سلاح علي قارعة الطريق ..!

لن ينصلح الحال ولن تخمد النيران في دارفور طالما ان السلاح هناك وبكل انواعه يباع ويشتري علي قارعة الطريق نهارا جهارا وطالما ان لكل قبيلة مليشياتها الخاصة والمدججة بالسلاح ولكن الحقيقة التي تحتاج الي جرءة الاعتراف بالخطر الكبير هو ان الشكل اوالمظهر العام بات كله متوشحا بالسلاح حتي ما عاد هناك تمييز ما بين من هو الشخص العسكري ومن هو المدني وصعدت قيمة القبلية الي اقصي مستويات الطموح والاعتزاز بالذات واحتلت كذلك مكانها في قمة اهتمامات واولويات الحكومة . تلك هي الحقيقة التي اقراها الشرتاي جعفر عبد الحكم الوالي الجديد بولاية وسط دارفور في حديثه “للانتباهة” ولهذا فكلما انطفأ حريق كلما اندلع حريق في مكان اخر مسببا المزيد من الجراحات والدماء المسكوبة ..فالحاجة اذن بدارفورليست لمؤتمرات او منابر او وثائق بقدر ما انها تحتاج الي ارادة قوية تعيد السلاح في دارفور الي غمده ثم تجمعه في يد الدولة ولو افلحت الحكومة والادارات الاهلية معا في تحقيق هذه المهمة فانها بذلك تكون قد وضعت اولي الخطوات في اتجاه حقن الدماء واشاعة السلم والاستقرار في عموم دارفور وقدمت كذلك حلولا منطقية وربما جزرية لملف شائك ومعقد وينزف دما.
وعلي كل فان دارفور تنتظر تلك القرارات والاليات “والوثبات” التي قالت الحكومة بانها ستكون وشيكة للدفع بقضية دارفور ناحية التسويات النهائية والحاسمة .
حوارات بلا نهاية ..
رغم الضائقة الاقتصادية الخانقة والتي تاخذ بتلابيب كل السودانيين ورغم جنون الاسعار واحتقانات الاقتصاد الا ان السياسيين يتسابقون في حواراتهم المفتوحة والمغلقة بحثا عن مشاركات ومناصب ونفوذ في الكيكة القادمة .. ولكن لم تعد قضية المواطن في سبيل بحثه عن معايش تشكل احدي اهتمامات واولويات هؤلاء لا حكومة ولامعارضة ولكنهم يهدرون كل الوقت بلا مبالاة وبعيدا عن مطلوبات قفة الملاح ..ولماذا اذن لا يشركون خبراء الاقتصاد ورموز المجتمع في سباقاتهم السياسية يبدو ان الحكومة في حاجة الي من ياخذ بيدها ويقنعها بان ما تنشغل به الان من لقاءات وحوارات سياسية لا يهم سوي فئة قليلة اخذت كفايتها تماما من متاع الدنيا ومزقت كل الفواتير فيما يظل السواد الاعظم من السودانيين يلهث ويكد يوماتي ليس من اجل ان يجد له منصبا او تمثيلا في الحكومة القائمة واللاحقة ولكن من اجل ان يبقي هذا المواطن الي الغد .فمهلا ايها السياسيون فهناك شعب ينتظر واقتصاد يحتضر واسر عديدة تضيع وهناك ايضا اخرون يتربصون بنا ..فرجاءا اسرعوا الخطي في سبيل تسوياتكم وتفاهماتكم السياسية لان المواطن وحده هو الذي يدفع بالوكالة كل الفواتير وكل الاتعاب فالمسافات تطاولت ما بين كل ازمة وحلولها .
اصلاحيون جدد ..!
