الولايات من صراع القبائل لصراع المحليات !

مديحة عبدالله

جاء فى صحيفة السودانى الصادرة صباح الجمعة 7فبراير الجارى إن الصراع الحدودى قد احتدم بين محليتى هيا والدامر على مناجم التعدين الأهلى بوادى العشارى , وعقدت لجنة أمن محلية هيا برئاسة المعتمد ابراهيم طاهر الحسن إجتماعا أمنيا داخل الوادى وطلبت من أفراد الشرطة وموظفى التحصيل التابعين لمحلية الدامر مغادرة الموقع ،وعززت وجودها الأمنى بقوات إضافية وأحكمت سيطرتها على الوضع داخل الوادى , فى وقت أبلغت فيه سلطات الوحدة الادارية بمحلية سيدون التابعة لمحلية الدامر شركات التعدين بالمنطقة بعدم ممارسة أى نشاط دون الحصول على الاذونات اللازمة من نهر النيل .

ومن جهة البحر الاحمر قال معتمد هيا ابراهيم طاهر الحسن لصحيفة السودانى إن سلطات نهر النيل لم تحترم القانون ولا العرف والا الجيرة التى تجمعها بالبحر الاحمر وسلكت سلوكا شائنا لايشبه مؤسسات الدولة بتعديها السافر على حق أصيل من حقوق البحر الأحمر فى وادى العشارى , وشدد على أن حكومة ولايته لن تتخلى عن حقها فى تبعية المنطقة وستثبت بالوثائق بأن وادى العشارى يقع ضمن جغرافية البحر الاحمر وفقا لخرائط الحدود بين الولايات . وأوضح إن الصراع لن يحسم ما لم يتدخل ديوان الحكم الاتحادى ليعيد الأمور لنصابها ?

قصدت أن أورد خبر السودانى كما هو لأن الخبر يحمل أكثر من دلالة , فهو يكشف أزمة الحكم وأزمة النظام الفيدرالى وأزمة الحزب الحاكم وأجهزته الاتحادية , ويكشف عمق الصراع الاجتماعى حول الموارد والعلاقة بين مكونات المجتمع وأجهزة الحكم , كما يكشف مدى الخلل الذى أصاب الحكم المحلى حتى باتت المحليات (تقلع يدها وتقلع مواردها ) تحركها ذهنية أمنية بحتة , لكن السؤال الأساسى لصالح من ؟ وهو السؤال الذى أتمنى أن يقف عنده سكان الولايتين حتى لاتتكرر مأساة جبل عامر حيث أهدرت الدماء وضاعت الممتلكات عندما أدار المجتمع حربا بالوكالة بوهم الحصول على الموارد بينما حصد الموت والفقر وصبت الفوائد فى جيوب أصحاب المصلحة فى إشعال الحروب فى المجتمعات وتمزيقها ليسهل عليهم نهب مواردها وتعزيز سيادتهم عليها , احذروا وقاوموا ?.

الميدان