أخبار السودان

إشراقة محمود… الكلام على اللون والكلام دخل الحوش

د.صلاح محمد إبراهيم

في مقال ساخر ولاذع بعد ثورة أكتوبر 1964 وخلال شهور المساجلات الفكرية التي دارت بين كل من الشاعر الدبلوماسي صلاح أحمد إبراهيم وعمر مصطفى المكي القطب الشيوعي وآخرين، كتب صلاح مقالاً مشهوراً تحت عنوان ” الكلام على اللون” لون صلاح الداكن البشرة يختلف عن لون عمر الفاتح البشرة ، ولكن اللون لم يكن جوهر الموضوع في تلك المساجلات ولكن قضية اللون أثارت لغطاً وجدلاً كثيفاً في الصحافة السودانية بعد إعلان ( أبوجمال) الشهير خلال الأيام الماضية ، بالرغم من أن ذلك الإعلان إذا ما نشر في بلد مثل الولايات المتحدة ربما لا يثير الإنتباه لانها بلد متعدد الألوان الأبيض والأسود والداكن والأصفر ، واللون لم يعد يشغل الناس هناك فالرئيس نفسه الآن لونه أسود ، وحكاية اللون في بلد مثل السودان لا تستحق أن يتناولها رؤساء تحرير الصحف وتتصدر الأعمدة ، لان السودان بلد تتدرج فيه الألوان ، ولانها ليست من القضايا التي ينبغي أن تتصدر أجندة الصحف ، ومكانها ( إن وجد لها مكان ) صفحة المنوعات وليس كتاب المقالات التي يطلق عليها أعمدة صحفية.

موضوع الإعلان المذكور لم يكن يستحق كل ذلك المداد الذي دلق ، ونسي الناس أن من أفضل مذيعات البي بي سي سودانية لونها داكن ، وأن واحدة من أفضل مذيعات السي إن إن أمريكية لونها داكن ، وأن واحدة من أفضل المغنيات العربيات لونها داكن ( وعد ) ، و معظم السودانيين في كل أركان السودان يحبون اللون الفاتح وتتسابق الفتيات على إستخدام مفتحات اللون على الرغم من مخاطرها الصحية والتنبيه المتكرر عن الأضرار الناجمة عنها ، وبعض محطات التلفزيون تفضل اللون الفاتح ليس بسبب عنصري ولكن لأن مشكلة التلفزيون مع اللون أعقد من أن يتناولها كتاب الأعمدة ، فقد تساءل أحدهم لماذا لا يظهر اللون الداكن كثيراً في محطاتنا التلفزيونية؟ ، والجواب لأن الذين إخترعوا التلفزيون وألوانه فصلوها على ألوانهم الأكثر بياضاً ، والمسألة لا علاقة لها بالبشر وإختيارهم ولكن لها علاقة بالتكنولوجيا ، وقد ذكرت لي صحفية سودانية مشهورة تحمل درجة الدكتوراة ، بأنها سألت مدير تلك المحطة النيلية قائلة ومستنكرة ” إنتو بتجيبو البنات البيض ديل من وين؟ ” فرد عليها مداعباً قائلاَ ” والله نحنا بنجيبم سمر وفجأة بتحولوا إلى بيض” في إشارة لإستخدام مفتحات اللون.
الكتابة الصحفية أو ما يطلق عليه العمود الصحفي الذي يظهر في شكل أقرب إلى شكل المقال في الصحافة اليومية السودانية ، أصبح ( موضة) يجتمع تحتها صغار الصحفيين والملتحقين الجدد بمهنة الصحافة وبعض كبار الكتاب المعروفين من خارج الصحف، وقد أدى ذلك إلى تضخم غير مسبوق في عدد الذين يكتبون العمود الصحفي مقارنة بالعديد من الصحف العربية والأجنبية التي تصدر بعدد صفحات تعادل عدد صفحات خمس من الصحف السودانية اليومية الكبرى .
تسند كتابة العمود عادة للصحفيين المحترفين الذين يظهرون قدرة على الكتابة النقدية والتفكير الثاقب وليس الصحفيين المتعاونين، وكتابة العمود مهارة لا تتعلق فقط بالقدرة على التعبير الجيد ولكن تحتاج لقدرة على الكتابة المنطقية المتعمقة والقدرة على الإقناع ، لانك تحتاج أن تقنع الجمهور بأن ما تكتبه هو الصواب ، وتقديم الحجج والبراهين والأدلة القوية وهي مهمة تتطلب الممارسة الطويلة وسعة الأفق والمعرفة والقدرة على الإحاطة بالقضية التى يعالجها العمود. وتحتاج كتابة العمود إلى قناعة الكاتب بالموضوع والتركيز عليه ومعرفة الآراء المضادة والإلمام بالحقائق والكتابة بحماس والحصول على أكبر قدر من المعلومات وفي نهاية المطاف تقدم المقترحات.

