مقالات سياسية

(ملايين) حزب الأسد النتر التى لم تنتر عند قارعة جوهانسبرج؟!

د. علي حمد ابراهيم

أكيد أنكم تذكرون أكذوبة (الاتحاد الاشتراكى العظيم !) الخالدة . بالتأكيد تذكرون ذلك الكشكول الهلامى الذى جمع فيه دكتاتورزمانه جعفر محمد نميرى ، جميع فيه كل موظفى الدولة وعمالها واصحاب المصالح المرسلة معها، وقال لهم هيت لكم : خذوا منى هذا الحزب الثورى الذى يناطح قوى الباطل الرأسمالى دفاعا عن مصالح قوى الشعب العامل!

 

تذكرون بلا شك ذلك الكشكول الهلامى الذى كان يتنفس فقط اذا تنفست الحكومة. و (ينخمل ) اذا انخملت الحكومة . أكيد أنكم عاصرتم عودة الكشكول الهلامى من جديد فى شكل بعاتى قام من قبره باسم المؤتمر الوطنى ، كشكول مستلب من مخزون ملك ملوك افريقيا ، ذلك الملك الطاؤوس. و لابد أنكم تذكرون أن البعاتى العائد من القبور تفرعن بعد أن نبت لحمه وشحمه من ريعكم حتى زعم أنه بزّ سيد الاسم القديم وتفرعن عليه لجهة عضويته المليونية وميزانياته الملياردية . وتبسم له الحظ ببترول تفجر له من داخل الارض ينابيع (خلت) الدنيا تبتسم ، لو استدعينا تعابير ذلك الشاعر الشفيف وهو يغنى لصاحبه سيد الاسم.

قال الاتحاد الاشتراكى الجديد ، البعاتى العائد من قبو القبور المظلمة إن عضويته من (المتيمين الولهين به) قد فاقت العشرة ملايين عضوا: محفوظون فى العفاف والصون ومدخورون ليوم الزينة .و لليوم الشين . لسؤ حظ الادعياء أن المياه تكذب الغطاس . فهاهى الموية تكذب الغطاس فى يوم الزينة الانتخابية الاخير . يوم دخل الحردانون المغاضبون والمعارضون بيوتهم ونادوا على الآخرين أن يحذوا حذوهم .

وبان الكوك فى المخادة . لا عشرة ملايين رأينا ولا يحزنون . الجموع المكرية لزوم التفويج الفوتوغرافى عند الطلب ديكورا خلفيا للمصورين الذين امتهنوا ويمتهنون تجميل اللوحات والصور. ويجملون الذى لا يمكن تجميله إلا بشق الأنفس. الملايين العشرة المدخرة ليوم الزينة ولليوم الشين لم تلبى النداء هذه المرة. هل نضب معين الكراية . اكيد أنكم سمعتم بطرفة الرجل الذى لا تفارق سكينه السنينة ذراعه الايمن حين سئل لماذا لم يستعمل سكينه تلك لحظة اعتداء احدهم عليه جنسيا قال أنه يدخر سكينه فقط لليوم الشين. زبدة القول هى أن الملايين العشرة ذابت يومها مثلما تذوب الزبدة فى اليوم الحار الشين . وظهر فى مكانهم موظفو حزب الاسد النتر الذين جئ بهم كشهود زور على انتخابات الخج الثانية وكل واحد منهم نائم مثل سلحفاة عجوز. يومها بان الكوك فى المخادة .

