستذھب استثماراتكم ادراج الریاح. فالحذار الحذار . لأن أمر الإستثمار فیھا سیؤجل حتى یقرر فیھ شبابنا الذین حرموا من كل شيء لمدة 33 سنة حسوما ، حیث ذاقوا
خلالھا شتى اشكال الذل والقھر والجوع والمرض والجھل والبطالة والقتل ، في الوقت الذي یتمرغ بحصائد معادننا دول اخرى، وعدیمي الضمیر من بني جلدتنا وغیرھم .
نختتم ھذا المقال بإضافة لاءات ثلاثة اخرى لتصبح لاءاتنا ستة :
لا للشراكة ، لا للمساومة ، لا للتفاوض ، لا للإستثمار في الموانىء ، لا للإستثمار في السكك الحدیدیة ، لا للإستثمار في المعادن . وتلك ھي ستة لاءات كاملة.
فمال ھؤلاء القوم لا یفقھون حدیثا ؟؟؟؟؟؟ .

[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..