سئل الكاتب الصحافي المصري والعربي المعروف محمد حسنين هيكل لماذا لا تكتب كل يوم في الصحافة المصرية والعربية ، وهناك عشرات الصحف داخل وخارج المنطقة العربية تتبارى وتتنافس لكسب قلمك إليها بمبالغ ضخمة وضمك لقائمة كتابها فرد قائلاً ” أنا لا أدري من اين يأتي هؤلاء الكتاب بمثل هذه الأفكار والكلام الذي يكتبونه كل يوم ” ، وطبعاً إذا لم تجد فكرة للكتابة في السودان يمكنك أن تكتب عن البشرة الداكنة والبشرة الفاتحة ، أو عن ( لحس الكوع ) أو أن تبدأ عمودك الصحفي بحكاية ( شليل وين راح ) أو حتى بمقطع من أغاني البنات؟!

في الكتابة الصحفية تراجعت كتابة العمود والمقال والتحليل منذ عشرات السنين ، وتصدرت القائمة كتابة المعلومات و التقارير و التحقيقات المتعمقة In-depth Investigation ، فالعصر هو عصر المعلومات ووضع الأجندة الصحفية والمعلومات هي التي تتحكم في الإقتصاد العالمي الآن ، وليس حشو ذهن القارىء بالإنطباعات الشخصية التى يلتقطها بعض الكتاب يومياً من سقطات السياسيين ونجوم المجتمع المتفلتة (شمارات ) لا تفيد القارىء كثيراً ولا تنفع الناس بقدر ما تثير الإستهزاء والسخرية بينهم.
عندما كتب محسن محمد وأنيس منصور وسلامة أحمد سلامة وغيرهم العمود الصحفي كان عدد كلماته لا يزيد عن 150 كلمة على أقصى تقدير ، هو قصير وموجز ومفيد وممتع . عيب كتابة العمود في الصحافة السودانية لا يكمن في تضخم عدد كتاب الأعمدة فقط ، ولكن في مساحته و التفاصيل الكثيرة التى يغرق فيها كتاب الأعمدة ، فعدد كلمات العمود تصل أحياناً بين الستمائة والألف (600 -1000 ) كلمة ، وهذا حشد من الكلمات والألفاظ تجعل القارىء يتوه بين المقدمة والخاتمة ، وتجعل العمود أقرب إلى المقال أو التقرير ، وأحياناً التحقيق ، خاصة الأعمدة التى تتحدث عن الفساد والتى تتحدث عن أدلة ووثائق وتشير إلى بعضها وهذا ليس له علاقة بكتابة العمود ومكانه التحقيقات المتعمقة، نقول هذا والبعض يعتقد أنه حديث أكاديمي وهو غير ذلك لأنه قاعدة مهنية أصولية في الكتابة الصحفية .

