“وجع رقم 3” تعيد للمسرح هيبته وجماهيره..!!

بدأت بروفاتها منذ أمد بعيد، توقفت ثم تواصلت، وكان اسمها الأول (راجل السرة الداية) واهتدت مجموعة النص المسرحي أن تلجأ للدكتور الهادي الصديق ليكون احد ابطالها، وكعادته طلب الهادي الصديق ان يقرأ النص اولاً قبل قبول المشاركة. ثم أتى للمجموعة مؤكدًا ان فكرة المسرحية معقولة، ولكن النص في حد ذاته يحتاج الى معالجات كثيرة حتى يوافق على المشاركة. واتفق المؤلف والمخرج على كل ما طرحه النجم الهادي الصديق من آراء وافكار، وكتب فصلاً كاملاً جديداً ومتنوعاً ليسبق ما هو مكتوب ثم تمت عدة معالجات اولها تغيير اسم النص الى “وجع رقم 3” واعطى الهادي الصديق اشارة الموافقة وقامت البروفات على مسرح قناة الخرطوم.. وجاءت لجنة مشاهدة من مجلس الثقافة الولائي وانبهرت اللجنة بالمسرحية واكدت انها تناقش قضايا مسكوت عنها باسلوب جاذب، كما ان اداء كل المجموعة المسرحية اداء سلسل ومعبر.. وقد ساهم مجلس الثقافة الولائي بعمل الديكور ورشح العمل الفني ليقوم على مسرح بورتسودان في مهرجان السياحة والتسوق ولكنه لم يجد حظه.. ثم ما كان من وزير الثقافة الاتحادي الا ان وضع هذه المسرحية من اهتماماته كعمل فني يشارك في اطار الثقافة تقود الحياة على ان تعرض على مسرح الجنينة باعتبارها عاصمة للثقافة السودانية، وتحولت الوجهة من الشرق الى الغرب. وبالفعل تحركت المسرحية داخل قافلة فنية برئاسة الهادي الصديق، وما ان حطت طائرة الوفد بمطار الجنينة الا وقوبلت باهتمام رسمي وشعبي متزايد، كيف ولا والاذاعة الولائية تؤكد حضور فرقة د.الهادي وتنادي اهل الجنينة لمشاهدة العرض المسرحي. مكان العرض (مسرح الجنينة) كان مهيأً تماماً كساحة مطلقة وغير مغلقة الاطراف.. وانهمرت الوفود والوجه والاقدام في تلاقٍ حميم، وتفاجأ ابطال المسرحية لهذا الاستقبال الخرافي وازاح هذا الاستقبال من مخيلة الكثيرين مقولة ما يشاع من عدم الامان، واكدت الجماهير انها تحيا في امن وامان. وبدأت احداث المسرحية كأول عرض لها بمدينة الجنينة، قابلها الجمهور بالضحك والتصفيق والفرح المتزايد، اذ ان اسلوب عرضها انساب بشكل كوميدي تفاعل معه الجمهور فهما وفرحا وعسى انسانيته واحترم عقله، وتفوق اداء الممثلين جعل والي غرب دارفور حيدر قلوكما ووزير الثقافة الولائي هشام نورين وقائد الفرقة 15 مشاة اللواء خالد حماد جعلهم يعتلون خشبة المسرح بعد نهاية العرض مهنئين ابطال المسرحية واحدًا تلو الآخر. وقد اكد الكثيرون ان نجاح هذه الليلة تفوق على كل الليالي السابقة، كما تأكدت حقيقة وجود الهادي الصديق في اي عمل فني يعني أن العمل الفني المعني يحمل النجاح والتفوق وتواصل المشاهدة.

التيار