زعموا ان البرهان اجري لقاء تلفزيوني.. هل تَكَلَّمَ دُونَ مُوَارَبَةٍ بِصَرَاحَةٍ وَوُضُوحٍ؟!!

١-
لم اكن ارغب في مشاهدة اللقاء التلفزيوني الذي اجراه مدير التلفزيون لقمان احمد بالامس السبت ١٢/ فبراير الجاري مع الرئيس البرهان، وذلك لسبب واحد وهو ان البرهان كان قد تلقي مسبقآ الاسئلة التي ستطرح عليه قبل اجراء الحوار ، وان البرهان كان قد جهز الردود عليها وحفظها (صم)!!، وجاء للتلفزيون وهو جاهز للاجابة علي الاسئلة التي هي اصلآ ما كان فيها المفيد او الشيء الجديد.
٢- كاتب هذا المقال (بكري الصائغ)، سبق ان عمل في وزارة الثقافة والاعوام طوال اعوام السبعينات وحتي عام ١٩٨٥، وعمل فترة في مكتب الاعلام الخارجي، الذي يهتم بتسهيل كل ما يخص الصحفيين والمراسلين الاجانب الذين وفدوا للبلاد في مهام رسمية، جرت العادة وقتها – بحسب توجيهات ادارة مراسم قصر الشعب – الا يسمح لاي صحفي سوداني او اجنبي باجراء تحقيق صحفي مع الرئيس الراحل/ جعفر النميري الا بعد تسليم نسخة من الاسئلة المطروحة في الحوار معه، وان النميري يملك كامل الحق في رفض الاجابة عن اي سؤال يراه هو غير مقبول، وهكذا صرنا في مكتب الاعلام الخارجي ننبه الصحفيين الاجانب بضرورة تسليمنا الاسئلة المطروحة علي الرئيس للاطلاع عليها، والافادة بعد يومين من ادارة مراسم القصر، وان كان النميري قد وافق علي الاجابة عن الاسئلة او رفضها جملة وتفصيلا!!
٣- في سنوات السبعينات كان الرئيس النميري عنده برنامج تلفزيوني شهري تحت اسم “لقاء المكاشفة”، وجرت العادة انه في كل حلقة من هذا البرنامج يقوم بالرد علي اسئلة قال انها وصلته من المواطنين ويطلبون منه ان يرد عليها!!، حقيقة الامر، ان الجماهير اصلآ ما كتبت رسائل للنميري، وانما مدير مكتبه هو الذي كان يؤلف “من راسه” مجموعة اسئلة قدمها لنميري ليبثها في برنامجه الشهري!!
٤- عندما طالعت في الصحف قبل ثلاثة ايام مضت، ان البرهان سيجري لقاء في التلفزيون يوم السبت ١٢/ فبراير، تذكرت علي الفور برنامج النميري، وكيف انه هو مع مدير مكتبه واخرين قاموا بتآليف اسئلة سهلة لا تحرج النميري!!
٥- طالعت ما قاله البرهان بلامس، واستغربت غاية الاستغراب انه لم ياتي باي شيء جديد!!، كل ما قاله في هذا اللقاء سبق ان سمعناه عشرات المرات في تصريحات سبق ان ادلي بها للصحف!!، البرهان كرر نفس الكلام والتعهدات بنفس الالفاظ والكلمات السابقة!!
٦- كنت اتوقع من البرهان ان يتطرق صراحة الي عدة موضوعات هامة تشغل بال ملايين السودانيين، كنت اتوقع منه ان يتكلم عن:
(أ)- لماذا تمدد “حميدتي” وتوسع نفوذه العسكري الاقتصادي والسياسي بهذا الشكل الذي لم نعرف له مثيل من قبل حتي وصل الي قيادة الدولة، وهو حميتي الذي كان قبل خمسة عشر عامآ مضت مجرد راعي غنم؟!!
(ب)- ما الهدف من منح “حميدتي” كل هذه السلطات والامتيازات الهائلة التي اصلآ لا يستحقها ولا يفهم فيها؟!!
(ج)- لماذا لم يتم تسليم البشير وعبدالرحيم حسين واحمد هارون لمحكمة الجنايات الدولية، وهو (البرهان) الذي وعد محكمة بتسليم المتهمين؟!!
(د)- لماذا لم ينفذ وعده بهيكلة القوات المسلحة، وهو الذي اكد مرارآ انه ملتزم باحترام “اتفاقية جوبا” التي نصت صراحة علي وجود جيش واحد في البلاد ؟!!
(هـ)- البرهان يتهم أجهزة أمنية وطرفاً ثالثاً بقتل المحتجين ويتعهد بكشفهم ما الذي يمنعه ان يكشف علي الفور من هم القتلة، والي اي جهة أمنية ينتمون؟!!، سبق ان وعد البرهان الشعب مرات كثيرة بكشف حقائق عن قضايا مبهمة وغامضة، وسبق ان وجه بتشكيل لجان عديدة للتحقيق حول جرائم ومجازر وقت في البلاد، ولكنها منذ عام ٢٠١٩ لم تمارس اعمالها ولم يهتم بمتابعة تنفيذ تعهداته وماذا تم في امرهذه اللجان؟!!
(و)- قال البرهان انه غير طامع في حكم السودان، اذآ لماذا لا يتنحي ويسلم السلة للمدنيين، وهو اجراء ان تم وتحقق، فان البلاد سيعمها الرخاء والنماء؟!!
٧- لقاء البرهان الاخير في التلفزيون لا يختلف كثيرآ عن لقاءات النميري والبشير!!، نفس الطلة والمظهر… والهبالة في الاجوبة!!
٨- يا مدير التلفزيون، رجاء عدم تكرار المحاولة مرة اخري واجراء حوار مع رئيس يخاف الاجابة عن اسئلة تهم الوطن، لا ريد حوارهو في نهاية المطاف… تحصيل حاصل!!

بكري الصائغ
[email protected]