الصحافة السودانية تمنح أعلى الأجور لكتاب الأعمدة ، وهو أمر مخالف للتقاليد والأعراف وفيه ظلم للصحفيين المحترفين داخل الصحف، فمعظم كتاب الأعمدة لا يمارسون مهاماً يومية راتبة داخل الصحف السودانية ، ومعظمهم يعملون في مهن لا علاقة لها بالصحافة و يرسلون ما يكتبون عبر البريد الإلكتروني من منازلهم أو مكاتبهم ، ويعتمدون على تصيد مكايدات السياسيين اليومية التي لا قيمة لها في الواقع ، ومع ذلك يحصلون على أجور تعادل ستة أو سبعة أضعاف ما يحصل عليه الصحفيون الراتبون والذين ينتجون معظم المادة الصحفية ويقضون معظم يومهم في الصحيفة ، وبسبب كثافة كتاب الأعمدة تحولت الصحافة السودانية إلى صحافة رأى وليس صحافة معلومات ، وهذا مخالف للرؤية العالمية لدور الصحافة فى خدمة المجتمعات النامية التى تحتاج للمعرفة والمعلومات لتحقيق التطور والنمو ، وفتح ذلك الباب للمساجلات والمهاترات الشخصية التي لا تخلو منها الكتابات يومياً ، والحديث عن الفساد في الفراخ وخط هيثرو والدولار وطريق الإنقاذ الغربي والزراعة والصناعة والأخطاء الطبية والأوقاف وسوق المواسير وغير ذلك من القضايا التي مكانها التحقيقات والتقارير ، وكلها ليست قضايا للتناول اليومي في الأعمدة الصحفية وإن كان بعضها حقيقياً.
المشكلة أن كل هذا المداد السائل في الصحافة السودانية عبر المقالات الطويلة التي ترد في الأعمدة يثير سخرية صناع القرار الذين على قناعة بأن صغار الكتاب الذين يملؤون الصفحات اليومية ليسوا في مقام تقديم النصح بسبب خبرتهم المحدودة وقلة تجاربهم و تدريبهم والبعض ينظر إلى ما يكتبون بإعتباره ( كلام عيال )، كما أن بعض الأعمدة لا تتوخى الدقة وتركز على الإثارة مثل قضية الإعلان المثير للجدل الذى نشر مؤخراً عن البشرة الداكنة ، ولم يكن يتطلب كل هذا الحديث الذى شغل به الكتاب وبعض رؤساء التحرير القراء بسبب خطأ في صحيفة أو من موظف صغير ، وإتخذه بعض الكتاب منصة للهجوم على وزارة العمل ووزيرتها إشراقة وصلت إلى درجة إستخدام العبارات البذيئة والساقطة.

في الأسبوع الماضي وصف أديب و أكاديمي وكاتب سوداني مرموق في صحيفة خرطومية الإعلام السوداني بأنه إعلام عاجز ووصفه بأنه إنحرف عن رسالته الحقيقية ، ووصفه بأنه إعلام رأي وليس إعلام خبر وهو إعلام ليس فيه جهد والرأي فيه يجنح للتشفي أو التملق .

حوالي خمسون صحيفة سودانية سياسية ورياضية وإجتماعية تصدر يومياً في الخرطوم ، في حوالي 500 صفحة وتوزع يوميا ما لا يزيد عن 400 ألف نسخة في دولة عدد سكانها أكثر من 30 مليون نسمة ؟!، وهذه الأرقام غير قابلة لمطابقة المواصفات العالمية والإقليمية بكل القراءات تماماً مثل عدم مطابقة كتابة العمود الصحفي لكل المواصفات والمقاييس والتقاليد الصحفية ، القارىء السوداني له خبرة تمتد لأكثر من قرن في التعامل مع الصحف وهو يفهم من خلال خبرته أن مواصفات ومقاييس بعض الكتاب لها أساس راسخ في مفهوم ” الكلام على اللون ” ،
وهو يستطيع أن يفرق بين الكتاب بألوانهم المختلفة . إنتهت مشكلة أبوجمال وإعلانه الذي أثار الغضب ، ولكن ، المواجهة بين الوزيرة إشراقة محمود والنافذين في وزارتها لم تنتهِ ، لأن الكلام دخل الحوش .

