مأساة رجل تدمي القلب وتهزم المشروع !!ا

مأساة رجل تدمي القلب وتهزم المشروع !!
فايز الشيخ السليك
ثلاث صدمات موجعة، أسالت أدمعي وأنا أقرأ قصة رجل اسمه حماد جبريل، حسب تحقيق صحفي نشر بالزميلة “التيار” في عددها رقم (542) والصادر يوم الاثنين الموافق الواحد والعشرين من الشهر الجاري، وأعدته الصحفية نعيمة بيلو، تحت عنوان ” طفل يفقد جزءاً مهماً من جهازه التناسلي والمحكمة تغرم الطبيب مائة جنيه”، فالمزارع حماد كان خارج منزله لفترة زمنية امتدت أياماً، وحين عاد إلى قريته فاجأه منظر ” خيمة ” منصوبة قرب منزله، فكاد قلبه أن يخرج من بين أضلعه، إلا أنّ المفاجأة التي انتظرته كانت “خير” فقد ختن ابنه الصغير، خلال حفل ختان جماعي رعته إحدى المؤسسات، إلا أنّه يا سادتي؛ ومع مأساوية القصة، التي تتعلق بطفل بريء، وأب حزين؛ فقد بتر الطبيب جزءا من جهاز الطفل التناسلي، ورغم ذلك؛ كان يمكن أن نقر بأن المأساة نتجت عن “أخطاء طبية معهودة”، مع انتفاء عامل سوء النية، فنعتبر القضية ” قضاء وقدر”، إلا أنّ عمق المأساة يتزايد كلما ولجنا داخل أسطر التحقيق، وتوغلنا مع حماد في رحلته الممتدة لأربع سنوات، وهو تحقيق صحفي يفيض إنسانية، وصدمات قاسية أسالت دموعي، ولا أدري لماذا صارت الدمعة قريبة في هذه الأيام برغم موجات “التسونامي”، وانتصارات الثوار، وسقوط الأقنعة، وانهيار الأنظمة الشمولية، فقد أبكتني مقالة كذلك للصديقة المجنونة استيلا قايتانو، وسوف أعود إليها كي أنتقم من هذه البنت التي تمتد في مساحات وطني جمالاً رغم الحزن الكبير، وبلسماً رغم الجراحات العميقة! لكن صدمة العم حماد جبريل كانت كبيرة، فهو قد رأى الدم يتدفق من جسد طفله الوديع، فيكسي الثوب الأبيض احمراراً، فبإحساس الأب حمل ابنه إلى المستشفى بمدينة ود مدني، فاكتشف “المأساة، وتتوالى الصدمات، فقد ذهب لمقاضاة الطبيب فكسب مبلغ (7) آلاف جنيه لا غير، وطلب منه السفر إلى فرنسا لعلاج الطفل، ومداواة الجزء المبتور! أو ليست هذه صدمة لمزارع بسيط يعيش في مشروع الجزيرة؟ لكن ليتها كانت وحدها! فالرجل ذهب إلى القصر الجمهوري، وهو قصر منيف، تصرف فيه مليارات الجنيهات، وهي مبالغ قد تفوق ما يخصص للتعليم، أو ربما الصحة!، إلا أنّ الرجل يخرج من القصر بمبلغ 500 جنيه لا غير، وهي بداية الصدمات. ثم ذات الرجل يذهب إلى مركز دولي لحقوق الإنسان، ويتبرع المركز للرجل بمبلغ 40 ألف جنيه، وهو مبلغ محترم، لكن الصدمة التالية في ما انتظره من مفاجأة، فهو لا يحمل أوراقاً ثبوتية، ولا يعرف التعامل مع البنوك، ولا المؤسسات المصرفية، ومعروف أنّ مزارعي الجزيرة لا يعرفون من البنوك سوى تلك التي تلاحقهم، بعد مواسم حصاد الفشل بسبب سياسات الخصخصة في أزمنة انهيار المشروع الكبير، لكن موظفاً في ذات المؤسسة، والتي لم يذكر التحقيق اسمها يدعي مساعدة الرجل فيقوم بصرف المبلغ نيابةً عنه، ويولي الأدبار!، وهو موقف يعكس انعدام المروءة، وصعف النفس البشرية، وهو واحد من تداعيات المشروع الحضاري الأكذوبة، ففي أزمنة القطط السمان، واللهث وراء المال تتبدل الأخلاق، وتساقط القيم، فهذا الرجل لم تهز مأساة العم حماد شعرةً من رأس شعره!