حارس مرمي سوداني ودهاء شيخاماراتي

[CENTER][/CENTER]

في بداية الستينات ذهب ابن العمة عمر عبد المجيد علي طه الي تشيكوسلوفاكية للدراسة . ولحقت به انا بعد فترة مع شقيقي الشنقيطي وكنا ندرس علي حسابنا وتبعنا الاشقاء ايمان وخليل . وكان في امكان كثير من العوائل السودانية, المتوسطة الحال ان ترسل ابنائها للدراسة في الخارج . وكان في براغ اربعة من الاشقاء هم الدكتور اسامة شاذلي واشقائة احمد ومحمد واكبرهم شاذلي الذي درس في كوبا في بداية الستينات وقابل جيفارا وكاسترو وشقيقه راؤول.ووالدهم ظابط البوليس الشهير العم شاذلي رحمة الله علي الجميع . وكانت الدولة ترسل الآلاف للدراسة والتخصص خارج السودان . وكانت جامعة الخرطوم يشار اليها بالبنان ، ولها سمعة عالمية .
لم يرجع عمر من الاجازة . وعندما رجعنا الي براغ من كورس اللغة الشيكية كان قد جمد دراسته لسنة ، وذهب الي الخليج كما سمعنا . ووقتها لم تكن الامارات معروفة لكثير من السودانيين . وعرفنا الكويت لان مجلة العربي كانت تصدرمنها . والامارات لم تتحد سوي في السبعينات .وعرف السودانيون عدن لان كثير من البضائع الفاخرة تأتي من عدن . وكان افخم متجر هو متجر العدني في امدرمان . والطلاب من اليمن الجنوبية يدرسون نفس مقرر بخت الرضا . ويأتي الممتازون منهم للدراسة في المدارس الثانوية السودانية .
وعندما رجع عمر كان جيبه يعمر بالمال ، وعلي صباعه البنصرخاتم ذهبي جميل ومشبك لربطة العنق في شكل خنجر بغمد . واعطي التحفتين لشقيقي الشنقيطي . ولان الشنقيطي كان كريما ومتجردا فلقد صار الخاتم من نصيبي . وسطي احد الاخوة علي الخنجر بعلم الشنقيطي .
عرفنا من عمر انه كان موظفا وحارس مرمي في الامارات وكان كثير من لاعبي الكرة من السودانيين . وكان من المفروض ان اي سوداني يجيد الكلام بالانجليزية ويلعب الكرة ويشرب الويسكي الذي كان متوفرا ورخيصا . وفي تشاد قديما كانوا يوقفون سائقي الشاحنات ويطلبون منهم ان يغنوا لهم احدث الاغاني السودانية , ولم يكن يصدقون ان هنالك سوداني لايجيد الغناء . وبعض سائقي الشاحنات استقر في تشاد وتزوج هنالك . وتشاد هي اكثربلد في العالم احببتها واحسست فيها بالانتماء منذ اللحظة الاولي .
من القصص التي رسخت في ذهني هي قصة الشيخ الداهية . عندما بدا بعض الازدهار يظهر في ابو ظبي في ايام الشيخ شخبوط بسبب البترول ، والتجارة في دبي بواسطة الشيخ راشد طالب شباب الامارات باستاد لكرة القدم . والشيخ كان عاقلا ويعرف ان البلاد تحتاج لاشياء اهم من استادات كرة القدم . والبلاد كانت تحتاج للمستشفيات والمدارس . ولم تكن هنالك بنية تحتية . واذكر ان الاخ كمال حمزة ابن بيت المال ومدير بلدية دبي كان يحكي عن اول طريق عبد في دبي ، وكم كان الشيخ راشد فرحا .
وما يعجبني في اهل الامارات انهم يفتخرون بفقرهم القديم . ويتكلمون بالمفتوح عن المتاعب التي عاشوها . كان البعض قديما يحكي لي عن اضطرارهم للنوم في اكياس يدخلونها مثل الكفن ويربطوها من الداخل لتفادي بعض الحشرات . وكانوا يقولون بفخر ان الشيخ زايد الذي عم كرمه كثير من الدول احدها السودان كان يعمل كدريوي . او سائق قبل ان يستلم السلطة..
وعندما الح الشباب بخصوص الاستاد.، لم يرد الشيخ ان يرفض طلبهم او ان يسخر منهم . وكالوالد العطوف كره ان يظهر بمظهر الوالد الذي يبخل علي ابنائه . فخاطبهم وشرح لهم بأن الكرة لم تتطور لدرجة انشاء الاستادات. والدليل انهم لن يستطيعوا ان يهزموا الانجليز الذين يعملون في الامارة ولهم فريق كرة قدم . وتعهد الشباب بهزيمة الانجليز . وكان ذالك هو الشرط لبناء الاستاد . وقام المسئول السوداني بشرح الامر لحارس المرمي عمر . لانه الذي يمكن ان يخرج الشيخ من الورطة . وبعدها ، اتصل الشيخ تلفونيا بعمر وحياه وتبسط معه . وفي المساء ردد المسئول السوداني المطلوب .
