الرئيس العام لجماعة أنصار السنة الشيخ الدكتور إسماعيل عثمان: منهج الجماعة التعاون مع الحاكم ..

العمل الدعوي ليس بالصورة المطلوبة، ونلاحظ الكثير من المظاهر السالبة

المجتمع السوداني يتميز بالكثير من الأخلاق الحميدة.. وهناك من يقف وراء التفلت داخله

حوار: حسن عبد الحميد

الشيخ الدكتور إسماعيل عثمان الماحي الرئيس العام لجماعة أنصار السنة المحمدية من مواليد الخرطوم الديوم الشرقية عام 1956م، ويرجع السر في تسميته بإسماعيل إلى أن والده كان من الوطني الاتحادي لذلك سماه على إسماعيل الأزهري، تخرج من جامعة الإمام محمد بن سعود كلية أصول الدين في العام 1985م. وتدرج في جماعة أنصار السنة المحمدية حتى صار أمينا عاماً ثم نائباً للرئيس ثم انتخب بالإجماع رئيساً للجماعة.

جلسنا إليه نقلب بعض أوراقه ونستشرف بعض مشاريعه وهمومه، فوجدناه رجلاً عالماً في غاية التهذيب والأريحية، منفتحاً ومتسامحاً ومستوعباً الظرف التاريخي الحساس الذي يمر به السودان ينادي بوحدة الصف وتنسيق الجهود لمجابهة التحديات، سألنا عن الصوفية فأجاب أن ليس لأنصار السنة مشكلة مع أحد، لكنهم يقومون بواجب الدعوة والنصيحة لكل مسلم في حدود فقه النصيحة وآدابها.

ــ فضيلة الشيخ إسماعيل عثمان كيف كانت بدايتكم مع جماعة أنصار السنة المحمدية؟

* تعرّفت على الجماعة عن طريق الشيخ مصطفى ناجي رحمه الله، نائب رئيس الجماعة السابق، وأخبرني به أحد أقربائي وهو ابن عمي، وعندما صليت معه وجدت خطبة متميزة مرتجلة غير مقروءة من ورقة كما كان يحدث في خطب تلك الأيام، وأعجبتني طريقة الشيخ مصطفى ناجي السهلة الممتنعة، وحينها أعجبت بالجماعة ومنهجها وانضممت إليها، كان ذلك في العام 1976م.

ـــ ما هي ـ باختصار ـ أهداف جماعة أنصار السنة المحمدية التي تسعى لبلوغها وتعمل للوصول إليها؟

* جماعة أنصار السنة المحمدية نشأت لأجل تصحيح الدين عند عامة الناس، مسلمين وغير مسلمين، ولتصحيح الأخطاء الشائعة وتبصير الناس وتعليمهم التعليم الصحيح وإعانتهم على فهم الكتاب والسنة. وقد ظهرت في بواكير القرن الماضي في العام 1915 في مدينة النهود أولاً ثم تجمع الناس من كل السودان وكونوا الجماعة في العام 1939م ومن أهدافها أن يعيش الناس بالدين الصحيح في مختلف جوانب الحياة.

ـــ بالإضافة للمساجد اهتمت جماعة أنصار السنة المحمدية بالعلم الشرعي عبر تأسيس المعاهد الشرعية، كم عدد المعاهد التي تتبع للجماعة وأماكنها؟

* نشأت المعاهد تلبية لحاجة الجماعة إلى عناصر مؤهلة بالعلم الشرعي من الدعاة، فبدأ المشايخ بإقامة ما يعرف عندنا بدروس الأبواب، وهذه بدأها الشيخ مصطفى ناجي وكانت الفكرة أصلاً من الشيخ ميرغني عمر رحمه الله، والآن الحمد لله الجماعة تدير مجموعة من المعاهد مثل معهد الكلاكلة بولاية الخرطوم، وهو للطلاب والطالبات أيضاً، ومعهد الدلنج بولاية جنوب كردفان، ومعهد كسلا بولاية كسلا، ومعهد إعداد الدعاة بنيالا بولاية جنوب دارفور، وهو معهد حديث خرج دفعتين، وهو معهد لتخريج الحفظة للمساهمة في التعليم بدارفور مساهمة في حل مشكلة دارفور بالإضافة إلى الإغاثة التي تقدمها الجماعة، وهناك معهد لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها ومعظمهم من الأفارقة الذين يفدون إلى السودان وهم لا يستطيعون التحدث بالعربية ولا الدراسة بها بالتالي، وقد تخرج فيه مجموعة من الدعاة بحمد الله الذين التحقوا بالجامعات السودانية وعادوا إلى بلادهم دعاة مؤهلين.

ــ علاقتكم بالصوفية؟

* ليست لنا مشكلة مع أحد، وهذا لا ينافي التواصي والتواصل، وهذا لا يقوم إلا من باب الرحمة بالآخرين والمجتمع، وبالتالي علاقة طيبة مع الجميع، وكان للشيخ الهدية والشيخ ميرغني عمر رحمهما الله علاقات واسعة مع كل الطوائف، والدليل على ذلك أن وفداً رفيعاً من الذكر والذاكرين أتوا للتعزية فيهما، وتكلم منهم الشيخ الطيب الجد من أم ضواً بان وتحدث بحديث جيد عن الشيخ الهدية، أيضاً عندما توفي الشيخ ميرغني جاءنا وفد من الذكر والذاكرين وتحدثوا بكلام طيب عن الشيخ ميرغني عمر، وكنت أنا أذهب مع الشيخ الهدية للتواصل مع الصوفية. وبيننا التزاور والتناصح والحرص على التعاون.