تعليق واحد

  1. حديثك جميل ومرتب .. الوجع كتير يادكتور الوجع راقد .. نحن فى حالة توهان مش عاديه ابدا نسال الله
    اختلط الحابل بالنابل نسال الله السلامه وحسن الخاتمه .. شكرا عمــــــــــــــيق

  2. حقيقة من اروع المقالات التي قيمت الصحافة السودانية يعني مثلا العمود الرياضي لحمد عبد الماجد ممكن يصل لأكثر من 15 صفحة اي 4 ومش ممكن يصنف لى اساس عمود وقس على ذلك كتاب الاعمدة اللي اكثر من الهم على القلب ومش معقول جريدة من 8 صفحات فيها أكثر من 20 كاتب عمود مع ان خبرة أكثرهم لا تتعدى ال 5 سنوات وهي فترة تجريبية في الصحف الكبيرة ن شكرا دكتور صلاح على هذا المقال

  3. التحية لك دكتور على الكلام القيم جداَ .. واكاد اجزم من النادر ان اقرأ مثل هذا المقال لما يتميز به من موضوعية ونقد لحال الصحافة في السودان وبفهم عالي وعميق ..

    الكل عندنا رئيس ووزير وسياسي وطبيب وووووو ..

    الملاحظ ان كثير من كتاب المقالات (نسمها هكذا) بها اخطاء لغوية فادحة جداً بل لا علاقة لها باللغة العربية البتة.. اضافة الى عدم جدوى ما يكتب..

    لكن اختلف معك دكتور في ان الثورة ليست في اللون فقط وان كان هذا الشرط يثير النعرات والعنصرية واضحة فيه .. صحيح كلنا يحب اللون الفاتح ويسعى الكثير من شبابنا الى هذا اللون الفاتح ولكن ان يكون شرطاً في التوظيف وينشر على الملأ فغير مقبول .. اضافة الى ان الاعلان يحتوي ايضاً على عدة شروط .. فماذا يعنى ارسال ثلاث صور (من كل الجهات) غير اظهار المفاتن (الزينة والشاس والكفرات) ؟؟؟
    اعتقد ان الاعلان يحتاج الى اكثر من هذه الثورة …
    اليس هنالك مسؤول واحد رشيد في هذه الوزارة؟؟
    وذا افترضنا ان صاحب صحيفة الانتباهة التي نشر بها الاعلان يدعو الى العنصرية فما بال الصور من كل الاتجاهات ؟؟؟ خاصة وان من بالصحيفة عرب !!!!!!

    الخطأ يا دكتور (راكب) الوزارة والصحيفة من الرأس الى القدمين .. فالوزيرة مسئولة عما حدث في وزارتها وصاحب الانتباهة مسئول عما حدث في صحيفته ..

    لك التحية والتقدير

  4. فى كثير الاحيان يكون صاحب العمود الراتب هو من يغرى القراء لشراء الصحيقة
    ووجودة على الصحيفة يخلتف من كاتب الى اخر
    فالاغلى سعرا يكون على الصفحة الاخيرة حيث انها الصحفة الاكثر تميزا للمعلين
    ما يأخذة تحصلة الجريدة مضاعفا من الاعلان
    جعفر عباس كان يكتب فى اغلب الصحف السعودية من الوطن الى اليوم الى كبرى الصحف عكاظ
    وقد كان يكتب فى الصفحة الاخيرة وكان الاغلى سعرا 55الف ريال
    كتابة الاعمدة خشم بيوت
    فى عمود صحفى وفى عمود لزيارة الاسبتالية

  5. انا اظن وان بعض الظن اثم ان اعلان ابا جمال عبارة عن كيس قمامة وقع علي راس اكثر الناس تبخترا في السودان .فالموضوع ليس عن اللون فقط ولكنه قد مس امور اخرى وامها مصداقية هي لله .. هي لله