، فبدلاً من أن يحترم قيمة “حقوق الإنسان” يصادر الرجل الفرح من شخص ضعيف، ومن طفل كسير، وهي صدمة؛ ومع عنفها، وقساوتها، تبقى هناك سادتي صدمة أقسى، في انتظار ” حماد، فقد ذهبت المحققة الصحفية إلى مؤسسة من مؤسسات الإنقاذ الراسخة، وهي المؤسسة التي قامت برعابة حفل الختان الجماعي، والذي كان مثل عيد الأضحية، وكان الطفل الساري، وهو ابن حماد كبشاً للفداء، لكن الصحفية حين سألت مسؤولة في منظمات المشروع الإسلامي، والتي تعمل على إعادة صياغة الإنسان في السودان لم تتذكر المسؤولة القصة؛ مع أنّها قصة نادرة، ولا يمكن نسيانها بسهولة، لكن فلنقل إنّ للسيدة “المحترمة” مشاغلها”، فهي ربما مهمومة بقوافل الدفاع عن العقيدة والوطن، أو مشاريع البر والتقوى، إلا أنّ الصدمة الكبيرة هي أنّ المسؤولة تذكرت الرجل بعد وصفته لها المحررة، فتسألها بل برود، وبطريقة عنصرية، والعهدة على الراوي” إن كان المقصود هو الرجل (….) ولك أن تتخيل ماذا تكون قد قالت تلك السيدة الرسالية؟؟؟. وهي صدمة؛ و أن تكون قبيلتك هي “الانتماء”، وأن يكون لون عينيك هو جواز السفر، وأن تكون منطقتك هي كلمة السر، يبقى الموضوع بالجد خطير، وهو أمر تكرر مع ناشطات “لا لقهر النساء” حين ذهب بهن إلى السجن في قضية فتاة الفيديو الشهيرة، فسألن عن قبائلهن، كأمر عادي، لكن، لأنهنّ بنات واعيات، أجبن بأنهنّ ” سودانيات”، فبهت السائل، ثلاث صدمات، كل واحدة كافية بأن تكون القاضية للمشروع الحضاري الأكذوبة، وهي حكاية في مجملها؛ تدمي القلب، وتدمع العين، وتكسر الخاطر؛ فهي لأب فقير، يحاول إنقاذ طفله الكسير، وبدلاً من أن يجد العون، يتعرض للصدمات، الواحدة تلو الأخرى!!. أنا لا أملك سوى أدمعي، وحزني وسؤالي.. أين نحن؟؟!!
لاتعليق اخى فايز ___ سوى الدموع _____________ ماذا نقول؟؟؟؟ الصدمة قوية ______
نحن فى الجحيم طالما سكتنا على هؤلاء اللصوص ليطبقوا فينا المشروع الاكذوبة المشروع الذى يصنف الناس على اساس عرقى وقبلى المشروع الذى افقر الشعب السودانى وجعل السفلة يتطاولون فى البنيان المشروع الذى يغتصب فيه الرجال والنساء فى معتقلاتهم المشروع الذى ……………………………………………………..
اخي فائز قد اصبحت الاعين كل صباح تذرف الدم وليس الدمع من مرارة وفظاعة ما نطالعه من بلاوي يشيب لها الرأس في زمن اصبح القوي آكل والضعيف مأكول في زمن القوة والغطرسة في عهد الطغاة والمؤسف ان كل هذه المواجع لم تحرك قيد انمله في شعبنا الذي اصبح في حالة لم يسبق لها مثيل حالة محيرة فالمواجع متتابعة ولا تكاد تجف الدموع من ماساة اليمة حتى تطل الاخرى برأسها اشد ضراوة من الاخرى ماذا اصابك يا معلم الثورات هاهي المظالم امام ناظرك وهاهي حرائرك تغتصب من قبل ابناء حررررررررام ينتمون لنظام يدعي اسلاميته ويتشدق رئيسه بالشريعة الاسلامية التي لا تطبق الا على الضعفاء فهاهي الضحية التالية فماذا انت قائل ايها القاتل المبيد لشعبه مذا انت قائل لنا هل نذهب لنغتسل ونتوضأ وننطق بالشهادة مرة اخرى للدخول في دين الاسلام افواجا ؟؟؟ ماذا انت قائل لربك الذي ولاك امور الاقوياء والضعفاء ؟؟؟؟ ماذا انت قائل لاخواتك ان سألنك عن هذه الحادثة ؟؟؟؟ ستقول انها من تلفيق الجبناء العملاء ؟؟؟؟؟ ماذا انت قائل لوالد هذا الطفل الحزين بعد الخمسمائة جنيه التي مننتم بها عليه ليعالج بها ابنه في ارقى المستشفيات الباريسية ونرجو الا تنسى اضراسه التي سكنها السوس فلابد ان تعالج في باريس ايضا فنرجو ان تمن عليه بخمسمائة اخرى ليتعافى من آلامه ومواجعه !!!!!! لك الله ايها الطفل البرئ ضحية اليد التي لم تخبر مهنتها وضحية المنظمة التي تدعي عمل الخير وليتها لم تفعل 00000 ايها الشعب النائم دع الكسل ودع عنك الخوف فالثورة طريقك والتغيير لابد منه لاجتثاث هذه الفئة الباغية ….
ماذا تتوقعون من طب الانقاذ الذي اصبح فيه دخول جامعة الخرطوم بالمال والمحسوبية والواسطة والقادم مظلم.