اذكر انني سألت عمر ، كيف نفذ الوصية ؟ فقال ان الامر لم يكن صعبا لان الهدف الاول كان قذيفة لو تصدي لها لكان في عداد الاموات والثاني لم يشاهد الكرة . وبعدها تفاني عمر وانقذ اهدافا مضمونه وتخيل نفسه في ليق امدرمان وكان يطير بقامته الطويله ويخطف الكرة من الانجليز وسط تهليل المشجعين . وخرج الناس وهم يشيدون بعمر ويشجبون اداء الدفاع والهجوم الذي لم يتخطي الدفاع الانجليزي . . ويقولون ان عمر لا يمكن ان يكافح لوحده . وقبض عمر مبلغا صغير بمقياس اليوم ولكن لطالب في شرق اوربا كان اكثر من ثروه . و يبدوا ان الشيخ كان يعرف ان الانجليز سينتصرون . ولكن عمر كان صمام الامان . اين هي الكرة السودانية اليوم بالمقارنة بالامارات ؟؟
قبال ايام كنت اتصفح الانترنت ، ووجدت موقعا لعدن . وكانت هنالك صور لمدينة عدن في سنة 1962 وكانت الشوارع جميلة والمتاجر تبدوا زاخرة بافخر البضائع . والعربات الفارهة تقف بالقرب من الرصيف . وقاموا بنشر صور لسوق ابو ظبي في تلك الفترة بالقرب من صور سوق مدينة عدن . وكان الفرق شاسعا . فالمقاهي في ابو ظبي كانت من الجريد والمتاجرولبس الناس كان بسيطا جدا . وعدن كانت اهم محطة فحمية . فالانجليز بنوا كثير من المحطات الفحمية في الطريق الي الهند حتي تتزود سفنهم بالوقود . وكان العدنيون من اوائل المتعلمين .وكان في امكان عدن ان تكون احسن وضعا من دبي لانها في موقع اكثر استراتيجية . وكان يمكنها ان تسيطر علي السوق العالمي في تلك المنطقة . ولها ارتباط تاريخي باليمن والصومال واريتريا والسودان وكينيا وتانزانيا وحتي السعودية.
ونحن السودانيون نردد ان الشيخ زايد نصح بواسطة الانجليز لان يستعين بالسودانيين لتطوير الامارات . وان الشيخ زايد قال انه يريد ان تكون ابو ظبي مثل الخرطوم . والان ليس هنالك وجه مقارنة . ونردد اننا الكوشيون الذي ذكروا في الكتاب المقدس 8 مرات . واننا اصحاب حضارة لها 7 الف سنة . واننا اول من بني الاهرامات في العالم وصهر الحديد في مروي . واخوتنا اليمنيون هم اصل العرب ومن بني سد مأرب واول حضارات الجزيرة العربية . ولكن كل هذا يجب ان يحسب علينا وليس لنا .
بعض الدول لاتحسن ادارة نفسها . مالذي يدفع قطر للدخول في مشاكل ومصائب هي في غني عنها . ولقد فتح الله عليها بالبترول قبل الامارات . واسبانيا كانت سيدة العالم . وهم من اكتشفوا امريكا والدنيا الجديدة , والبرتغال كانت اول من ارسل سفن لفت الكرة الارضية . ونشروا اللغة البرتقالية في الفلبين وافريقيا والبرازيل . والآن هم من الدول ,, التعبانة ,, في اوربا . وحتي ايطاليا ام الثقافة الاوربية تعيش ظروفا سيئة . فالفساد والجريمة منتشرة فيها . لقد شاهدت جاري السويدي اولا شميتس ممثل السويد في حكومة اوربا وهو يقول في التلفزيون ، انه سأل ممثل ايطاليا كيف يسمح الايطال لرجل فاسد مثل بيرليسكوني بأن يرأسهم . والرد كان انه خير من المافيا . وهو الوحيد الذي قدر ان يصمد امام المافيا .
لماذا تتطور اثيوبيا اليوم . والصومال تتلاشس كدولة .. وكيف يتقدم الاقتصاد الاسكندنافي ، وتوظف الشركات عمالا جدد ، وامريكا تعاني من الركود والعطالة ؟؟ وامريكا التي تريد ان تكون بوليس العالم لاتستطيع ان تسيطر علي الجريمة في شوارعها . والدولة الاغني والاقوي ، لا توفر العلاج والرفاهية لكل شعبها .
لقد كان الالمان يقولون لنا عندما نبحث عن العمل في بلادهم في الاجازة الجامعية . انتم الاجانب تعملون لكي تعيشوا نحن الالمان نعيش لكي نعمل . ويقولون انهم يتفوقون علي الاخرين بسبب النظام والانضباط والعمل . ولهذا بالرغم من ان انجلترة والآخرون قد كسبوا الحرب فهم الذين كسبوا السلام . وهنالك فرق كبير بين اقتصاد المانيا والبقية .
