ما كل ما يعرف يقال يا شوقي بدري

ما كل ما يعرف يقال يا شوقي بدري

رشيد خالد إدريس موسي
[email protected]

درج الكاتب شوقي بدري علي الكتابة في بعض الموضوعات ذات الطابع الإجتماعي و هو يعدها من التاريخ الإجتماعي للمجتمع السوداني ( سوشيال هيستوري ) حسب قوله. لكن بقراءة و تحليل ما يكتبه هذا الكاتب, نجد أن بعضه يندرج تحت هذا التاريخ الإجتماعي, و بعضه لا يعدو أن يكون أكثر من لغو, لا يفيد القارئ شئي, بل تخدش بعض هذه الكتابات الحياء العام. ماذا يستفيد القارئ من قصة فلان, الذي كان رقيقاً, أو علان الذي جاء إلي الحياة عن طريق علاقة غير شرعية ؟. في مذكراته ( قدر جيل ) أفاد البروفيسور/ يوسف بدري , أن أول عملية جنسية, مارسها كانت مع إحدي الجواري في بلدة رفاعة و كان عمره حينذاك 17 سنة . كان ذلك في عام 1929م !. هل هناك داع لذكر مثل هذه المعلومة. ألا يعد مثل هذا القول خادشاً للحياء العام ؟. أشار الطيب صالح, في روايته, موسم الهجرة إلي الشمال , إشارات مثل هذه. و هي من السفور, الذي ما كان له أن ينشر. و قد وجد الغربيون في بعضه أدب مكشوف, فكان أن إحتفوا به و ترجموه إلي لغاتهم.
إن التقسيم الإثني الذي حدث في العالم الإسلامي, منذ عهد الدولة الأموية , هو الذي تسبب في نشوء هذا الصراع الحضاري بين المسلمين هنا و هناك. لقد تم تقسيم المجتمع الإسلامي وقتها , إلي أحرار و موالي و الموالي يعنون بهم , غير العرب الذين أسلموا لاحقاً , و هي الشعوب التي تقع فيما وراء النهر. و نتج عن هذا الفرز العنصري, تلك الحركات المناهضة, مثل الشعوبية, إذ أخذ ينظر المسلمون من غير العرب ( الموالي ) إلي غيرهم نظرة فيها شئي من الإحتقار ووسمهم بسمة التخلف, بينما يرد عليهم العرب الذي يعدون أنفسهم عرباً خلصاً, بأنهم أقل شأناً و أنهم أنجاس مناكيد. و في هذا قالوا ( لا يقطع الصلاة إلا ثلاثة : حمار أو كلب أو مولي )! مثل هذه القصص كثيرة و توجد في كل مكان من بلاد المسلمين و هي من أخطاء البشر و هي من المسكوت عنه. و قد سكت الناس عن تناول هذه المسائل علناً, ليس لأنهم يفتقدون الشجاعة لمواجهة هذه الحقائق, بل لأن مجتمعنا, مجتمع ( سترة ), و لأن تجربة الرق في بلدنا, فيها ما هو مظلم , لا يود الناس أن يتداولوه في مجالسهم الخاصة, دعك عن أن يكتبوه و ينشروه. ذات مرة , حدثنا أحد زملاءنا القدامي و كان يعمل محاسباً في مشروع الجزيرة في عقد الستينات الماضية. قال أنه كان يسكن معهم في الكمبو, بعض الأسر الكريمة. كان من بين هذه الأسر, أسرة لم ينعم الله عليها بالولد و أخري لديها عدد من البنات. إنتقلت الأسرة الأخيرة إلي الخرطوم بعد حين. شاء الله أن تحمل البنت الكبري سفاحاً و تضع مولوداً ذكراً. حملوا هذا الوليد في الليل و ذهبوا به إلي الكمبو ووضعوه أمام منزل الأسرة العقيمة. في الفجر و لدي خروج صاحب البيت لصلاة الفجر, شاهد طفلاً داخل الكرتونة. حمله و فرح به و تبناه بصفة شرعية. أخذت تذهب أم هذا الطفل إلي الكمبو كل فترة, مع أهلها بحجة الزيارة, فكان أن عرف أهل البيت الحقيقة. تربي هذا الولد, تربية سوية. لكن علم بعد حين أنه أتي إلي الحياة بطريق غير شرعي. علم بهذا من زميله الذي إستفزاه أثناء اللعب. و منذ ذلك اليوم أصيب بعقدة نفسية لم يبرأ منها. سقت هذا المثال , لأدلل علي حساسية هذه المسألة التي تتطلب الستر, رعاية لشعور أمثال هؤلاء الذين يأتون إلي الحياة عن هذا الطريق, و هو ليسوا بقليلين في مجتمعنا.
لم أعاصر عهد الرق هذا, فقد ولدت في نهاية الخمسينات من القرن العشرين الذي إنصرم , أي بعيد الإستقلال بسنتين. و معلوم أن الرق قد ألغي بقرار من الحكومة في بداية العشرينات التي مضت. عاصرت بعضاً ممن كانوا رقيقاً و هم في أواخر عمرهم , و قد أصبحوا من الأهل, فالولاء لحمة , كلحمة النسب, كما جاء في الأثر. و هم بشر لهم ما للآخرين من حقوق.
لقد تم إلغاء الرق في الربع الأول من القرن العشرين, كما أفدت. و نتج عن هذا الإلغاء مشكلات إجتماعية و أخلاقية عديدة, إذ تشتت بعض الرقيق الذي تم تحريره و هرب بعضه من ذويهم. و بالتالي لم يجدوا ما يتعايشون عليه, غير إمتهان صناعة الخمور و البغاء و السرقة. و عملاً علي حل هذه المشكلة, عملت الحكومة وقتها علي إنشاء أحياء الديم في أطراف البلد. و الديم تحريف للمصطلح الإغريقي Demos و يعني عامة الناس. كان الهدف, هو تجميع هؤلاء الناس و إيوائهم في طرف البلد , لتجنب المخاطر التي تنتج عن هذه المجموعات التي صارت تسلك سلوكاً فيه شئي من الشذوذ عن السياق العام. لكن صارت بعض من هذه الأحياء التي تقع في طرف البلد, مصدراً للمشكلات الإجتماعية و بالتالي نشأ شئي من العزل بينها و بين بقية الأحياء.
تتسم هذه المسألة بشئي من الحساسية كما قلت و بالتالي أري أنه من الأفضل ألا نتطرق لهذه المسألة. و إن كان هناك من حديث فينبغي أن يتم في إطار الإصلاح الإجتماعي و العمل علي إنتشال هذه المجموعات من الوضع الذي تعيشه , و ذلك عن طريق الإصلاح و محاربة العادات و السلوكيات الضارة.