  6. وحكاية اللون في بلد مثل السودان لا تستحق أن يتناولها رؤساء تحرير الصحف وتتصدر الأعمدة ، لان السودان بلد تتدرج فيه الألوان ، ولانها ليست من القضايا التي ينبغي أن تتصدر أجندة الصحف ، ومكانها ( إن وجد لها مكان ) صفحة المنوعات وليس كتاب المقالات التي يطلق عليها أعمدة صحفية…

    ده الكلام و ده الفهم لكن فى ناس كدة قاعدين ليها .. يعملوا من الحبة قبة

  7. المسالة يا ود ابراهيم ليس المقصود بها اللون فى حد ذاته فاللون ستار لما بعده والقيامه قامت ليس بسبب البشرة الداكنة ولكن بسبب ( ما خفى اعظم )

  8. شكرا جزيلا على هذا الفهم الراقى وليس كل من كتب فهو صحفى ناجح ويبدو ان الازمة الاقتصادية العالمية اثرت عى الصحف حيث اصبح الصحفيون يكتبون فى الهينة القاسية ..فليكتب الصحفى بمهنية وضمير

  9. اهههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
    على بلدى السودان

  10. مقال قوي وعميق من متخصص يشخص بوضوح حال صحافة بلادي الخامدة الخاملة والمغرورة بكتاب أعمدتها (الذين لا يمكن حصرهم) الواهمين الذين انتابهم الإحساس بأنهم أنصاف أنبياء بكتاباتهم (الخارم بارم) مع وجود جمهور في حالة انبهار بالعدم يصفق ويهلل لهم ويرفعهم مكاناً عليا بالقشور وسفاسف الأمور ,لذلك هم لا يهتمون بالعميق والجذري (ولماذا يتعبون) في كل شئ سواء أكان في السياسة والاقتصاد والرياضة فيكتفون بالشمارات عن اللاعبين في هذه المجالات ,والأمثلة علي ذلك لا تحصى ولا تعد, ومع ذلك فهذا لا يعفيكم يا النخبة العارفة والمثقفة من تحمل مسؤولياتكم والسعي لتصحيح المسار وتحمل أعباء إزالة العتمة والهزال والاضمحلال والحيرة والضياع في صحافة بلادي.

  11. انا أبدأ من حيث إنتهي صاحب المقال،(إنتهت مشكلة أبوجمال وإعلانه الذي أثار الغضب ، ولكن ، المواجهة بين الوزيرة إشراقة محمود والنافذين في وزارتها لم تنتهِ ، لأن الكلام دخل الحوش . ) والله لا أري دافعه للكتابة إلا هذه الجملة بالإضافة الي التقليل من قيمة ووزن كتاب الأعمدة اللذين برغم ضيق فسحة الحرية لإستطاعو أن يكون وخزاً مستمراً في ضرس الفساد والنظام الفاسد، أم إشراقة سيد محمود فهي إيضاً جزء من نظام فاسد أكل السحت، وتمرغ في أموال الشعب، وأقول إن المنزل الذي إبتنه إشراقة سيد محود لا تقل تكلفة سوره الخارجي عن خمسة مليار جنية والتكلفة الكلية لا تقل عن خمسة عشر مليار جنية، ولم ترض المليارديره بهذا المنزل، فمن أين اها كل هذا؟؟؟؟؟ً

  12. في مقال ساخر ولاذع بعد ثورة أكتوبر 1964 وخلال شهور المساجلات الفكرية التي دارت بين كل من الشاعر الدبلوماسي صلاح أحمد إبراهيم وعمر مصطفى المكي القطب الشيوعي وآخرين، كتب صلاح مقالاً مشهوراً تحت عنوان ” الكلام على اللون”….

