ولاية الجزيرة والبؤس الراهن

بسم الله الرحمن الرحيم
البؤس الراهن جزء يسير جداً من مشهد طغى على صورة ما تبقي من السودان عامة وبالخصوص ولاية الجزيرة التي تتشابك فيها الخطوط طولا وعرضا ولا يمكن حصرها، وأنت اليوم عزيزي المواطن أينما كنت لمست ووطئت المسكوت عنه والممنوع التحدث فيه، ولكن الجزيرة التي كانت حمالة التقيلة وجمل الشيل وقلب السودان النابض والملاذ الآمن ليس للسودان وحده بل حتي بعض دول الجوار إستظلت ونمت وترعرعت تحت خيراتها ، الجزيرة المعطاءة التي ما فتئت تزرع ويحصد آخرون ثمار وعرق وجهد أهلها دون أن ترمش لهم أجفان ، ونهاية المطاف أنظروا وتمعنوا ما ذا حل بها ؟
كانت بالأمس مديرية النيل الأزرق وكانت كهرباء سنار والدمازين ومشروع الجزيرة وإمتداد مشروع المناقل ومشاريع النيل الأبيض ومشاريع الحرقة ونور الدين ومشروع الجنيد وكانت الجزيرة المروية الفبارك ما بين مارنجان والجديد الثورة والحصاحيصا ومطاحن قوز كبرو ومصانع الغزل والنسيج ما بين الحاج عبدالله والحصاحيصا وواد مدني، كانت الجزيرة الكنابي والفرقان والحواشات والشلابي والشلخ والتيراب وأمات عشارين و الجدول والتقنت والحش والكديب وكانت سكك حديد الجزيرة وكانت شبكة إتصالات بالتلفونات بالطاقة الشمسية وكانت الجزيرة إتحاد المزارعين ومال الخدمات الذي هو أثمر فأينع خدمات لكل السودان وليس الجزيرة وحدها بل كانت هي الشعبة واللمينة والركازة لكل الوطن التعليم والصحة والأمن والطرق والبيئة بل نتحدي كائن من كان مهما علت درجته اليوم إن لم يكن ماضيه قد نمي وترعرع علي أكتاف الجزيرة وقطنها وخيراتها وعملتها الصعبة التي كان يسيل لها لعابهم وقتها عندما كان الجنيه السوداني يساوي حوالي ثلاثة دولار أمريكي، هكذا كانت الجزيرة ومشروعها لم تبخل علي من يتقلدون أرفع المناصب الآن لأنها تؤمن بقومية مشروعها ومسئوليتها تجاه كل الوطن أرضا وشعبا وأمنا وإنتاجا وصحة وتعليم ونهضة .
خيرها الوفير عم كل السودان وللأسف كان نصيبها الفتات ، فأنظروا لها اليوم أين الطرق المعبدة المسفلته؟ أين الكباري والمعابر والجسور؟ كبري حنتوب وكبري الحصاحيصا!!!؟ أين المستشفيات والخدمات الصحية والمراكز المرجعية؟ أين الجامعات والمعاهد العليا ومراكز البحث والتدريب ؟ أين المصانع وورش الإنتاج والتصنيع؟ أين السكة حديد؟ أيها المسئولون وأنتم تتحملون أمانة وطن ومستقبل أمة ونهضة شعب أين حقوق الجزيرة ؟ ألا تخجلون فقط شارع الخرطوم مدني وهذا منذ المعونة الأمريكية زمن عبود! شارع لايشبه شوارع المرور السريع مظلم كله مطبات وحفر وأخاديد وعرضه فقط لمسار واحد بل حصد آلاف الأرواح حتي صارإسمه شارع الموت، شارع ود السائح في علم الغيب، وشارع أبوعشر أبوقوته صار كذبة ، وشارع البطل الشهيد ودحبوبة لم ولن يكتمل، وشارع مدني المناقل حدث ولا حرج، وشارع الحصاحيصا الفريجاب شكرا لإهل الخير، وطريق الهندي يحتاج لإمتدادات، وشارع ألتي أبوعشر واقف منتظر ، وشارع منو ديك لم يحل مشكلة عامة، وحتي الطرق الترابية غير سالكة كما كان سابقا بل بعض القري يستحيل الوصول إليها في عز الخريف أو مع كسورات المياه.