لقد غرقنا نحن في السودان في حروب اهلية منذ 1955 وصرنا اتكاليون ، شخص واحد في العائلة يعمل والآخرون يغطون في النوم . واخوتنا في اليمن يضيعون وقتهم في مضغ القات . وحروبهم وقبليتهم تعيق مسارهم . يجب ان نتعلم من اهل الامارات . لقد قدروا ظروفهم وعرفوا نقاط ضعفهم وتخلصوا منها . وعندما اطلع علي كتب المدارس الاماراتية اجدها متطورة جدا . والجميع يجيدون الانجليزية بطلاقة . ولهم كثير من المعقولية والعقلانية . لم يجعلوا الهوس الديني يسيطر عليهم . وبالرغم من انهم قبائل وجنسيات عديدة الا انهم اعطوا فرص معقولة للمواطن بغض النظر عن اصله . والكويت لاتزال تبحث عن حل لمشكلة البدون .
في السبعينات حسبت جثث 6 جمال نفقت بسبب حوادث السير بين ابو ظبي ودبي . وكان الطريق الي سنة 1980 مرصعا بآلاف السيارات المحطمه . ولكن كل شي تغير . واختفت الجمال التي تجوب البلاد وتسبب حوادث المرور المميتة . واختفت الابقار التي كانت تقتات من النفايات وسط المنازل .لتنعم الامارات بتقدمها فاهل الامارات قد خلقوها بجهدهم , قد نسمع ان الاجانب هم من تعبوا ، وهذه حقيقة ولكن تبقي الادارة هي حجر الزاوية . ولماذا لم يستفد السودانيون من من ابدعوا وعملوا في الامارات . ولماذا تخلفت عدن ؟؟؟
لقد سمعنا من السعوديين كبار السن ، انهم لم يعرفوا بالعلاج والمضادات الحيوية الا في بورسودان . ان المرضي السعوديين كانوا يجدون العلاج المجاني في السودان . وكان العرسان يبتاعون جهاز العرس في بورسودان . وان اول سيارة اغتناها الملك سعود كانت هدية من السودانيين وكان السيودانيون يجمعون المال لاطعام السعوديين . ويرسلون الجمال المحملة لمساعدة اهل الحجاز . انه بكاء علي الاطلال . ان حالنا واليمنيين الذي يشاركونا في كثير من الصفات يشبه حالة اليونان .
اليونان تتشدق بانها ام الحضارة الاوربية ، وهذه حقيقة . ولكن اليونان اليوم اخيب دولة في المنظومة الاوربية . وكادت ان تفركش الاتحاد الاوربي . فحسب المقررات الاوربية فان 3% فقط هي المسموح به في السنة في عجز المنصرفات . ولكن اليونان تصرف 13% وتكذب وتستلف من البنوك الاوربية التي كانت علي اقتناع ان الدول والحكومات مضمونة في حالة الديون . والسوق الاوربية لا تسمح بان يزيد دين الدولة عن 60 % من الدخل القومي ، واليونان ديونها تفوق 130% من الدخل القومي . واليونانيون شعب يحب لعب الطاولة والجلوس في المقاهي ويتهربون من الضرائب . وبينما يتجه الاسكندنافيون الي التخلص من النقد لدرجة ان البصات منذ عقد من الزمان لاتتعامل بالنقد . واكثر من 90% من النقد موجود في البنوك وليس في الجيوب . هنالك دول فاشلة ودول ناجحة . هنيئا للامارات بنجاحها . واتمني ان نسير نحن واليمنيون والآخرون في طريق النجاح .
ارجو ان يحاول من يستطبع ان يقوقل صور الامارات قبل 50 سنة ويقارن بالامارات الآن . مادفعني الي الكتابة هو عثوري علي صورة عمر عبد المجيد حارس مرمي الامارات في الستينات بالصدفة قبل ايام . وعمر هو ابن الهرماس عبد المجيد علي طه اول سوداني يصير ميجرا في الجيش يرأٍس حتي الجنود البريطانيين . والبلدة العمارة طه تنسب الي جدهم . ومنهم المربي عبد الرحمان علي طه والظابط العظيم والسياسي عبد الرزاق علي طه ورجل التعليم والاديب عبد الحليم علي طة وآخرون عليهم الرحمة .
ع . س . شوقي
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. رحم الله عمر عبد المجيد فقد توفي قبل ايام بامدرمان والعزاء لزوجته وابناءه اشرف و محمد و العزاء موصول لاهله واصدقاءه ورحم الله جميع موتي المسلمين . اللهم ارحمه واغفر له.

