على من يبكى عثمان ميرغنى –؟

فى بلدنا الحبيب السودان ما زال حب الحريه والتطلع للديمقراطيه هى الغالب بين كافة مكونات الشعب الذى جرب الثورات والاعتصامات والانتصارات على كل اشكال الشموليه الانقلابيه وللاسف احبط فى مرات كثيره وسرقت ثورته وفرحته بفعل فاعل وهذا الفاعل للاسف لا يمكن ان يحتضن ويولد ويتشرنق ثم يحبوا ويتغذى الا على فتات موائد الساسه المتنفذين وفى العهود الظلاميه التى لا تراعى كفاءة او علما ويكون خيارها فى كل من يتقدم ويهتف ويصفق ويكتب ما يعجب الحكام ويبتعد عن كلما يغضبهم والحاشيه .
لذلك نجد الكثير بل معظم اولئك المتشرنقين من مدعيى الثقافه والسياسه والتحليل هم من اولئك المطبلاتيه واصحاب الاقلام المدفوعة الاجر وبعد طول خبرة وممارسه يصبح اولئك المتسلقين من اصحاب الحظوة والقلم والصحف رئاسة للتحرير ورئاسة للمجلس وامتلاكا لتلك الصحف الرماديه التى تتغذى على كوتات الاعلانات التى توزع امام دور المتنفذين ودار المؤتمر الوطنى (العامر) بالداخل والخارج لطوابير المنتظرين دونما حياء وبالتالى تجد ما ينشر بتلك الصحف الرماديه بعضا من البلاوى التى تضحك وتبكى وتقتل كمدا وتخنق عبرة حيث تجد العناوين الملونه ذات الحمره القانيه المليئه بهتاف مبارك من اجهزة الامن الكثيره ولها براويز وسياج مسبق السبك والحبك بحيث يرضى بعض العامه من القراء ويغضب مثلهم من الساسه ويفرح الخاصه من متنفذى الانظمه الشموليه وتعطيهم الراحه والايعاذ بان هنالك انفراج وحريه فى التعبير ويمكن استثماره لفتره وتنسى مع كل المآسى والبلاوى .
فى عموده حديث المدينه المقروء المحضور والمرضى عنه من اولى الامر والنعمه اتحفنا الباشمهندس الصحفى المخضرم عثمان ميرغنى وتحت عنوان من النوع المفرح المبكى فى آن ? (تظاهره ? مثيره )
فالعنوان ملئ بالاثارة ولفت النظر والتفاصيل تكمن فى ان الباشمهندس حضر مؤتمر الحزب الحاكم بالبحر الاحمر وثغر الشرق العامر بورتسودان وتابع تظاهرة ضد الوالى الحالى والقادم بقوه ايلا واعرب عن دهشته لتلك المظاهره المحروسه بقوات الامن الخاصه وسلمية المظاهره التى هتف فيها الجمع ضد الوالى وصلت حد الشتم والمثير فى الامر ليست المظاهره بل كيفية انصرافها دونما اراقة دموع واطلاق قنابل مسيله للدموع فمن اين لهؤلاء دموع يا باشمهندس .
مثل هذه العناوين الرماديه المدافعه والمنافحه عن الحريات تحمل فى تفاصيلها شيئا من الحبك الصحفى المتفق عليه ذرا للرماد وإلهاءا عن الحقيقه وترويج بوجود حريات ومساحات للتعبير الحر وكل هذه الامور لا وجود لها ولا يمكن توفرها فى ظل حكومه تتلاعب بمصير الشعب وإمعان فى ظلمه يوما بعد يوم مستغلين السكوت والصبر المحير ? وماذا سيكون العنوان القادم عندما تعتقل اجهزة الامن كل من شارك او تعرض بالشتم على مقام السيد الوالى بعد ان تم تصويره واثبات ماتم بالصوت والصوره ومن سيكون حرا فى الترافع عنهم وتبرئتهم واذا ماتم تشريد وتجويع المشاركين وملاحقتهم والتضييق عليهم فى معايشهم كما حدث ويحدث يوميا ? اما آن لتلك الاقلام ان تستريح من التهليل والتطبيل وتكتب شيئا لله فى حق الشعب المكلوم الموجوع المقتول كمدا لقد شاخت وشابت مجاهداتكم جريا وراء هبات الحكام وفتات موائدهم فالى متى ?آخر الكلام ماجاء بزيل العمود (افتحوا نوافذ الهواء الطلق ?تنفتح نوافذ المستقبل الرغد ) ونقول للباشمهندس عثمان على من تزرف الدموع والعويل بعد ان عملتم على تثبيط الهمم واقعاد الشعب عن الحراك باقلامكم الرماديه التى تحتمل كل الاوضاع وتتعايش مع كل الظروف وتتطفل على كل الموائد دونما حياء – واى مستقبل تبشرون به والناس فى جرى ولهث لترتيب خروف العيد وبعضا من الزيت للطبخ وماحجم تلك النوافذ التى تدعون لها ?الشعب السودانى اوعى واكبر واشجع من تلك الهبات التى تصرف من نوافذ الاعلام المدفوع الاجر .
اسقاط النظام والحوار معه خطان متوازيان .
من لا يحمل هم الوطن ? فهو هم على الوطن .
اللهم يا حنان ويا منان الطف بشعب السودان — آميـــــــــــــــــن

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. قراية مفالك دا تضييع زمن
    فقط اكتب واحد على مية من اللي كتبه عثمان عن فساد الحكومة وبعدين رد عليهو كفاية على عثمان قضية الاقطان وكفاية عليهة انو جريدتو وقفوها من الصدور اكثر من عام
    اشك فيك وفي كل البهاجموه بحجة انه كان في يوم من الايام كوز …اشك في انكم من ناس المؤتمر الوطني وتلبسو جلباب المعارضة

  2. عثمان ميرغنى مع الحق اين ماكان الحكومه اوالمعارضة وهذا يدركه حتى الاطفال اما انتم ليس لكم اى هدف الا المعارضة من اجل المعارضة فقط ليس الا فهذا واضح . اما عثمان ميرغنى فيكفيه انه كتب عن مواضيع كثيرا لاتحصى ولاتعد منها موضوع الاقطان
    وهو لاينتظر تزكية من احد فاتقى الله يارجل.

  3. لكييييييييييييييييييين ما ممكن يا محمد حجازى
    مع تحياتى

    ويتشرنق ثم يحبوا ويتغذى ( يحبو )

    ويبتعد عن كلما يغضبهم والحاشيه . ( عن كل ما يغضبه )
    يصبح اولئك المتسلقين ( المتسلقون )
    وتعطيهم الراحه والايعاذ ( والإيعاز )

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..