الأمن الغذائي وفوضى الأسواق

ماهي الجهات العاملة في مجال الأمن الغذائي هل هي وزارة التجارة ام الزراعة تم هي أدوار مقسمة والكل يتنصل ويرمي بالتقصير على الآخر. والذي أدركه والمفترض ان يكون الأمن الغذائي منظومة متكاملة وتأمينه رخيصا هو الهدف الرئيسي الأول لأي نظام يحكم في أي بلد

ألا يتوجه هذا الجهاز إلى الأسواق فيبحث عن المتلاعبين بقوت الشعب الملهبين أسعاره الصانعين لأزماته المحتكرين للسلع الأساسية ويقومون بتخزين قوت الشعب اليومي تربصا لحين أن يجِف السوق وترتفع قيمة البضائع لتعانق عنان السماء؟
أليس لهذه الأسوق ضابط أو رقيب أو حسيب او قوانين تحكمها وتحدد مقدار ربحية العاملين فيها وتمنع الوسطاء؟

السوق وخروقاته يلعب دورا فاعلاً في حرمان ذوي الدخول المتواضعة من إستيفاء حاجياتهم الضرورية للبقاء والعيش بسبب الجشع والطمع وإستغلال حاجة الناس فالسلع في تزايد مستمر ومتسارع وغير مبرر

نريد فتحاً للمخازن وتحديدا للأسعار ومنعا باتا للإحتكار والتخزين لأي سلعة إستراتيجية أو أساسية
نريد جلدا بالسياط وزجا في السجون لأمثال هؤلاء الذين يعبثون بقوتِ الشعب وإنعدمت في قلوبهم الرحمة والشفقة على البائس الفقير

لن يشبع أصحاب النفوس المريضة النهِمة وإن تكسبت أودية من ذهب. يكفينا مثالا أحدهم من أكبر أثرياء البلاد تفضلت عليه الحكومة بإستيراد القمح بسعر الدولار المخفض على أمل أن يذهد في قيمة المطحون بثمنٍ منخفض للشعب ولكن للأسف أبت نفسه آلا أن يستغل هذه الفرصة إستغلالا سيئا دونما أدنى إكتراث لفقر وعوزة الشعب المقهور المغلوب على أمره.
بالفعل هذه إحدى نماذج التجار والمستوردين الذين لايفقهون في مهنتهم سوى مقولة التجارة شطارة. فنجدهم تجردوا من الضمير والرحمة والإحساس بالآخرين وواجبات الدين والوطن والمجتمع.

إن تفشي الجوع بين المواطنين في ربوع الوطن هو العنوان العريض للفشل الكبير والخيبة والعار على جبين القائمين على أمر هذه الأمة المسحوقة المجاهدة المكابدة وهي تخوض ضروب الصعاب لتوفر القدر اليسير من قوتها.

العالم ينظر ويراقب ويرصد ويقارن ما بين تصريحات منسوبي الدولة العنفوانية ومكاتبهم الفخمة ومساكنهم الفسيحة وسياراتهم الفارهة وأموالهم المكدسة
مع تقارير الجوع والفقر الغذائي والصحي والتعليمي. فبأي وجه على الملأ يظهرون وبأي ألسنةٍ يتطاولون وبأي قوة يتشدقون؟ ألا يحق عليهم أن يدفنوا رؤسهم في الرمال أو أن يقتلوا أنفسهم حسرة وبكاءا للخذي والفشل الذي لازمنا في كل المجالات وبالأخص النقص الحاد في الغذاء فماذا ينتظرون؟

ولماذا نصدِّر الأقوات ونترُك الأمهات والفتيات حيارى جائعات ترضيةً لأصحاب الكروشِ والمقامات ونهماً في الدولارات؟ فيا هذا وذاك ألم تسمعُوا بفقهِ الأولويات وتأمين الأبجديات؟
ضاربين طناش لفئات المجتمع بسحناتهم وهم غارقين في الآهات يتلوون ويألمون! لقد طال إنتظارهم وضاع صبرهم حسرات.

مالذي تقوم به تلك الوزارات من تجارة وإسكان وزراعة وصناعة إن كان أُس ما اوكل إليهم خرِبٌ متعطل وإن كان ذاك الإنسان جُل إهتمامهم يفنى ويحترِق فما هو طبيعة دورهم وما جدوى إستمرارهم؟ اهم فقط يفلحون في التخدير وآطلاق الوعود!

شهور معدودة فمن لم يُثبت كفائته فليكفنا شر فساده وليُعزَل جانبا غير مأسوفا عليه فلا أفلح ولا أنجز بل والكثيرٌ منهم فسدةً إختلسوا ونهبوا وكنزوا وظلموا وما عدَلوا فصاروا للشعب وجعة بدلا من أن يكونوا فزعة

لم لا يهرولوا إلى الأسواق ويضعوا حدا للفوضى العارمة ويسِنوّا قوانينا صارمة ويتفقدوا المزروعات ويقفوا على أوجه القصور ومكافحة الآفات؟

في الدول الأخرى كل شئ ممكن يُنجز ويُنفذ ولكن في السودان أبسط الأشياء صعبة ومستحيلة فلكي نصلح مشروعا قد يتطلب ذلك سنواتٍ وقد لا يتم أبدا..!!

في الدول الأخرى تجاهد الحكومات لترضية شعوبها ويتباهون برفع المعاناة عنهم بينما في السودان يطمعون في الشعب ويذيدونه إبتلاءا وإجحافا وتضيقا

في الدول الأخرى شعوبا تغلب عليهم النزاهة والصِدق والرقي في التعامل والتواضع والتسامح. وفي السودان تفشى بين الكثيررون الكذب والغش التجاري والتزوير والإستهبال والإحتيال والتعالي واللؤم والغِل والحسد وسرقة موارد وممتلكات الوطن!!

في الدول الأخرى الشعوب تحب اوطانها وتضحي من أجلها لكن السودان يفرُ منه أهلهُ ويلعنون حالُه ويفسدون!!

لماذا لا نتقدم؟

مالذي يجري؟

أهي من نفوسنا ام خصالنا أم أخلاقنا ام وطنيتنا ام حكومتنا أم إقتصادنا أم التآمر علينا أم كسل منّا أم جهلنا ام فسادنا ام تفريط في ديننا أم مِن صراعاتنا أم أشياء أخري لا نعرفها أم كل هذه الأمور مجتمعة؟

أسألوا أنفسكم وأفيدونا

خالد حسن
[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..