دومينيك حوراني: أؤيد الرقابة بشرط اقتصارها على السياسة

انتقدت دومينيك حوراني برامج المواهب المنتشرة على الفضائيات العربية، باعتبارها نوعا من “البيزنس” ولا تضيف شيئا إلى الفن الحقيقي. فعارضة الأزياء والمغنية اللبنانية بدأت حوارها مع “العرب” بالهجوم على برامج المواهب “المستوردة” التي تتصدر نسب المشاهدة في العديد من الفضائيات العربية، والتي قامت على أنقاض برامج كانت تصنع مواهب حقيقية، مثل “استوديو الفن” في لبنان الذي قدم العديد من نجوم الغناء العربي، منهم راغب علامة وغيره.
العرب هشام السيد
قالت الفنانة والممثلة وعارضة الأزياء اللبنانية دومينيك حوراني في حوار لها مع ?العرب? أن برامج المواهب الحالية ?مستنسخة? من برامج غربية لا تصنع نجوما ولكنها للتسلية فقط، بدليل أن كل الفنانين الذين فازوا بجوائزها أو تنافسوا عليها وأحيطوا بصخب إعلامي هائل في وقتها، اختفوا في ما بعد.
وقالت أعتقد أن مثل هذه البرامج تصيب المشتركين فيها بالأزمات النفسية، لأنهم عقب انتهاء البرنامج يعودون إلى منازلهم بلا عمل.
وأكدت أن الفنان الحقيقي لا بد أن يبدأ من الصفر، ولا يظهر على طبق من ألماس في بداية مشواره مثلما تفعل هذه البرامج.
وحوراني ابنـة الكاتب والمؤرخ اللبناني جوزيف حـوراني تنظر دائما إلى الحيــاة والفن مـن منظـور فلسفي، متـأثرة بحصـولها على مـاجستيـر إدارة الأعمـال مـن الولايـات المتحــدة الأميركيــة، لكنهــا رغـم ذلــك تـرفض الكـلام في السيـاسـة والتعليـق على أحـداثها.
ومع ذلك فهي لا تستطيع منع نفسها من التفاعل مع قضايا اجتماعية، حتى لو كان لها بعد سياسي مثل قضية ?رغيف الخبز? في مصر، حيث غامرت مؤخرا بكتابة تعليق حاد عبر حسابها على فيسبوك حول أسلوب المصريين في طريقة عرضه غير الصحية وغير الآدمية بالشارع قائلة ?حد يفسر لي بليز.. هذا غير مقبول في القرن الحادي والعشرين.. هذا تحقير للإنسانية.. الخبز نعمة ومفروض ترفع عن الأرض.. ألذ أكلة عندي هي العيش البلدي في مصر أم الدنيا.. ولكن ليش هيك طريقة العرض?.
رغم انفعالها الزائد، إلاّ أنها ترفض المزايدة على مشاعرها لمصر، التي قالت إنها دعمتها كفنانة بشكل كبير، وساهمت في اتساع دائرة شهرتها بالوطن العربي.
الغريب أن حوراني التي تعد واحدة من نجمات الغناء ?الجريئات? تؤيد الرقابة على بعض الأعمال الفنية، بشرط أن تقتصر على ضبط الرسائل السياسية السلبية التي يمكن أن تؤثر على المشاهدين، مؤكدة أن العمل السياسي لأهله بينما الفنان يؤثر على المجتمع، أكثر من السياسي، وهذا ربما يحتاج منه أن يبتعد قليلا عن العمل بالسياسة.
تعترف بأن الفن أعطاها خبرة كبيرة في الحياة ومعرفة شخصيات الناس وطباعهم، وأصبحت امرأة قوية تعرف كيفية التصرف مع جميع أنواع البشر، لهذا تطمح إلى تجسيد دور زعيمة إحدى عصابات المافيا الدولية في عمل فني.
أوضحت دومينيك، التي سبق لها الفوز بلقب ملكة جمال لبنان، أن شخصيتها تؤثر على أعمالها وليس العكس، وقالت: ?أستوحي أعمالي من شخصيتي، لذلك أميل إلى الكوميديا التي تجلب السعادة، وتركز على نقاط ضعف المجتمع والعلاقات والتقاليد المجتمعية السيئة، كما أتناول علاقات الحب والغرام لأنني رومانسية بطبعي ومغرمة دائما، وأحبّ الحب لأنه يدفعنا لتحقيق أحلامنا?.
وأضافت ?أبحث دائما عن الرجل الحنون ذي الأخلاق العالية، وأهم عنصر في علاقتنا أن يحبني بجنون ويهتم بمشاعري?.
وعلقت حوراني على الجدل المثار حول كليبها الأخير ?السلك ضاربني? الذي تم بثه عبر قناتها الخاصة على يوتيوب، وتشير فيه إلى قضية الفقر، إنها تتفق تماما مع النقد البناء الذي يبني ولا يهدم، ?لكن لا أحب الذين يحاربون الفنانين بدافع الغيرة، وهناك نوعيات من الفن أرفضها، إذا لم تتضمن أي نصيحة للمجتمع?.
حوراني التي قدمت أول ألبوماتها عام 2006 بعنوان ?عتريس?، وأقنعت المطرب المصري أحمد عدوية أن تغني أغنيته الشهيرة ?السح الدح امبو? وأن تقوم بتصويرها بتوزيع جديد، أرجعت انخفاض الإنتاج الفني إلى تردي الأوضاع وانتشار الحروب. وفسرت تحليلها بأن عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي يجعل المنتجين في حالة ترقب، لكنها دعتهم إلى استمرار العمل حتى في وقت الثورات، لأن الفن يغير الواقع بما يقدمه من رسائل، منتقدة أي عمل فني لا يحتوي أي رسائل أو معنى أو أحلام.
وكشفت دومينيك، التي تهوى قراءة كتب الفلسفة والروايات، خاصة للأديب العالمي باولو كويلهو عن أنها تستعد لتقديم مسلسل جديد، ربما يعرض في رمضان المقبل.
وعندما سألتها ?العرب? عن دورها فيه أجابت ببساطة: لا تشغلني مساحة الأدوار بقدر تأثير الدور أو الشخصية في الناس وأن أكون قد أديته بشكل جيد، وأعتقد أن المنتجين أو المخرجين يعرفون كيفية توظيفي للأدوار في ما يناسبني. وحول مدى التضارب أو التناسق بين عملها في الغناء والتمثيل وبين عرض الأزياء، قالت: كل الفنون، بالإضافة إلى تقديم البرامج، أصبحت في عصر الـ?3 دي? شيئا واحدا?، موضحة أن الفنان لا بد أن يكون متكاملا وصاحب شخصية.
وأشارت إلى أنها تعشق الأصوات الجيدة صاحبة الكاريزما، التي تؤهل صاحبها للانطلاق على المسرح، وإلاّ لن يكون معروفا لدى الناس، ما يعني أنه لا بدّ أن يمتلك جميع الأدوات الفنية التي تقربه أكثر من الجمهور.