الرياض / السعودية

تعليق واحد

  1. (في مذكراته ( قدر جيل ) أفاد البروفيسور/ يوسف بدري , أن أول عملية جنسية, مارسها كانت مع إحدي الجواري في بلدة رفاعة و كان عمره حينذاك 17 سنة . كان ذلك في عام 1929م !. هل هناك داع لذكر مثل هذه المعلومة. )
    هده المعلومة وردت فى مدكرات الاستاد بابكر بدرى فى كتابهThe story of my life
    وفى هدا منتهى الصدق الدى لايملك كائنامن كان التفوه به ( كلكم حطاؤون وخير الخطائين التوابون)

  2. سبق ان وقع فى يدى كتاب لنفس الكاتب بعنوان حكاوى امدرمان تعرض فى جزء صغير منة الى ان رئيس الوزراء الاسرائيلى بنيامين نتنياهو قال انة ولد وترعرع فى مدينة كريمة بشمال السودان وعندما رجعنا وبعض لاصدقاء الى الانترنت للتحقق من هذة المعلومة لم نجد اى اشارة فى سيرة حياة نتنياهو الى السودان بل قيل بانة ولد لابوين يهودين فى تل ابيب ودرس الهندسة فى اميركا ولم ترد اى معلومة عن السودان الا ما يرددة البعض بصورة غير موثقة ومنهم العم شوقى بدرى :crazy: :crazy: :crazy:

  3. "الديم تحريف للمصطلح الإغريقي Demos و يعني عامة الناس"
    هذا خطاء الديم كلمة تركية بمعنى حي ولست اليونانية التى تعنى الشعب.

  4. انا اقول لك ايضا ما كل ما يعرف يقال يا اخى رشيد .. فرغم انى لم اضطلع على ما كتب الاخ شوقى الا انك قد وقعت فيما تنتقد فيه الكاتب شوقى .. فما كتبت فيه اشارة واضحة الى ان السكان القدامى باحياء الديم هم من العبيد المحررين .. فلا تنهى عن شئ وتاتى مثله .. يجب عليك الانتباه لما تكتب قبل نقدك الآخرين ..

  5. عايزين تدفنوا راوسكم في الرمال إلى متى ، إلى متى هاربين من مواجهة الحقيقة ، لماذا تصرون ان تعيشوا كالنعام في اكذوبة اسمها السترة ، ماتقدمت بلاد العالم الا بمواجهة الحقائق مع نفسها حتى يستطيعوا ان يضعوا الرجل المناسب في المكان المناسب.
    لماذا تهربون من سيرة قياداتكم بداعي السترة حتى اصبح السودان المكان الوحيد في العالم الذي يعيد فيه التاريخ نفسه

  6. لا يا خالد كل ما يعرف يقال والتجرية الانسانية مهما كانت قسوتها ومرارتها يجب ان تكتب ليعرفها الناس مثل هذه الحكاوى مفيدة جدا كي ينقد االنسان نفسه من أجل الاصلاح , ,ما أضر مجتمعنا سوى السكوت غير الحميد في تاريخنا وسلوكنا اليومي