وبان الكذب الزؤام كما كان يقول زميلنا ابن البكباشى العظيم ونحن صبية اغرار فى مدرسة ملكال الاميرية ، فنضحك . كنا رعيلا ناشئا فى تلك المدرسة الجميلة . وكنا لا نعرف شيئا فى عوالم الخبث والخبائث حتى الفهامات منا ، من امثال شوقى بدرى ، سليل الاسرة المعطونة فى عبق تاريخ الأمة السودانية ، الذى تلب علينا فى سماء اصوصة وعلى رأسه برنيطة من فهم وتاج . أمس بان كوك الجماعة فى المخادة للمرة الثانية . قاضى جنوب افريقى يصدر امرا مؤقتا بمنع الاسد النتر من مغادرة جنوب افريقيا . ( أرجو ، أن لا يسألنى مولانا سيف الدولة : الاسد النتر على منو ؟) توقع الكل أن تحرق العشرة ملايين عضو ، ان تحرق الحصى والعشب واديم الثرى احتجاجا على توقيف الاسد النتر اصبح قاب قوسين او ادنى من مقطوعة الطارى بن سودا ومملكتها فى لاهاى. الملايين العشرة اختفت فى منازلها مثل نمل سليمان ولزمت الصمت تماما مثلما اختفت فى يوم الزينة الانتخابى ، ليضطر الذين بيدهم الامر الى اللجؤ الى الخطة ( ب ).

اكيد انكم تعرفون فحوى ومحتوى الخطة (ب) ولا داعى للتكرار الممل. قارعة جوهانسبرج كانت هى اليوم الشين الذى يتوجب فيه استعمال كل السكاكين المدخرة ان وجدت : من قوة جماهيرية ومن قوة معنوية ومن قوة سياسية ومن قوة قانونية . كل ذلك لم نجده عند نزول قارعة جوهانسبرج .

بل وجدنا ارتباكا غريبا فى معسكر الاسد النتر . خبر صاد من تلفزيون السودان والقارعة فى دقائقها الاولى يقول ان الرئيس عاد بعد انتهاء المؤتمر الذى لم يبدأ. واضح ان الذى أمر بفبركة ذلك الخبر لا يعرف حتى جدول وقائع المؤتمر وتواريخها . ثم هاهو مخلوق باسم ( عبد العاطى) المؤلفاتى ، ويسمى كذلك بالخابور الوطنى على ذمة صحفى الاسافير الاشقياء ، هاهو هذا الرجل المعجزة ( مع الاعتذارللطفل المعجزة ، صاحب اللقب بوضع اليد) يقول أن الرئيس البشير لم يتعرض لشئ .

وكل ماقيل هو فبركة وأن الرئيس هو (الآن) معلق فى جو السماء عائدا الى بلاده . قال الرجل الخبير هذا الكلام والرئيس ما زال قابعا فى جوهانسبرج بينما الرؤساء الافارقة يبذلون قصارى جهودهم مع القضاء الجنوب افريقى لايجاد مخرج له من الورطة التى ادخله فيها مساعدوه و مستشاروه الكثيرون . هذا الرجل يستحق لقب الخابور الوطنى الذى صنعه له الاعلام الاسفيرى السودانى مثلما صنع القاب وزير الدفاع بالنظر والحاج ساطور والطفل المعجزة وابو العفين . اكيد أنكم تعرفون ،كلكم جميعا اصحاب هذه الالقاب الجهنمية بالاسم.

السؤال الكبير هو لماذا هذا البرود الغريب الذى قابل به حزب الاسد النتر قارعة جوهانسبرج . ولا شخص واحد خرج محتجا. ولا متيم واحد بحب الاسد النتر ضرب رأسه بالحيطة من الغضب : أين امثال الذى سجد للاسد النتر كما يسجد العبد الخائف لخالقه .

أين السائحون بالامس فى حب الاسد النتر الذين ملأوا الفضاء بترانيم الوله فى الاسد النتر . أين الذين غنوا لامريكا التى دنا عذابها . لماذا لم يهددوا القاضى فابريكيوس الذى كاد يرسل الاسد النتر الى السيدة بن سودا فى عقر دارها. اسئلة كثيرة تتواترعلى الخاطر الغلبان حول سكون حزب الاسد النتر بملايينه العشرة المدعاة وسكونه فى يوم قارعة جوهانسبرج . ونضيف اليها سؤالا خطيرا: هل تحركت ماكينة الحرس القديم فى الاتجاه المعاكس على قول الدكتور فيصل القاسم .

ليس لدى عيون زرقاء اليمامة لكى ارى خلف الاكمات الكثيفة. ولكن احساسى الخاص يكابدنى و يعاورنى لكى اصدق أننى أرى شجرا يتحرك من وراء تلك الاكمات الكثيفة. لا ابتغى من تساؤلى هذا ايقاظ الفتنة النائمة. ولكن بشر مكلوم ومسكون بالخوف على بلد نحبه . وعلى مصير شعب يتحب فى كل الظروف والمواسم .