    الحبيب الرائع د.صلاح محمد إبراهيم :
    لك التجلة والإحترام على هذا المقال الرائع ..وفعلاً ذكرتنا بتلك الأيام النضيرة حيث نهضة الوعي والفكر والثقافة والإعلام والتعليم …
    في تلك الأيام كان الأستاذ الراحل المقيم صلاح أحمد إبراهيم من القوة الشبابية التي كان يزخر بها الحزب الشيوعي ولأسباب يعرفها قرر الإنسلاخ من الحزب وهو الكادر النشط المؤثر … مما أزكى روح الخلاف بين أعضاء الحزب .. فشن عليه عمر مصطفى المكي وآخرون من أعضاء الحزب هجوماً لازعاً حتى غضبت شقيقته فاطمة وكادت أن تغادر هي الأخرى ولكن العقلاء داخل الحزب عجلوا بزواجها من الزعيم الراحل الشفيع أحمد الشيخ وهدأت الأمور تدريجياً بهذه الزيجة الحزبية التي أصلحت ذات البين ورتقت الشرخ الكبير الذي تركه الراحل المقيم الأديب / صلاح أحمد إبراهيم…

  13. اختلف مع من قال انه مقال جيد

    اعتقد فيه حشو وعدم تركيز ثم تقافز الى موضوعات لا علاقة لها بالمقال مرة يتكلم عن صلاح احمد ابراهيم وعمر مصطفى المكى ومرة عن انيس منصور وسلامة ومرة عن محمد حسنين هيكل ومرة عن امريكا وتعدد الالوان ، وهذا كله لا علاقة له بالموضوع الا اذا اراد استعراض عضلاته المعرفية فقط ، اما تبخيسه للكتابة عن الاعلان المنشور والذى اثار لغطا كثيرا فهو تبخيس غير موفق ، فانى اتحداه ان يحضر لى اعلان فى امريكا للتوظيف يحدد مواصفات المطلوب توظيفه بهذه الصورة المهينة التى تحدد لونه بل اننى ان هذا الامر ممنوع بالقانون ولا تستطيع اى جهة فى اوروبا تطلب توظيف ان تحدد فى الاعلان لون بشرة من يتقدم للتوظيف ، واذا رأى كاتب المقال اعلاه ان هذا الامر لا يستحق هذه الضجة فاذا المشكلة فيه هو ، واذا رأى كاتب المقال ان يبدأ الاعلان بطلب فتيات ( من الجنس اللطيف ) وهذا القول الا يرى فيه مهانة ، فى اى توصيف انسانى يوجد نوع او جنس بشرى اسمه ( جنس لطيف ) ويطلب الاعلان ان تكون خالية من العمليات .

    المقال متهافت وغير متماسك وفاقد للمنطق ويحاول تبخيس ما كتب ، اما قوله عن كتاب الرأى والصحفيين فهذا شأن آخر لا علاقة له بأصل المقال فكان عليه ان يشخص هذه الازمة لماذا ظهر كتاب الرأى فى الصحف اكثر من الصحفيين المحترفين وفى فترة الانقاذ تحديدا ؟ كان عليه ان يجيب على هذا السؤال ؟

    مع تحياتى

  14. ( إشراقة محمود… الكلام على اللون والكلام دخل الحوش )

    هذا عنوان مقالك

    واشرت ان الصحفيين اصبحوا _ إعلام رأي وليس إعلام خبر وهو إعلام ليس فيه جهد والرأي فيه يجنح للتشفي أو التملق .

    بالنسبه لما يخص عنوان الموضوع قفد اشرت البه فى فقرتين فقط وذلك فى بداية الموضوع وفى نهايته وطعمت قلب موضوعك ببعض العبارات التى ترتبط بالعنوان

    اليس من الافضل لو اخترت عنوانا اخرا يتناسب مع فكرة المقال الذى قصدت من خلاله ان تصب اللوم على الصحفيين والاعلاميين وفى اسلوب تناولهم للماده الاعلاميه

    الا ترى انك خدعت القارى بهذا العنوان الذى هو حديث الساحه ليقرا موضوعك

    عزيزى د/ صلاح
    انت تعلم لمن تكتب لذا توخى المصداقيه مع القارىء فلا تجعل مقالك ينتحل شخصيه اخرى بحكم انها مثار جدل فى وقت ما وحالة ما