  2. شكرا اخي شوقي مقال عطر دواخلنا بعبق التاريخ بذكر ال علي طه وبين ظهرانينا بمدينة حفر الباطن بالسعودية البروف فدوى عبد الرحمن علي طه بجامعة الدمام العالمة واستاذة التاريخ المعروفة نعتز بها كثيرا ويفخر بها السودان وجميع نساء بلادي لك ولها تعظيم سلام .

  3. يا سلام علي خواطرك وافكارك وحكاويك العفوية الجميلة ، احي فيك روح الوفاء والانتماء ،
    لك التحية والود

  4. عمنا شوقي
    تحليل علمي مظبوط التشخيص العلمي للازمة هو اول مراحل حلها
    الامارات وسلطنة عمان تقدمت لخلوها من بضاعة خان الخليلي ((القوميين والشيوعيين والاخوان المسلمين))) واليمن والسودان اتخلفت بسبب الهيمنة الفكريةوالثقافية المصرية ومشروع الدولة المركزية الفاسدة والفاشلة والفاشية المزمن من 1962-2014…ولكن اليمن اليوم بعد17 مارس 2014 انعتقت من اصر النظام العربي القديم الذى تقوده مصر ودخلت عالم الدول الفدرالية نموذج الامارات ودخلت عصر جديد هو الحكم الاقليمي اللامركزي الجربناه في العصر الذهبي بعد اتفاقية اديس ابابا 1972 واجهضته الجبهة الوطنية(الاخوان المسلمين+ حزب الامة)بعد المصالحة الوطنية(المرجع- كتاب ابيل الير- التمادي في نقض المواثيق والعقود) وفي اليمن اليوم يقوم نفس الاخوان المسلمين المتحالفين مع-الارهاببين و تيار قبلي نفعي انتهازى اضحى معزول في عرقلة تطور اليمن السياسي والدستوري وهم في مرحلة ما بعد مقررات الحوار الوطني الذى اداره 565 يمني ويمنية وانتهى في 17 مارس 2014بقرار فدرالية الدولة اليمنية..ويا ريت لو يلقو سودانيين دستوريين يساعدوهم في كتابة دستور فدرالي من امثال ابيل الير ود.منصور خالد اخر الرجال المحترمين من العصر الذهبي لاتفاقية اديس ابابا ودستور 1973 او حتى دستور نيفاشا 2005 ويوضح لليمنيين اهمية المحكمة الدستورية العليا في مرحلة تاسيس الحكم الفدرالي وسبق ان اسهم محمد احمد ابورنات في كتابة دستور اليمن لجنوبي بعد الاستقلال 1967..(موقع الحوار الوطني في اليمن http://www.ndc.ye )

