كبدة وفول في بيت الرئيس!!

في حيّز مقدس من أرض سودانية لا تخطئها عين الشعب .. تفتح فمهما مثل أي مواطن .. أنفس كتب لها الشرف والسؤدد بعدما وصل ابنها لدفة القيادة .. ولم تكن أمه أو الأمة غافلة حين ذاك .. حضور قوي للسائق في بواكير شبابه وقامات الشهداء أطول وهم يحتزمون البارود والكلاش متعاهدين أن لا لدينا قد عملنا نحن للدين فداء ،، متسابقين للشهادة فكانت الحرب لعبتهم الأولى فمرت القافلة والشعب يتفرج لولا أنها انتكست قافلة وحين غفلة من حيث بدأت في منظر عصف بجغرافيا البلاد وقسمها وتاريخ البلاد فغيره .. فكرة اعتقد عرَّابها أنها عمدت بالجهاد والتدين والزهد قصد أن تتقاطع عندها كل الأساطير لتحكي عن دولة الزهد والصحوة . . فكرة البدايات ومن ثم رويدا رويدا بدأت قاماتهم تتقزم والفكرة
تذبل لخذلان المجاهدين للقسم وتحولهم من زاهدين الى جشعين يكنزون ويكيدون ويحفرون أعمق من أخدود نجران ..
بدأ الريس رحلة الخلود الأبدي بعدما خذل الوطن وخذل حتى الأقربين مصطحبا شعبه الى المجهول ،، ولأن العظة بالنهايات فالصورة واضحة يا ريس وقد حكى إحدهم نكتة طريفة علها تختصر تاريخ الإنقاذ في القيادة بطريقتين مختلفتين ورغم أننا لم نظفر بالأولى وان كنا نتمناها الا إننا الآن نلهث لنبلغ الثانية تقول النكتة أن أحد المغتربين جلس مفكرا ومقدرا للوضع المستقبلي لمشروع عودة نهائية ليخرج بمشروع يبني عليه امال العودة النهائية ووصل لفكرة أن يشتري حافلة ركاب كمشروع ناجح في بلد يعتمد 80٪ من سكانها ركوب المواصلات واختار لذلك صاحب خبرة في المجال واتفق معه على أن يصحبه في الأيام الأولى ليطمئن على المشروع وفعلا بدأ الرجل يباشر عمله ومع أول مشوار جمعا عائدا محترما بصحبة الكمساري وتوجه السائق بالحافلة مباشرة نحو أفخم مطعم في العاصمة وطلب السائق ما لذ وطاب من الكبدة والمشويات ودفع الحساب من حصاد المشوار الأول بتكلفة عالية جدا ،، شاهد صاحبنا ذلك البذخ في الصرف الذي بدأ به السائق هذا المشروع وبدا صاحبنا مترددا من مفاتحة السائق في الأمر وتنبيهه لضرورة الاقتصاد في الصرف تحسبًا للخسارة ولكنه صمت لحين ميسرة .. مر اليوم الأول بذاك الفطور الفخيم .. وصباح اليوم التالي مر السائق على صاحب الحافلة ليبدأ رحلة يوم جديد وقبلها كان صاحب الحافلة قد لاحظ أن السائق مهتما جدا بسلامة ونظافة الحافلة وحرصه الدائم على تفادي الحفر والمطبات وحمد للسائق فعلته وأسرها في نفسها،، لنعود لليوم الثاني من العمل فقد عرج السائق وبعد أول مشوار على مطعم آخر غير بعيد عن الإول وصاحبنا واضعا يده على جيبه متوقعا وجبة مكلفة أخرى ولكن الذي حدث أن الساىق طلب فول فقط مع الزيت بتكلفة زهيدة جدا مقارنة مع وجبة الكبدة وبعدما فرغا ،، تفاجأ صاحب الحافلة بقيادة مختلفة ومتهورة من السائق اذ يتعمد الوقوع بالحافلة في الحفر وتجاوز الإشارات والمطبات دون أن يهدئ من السرعة وصاحبنا يعلو صوته منبها السائق لخطورة القيادة بهذه الطريقة ،، وحين أحس السائق إن رسالته وصلت توقف ونزل من الحافلة وتوجه مخاطبا لصاحبها : إسمع يا زول أنت وريتك نوعين من السواقة سواقة الكبدة وسواقة الفول عشان ما تجي بعدين نقول أكلوا قروشي ولكزأن تختار .. رجم صاحبنا لهنيهة وقرر …. يا زول سواقة الكبدة طبعا وبالهنا عليك لكن أعمل حسابك من القاوت ًً
وها نحن وفِي مقاربة ومقارنة لسواقة الريس نجد أنه قد وعدنا بسواقة الكبدة ولَم يكرمنا بها رغم أنها من مالنا نحن الشعب وبدأ معنا بالفول ثم الفول حتى أوصلنا لقاع القدرة لا نحلم الا بماءها ان استطعنا لذلك سبيلا ..

[email][email protected][/email]
زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..