    لك ودى وتقديرى ولا انكر اننى استمتعت وتكشف لى بعض ما اجهله من خلال مقالك

  15. موضوع الإعلان المذكور لم يكن يستحق كل ذلك المداد الذي دلق ، ونسي الناس أن من أفضل مذيعات البي بي سي سودانية لونها داكن ، وأن واحدة من أفضل مذيعات السي إن إن أمريكية لونها داكن ، وأن واحدة من أفضل المغنيات العربيات لونها داكن ( وعد )

    لم استطيع تحديد وجهة نظر كاتب المقال – يعني بالبلدي : الزول دة شايت وين ؟ لكني متأكد 100 % ان كاتب المقال لم يستوعب ( صدمة الاعلان ) بالنسبة للمجتمع السوداني ؟ الاعلان في حد ذاته (كأعلان) نسخة طبق الاصل عن اعلانات المطلوبات للدعارة في بعض الدول الاسيوية , وهذا في حد ذاته ليس غريبا عن اخلاق صاحب الانتباهه , لكن الصدمة في ان الاعلان صدر بموجب تصريح من وزارة … وزاااااارة يا مواطن – و الاصل في مهام تلك الوزارة ان تهئ الكوادر البشرية اللازمة لترقية الاداء في اجهزة الدولة و رفد المصالح الحكومية بالخبرات السودانية – السودانيييييييية – التي تساعد علي تطوير العمل , و ليس الاعلان عن وظائف ( شر …..) , اما بالنسبة لصاحب الانتباهه و صحيفته ذات الارداف , فالأمر ليس غريب , لأن صاحب الانتباهه ذو اصول وضيعة لن تغسلها المليارات التي يذهب اليه من عرق ابناء السودان

  16. نهاية السقوط نبيع بناتنا بالفلوس و نقول ان الحكم شرعى لك الله يا ايها الذى قطع من خلاف ابعد خط هيثرو المباع من قبل رجل محمى اطل علينا الامير اقصد الملك المفوض و المتوج صاحب السدود و الكهرباء بالتصرف فى اموال الكهرباء كما يحلو له هل نطمع فى تحقيق مواطنو الدرجة الثالثة

  17. فلسفتك زائدة يادكتور و المواطن يهمه صحة الخبر و المصداقية وما يهم لو كان من خلال تحقيق أو عامود أو حتي حله ( بفتح الحاء) و الكشف عن التجاوزات و توضيح حقيقة الفساد الموجود و سوء إدارة البلاد من الأرزقية و دي تخص بلدنا و هي علي عاتق كتابنا الشرفاء و ليس بعض بايعي الذمة مش الفلسفة وكيف كتابة العمود .و الإعلان الفضيحة مشكلة و تناولة واجب علي كل كاتب حر و المشكلة مش في دكانة اللون وبياضه إنما في ميداء الإعلان نفسه ولو كان مرورو بالخطاء فمن الأخطاء ماقتل . و موضوع هثرو واقع و الدليل علي ذلك إستجابة الرئاسة آخيراً و نشكر الكاتب القامه الأستاذ الفاتح جبرا و لا تبخسو الناس أشيائهم مهمة الصحافة نقل هموم الناس و أخبارهم و كشف النهب و الفساد و لا إنت عايزهم ينقلو أخبار ناس زحل و عطارد … أما إنكم دكاترة أخر زمن ألقاب تعطي وتباع تشتري في زمن الغطاس و تجار الدين الأبالسه …

  18. يا دكتور صلاح – لك أحترامي وتقديري – وكلامك عين العقل ,,,, لكن يا سيدي لم تكن المشكلة في اللون فقط في ذلك الإعلان ,,, اللون هو اللون الذي منحنا له الخالق القدير . هذه ليست القضية ولــــكــــن :-

    1- جريدة الأنتباهة وخلفيتها العنصرية البغيضة والتي جاهر بها الطيب مصطفي .

