الزنزانة الرئيسية..!!

(1)
الزنزانة (لم ندخلها بعد) وأحسب ان من لم يدخل الزانزنة في عهد الرئيس المخلوع البشير فمن الصعب أن يدخلها في عهد الثورة إلا لارتكابه جريمة ما فقد كان الدخول الى الزنزانات في عهد المخلوع يتم في أحيان كثيرة دون جريمة وحسب مشاهدتنا للزنزانة في الأفلام (ومن الأفلام العربية حب في الزنزانة) أو في المسلسلات (هناك مسلسل كوري يحمل اسم الزنزانة) فأن الزنزانة تتكون من حجرة متران مربعان لها باب حديدي وشباك صغير فيه ثلاث أو أربعة (سيخات) وهذا الباب الحديدي يفتح في زمن محدد بالدقة والدقيقة وقد يفتح لضرورة ما!! (لا تسأل ماهي هذه الضرورة؟) وانت داخل الزنزانة تسمع أصوات أحذية ثقيلة (البوت وما شابهه) تروح وتجئ وفي فترات يُفتح باب الزنزانة ويُلقى للنزيل بطعام الفطور أو الغداء أو العشاء والذي هو في الغالب مصتوع داخل السجن مع قليل من المياه ووجود جردل لقضاء الحاجة.
(2)
ولكن هل زنزانة المتهم الرئاسي المدعو عمر حسن البشير هل زنزانته مثل باقي الزنزانات؟ أم هي زنزانة مميزة تليق بمتهم رئاسي؟ ينتظر (بفارق الصبر والتوقيت) من التهم ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر ببال بشر ولكن نعتقد انها زنزانة مميزة بل فيها كل وسائل الحياة العصرية الحديثة وأنت ايها المتهم قابع في زنزانتك تأتيك الاخبار العاجلة أولاً بأول وأعتقد جازماً انه وصلتك أخبار الطرق والجسور والكباري والسدود الترابية التي إنهارات بسبب السيول والفيضانات وأن تلك الطرق والجسور وخلافها لم تستطع الصمود أمام تدفقات المياه الضخمة وأن من قاموا ببناء تلك الطرق والجسور قاموا بكثير من التجاوزات المشينة والتي تستوجب المحاسبة والمحاكمة من قبل الحكومة الانتقالية فقد مضى زمن إلقاء اللوم والعتاب على أن كميات الامطار والسيول كانت غير مسبوقة ومفاجئة!!
(3)
وايضاً وأنت في زنزانتك أيها المتهم الرئاسي تعلم أن حرب اليمن ما زالت مستعرة وان كثير من الجنود السودانيين لا يزالون يقدمون التضحيات الجسام بل ويقتلون على الريق!! والمطلوب من حكومة الدكتور عبد الله حمدوك التفكير الجاد في كيفية عودة الجنود السودانيين الى السودان ايضاً تصلك أخبار أن امريكا تهدد وتتوعد ايران بحرب لا تبقي ولا تذر ولكنك تعلم أن الحرب لن تندلع لان مصالح امريكا في منطقة الخليج ستضرر وان الدول الكبرى مثل روسيا والصين والمانيا وبريطانيا لن تسمح بضرب ايران (خوفاً ايضاً على مصالحهم) برغم انك وفي (لحظة تجلي) قمت بقطع علاقتنا بإيران و(شالت ايران غازها وحدثت أزمة الغاز التي لم تنتهي فصولها بعد) وايران ترفض الانبطاح والانبراش الذي كنت تمارسه انت أمام صغار أمراء الخليج دعك من كبارهم!! والمطلوب من الحكومة الانتقالية إقامة علاقات متوازنة مع كل الدول وتقديم مصالح السودان على كل المصالح الحزبية وأعادة العلاقات المقطوعة مع بعض الدول الى مسارها الصحيح.
(4)
وأنت في زنزانتك الفخمة تعلم أن الضوائق الاقتصادية التي صنعتها وجوه إقتصادية فاشلة ما زالت ترواح مكانها واننا لم نقل (الروب) بل ما زالنا نجابد ونكافح بكل الوسائل الشريفة من أجل حياة شريفة وكريمة وعفيفة (نعرف ناس شريفة وكريمة وعفيفة ديل لو وجدهن أي إقتصادي فاشل في حكومتك المقبورة لو وجدهن في أي شارع ربنا يحلو منهن بالسلامة) وان هذه الضوائق هي تحديات عظام تنتظر من الحكومة الانتقالية النظر اليها بترو وهدوء وطولة بال فالأزمة متشعبة وجذور الدولة البائدة يمتد عميقاً والمتربصين والمتربصات بالثورة كُثر ولا تزال الاحلام وأضغاثها تروادهم بالعودة الى كرسي الحكم والسلطة.
(5)
فاذا كانوا يحلمون بالعودة فإننا نحلم بمشاهدة تاج محل أو حدائق بابل المعلقة ولكن لا هذه ولا تلك تساوي روعة مشاهدة المتهم الرئاسي البشير وهو قابع في زنزانته أو هو قابع خلف قفص الاتهام داخل المحكمة لماذا لا تبثوا لنا مقاطع قصيرة وحية من تلك المشاهد الخلابة؟
الجريدة