مقالات سياسية
نقاش بهدوء مع بعض الرفاق في الحرية والتغيير لصالح الوطن والتغيير والوحدة للقوي المدنية

نضال عبدالوهاب
الذين يتابعون “نهجنا” “نحن ومن يفكرون” مثلنا ماقبل الحرب وبعده وفي طرحنا للحلول ومايخص بلدنا يجد بعض وقليل من الإختلاف والتباين لكن في مسائل جوهرية في تقديرنا ما بيننا والرفاق في الحرية والتغيير وبعض قياداتها وطريقة تفكيرهم، ساحاول وبكل هدوء و بعقل مفتوح وروح رفاقية فتح نقاش مع هؤلاء لصالح الوطن ومستقبله….
لن أتوقف في بعض الإختلافات السابقة لأنني من الذين يحاولون النظر للأمام دائماً والإتجاه للمستقبل وليس الإنغماس في الماضي أو التمترس والتخندق في المواقف التي تعداها الواقع…
غير بعيد أننا نختلف في بعض النقاط التي تصلُح لأن تكون نقاطاً مُهمة في أي عملية سياسية قادمة، هنالك مُشتركات وأشياء متفقون عليها لن نتوقف فيها ، وعلي رأسها مسائل الجيش الواحد ، نعم نختلف في طريقة تكوينه ولكن الأساس لا خلاف عليه، نتفق ايضاً في إزالة التمكين للكيزان، وفي مدنية الحكومة والدولة بالكامل والإتجاه للكفاءة لمن يديرونها ، هنالك بعض الإختلافات في ملف سلام جوبا السابق، و لكننا لا نختلف علي ضرورة إنفاذ السلام وفق معالجة جذور الأزمات التي أدت للحرب وفي ذلك قد لانختلف في بعض المراجعات الهامة خاصة بعد واقع الحرب الحالية ولن نعود للمواقف التي تشكلت بعد إنقلاب ٢٥ أكتوبر لقادة بعض سلام جوبا خاصة إذا ما أرتضينا وإتفقنا عملية سياسية جديدة وتأسيس جديد للدولة، أما الأشياء التي عليها خلافات وزاد واقع الحرب من إستفحالها هو ملفان أساسيان في تقديرنا هما:
١/ملف العدالة
٢/ الإصلاح الأمني والعسكري وتوحيد الجيوش
٢/ الإصلاح الأمني والعسكري وتوحيد الجيوش
مايخص مسألة العدالة، فإن واقع الحرب الحالية زاد من مسألة الجرائم التي ترقي لمستوي الجرائم ضد الإنسانية وضد الدولة ، وهذا قطع شك يضع قيادة الطرفين المُتسبيين في الحرب في الطرفين الجيش والدعم السريع تحت هذا الأتهام بشكل مُباشر ، و كذلك فجرائم إحتلال المنازل والمستشفيات وتدميرها و مرافق الدولة والإغتصاب والترويع والتجويع والتهجير كلها جرائم دون أدني شك جرائم ضد الإنسانية وضد الدولة لايمكن التغافل عنها والتغطية علي من فعلوها أو القبول بإيجاد أدوار سياسية لهم مُستقبلاً ، وعدم المُطالبة في الحد الأدني من العقاب بإعادهم عن أي مرحلة قادمة تعقب الحرب ، و يجب علينا عدم التساهل في هذا…
نحن مع مصلحة شعبنا في وقف الحرب ، ومع أي جهود نبذلها جميعاً من أجل ذلك وإستشعارنا جميعاً للمسؤلية في هذا ، لكن هل يكون مهر وقف الحرب هو إعادة إنتاج القتللة وكُل المتسببين في الجرائم التي حاقت بشعبنا جراء أفعالهم ؟؟ ، هنا لا أتحدث عن أي حديث أو موقف أخلاقي، ولكن نتحدث عن واقع ، يأتي من الرفض الكبير من شعبنا لهؤلاء الذين تسببوا وفعلوا كُل تلك الجرائم ، ومن جروا ويجروا بلادنا للتمزيق والتفكيفك وتمديد الحرب وإنتشارها، لا يكفي أن يقول بعض رفاقنا أن ندخل في عملية سياسية شاملة لا تستثني إلا المؤتمر الوطني وواجهاته ورموزه وحلفاؤه، وفي ذات الوقت يقولون بإيجاد شرعية ومستقبل لذات القيادات في طرفي الحرب لمستقبل سياسي إن هُم إرتضوا بالترشح في إنتخابات مدنية بعيداً عن مواقعهم العسكرية ، وكل العالم وليس شعبنا فقط يري ما فعلوه من جرائم ، فأي نزاهة هذه وأي ديمُقراطية يمكن لها أن تُعطي هؤلاء مستقبل سياسي في بلادنا، إلا إذا قبلنا و قبل العالم إستحقار الديمُقراطية وإستحقار شعوبنا وإرادتها ، وقام بمحاولات فرض هؤلاء القتللة مُجدداً ؟؟؟ ، ولا أعتقد أن أي مجتمع دولي حر ونزيه أو شخص يُمكن أن يفعل هذا ويُطالب به….
