جاهلية الإسلاميين …!!

الإسلام نزل بمكة فى القرن الثامن الميلادى وسمى الفترة السابقة لمجيئه بالجاهلية. كان غرض الإسلام تغيير تلك البيئة المجتمعية الجاهلية السائدة بإخراج الناس بحكمة تدريجيا من غياهب الجهل إلى فضاء المعرفة والعلم ليعلم الناس أنه لا إله إلا الله. حكمة الإسلام تكمن في التغيير المستدام بإنتفاء التقيد بالتقليد الأعمى والإتباع لما هو متعارف عليه وذلك بتغليب العقل وكل ما هو منطق لمواكبة كل عصر لمصلحة و تطور الإنسان في كل زمن. لذلك يقسم الله تعالى بالعصر الحاضر الذي يختلف بإختلاف الأحيان و الزمان والمكان والبيئة ومتغيرات الأبعاد. والأعمال بالنيات والدين عند الله حسن المقاصد.
لكن بالنسبة إلى الإسلاميين فإلإسلام كما كان فى القرن الثامن الميلادي. ينظرون إلى العالم بعين الجاهلية. فيريدون الإسلام جامدا بنظرتهم المجردة كما كان في مكة مع جاهلية قريش. لذلك تجد الإسلاميين يستدعون كلمة جاهلية المجتمع وأسلمته لتكون الخطوة الأولى في منهج عمل الإسلاميين و يوحون بذلك لكل مستمع وتابع ومتبع لهم في منهج حربهم ضد الحداثة والتطور والتقدم ولا يشعرون بأنهم يخوضون معركة خاسرة. فهذا مثل الشخص الذي يريد إعادة تصنيع العجلة، أو آلة كهربائية قديمة لتعمل بنفس شكلها ومادتها وخامتها القديمة دون مراعاة لتطور ما حولها من تكنولجيا. فهل تستطيع كهرباء أديسون إنارة مدينة؟ أو هل كان يستطيع أديسون تخيل شكل كهرباء بطارية موبايل حديث!.
ومن ثم تجد الخطوة الثانية لهم تشكيك الناس في كل ما أنجزه البشر كتطور منظومة حقوق الإنسان، و في تطور مفهوم العلم ومنتجاته، وفي شكل الدولة وطريقة حكمها، و في تطور إدارة الاختلافات بين الناس، و تطور وضع المرأة، والأطفال، والأقليات. وكمثال آخر حربهم على الديمقراطية، وعلى الفن، وعلى كل شئ جميل من الإبداع البشري.
فإذا لم تتشك يبدأ الإسلاميون بقيادة كبار مفكريهم بعمل من الحبة قبة و وضع مشكلات للعلم والتطور والحداثة بتضخيم المعوقات وتصويرها بأنها ستحدث جرائم إذا تم التعاطي معها، في حين إن المجتمع به نفس المشاكل.
و طوفان التغيير والتطور لايستأذن أحد، تجدهم عندما يطبقون منهجم يفاجأون بفشلهم الذريع ومع ذلك لا يعترفون بعطب نظرتهم الجاهلة بل يبررون بأن التطبيق هو الخطأ. بهذا يريدون إنتاج إعادة إدمان الفشل بمسمى جديد بإسم تجديد كان أو إصلاحي.
فبدلا من تقبل الحداثة والتكيف مع أحسنها تجدهم يضخمون المعوقات ليزيفوا وعي الناس بجهالة متخفية فيدخلوا الناس في دوامة جاهلية حقيقية. ولكي تتأكد بنفسك أنظر ماذا فعل الإسلاميون منذ أطلّت علينا وجوههم الميمونة غير الانحياز إلى وجهة نظر الجهلاء بشأن العالم، كمحاربة العولمة (الأطباق الهوائية) والتكنولجيا وغيرها.
أما الخطوة التي تليها والتي أكثر خفاءا هي تدعيم سلوك الجاهلية فى المجتمع بمعنى إثارتهم للقضايا الشخصية على حساب القضايا الإجتماعية والإنسانية فينصرف المجتمع في مراقي الفراغ وينغمس في الفارغة. كنعتهم للآخرين بالخالفين والمرجفين الذين يريدون تدمير الدين، و تقاضيهم وتسترهم على بعضهم ممن يشوه صورة الدين فعليا ويخرب سماحته مما يساعد بتفشي الأخلاق السيئة كالمحسوبية والرشوة وتعطيل الناس والمرضى وعدم إتقان العمل وإذا سرق منهم الشريف تركوه، وكل ذلك بغطاء الدين الذي منهم براء. ويعيدون تكرار نفس النغمة بأننا جئنا لنطبق شرع الله والإسلام!. و تتمادى جاهليتهم بالنظر إلى تفاهات أخرى ليقهروا بها المجتمع كتغولهم على النساء وقهرهم بالقوانين القسرية الجائرة.
بهذه النظرة الجاهلة المركبة إلى جاهلية القرن الثامن الميلادي يريد الإسلاميون حل مشكلات القرن الواحد والعشرين؟. بل يسيطرون علينا منذ ربع قرن، مع إن نبي الرحمة صلى الله عليه وآله وسلم لم يكن على ناس الجاهلية أنفسهم (الجد جد) بمسيطر. فكذلك تتخرب حياتنا غصبا وستنتهي إلى ما كانت عليه البشرية قبل عام 752 ميلادية حقيقة. بل إن العالم الآن يتفرج عليك ويضحك، كأنما فى مسرح، أو يتأمل، كأنما فى متحف.