  5. اجمل التحايا لك الاستاذ بدري اردت ان اعبر لك عن اعجابي بسردك الرائع فدائما اول ما يلتقط ماوسى اسمك بين الكتاب الاخرين لان مقالاتك فيها عبر ودروس ومعرفه وتذكرني شئ من ايام الطفوله والزمن الجميل

  6. صدقت اخي الدكتور شوقي بدري الامارات العربية تقدمت علينا بكثير و انا كنت زيارة الى امارة دبي قبل شهرين للمشاركة في دورة تدريبية عن مهارات الاتصال لقد شعرت بحزن عميق من الحالة التي نعيشها في السودان من حيث التخلف الفكري و المعماري والقانوني. امارة دبي روعة من حيث المعمار و الطرق المسفلتة و الكباري الطايرةوبرج الخليفة روعة من حيث جمال الفن المعماري كأعلى برج في العالم و النافورة الراقصة و مول دبي و مول الامارات و القطار الكهربائي الاوتماتك. دبي يوجد بها كل اجناس العالم من افريقيا و اسيا واروربا و امريكا الجنوبية والقانون هو سيد الاحكام كل الناس رأيتهم يحترمون القانون في الطرقات و في الفنادق و في المطار و مطار دبي يعتبر من ارقى اكبر و اجمل مطارات الشرق الاوسط و اسيا و طيران الامارات تعتبر من افضل خطوط الطيران في العالم بالاضافة الى وجود طيران الاتحاد و طيران دبي. لا يوجد تطرف ديني وهلوسة دينيةالمسلم و الكافر و اللاديني حقوقهم متساوية امام القانون لا توجد عقوبة قتل لمن غير و بدل دينه الانسان حر فيما يعتنق من ديانة. تحسرت كثيرا لحالة بلادي الله يكون في عونا يا اخي شوقي بدري لكل ما نطلع خارج السودان تصيبنا الصدمةو نخشى يوما ما ان نخرج و لا نعود الى السودان.

  7. اونكل شوقى

    مالا مالمديد ملمكوا مالفونجدو مالجنسن ……..

    لعلك قد نسيت سلطنة عمان التى قامت ثورتها التعليميه على جهود الاساتذه والمثقفين السودانيين
    حدثنى صديق عمانى اثق به وهو بروفيسير الان ان السلطان قابوس عندما استلم السلطه نهايه السبعينيات كانت هناك فى السلطنه مدرسه ثانويه واحده فقط …. تخيلوا عام 78 احنا كنا سايدين الوطن العربى تعليمياً وثقافياً والسلطنه فيها فرد مدرسه هسى السلطنه وين واحنا وين احححححححححححححححححححححححححىىىىىىىى ياقلبى