ـــ صحبتم كثيراً بحكم عضويتكم في الجماعة والمناصب التي توليتموها الشيخ الهدية.. هل يمكن ـ باختصار ـ أن تحدثنا عن الشيخ الهدية رحمه الله.

* الشيخ الهدية كان اختيار الله تعالى وتوفيق الله تعالى له ظاهر، وعلى مر التاريخ نعتقد أن من يقومون بواجب الدعوة من العدول، والشيخ كان من رموز الدعوة، وكان يمتاز بالسهولة، ولذلك كان تعامله وفهمه للناس سهلاً، وكان الشيخ يمتاز بسعة الأفق وعمقه في قضايا الفقه والعقيدة، كان له توازن واعتدال وكان يتعامل مع جميع الناس بسهولة القريب والبعيد والكبير والصغير حتى يظن كل من يتعامل معه أن أحب الناس إليه كما كان النبي صلى الله عليه وسلم مع أصحابه، وكان واسع الشورى يستشير حتى تقول لا يقرر، ويقرر حتى تقول لا يستشير، وكان مهموماً بهم الإسلام وقضايا الإسلام، وهو عضو مؤسس في رابطة العالم الإسلامي، ومؤسس للمركز الإسلامي الإفريقي مع الشيخ التكينة، وكان ذا أفق سياسي واسع، أما كرمه وشجاعته وسماحته فيشهد لها الجميع، وكان ملماً بتاريخ السودان وأحداثه التاريخية بشخوصها وتواريخها وله حافظة عجيبة، وكان كثير من الناس من خارج الجماعة يقولون إن شيخ الهدية لنا وليس لكم، ولم نكن نحتكر الشيخ ويسرنا أن يلقى هذا القبول من الناس. وإذا كان لنا زهرة نتركها تفوح على الناس، والجماعة في عهده الطويل أكثر من خمسين سنة شهدت الجماعة قفزات واسعة وطفرات كبيرة، فقد كان يقود السفينة وسط هذه الأمواج وأسس لها مؤسسات راسخة وقوية وأقام لها علاقات واسعة، ونحن بعده مسؤولون عن هذه المؤسسات والعلاقات.

ـــ في رأيكم العمل الدعوي بالسودان تقدّم أم تأخّر؟

* العمل الدعوي في السودان ليس بالصورة المطلوبة، وهناك جهات تحاول أن ترد المجتمع على أعقابه، مع انتشار العمل الدعوي في السودان، لكننا نلاحظ الكثير من المظاهر السالبة المتمثلة في التفلت الأخلاقي، وهناك من يقف وراء هذا التفلت، والمجتمع السوداني يتميز بالكثير من الأخلاق الحميدة كالكرم والشجاعة والأمانة والصدق، والإحسان إلى الجار والوالدين وكبار السن عموماً، ونجد العالم كله يعترف للسودانيين بهذه الصفات، ونجد السوداني في كل مكان يذهب إليه محلاً للثقة، فيؤتمن على الحسابات والأموال، ويؤتمن حتى على الأعراض، وهذه الصفات موروثة من الإسلام. ويحترم السوداني كإنسان متدين الأصل فيه أنه متدين. وكما يقول شيخ الإسلام ابن تيمية أن كل الأخلاق الحميدة في البشرية من آثار النبوة، ومن مصلحة الدعوة أن تستمر، وهذه الأخلاق تتعرض لهزة من البعض، ولابد من الأخذ على أيديهم، وإذا كنا نتحدث عن الثروات المادية، فإن الأخلاق من أهم الثروات.

الصيحة

تعليق واحد

  1. الي صاحب التعليق الذي يقول ان ابن تيمية سفاح من انت حتي تقيم عالم في قامة ابن تيمة ادرس وتعلم ثم تكلم

  2. منذ تأسيسها لم تراوح مكانها وقوادها لايعرفون عن العلم شيئا إلا فتاوى بن تيمية التي يعتبرونها مرجعا لهم في تكفير كبار أئمة التصوف فقد جربوا كل السبل
    لنشرها وباءت جميع محاولاتهم بالفشل

  3. جماعة أنصار السنة المحمدية نشأت لأجل تصحيح الدين عند عامة الناس، مسلمين وغير مسلمين،
    00000000000000000
    تصحيح دين المسلمين لا غبار عليه لكن غير مسلمين دي كيف يتم فهمها؟ هل لديكم جناح كاثوليكي وبروتستاني ؟
    ثم طالما أنكم راضين عن النظام الفاسد القاتل فأنتم مثله تماما.

  4. كلهم تعلموا في السعودية وجاءوا لا يحملون في قلوبهم وعقولهم إلا تهمة الشرك لمن لم يكن وهابيا مثلهم ، إنهم داعشيون

  5. سرطان سرطان ..اين ما حللنم حلا الدمار والقبح والكراهيه والغباء .. حسنا انكم توالون النظام الفاشى هذا لانكم صديق جاهل خير منه العدو العاقل .. اقتربت نهايتكم فبرميل النفط وصل 12 دولار فلننظر هل يستطيع شخص الانضمام الى هذه الجماعه القميئه مجانا بعد ان تعتذر الملحقيه الدينيه عن الدفع

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..