مقالات سياسية

(هذه المرة).. لا يرتدون الكاكي..!

عثمان شبونة

خروج:
* عزيزي القارئ.. عليك أن تكمل بعض نواقص هذه الرواية؛ وهي في زمن الانقلاب وعصاباته تعتبر رواية مكررة تبعاً للانفلات الأمني اليومي (المقصود تماماً) بالنسبة للانقلابيين وقوات المرتزقة التابعة لهم.
النص:
* روى لي الزميل الهضيبي ياسين ذلك السيناريو المؤسف.. فقد تعرض لعملية ضرب ونهب تحت تهديد السلاح الأبيض في الشارع الرئيسي بجوار مستشفى شرق النيل بالخرطوم؛ وعلى بعد مسافة ربما تزيد قليلاً عن 100 متر من دورية شرطة متوقفة في المكان؛ يبدو وجودها لحراسة (الانقلابيين) لا غير..!
* الحادث عند السابعة والنصف مساءً؛ بعد يوم مرهِق للزميل الذي غطى مواكب 30 أكتوبر (من حدود باشدار إلى منطقة شرق النيل)؛ قبل أن تستوقفه عصابة (لا ترتدي الكاكي هذه المرة).
* قبيل عملية النهب كان أحد هؤلاء المجرمين يكرر للزميل سؤالاً واحداً ببغائية: (جاي من وين؟).. وبعد حوار قصير بدأت معركة غير متكافئة بين الصحفي الأعزل وبين العصابة.. قاومهم الصحفي بكل ما يملك من العزيمة؛ لكنه وقع على الأرض.. وتمكن أفراد العصابة ــ الذين لا يرتدون الكاكي هذه المرة ــ من تسديد عدة طعنات على جسده؛ بعضها عميق وبعضها سطحي.. كان الطعن المؤثر على يده اليمنى.. وقد كتب الله النجاة للزميل فلم يفقد (روحه).. اكتفى اللصوص ــ الذين لا يرتدون الكاكي هذه المرة ــ بسرقة (موبايل هواوي ــ تاب جلكسي خاص بالشغل ــ ومبلغ 40 ألف جنيه).
* حمله سائق ركشة إلى المستشفى وهو ينزف.. لكن الأطباء رفضوا التعامل معه إذا لم يدفع مبلغاً مالياً..! تم الاتصال بأسرته بواسطة السائق فحضروا بالمبلغ.. ثم.. داخل المستشفى استجوبوه لكتابة نشرة جنائية عن الحالة.. عقب كتابة البيانات الأولية سأله المُحقق: (شغال شنو)؟ أجابه: صحفي.. فعاجله المُحقِق بالقول الاستنكاري العبيط الذي افتتن به جهلاء الشرطة وغيرها من قوات الإنقلاب: (إنتو الناس القلتو مدنية)!
* لم يمر وقت طويل حتى حضر أحدهم يحمل حقيبة الصحفي المُصاب؛ وتحتوي فقط على جواز سفره وبعض أشياء لا تعتبر غنائم بالنسبة للصوص (الذين لا يرتدون الكاكي هذه المرة)! لم ينسَ حامل الحقيبة ــ العجيب ــ أن يتوجه للصحفي بالعبارة الشهيرة: (الجاتك في مالَك سامَحَتك).. كان (أحدهم هذا) لا يرتدي الكاكي..!
أعوذ بالله.
الحراك السياسي

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..