تنشط مجموعة كبيرة داخل حركة التحرير والعدالة تحت مسمي “التيار الاصلاحي” في محاولة منها لتصحيح بعض المسارات التي تعتقد المجموعة انها ضلت طريقها وتوجت المجموعة نشاطها بتشكيل مكتب تنفيذي خاص ومجلس قيادي من 60 عضو وابلغ الاستاذ محمد ابراهيم بريش “الانتباهة” بان مجموعتهم تسعي الي تطوير الحركة الي حزب سياسي ومعالجة الفساد المالي والاداري داخل الحركة حسبما قال الي جانب العمل علي توفيق اوضاع السياسيين والعسكريين بحركة التحرير والعدالة ولكن مجموعة بريش نفت بشدة ان تكون مبادرتها هذه محاولة للقفز خارج اسوار الحركة ولكنهم هددوا بانه حال عدم الاستجابة لطرحهم ومقترحاتهم فانه لا خيار امامهم سوي الانتقال للخطة (ب) وهي عزل مجموعة من الافراد وعلي راسهم رئيس الحركة وامينها العام وسيخاطبون كل الاطراف المعنية بملف سلام دارفور وكشف بريش ان هناك مجموعة اصلاحية اخري قامت بخطوة استباقية الايام اليومين الماضيين وسلمت خطاب او بالاحري مذكرة الي السفير القطري بالخرطوم يبدو في شكلها العام انها تعبير عن حالة عدم رضا حول عملية تنفيذ نصوص وثيقة الدوحة .
تحديات البناء..1
ينشغل حزب المؤتمر الوطني هذه الايام بحملته الخاصة بالبناء القاعدي للحزب وهي محاولة لمغازلة قواعد الحزب وتجديد ولاءاتها مقصدها ضخ دماء جديدة في شرايين هذه العضوية واعادة ترميم الكيانات القائمة وبناء جسور جديدة من التواصل بعد ان تدهورت وتقطعت اوصالها ذلك لان تقلبات الظروف وتبدلات الاحوال اثقلت علي الحزب وعضويته كثيرا حيث افلحت القوي السياسية والحزبية الاخري في ان تستميل كل الغاضبين والمحرومين الي صفوفها واطروحاتها السياسية .
وحتي تتحقق عملية البناء فان المؤتمر الوطني سيجد نفسه امام تحديات جسيمة تكلفه كثيرا من المال والجهد والرهق ولكنه عليه مواجهتها بارادة جديدة وبمشروع سياسي جديد وعليه ايضا ان يبحث عن كفاءاته التي انزوت من السطح والاضواء واثرت البقاء خلف الاستار والظلال .
شجرة “الدليب” ..!
من المفارغات السياسية ان السيد الصادق المهدي زعيم حزب الامة يغادر اليوم الي دوحة القطرين في مهمة رسمية يلعب عبرها المهدي دورا محوريا يجنب عدد من بلدان الخليج ويلات الحرب الباردة وبحسب تاكيدات قيادة حزب الامة فان السيد الصادق المهدي سيطرح رؤيته لهذه الدول وسيقترح علي زعمائها تشكيل مجلس حكماء يتصدي لكل التقاطعات التي تشهدها العلاقات بين بعض دول الخليج طبقا لما قالته الزميلة “السوداني” ليس في ذلك غرابة ولكن الذي يثير الدهشة ان المهدي سيغادر الي الخليج كمحكم بين هؤلاء الزعماء العرب وعلي ظهره احمال مثقلة وتركة مليئة بالتقطعات والتباينات والخلافات وركام خرب علي مستوي حزبه وكذلك علي المستوي العام .
فان كان المهدي حقا يمتلك تلك العبقرية والحكمة لصناعة السلم في بلدان اخري اليس من الاولي والاجدي ان يمارس هذا الدور علي الاقربين؟ .. ولكن الذي يجب ان نقوله اعترافا بحق السيد الصادق المهدي هو انه رجل وفاقي متسامح لكنه قلق ومتغلب الاراء والمواقف يعطي الاخرين ثمرة تجاربه وحكمته ويضن علي ابناء جلدته تماما كشجرة الدليب تعطي ظلها للبعيد وتترك الاقربين في الرمضاء فاين الاشكال اذن ؟ هل اخطانا نحن في عدم الاعتراف بالرجل ؟ ام صدق الاخرين وقطفوا ثمرة المهدي ؟

[email][email protected][/email]
زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..