[email][email protected][/email]
السلام عليكم
ما هى علاقة التطور والتقدم التقنى بتطبيق قوانين الشريعه الاسلاميه؟ هل الاسلام يمنع الناس من تعليم العلوم الحديثه؟ هل يمنعهم من التفكير فى الكون وانتاج اشياء تفيد البشريه؟ هل منعنا من ركوب الطائرات واستخدام الموبايلات؟ قوانين الشريعة الاسلاميه تنظم حركة الانسان (صنعة الله) فقد وضع الله قوانين صيانة الانسان وتقويمه, والانسان هو الانسان منذ ان خلق الله آدم الى آخر انسان فى هذا الكون. انظر الى المجتمعات التى تركت الدين ما اصابها من انحلال اخلاقى فصار معظم الرجال مثل النساء يحتاجون الى الذكور وصارت الفتاة التى بلغت من العمر ستة عشر عاما تأتى برجل غريب لينام معها فى غرفة نومها فتجد الاسره مسرورره بفعلتها هذه وترى الرجل يأخذ زوجته الى رجل آخر لتتسلى معه. اتريدوننا ان نكون كذلك؟ عندما نبيح الخمور والنوادى الليه واماكن الرقص والدعاره اليس ذلك مدعاة للشباب للانحجراف؟ يعنى إذا تركنا جلد الزناة ومعاقرى الخمور ولم نقطع يد السارق سون نتقدم ونتتطور ونصنع العربات والطائرات ونكون مع الدول الغنيه؟ يا اخوانا ديل عاوزنكم تتركوا دينكم وتكونوا لا دنيا ولا آخره.
حياك الله اخي سيف الحق والحمد لله علي عودة قلمك الي الكتابه . اخي يحتاج امر المسلمين الي مؤتمرات وورش عمل حتي ترجع الامور الي ما أرادها الله لنا ، فقد تفرقت السبل بالمسلمين رغم كثرتهم فهم كغثاء السيل تماما كما وصفهم رسول الله صلي الله عليه وسلم اصبحوا مجموعات وطرق وطوائف لا تعد ، فتجد كل مجموعه لها رأي يختلف عن الآخرين كثرت المفاهيم والاختلافات ، وشاع التكفير والتحقير بين ابناء الدين الواحد وضعف في نفوس الغالبيه لسؤ الفهم والانقطاع عن التفقه الشخصي اي توسيع المدارك بالاطلاع للفائده الشخصيه فكثرت نوعية المتاجرين والمتنفعين واذنابهم .
الجماعات التي تطلق علي نفسها اسلاميه اول المتاجرين بقضية الاسلام ، ورفع شعارات تطبيق الشريعه وغيرها من الشعارات البراقه التي ينقص رافعيها الفهم للشريعه نفسها في ماهيتها , فالنآخذ مثلاً بأي تنظيم يطلق علي نفسه اسلامي ونقارن بين شعاراته وسياساته , الفرق بدون شك سيكون شاسعاً لأن الاسلام كدين نزل لتربيه الفرد قبل المجتمع , فتكوين المجتمع وثقافته وعاداته وادبياته تنبع من توجه الافراد ، لذلك لا يتأتي لأي جماعة كانت ان تفرض نهجها فبل تربية الفرد او اقناعه عمليا ببرنامج تريد تطبيقه وذلك يأتي بمبدأ القدوه والاسوة الحسنه ، والاسلاميين مع الاسف اختاروا الطريق الخاطئ وعملوا عكس الشعارات المرفوعه وكانو اسوأ قدوه يمكن ان يتبعها الناس , فالاسلام انتشر ومازال ليس بالقوه بل بروحه المستمده من صفات الله تعالي فهو العدل والرحمه والسلام وطمأنينة النفس والامانه وكل صفات الجمال ، يتساوي في رحابه البشر بمختلف اشكالهم والوانهم ويشيع الاحترام للكبير والتوقير للصغير، يكونون بينهم كالبنيان اامرصوص مترابطون يشدون بعضهم البعض ، فاين نحن من هذا الان ؟ .
حتي مفهوم الشريعه مختلف عليه فالكثير من الناس علي قناعه بأن الشريعه هي قانون العقوبات الجنائيه في الاسلام وبهذه المناسبه اذكر ان لك مقالا تحدثت فيه عن هذا الموضوع شارحاً ماهي الشريعه . المهم ان تغييب روح الدين في مسألة التطبيق بتغييب العدل الذي هو اساس الحكم لقوله تعالي (يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون) (المائدة 8) وغياب المسئوليه تجاه الرعيه كما قال صلي الله عليه وسلم , عن ابن عمر
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ألا كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته فالأمير الذي على الناس راع ومسئول عن رعيته والرجل راع على أهل بيته وهو مسئول عنهم والمرأة راعية على بيت بعلها وهي مسئولة عنه والعبد راع على مال سيده وهو مسئول عنه ألا فكلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته ” والمسؤليه هذه تفرض علي من يحكم بأن يملك ادوات العصر من تمكن في ادارة الدوله بواقعها العصري من كفاءه اداريه واقتصاديه وتوفير احتياجات الرعيه من صحه وتعليم وامن لا أن يعتمد علي الشعارات الفضفاضه كالشعار الذي يعشقونه ( الاسلام هو الحل ) الفارغ من المعني .