  7. جاء يكحلة عماها اللذين يقول عنهم عبيد بعد تحررهم مارسوا كل ما هو مشين من اجرام وانحراف ورذيلة وخرجوا عن المجتمع فلذلك اقصوا وعزلوا ونفوا الي اطراف المدينة اوخارجها كم هو المسكوت علية في مجتمعاتناونعيشة يوميا مثلا العبيد كما ذكرت المسكوت عنهم واللذين يحملون اسماء اباءهم من امهات خدم اوسريات بما تحمل هذة الكلمة وكما نسميهم وكثير منهم ابناء شيوخ صوفية يحملون الاسم وليس الارث اما اولادهم من الحرات فتقبل ايديهم وينالوا الهدايا والعطايا والالقاب باولاد سيدي من معتقديهم ومريديهم كما يقولون امام اعين اخوتهم غير الشرعيين تخيل كم نقتل هؤلاء في اليوم ونحطمهم نفسيا والحقد اللذي يحملونة تجاة اسرهم اولا ومحيطهم ومجتمعهم ثانيا فهم يرضعونة منذ نعومه اظافرهم فهل تري ان يزيل اويستطع ازاله ذلك اطباء نفسيين ما تقول لي دا كان زمان فنحن نراة الان وان اختلفت المسميات والاساليب ونحن ساكتون لان عاداتنا السمحة لاتسمح هناك قضية اثيرت وهي سكن بنات الداخليات في العاصمة من اتين من خارجها وممارساتهم وقامت الدنيا ممن يدافعون ان بناتهم مش كدة وهن الشريفات العفيفات واسكتت تلك الاصوات ومازالت تلك الممارسات واطفال المايقوما في ازدياد فهؤلاء هم المحظوظون الوصلاوا الي هناك لان الاخرين رموا في المراحيض اونهشتهم الكلاب الجائغة كما نهشت اماتهم الكلاب البشرية ونحن ساكتون لان عاداتنا لاتسمح

  8. كلمة ديم أصلها إغريقي Demos و تعني عامة الناس كما أفدت و ليست تركية. منها إشتقت تعبيرات:
    Demagogue و تعني الرعاع.
    Democracy و تعني حكم الشعب.
    و غيره أرجو الرجوع إلي قاموس الإنجليزية علي الشبكة.

  9. يا hajbabiker
    نعم كلنا خطائين و خير الخطاؤن التوابين. و لكن قيل ( إذا بليتم فاستتروا ) أليس كذلك؟

  10. ليس كل ما يعرف يقال ، أن لا اكذب بل اتجمل ، جمل تمثل قمة انحطاط الثقافة العربية ، اصبح السودانيين مثل المصريين لهم عداوة مفرطه مع الحقيقة بداعي السترة، كانكم تدعون أبناء المجتمع بأن يمارسو كل الموبقات وسوف يتستر عليكم المجتمع حسب العرف، لماذا لا يتحمل كل واحد مسئولية افعاله، يا عالم، الحقيقة والشفافية اصبحت مقياس تقدم الدول في العالم ، الحقيقة والحقيقة المجردة او الطوفان
    لهذا يقال عندما تذهب للغرب تجد الاسلام ولا تجد المسلمين
    وعندما تذهب للدول العربية تجد المسلمين ولا تجد الاسلام

  11. الرشيد خالد اذا لم يستر الانسان نفسة هل يطلب من الاخرين سترتة انت نعت وقذفت كل سكان الديوم بالعبيد الفجرة والمجرمين فلذلك حق عليهم العزلة ولاقصاء حتي لايدنسوا الاحرار والشرفاء الي اقصي المدينة كان في الماضي مربعات في الاحياء للدعارة ومن يسكن جوارها ولاينتمي اليها يكتب علي بابة يسكنة احرار عبارة تعني ان الاحرار لايمارسون الزني ولاالفاحشة فقط كما ذكرت انت العبيد فهم مباحون ام الحر فيستر{ من فقة السترة }ويسكت علية
    اما من تكلم عن ممارسه الجنس من قبل بابكر بدري فهي بضع سطور عن حياتة الطويلة وقال كانت اول مرة في حياتة ولم يعد اليها وذكر ايضا واقعة اخري في غرب السودان واثناء مامورياتة ان ارسلت لة مراة{ عزبة }لزوم الضيافة هناك وامتنع ونبهه الي تلك العادات انها لاتمد الي الاسلام بشئ فهل كان يسكت عنها كما يريدنا صاحبنا وكانها لم تكن ام نشير الي اماكن الداء حتي يتم الشفاء

  12. الاخ عادل لم افهم من حديثك اى شئ هل شجرة العائلة السودانية ايضا تندرج فى اطار الكذب والرياء الذى وصفت بة اليهود وشئ اخر لم يعجبنى فى اسلوبك لمخاطبة الاخرين بالمعلومة الصغيرة التى اردت منى ان اعيها جيدا دون ان تعطينا اى معلومة تذكر مفيدة كانت ام غير مفيدة مع خالص الاحترام

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..