    2- لو سلمنا معك في كل ما أوردته في مسالة اللون , طيب يا دكتور الصور ,, ياخي ما ممكن إعلان في دولة حضارية رسالية كما يدعون !!! يقول ليك أرسل صور ( متنوعة ) تبين كل أجزاء الجسم من الرأس إلي القدمين ) في أمريكا أوكي يا سيدي مقبولة – لكن في السودان ؟؟ ياخي نحن مجتمع محافظ ومجتمع مسلم تقليدي ( والكلام ده أستفزاز للناس ولا رأيك شنو ؟؟؟؟؟؟؟؟

  19. كاتب المقال , و هو دكتور في اي تخصص لا نعلم ؟؟؟
    المهم انك هاجمت الكتاب الذين علقوا علي المقال , ياعزيزي قصة اللون و الجنس ده مرض انت شايفو براك , الكتاب الذين انتقصتهم كانو اكثر حمية منك علي عرض بنات البلد بالصور للاغراء من أجل وظائف وهمية غير مطلوبة السيرة الذاتية لها ؟؟؟؟ علماً ان المعاينات للجميلات ( الناجحات ) تكون المعاينات لهم في دولة الكويت ؟؟؟؟؟ . انحنا مافهمنا من الاعلان المشار اليه و المعنون بوزارة تنمية الموارد البشرية غير بيــــــــــــــــــــــــــــــع بنات البلد لجهة غير معروفة ؟؟؟
    سيادتك الظاهر عليك شاغلاك قصة اللون بس !!!!.
    ثم و اهو فرصة تطلع بينا العالي و تحكي غن صلاح احمد ابراهيم !!! ز يعني عشان نقول : هي بالله اسمو زيوو . ياخ كل واحد لقة الراكوبة دي بالجد راكوبـــــــــة و شغال ينظر !!!
    احسن تركز في الدكتوراة بتاعتك ياخ

  20. لا يا دكتور…اللون في امريكا ليس مكسبة للرزق وليس هو الذي يحدد درجة القبول للوظائف فتخيل لو ان الدستور الامريكي نص على ان يكون رئيس الدولة من لون معين فماذا ستكون ردة الفعل؟ وعلى هذا قس معيار القبول لباقي الوظائف…..

    رأينا كيف قام رجال شرطة بيض بالاعتداء على سائق اسود تجاوز السرعة القانونية ولكن كانت نتيجة الاعتداء تدمير مدن كاملة في امريكا من قبل السود وفي امريكا ليس كل الامور تمر مرور الكرام وخاصة اذا كانت تتعلق بلون البشر واقرأ التاريخ الامريكي وستجد عدة شواهد غيرت حركة المجتمع……

  21. كتاب الاعمدة اصبحوا اكثر من المغنواتية (الفنانين )والصحفيين والصحفيات اكثر من الشعراء ولعيبة الكره في الفرق فاتوا المداحية وكل عجين مخلوط بطين فالصو والصحف اكثر من الشحادين

  22. يا د صلاح الناس ما دلقت مدادها علشان اللون وكلامك كتير ماكملتوا وبمرور سريع وجدت انه

    لا يفيد اكون دلقت فيه وقتى ارجع اقول ليك الناس هاجت وماجت فى اعلان القوادة الوافقت عليه

    وزارة القوادة ونشرته فى صحيفة القوادة لاستدراج بناتنا للدعارة فهمت يا دكتور ولا علاقة بين

    عنوانك ومساجلات العملاقان رحمهما الله طبعا الكثيرين من شباب اليوم لا يعرفون عمر مصطفى المكى

    رغم اختلافنا معه فى التوجه فقد كان رجل وفكر وايضا الراحل الدبلوماسى صلاح احمد ابراهيم

    الذى كان يضوى وسامة وقسامة وادب وشعر راقى ما كتبته لا يتناسب ولا يدعو لزجهما

  23. إشراقة محمود… الكلام على اللون والكلام دخل الحوش

    هو دخل الحوش الليله ولا امبارح كلام يا عوض دكام

    امشى شوفى ليك كسره عوسيها

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..