الترعة الرئسية وترعة المناقل وغيرها تحتاج لمعابر وكباري ثابته تسمح بمرور الجرارات الكبيرة والشاحنات مع إصلاح جميع الكباري بها.
الخدمات الصحية تحتاج لطفرة فقد صارت الملاريا والبلهارسيا والسل وإلتهاب الكبد الفيروسي وسوء التغذية والسرطان وغيرها بعبعا ومستشفيات الجزيرة تحتاج للكوادر والمعدات والدعم فإنسان الجزيرة منتج أفلا تهتم به الحكومة فقط برد الجميل له؟ ( مستشفي النوبة والمسيد وألتي والكاملين والمعيلق والربع والحداحيد وأبوقوته والمحيريبا وودحبوبة والهدي وأبوعشر والحصاحيصا ورفاعة وودمدني وطابت والمناقل و24 القرشي والحوش والعزازي والحاج عبد الله والمسلمية وتمبول وغيرها من مراكز صحية وشفخانات ونقاط غيار ماذا تقدم من خدمات للمريض؟)إن الإحصاءات للكوادر العاملة بالجزيرة من اطباء ومساعدة مخجلة جدا ولهذا لابد من وضع تصور لتوفير العدد الكافي حسب الحوجة الفعلية زمانا ومكانا وتوزيعا جغرافيا وديموقرافيا مع خلق بيئة صالحة لعملهمس وإستقبال المرضي وتوفير مراكز مرجعية مؤهلة تقدم خدمات متكاملة. وفي حالة الطواريء فأين الإسعاف وإلي أين يلجأ أهل المريض ؟ مشكلة إنارة قري وكنابي الجزيرة ما زالت تراوح مكانها، ومشكلة توفير المياه الصالحة للشرب أيضا مستفحلة وفوق ذلك عطالة الخريجين تزداد تعقيدا يوما بعد يوم . مشكلة المبيدات وطمرها والأسمدة ومخلفاتها ما زالت عالقة،
الجزيرة لا تستجدي ولا تشحد ولا تحتاج لمنة من أحد ، إنها حقوقها تم سلبها فمتي ترجع لها , الجزيرة هي الفن والإبداع والمسرح والشعر والغناء والدوبيت ولكن أين بيئة الإبداع؟ أطلقوا يد بناتها وأبنائها لتروا أنهم رواده وأهله ، هم لا ينافقون ولا يتملقون ولا يرتزقون فقط يحتاجون للحرية وعندها سترون.
نقول بملء فينا ونستصرخ أن الجزيرة هي القلب النابض للوطن فأعطوها جزء من ما أعطت لهذا الوطن ليس مالا ومنحة ومنة من أحد، بل أعطوها قيادة نفسها بنفسها فبين أبنائها البررة الميامين من يمكن أن يقود دفة السفينة إلي بر الأمان بما حوت من ركاب وإن إختلفت مشاربهم فأبناء الجزيرة هم أبناء هذا الوطن إنهم الأمل المرتجي لها ولمستقبلها الذي هو مستقبل ما تبقي من السودان، أبناء الجزيرة هم القوة والأمانة والنزاهة والكفاءة والمقدرة والخبرات والتجرد والزهد والتواضع ووطنية لا تحدها حدود بل ولاء لكل السودان وليست ولاء لحزب أو قبيلة أو جهة ، أدوا الأمانات لإهلها وهذا مربوط بالعدل لأن العدل أقرب للتقوي ،
كسرة : يحق لنا أن نسال ونتساءل أين أبناء الجزيرة من التوزيع العادل للسلطة والثروة والخدمات؟ بينهم علماء أجلاء وبروفات كبار تب ولكن لماذا معظم إن لم تكن كل المناصب في قيادة الجزيرة والدولة عامة نصيب أبناء الجزيرة منها الفتات؟ الحقوق تؤخذ ولا تعطي ولإبناء الجزيرة الكياسة والفطانة وفوق ذلك تجردهم وقوميتهم جعلتهم يترفعون عن مناصب دنيا زائلة بإذن الله، ولكن غدا ستشرق شمس الحرية تحمل بشريات عندما ينكسر ذلك القمقم ويخرج المارد من صمته وتعود الحقوق لإهلها ليس منحة أو منة .