وهنا قد يأتي من بينكم في الحرية والتغيير من يقول أن هذا واقعنا ، ولا يُمكن فرض وقف للحرب علي الطرفين من غير تنازلات تسمح بوجودهم وإيجاد مواقع أو مستقبل لهم في المشهد سواء حالياً أو مُستقبلياً ؟؟ ، وإجابتنا هنا بوضوح أن إيقاف الحرب الحالية يحتاج لإرادتان تعملان جنباً إلى جنب:
١/إرادة داخلية
٢/إرادة إقليمية ودولية
الإرادة الداخلية تتطلب إصطفافنا جميعاً في جبهة وقف الحرب المدنية المُتفق عليها وكل شعبنا عدا هؤلاء الذين يودون العودة للسُلطة من وراء الحرب ونتائجها علي الأرض ، أما الإرادة الإقليمية والدولية فتتمثل في كُل المؤسسات الدولية والإقليمية في الأمم المتحدة ومجلس الأمن والإتحادين الأفريقي والأوروبي ، والإيقاد والترويكا ، ودول جوار السُودان ، و المُبادرة الأمريكية السُعودية ، وفي تقديرنا أن كُل هؤلاء مع وقف الحرب ويعملون لأجل هذا في كُل بياناتهم وتصريحاتهم الرسمية وتحركاتهم الدوبلوماسية ؟؟؟
وإذا ما تلاقت هاتان الإرادتان الداخلية والخارجية فحتماً ستتوقف الحرب ، فمحاصرة خطاب الحرب داخلياً وبنا ء الجبهة المدنية الواسعة التي تضم كل القوي السياسية والحركات والقوي المدنية وكل الفصائل السياسية و كُل قوي المجتمع التي تؤمن بوقف الحرب وضرورة ذلك ، فهذا من شأنه فعلياً وعملياً إيقاف الحرب…
فالحلول العملية والواقعية ليست بإعادة إنتاج الواقع المتأزم نفسه مُتمثلاً في طرفي الحرب وقيادتهم ومن تسببوا فيه ، وليست في التغافل عن كُل تلك الجرائم والقفز عليها ، وليست في فرض مليشيات ومُجرمين ونهابين ، وليست في القبول بالرضوخ لإملاءات خارجية من أطراف لاتهمها مصالح شعوبنا بقدر ما تهمها مصالحها؟؟؟
دعونا إذاً نتفق علي مواقف وقضايا ونذهب لتوحيد مطالبنا لإيقاف الحرب ولما بعدها داخل محاولاتنا المُشتركة لبناء جبهة مدنية تضمنا جميعاً نحن المؤمنون والعاملون لوقف الحرب ولمستقبل أفضل لبلادنا وشعوبنا ، ودعوا هذا الحوار الديمُقراطي الهادئ أن يستمر بيننا ، فنحن لا نستهدف أشخاصكم ولا نقف عقبة أمام طموحات البعض ، ولكننا في ذات الوقت نرمي ونهتم ونهدف حقيقةً مُخلصيّن فقط لمصالح شعبنا وما ينفعه ويقوده للأفضل…