المستبد المستنير

هذه العبارة التقطتها من ثنايا الأزمة التي تمر بها بلادنا .
حينما انفرط العقد النظيم لدولة تمشي بالعافية والكواريك والهتافات .
وظلت تتاكل كسفينة في قاع البحر لأكثر من ربع قرن من الزمان .
وحينما كنا نقول لربانها لماذا تخرقون السفينة وسط البحر وانتم بهذا ستغرقون أهلها قالوا
نعم لهذا نعمل وقد كان .
وهاهو هو الأستاذ حسين خوجلي أحد معاونوا ربان السفينة يطرق معنا باب الخروج ويصرخ ان النظام مستبد ومامستنير .
وكان حسين خوجلي يدافع عن مايعانيه من حرمان في كل شئ إغلاق قناته وحجر صوته وتكسير قلمه.
حتي بلغ به الأمر ان قال هذه البلد تعاني من أزمة وعي وحريات .
لاتندهشوا ابدا بل قال ان البلاد تمر بمعترك سياسي خطير وعسر في الإجراءات.
والعسر بخلاف اليسر والسلاسة وأقسم أنه لن يبيع قلمه لأحد.
وكل هذه الاعترافات تصب في إطار ردود فعل الاعتصام المدني للشعب المعلم .
وحسين يقول تفكفك الوطن لان الذي يقوده هو(المستبد المامستنير) حسب زعم الاستاذ حسين خوجلي والذي فاضل بين (المستبد المستنير) و المستبد(الغير مستنير) .
والأستاذ حسين خوجلي قال البلد دي مابحكموها تمرجيه وهذه معلومة مفيده اكيد .
وحسين أخرجها قبالة أحد التمرجية؟!
ونحن نقول لحسين ضخ للآخر وهات ماعندك فنحن في مرحلة تحتم علينا أن (نعبي العيش ببتابو) .
ودعاة التغيير يحفلون بمن يساعدهم ويساندهم وليس الآن وقتا للحساب مادمت خرجت تلعن وتسب النظام وإحنا اصلا قبل النفاس شامين الريحة نحاس وكان تأتي أخيرا خيرا من ان لا تأتي ابدا (وأم جركم مابتاكل خريفين) .
وايضا حدثنا حسين عن حجم المعاناة ويااهلنا نحن شعب واعي ومثقف وعظيم وتقيم الاشياء (الشوكة مابتطلع الابدربها).
أرسلنا الرسالة الأولي العصيان المدني .
المضمون باختصار ادونا عرض اكتافكم.
فشلتم وفسدتم وبطونكم الجائعة لأتعرف الشبع وقوانينكم لأتعرف الحزم فالنظام يتحدث عن الفساد ولا يقدم فاسد للعدالة ولايسترد مسروق .
والشعب قال كلمته رجاءا تفضلوا وبكل الاحترام بالمغادرة .
وتلي ذلك موقف القضاء الواقف محامو السودان بالأمس في مشهد وطني والصحافة تشكو المصادرة والاعتقالات ماضية.
ومن الدروس والعبر المستفادة ان الشباب هم المحرك الفعلي للأحداث وقد لحقت بهم بعض قوي الإجماع وتغيب آخرون نعم تغيب آخرون واللبيب بالإشارة يفهم وكل هذه الملاحظات حاضرة في محاضر التدوين اليومي للحراك الذي استعاد الثقة في نفوس السودانيين .
وبالامس أعلن الصيادلة ان وزير الصحة يمارس التضليل للرأي العام لأنه قرر التراجع من الزيادة ولكن لم يتراجع من رفع الدعم ونري في كلامهم وجاهة .
والشعب حاضر ليقول كلمته بلغة أخري لطالما ان النظام لم يستفيد من لغة الإشارة .
ويبقي للصبر حدود كما تغنت كوكب الشرق ام كلثوم و للمستبد نهاية.
وياوطن مادخلك شر..
عمر الطيب ابوروف
1/ديسمبر 2016
[email][email protected][/email]