  8. الاستاذ شوقى بدرى لك التحية
    لك التحية
    خواطر جميلة اريد ان اضيف اليها طرفتين
    1- أحد اعمامنا عليه الرحمة جاء الى ابوظبي لزيارة ابنته فى طريقه للسعودية للحج وزيارة ابنه وقد اتصل بي زوج الابنة لان عمنا اصر على السفر ذلك اليوم . ذهبت اليهم واوصلته مطار ابوظبي الا اننا وجدنا الميزان قد اغلق فلم يتمكن من السفر . فى طريقنا حاولت التخفيف عليه فسألته لماذا يستعجل السفر والحج بقى عليه 3 اشهر ؟
    قال ” والله اريد ان ارى السعودية لانهم يقولون ان فيها كهارب وشوارع ” , سالته الم يكن بها كهرباء ولا شوارع وانا اعلم انه قد حج عدة مرات ؟ قال انه فى عام 1948 وهى اخر حجة له كان الحاج السودانى يحضر للسعودية باكله وشربه (الزوادة) لان السعودية انذاك لا يتوفر فيها الاكل والشرب . وذكر لى انهم عندما توجهوا لجدة فى رحلة الاياب يذكر ان سعوديين طلب احدهما من الاخر ان يجلس حتى يحلق له فحلف صاحبه الا يحلق الا بعد وصول الباخرة السودانية . سالته لماذا ينتظر الباخرة السودانية فقال ” ان السعودية كلها تنتظر الباخرة السودانية لان فيها الماكل والمشرب والملبس !!!!
    2- احد السودانيين العاملين فى ابوظبى زاره والده منتصف الثمانينات وكان الابن حريصا على اطلاع الاب على مظاهر التقدم فى ابوظبى لدرجة انه دخل احد اكشاك التليفون ليرى اباه ان بامكانه التحدث فى التلفون من كل موقع به هذا الكشك العجيب , فاندهش الا من انبهار ابنه وقال له ” يا بنى هذا التليفون كان موجودا بالمحطة الوسطى بالخرطوم فى العام 1948!!!
    هذه المواقف خير دليل وحافز لجيلنا الجديد ليشمر عن ساعده لاحياء الزمن الجميل الذى كان فيه الدخول للسوق الافرنجى بالخرطوم بمثابة تعطير للزائر من فرط الاناقة واللياقة والفخامة : بابا كوستا واتنى وسويتاروزانا وسنجيمس والجى ام اتش والليدو وغيرها . الله تجازى الكان السبب فى هذا التردى والتخلف بلل الدمار ………

  9. شكرا والدنا شوقي كتاباتك فيها نفس الاصالة وبوصلة لزمان نود ان يعود ولكن كيف مع عجز النخب السودانية ليت الاستعمار استمر يحكم لما وصلنا لما فيه نحن الان …انا درست الثانوي في محمد حسين الثانوية ذاك رجل حياه الغمام ودكان العدني تغنت به البنات هل من ام در وعودة نحن في مرحلة التوزيع هل تعلم اخر خريطة لافريقيا لا يوجد بها السودان !!!

  10. ( وان اول سيارة اغتناها الملك سعود كانت هدية من السودانيين ) خليك ياشوقى شفاف وامين مرة واحدة السيارة هدية من ياتو سودانيين ؟ كلهم عملو صندوق واتبرعوا بيها ؟؟ بيضيرك شنو لو قلت انها كانت هدية من السيد عبد الرحمن المهدى ؟؟ انت ما عارف المعلومة دى متاحة عند الناس كلها ؟؟ما الجديد فى هذا المقال حتى ترسله كمادة تاريخية كل ما فيه عن تطور الخرطوم فى وقت كانت فيه دول الخليخ مثل القرى امر معروف ولا يحتاج لتدليل وكذلك خيبتنا الحالية . ما هى الاضافة واين الشاهد ؟؟

  11. لك الشكر أستاذنا الفاضل شوقى بدرى والله لاتعلم مدى السعادة التى نحس بها ونحن نقرأ ماتكتب وتنقلنا به إلى زمن جميل وتاريخ أجمل ليته يعود الزمن بنا إلى الوراء لنعيش فى تلك الأيام الجميلة …الله يسعدك ويفرحك كما نجحت فى صنع مداخيل للفرح بكتاباتك الرائعة هذه فى زمن القتامة الذى نعيشه الآن..
    وعندى تعقيب على ماكتب الحراس.. كتابته تشبه مايكتب بمن يسمى نفسه بود المهدى وأظن أنه هو نفسه.. وهو دائما مترصد بك..
    ما أردت أن أقوله للحراس ..لو كان السيد عبدالرحمن عايش لقال لك السيارة هدية من السودان والسودانيين وتانى حاجة لوكانت هدية من السيد عبدالرحمن ومن خاص ماله فإنه أهداها للملك عبدالعزيز بإسم السودان ..وما زالت هذه السيارة موجودة فى متحف قصر الناصرية بمدينة الرياض وهى سيارة رولزرويس والسعوديون يقولون عنها هدية من السودان ..
    أما بيت السودان فقد سألت بنفسى السيد أحمد المهدى عنه وقال لى إنه ملك للسودان وليس للسيد عبد الرحمن ..

    أكرر لك الشكر أستاذنا شوقى وأتمنى أن نلقاك قريبا فى سودان حر ديمقراطى معافا من كل البلاوى ..

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..