وقد اصبح حاله حال العدو المكشر. وبعد هل تفتح قارعة جوهانسبرج عين الاسد النتر ، ليعرف انه اسد حبيس . يزأر من وراء قضبان سجنه ، لا يخيف احدا وراء تلك القضبان . بينما يخاف هو من وراء زنازينه التى صنعها لنفسه وهو فى كامل وعيه المدغمس .

[email protected]

تعليق واحد

  1. طبعا يا سعادة السفير الحبيب بعدكم الخارجية كما تري قاعا صفصفا -طبعا لم يخرج لتاكيد الكوك هذه ناحية الناحية المقاولين للزفه اختفوا لانهم لا يعرفون من اين يقبضون المليارات فالمسيرات تخرج بتكاليفها لا بتوليفها هكذا مجانا لوجه الله وها قد تاكد ان حزبهم صفر كبير ولكن ان عاد ستري الهدر !!!اما ما وراء الاكمات قربت الكراسي تشتغل !!!ولا تصريح مسئول واحد فيه فايده !!تصريحاتهم كلام الطير في الباقير!!!

  2. ياسعادة السفير إت زولا شوات تمام وكمان بتشوت ضفارى – وكمان فى المقص – عفارم عفارم بس واصل الشوت بالليل والنهار وما تقطع الاخبار وكان تعب منك جناح فى الشوت زيد

  3. السفير المتقاعد علي حمد ابراهيم

    معلوم لا يطيب لك خاطر اذا لم “ترفث” في نميري ونظام مايو.

    هسة لزومو شنو الزج بالاتحاد الاشتراكي في سياق هجومك على المؤتمر الوطني”؟

    الاتحاد الاشتراكي كان فعلا “كشكول” لأن السودان كلو كشكول، لكنه لم يكن “هلاميا” ولا “أكذوبة” كما تتندر بشكل راتب كلما حملت قلمك، كما أن ج نميري لم يكن دكتاتورا، دكتاتور في إيه يا ظالم؟

    لقد جمع الاتحاد الاشتراكي وبالفعل “موظفي الدولة وعمالها” كما قلت، ولكنهم لم يكونوا من “أصحاب المصالح المرسلة” كما وصفتهم بخبث فاضح، وإنما كانوا أصحاب “المصالح الحقيقية”، ولكن لا غرابة، إنها طريقتك المعروفة في التلاعب بالألفاظ إذ من الصعب أن يرجو المرء تنويرا أو رصانة من قلمك.

    الاتحاد الاشتراكي السوداني لم يصنعه ولم يقترحه ولم يبنه ج نميري، الاتحاد الاشتراكي صاغه أبناء الشعب وطلائعه السياسية والمثقفة في لجنة الميثاق “ميثاق العمل الوطني” التي جرى تشكيلها في مايو 1970 لو تعلم وأسسوه في العام 1972 ولم يكن ج نميري عضوا فيها حتى يقول لهم “هيت لكم خذوا هذا هذا الحزب الثوري الذي ….” و “هيت لكم” هذه اقتباس غير موفق لو كانت بك حصافة.

    الاتحاد الاشتراكي السوداني، كان سودانيا بالفعل وكان إطارا لقوى الشعب العاملة وكان ما اسميته تهكما برضو بـ “الباطل الرأسمالي” جزءا من تلك القوى العاملة.

    الاتحاد الاشتراكي”الكشكول الهلامى” كان يتنفس وكنت أنت تتنفس معه، ولم تكن الحكومة في دولة مايو منخملة في أي يوم عاشته، كيف تنخمل وأنت أحد كوادرها الدبلوماسية “الخاملة”، أقصد العاملة.

    انت إنسان المفروض تكون شيخ “سيناتور”، قول حاجة مفيدة بالله وبطل تهجم وتهكم بلا أسباب سوى اشياء في نقس كلها “يعقوباب”.

    يديك الصحة.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..