أوراق السنوسي

أوراق السنوسي

الصادق المهدي الشريف
[email protected]

?كان غريباً.. وغريباً جداً.. أن يدخل الأستاذ إبراهيم السنوسي الى البلاد عبر المطار الوحيد الرئيس.. وهو يحمل أوراقاً تدعو الى إسقاط الحكومة.
?رجل بخبرة السنوسي في العمل السياسي.. والذي قضى فيه بالتقريب جُلَّ عمره فيه.. وأكثره في العمل السري.. ثمّ يأتي آخر ذلك العمر.. فيحمل في حقيبته أوراقاً تقوده الى المعتقل؟؟؟.
?هذه يصعب تصديقها!!!!!.. أمّا وقد إعترف الترابي بتلك الأوراق.. فهذه يصعب فهمها!!!!… والدكتور الترابي رجل قانون.. يعرف أنّ الإنكار الكامل يضرُّ أكثر مما ينفع.
?لا يمكن أن تكون تلك الأوراق مجرد خواطر كتبها السنوسي عن نديدهم المؤتمر الوطني.. ولا يُحتمل أن تكون محاضر إجتماعات لحزب المؤتمر الشعبي تحضُّ على (إسقاط النظام).. فهذه لا تحتاج الى دروس ما بعد الظهيرة.
?ففي مؤتمراته الصحفية يقول المؤتمر الشعبي أنّ هدفه هو (إسقاط النظام).. هو إذن هدف معلن.. لا يحتاج الى إكتشافه في أوراق السنوسسي التي قيل أنّها ضُبطت بحوزته في المطار!!!.
?لا شيئ أقسى على المؤتمر الوطني من أن يتحرك المؤتمر الشعبي تحركات لا يستطيع هو متابعتها.. ورصدها.
?وخروج الأستاذ إبراهيم السنوسي الى جوبا وكينيا ويوغندا يجعله بعيداً عن أعين الحزب الحاكم.. فهل أتى السنوسي بجديد من تلك الرحلة المجهولة؟؟؟.
?هل كان الرجل بعيداً عن التقنية الى الحدّ الذي يلج به الى غياهب السجون.. ثُمّ المحاكمات؟؟.. ألم يكن من الممكن أن يرسل السنوسي أو ايّ من كان معه أو اجتمع به.. أن يرسل تلك الأوراق عبر البريد الإلكتروني (المُؤمَّن) بكلمة سرٍّ لا يسهل تهكيرها؟؟.
?يرسلها السنوسي من هناك.. ثمّ يدخل عبر مطار الخرطوم الدولي.. نظيف الملابس.. نظيف الحقائب.. هادئ الخُطى.. مطمئن البال.. يذهب هو بنفسه الى (المفتيشين) الباحثين عن دليل الإدانة.. إن لم يحضروا هم إليه؟؟؟.. حتى لو تركوه يذهب دون تفتيش.. يرجع إليهم ويقول لهم (أنا ما فتشتوني.. تعالوا عليكم الله فتشوني!!).
?هذه القصة من بدايتها تدعو للحيرة.. إن كان الأمر يتعلق بمعلومات.. ايِّ نوعٍ من المعلومات التي تتحدّث عن إسقاط النظام بالقوة المسلحة (الإنقلاب).. أو القوة المدنية صانعة الربيع العربي!!.. مهما كان نوع تلك المعلومات.. كان يمكن التعامل معها بطريقة أكثر (تقدماً وتقنيةً).. من حملها في أوراق وفايلات.
?هنالك ثغرة ما.. في مكانٍ ما.. ثغرةٌ تضخُّ خواراً في البناء الداخلي للقصة.. يجعلها تنهار كلما حاولت الوقوف على قدميها.. فالأوراق – حسب الترابي ? هي أوراق عمل حول رؤية المؤتمر الشعبي لتغيير النظام.. وهي أوراق تقدّم بها الشعبي لقواعده لإجازتها لتصبح برنامج عمل.. بمعنى انّها متاحة.
?وبالتالي.. لا تحتاج تلك الأوراق الى الهجرة مع السنوسي.. ثمّ العودة معه على حقائبه لتدينه.. والترابي في مؤتمره لم يقدِّم إجابات حول هذه القصة.. في البدء إستبعد أن تكون السلطات قد تحصلت على أيِّ أوراق مع السنوسي.. ثمّ قال (لستُ متأكداً).

صحيفة التيار

تعليق واحد

  1. السيد / الصادق الشريف

    ماعرفنا نرد عليك وين فى التيار و لا فى الراكوبة و لان الراكوبة ممتعة بما تجود به مرن ( رقراق )
    لكن الشمس ما تنسد بى غربال …
    الشيخ حيرك و السنوسى حيرك و الامن الوطنى حيرك
    و انت تقول القصة بلا قدمين
    يا سيدى الموضوع مرتب لكن الصاروخ الامريكى – الله لا كسبه – كان على الموعد
    ووضع نهاية للفيلم و كذلك البطل !!!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..