الجزيرة،،جزاء سنمار

ثمانين عاما وتزيد،،نخمج في الطين ،نخوض في المياه الباردة
اوان الزيفة،،اهترات كبادنا وتليفت من البلهارسيا،ووقفت كلانا عن
التصفية بفعل الملاريا،وتلوثت دماءنا وتسرطنت بفعل المبيدات..
ثمانين عاما ينتج ويشقي الاباء ،بلا من ولا اذي..
نعم انبني كامل الوطن من كدهم وهم يسكنون الجالوص..
وياكلون الكسرة البايتة فوق ابعشرين ليؤكلو المدينة الكستليتة.
يشربون مع انعامهم ماء يسبح فيه الدود والدغلوب…
نعم يا احفاد النعمان ملك الحيرة…
ها انتم ترمون بسنمار جزاء جميل الصنيع…ها انتم ترمونه انهكته نوائب الدهر الخؤون،واوجعته عاديات الايام
اليد الناحلة ،القابضة علي طوريتها عمر طويل،الهامة التي تنحني فقط لحش القش المر والصلاة،العزيمة التي قارعت الخطوب،شالت الوطن حلما في الحنايا،وكدحا لم يفتر،تاتي المواسم وتمضي وهو في ذات الواجب اليومي المقدس،تكفيه كسرته الحافية،وبيته الطيني،ما دام يغني له المغني،في الجزيرة نزرع قطنا،تهش له السنابل،وتطربه العصافير المغردة،ويشجيه عذب النسيم
تمر به السنين مجدبات،والمواسم كربات،فيحتملها بصبر ورباطة جاش،فهو في يقينه انه انما يفعل ذلك لمجد وطن ورفعة امة
ووالله انه احقاقا للحق،وانصافا لقدر الرجال،فلقد شهدنا ونحن بعد صغار الساسة وولاة الامور،جوالون بكل افق،يستمعون للشكوي ويزيلو كثيرا من الضيم ويداو كثيرا من الجراح.
وما كان احد ينام علي عوج زرع ابدا…
فما الذي حدث،حتي بدونا ونحن العطايين،فقراء هوم بدروب المدن البائسات،الاعزاء الشامخين،حياري مكسوري الجناح والخاطر.
ان ما حدث يسال عنه الكل،الا المزارع المسكين،وحده وسط هذا الخراب العظيم ،من ظل وفيا للارض،يحرسها بحب وتقديس.
والله ان الجزيرة لملتاعة اسية،ولابواك لها.ولكن فجرها البهي لابد ات،بعزيمة ابنائها الغر الميامين.
والله العظيم أجمل ماقرات في حق انسان ومزارع الجزيره . جزاهم الله عنا كل خير لما قدموه لهذا الوطن . انشاالله ربنا حينصفهم في الدنيا والاخره .
ابني عبدالعزيز
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحيى فيك هذه الروح الوثابة التي لا تعرف القنوط
رغم الضيم ورغم الظلم ورغم عاديات الدهر
تظل الأنفس العزيزة كما هي
لا تعرف الخنوع ولا الخضوع ولا الانكسار
لأنها تربت من لقمة حلال
بعرق الجبين والعمل وسط هجير شمس الصيف الحارقة وزمهرير الشتاء القارس ووسط المطر الغزير في الخريف.
سيظل شموخ أهلي في الجزيرة ورؤوسهم عالية تناطح السحاب.
وسنظل متكاتفين ومحافظين على هذه الروح الصامدة الصلبة القوية.
وهذا البلاء قد عم البوادي والحضر
ومهما طال الليل والظلمة فالفجر آت أت …
فابشروا بغد مشرق ولا تقنطوا من روح الله
أليس الصبح بقريب !!!
“وَٱللَّهُ غَالِبٌ عَلَىٰ أَمْرِهِ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ ٱلنَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ” سورة يوسف – آية 21