أللهم أستر فقرنا بعافيتنا، حكمت فعدلت فأمنت فنمت
اي والله صدقت يا دكتور وعشمي من الله أن تعود مديرية النيل الأزرق السابقة بحدودهاالقديمة والتي استوعبت كل قبائل السودان دون تعال أو منٍ أو تعالي فانصهر الكل فيها فأصبحت تشكل نسيجاًمتجانساًفاصبح سمة تعايشية ساهمت في الاستقرار والعمل والإنتاج.فهل من عودة.
والله ما حدث للجزيرة من خراب يدرس في المناهج ويدرس فس الجامعات في كيفية فشل الادارة في الحفاظ علي تلك الثروة القومية من مشاريع وهيئات ادارية واقتصادية وصحية وتعليمية واهم شيئ الانسان .
انسان الجزيرة الذي حفظ توازن السودان من اقدم العصور وفي احلك الازمان ، شتتوهوا الكيزان وبهدلوهوا.
لا يضيع حق واره مطالب ، والجزيرة عامرة بمواردها وناسها ، بس ينقشع الظلام ويذهب الظلمة ، وبالامكان اعادتها افضل من الذي كان .
شكرا دكتورم قنات. فانت لم تخيب ظننا
ودائما تحت حسن ظننا بك. فأنت خير من
يكتب عن الجزيرة فأهل مكة أدرى بشعابها
الجزيرة محتاجة لأمثالكم وأقلامكم التي
لاتخشى في الحق لومة لائم كما عهدناك.
كما قلت يادكتور ان الجزيرة لا تسجدي احدا
ولكن الجزيرة تم سرقتها بليل وهي الان تطالب
باسترداد مسروقاتها بالعديل او الاعوج ايهما
اقرب, شكرا يادكتور فنحن دوما في انتظارك.
شكرا |أخونا بكري وود النو والبرعي
الحق سيعود وان سجنوه وراء سدود بايدي ابناء الجزيرة البررة الميامين
ولاية النيل الازرق كانت قومية المبتدا والخبر كانت شاملة لكل اهل السودان
ليس فيها قبلية او عصبية او جهوية كلهم من اجلها ومن اجل السودان
كل من تقلد منصبا من ابنائها كان يحس ويشعر انه ملك لكل السودان
لابد ان نقف اجلالا وتعظيما ومن لم يشكر الناس لا يشكر الله
المرحوم شيخ الامين والمرحوم برقاوي والمرحوم احمد الطيب حماد كانوا شعلة نضال وغيرهم كثر لانذكرهم
وادارة مشروع الجزيرة مكي المنا وعبد الله الزبير ومكي وغيرهم كثر ايضا لا نذكرهم
الجزيرة شالت السودان علي ضهرا منذ انشاء خزان سنار في 1925
كانت الجزيرة الضامن لاستخراج بترول السعودية كما يقال هل تصدقون ذلك
اين الجزيرة اليوم
بورا بلقع ليس بسبب جفاف وتصحر وتعرية تربة ولكن بسبب حتي بعض ابنائها قادة المؤتمر الوطني
غدا ستعود الجزيرة افضل مما كانت ولكنها تحتاج لعزيمة ابنائها وجهدهم وتكاتفهم فخيراتها لاتحدها حدود لا في باطن الارض ولا فوقها اضافة الي ان انسانها قد عركته الخبرات والتجارب
نحتاج في المرحلة القادمة لوحدة ابناء الجزيرة من اجل تنميتها وانسانها والله الموفق