والتقينا في طريق الجامعة ..

شريط من الذكريات حركته الى حافة الذاكرة هتافات شباب جامعة الخرطوم بالأمس وهم يزمجرون كالأسود الضارية في وجه عسكر الحكومة وقد أخرجوهم من حرمها الطاهر فولوا الأدبار أمام جسارة أولئك الفتية العزل إلا من حجارة حصبوها بالسواعد الفتية ذودا عن قلعة النضال التي كانت ولا زالت تشكل بعبعا لكل الديكتاتوريات التي إقتلعت منها إثنتين .. والدور قادم على ثالثة الأثافي .
وأنطلقت فجأة أصداء تلك الأناشيد الخالدة تتردد في جنبات الروح وممرات الوجدان .. من صوت الكابلي في رائعة السفير الراحل عبد المجيد حاج الأمين .. هبت الخرطوم .. في جنح الدجى .. ضمدت بالعزم هاتيك الجراح … والتقينا في طريق الجامعه .. موكباً يا موطني يا موطني ما أروعه .
فليعلم المتاجرون في رموز الوطن .. أن جامعة الخرطوم هي المحطة العصية على قطار سطوتهم المتهالك.. وان من يلامس أنف الأسد ولو كان مازحا فعليه أن يستعد لعاقبة لعبه ولا يظنن أن صبر الهزبر هو من قبيل الخوف أو قبول الحقارة !
لقد بلغ السيل الزبى .. ولم يعد في مساحة كرامتنا موطئا ينغرس فيه المزيد من سهام الإستخفاف والإستهتار بمقدرات هذا الشعب .. فماذا تبقى لنا غير تلك العزة الخجولة التي نحاول مدارتها خلف الصمت الهادر في الحناجر..و في كل العيون المغبونة !
هل حقا هذا شعب أكتوبر وابريل الذي يتمترس خلف ذرائع الخوف من عدم البديل .. !
فبديل الباطل هو الحق .. و الحق لن يتأتى إلا إذا كان وراءه مطالب .. رحم السودان لم يعقم بعد الذين حاولوا أن يوهموا الناس بانهم آخر عنقود القيادة و أطهر أفكار الريادة ..ولكنهم خابوا وما صدقوا فقد كذبتهم تجربة دخول المخاضة فكشفت كل مستور مخزي .
وكما قال شاعرنا الفحل هاشم صديق الذي رسم لوحة الملحمة الخالدة في نسيج الأمة وعاشت ومازالت مخضرة في تراب الجسارة .. البديل هو أنا وأنت وليس بالضرورة تلك الديناصورات التي تحجرت في حلق الزمان وباتت خيال مآته يرهب عصافير الثورة كلما غردت في صبح الوطن .. فترتد الى أعشاشها خشية أن يسرق غناءها أولئك الذين إعتادوا أن يختطفوا النغمة من حناجر المنفذين و يستأثرون هم بالنتائج التي تعود بنا الى الدروان في ذات الحلقة المفرغة ثم يرتمون في أحضان متسلقي اسوار الليل ليقتسموا معهم ما حصدوه في الصرة المسروقة !
نعم للثورات مخاضها المؤلم وجراحاتها الدامية ومباضعها الحادة .. وولادتها التي قد تتعثر في يد القابلة فيضطر الأطباء احيانا للتضحية بالجنين حفاظا على حياة الوالدة .. أو قد تضحى تلك الأم بحياتها ليحيا جنيها ليعيش إمتدادا يخلدها إسما ومعنىٌ !
ولكنها في النهاية تصبح القدر المكتوب الذي لا بديل له خلاصا من عذابات الذل ..و مضاضة الظلم .
فرنسا التي تعاقب عليها الأباطرة والمتسلطون .. فهدمت الباستيل فوق رؤوس جلاديها وتوكأت على حوائط التعثر سنوات طويلة ولم تبرأ من جراحاتها حتى داهمتها حربان عالميتان لم تضعا عصيهما في دواليب السلام إلا في منتصف الأربعينيات بعد أن تركتاها أثرا بعد عين .. فسخرت لها الأقدار زعيما بقامة الجنرال ديجول الفارعة .. أعاد بناءها وترجل عن سقفها الشامخ بعد أن جعل منها قوة صناعية و أيقونة ثقافية و جذب لها كرسيا واجلسها بين الكبار في مجلس الأمن فغدت عظيمة في مستقبلها من بعده رغم بعض الأخطاء التي إرتكبتها في حق شعوب أخرى فلوثت جانبا من صفحة تاريخها !
فهل سيعدم السودان رجالا مثله يعيدون كتابه تاريخنا منحوتا في جدران الغد التي ستبنيها أكف اولئلك الشباب الذين خرجوا بالأمس في طريق الجامعة !
[email][email protected][/email]
عزيزي برقاوي
لم يخرج الشعب بسبب الخوف من سؤال البديل.
لم يخرج الشعب خوفاً من سرقة ثورته، القادر على إنجازها ما بين رمشة عين وإنتباهتها.
إنه المخاض العسير للثورة ضد الحكم وسارقي الثورات.
عزيزي برقاوي
لم يخرج الشعب بسبب الخوف من سؤال البديل.
لم يخرج الشعب خوفاً من سرقة ثورته، القادر على إنجازها ما بين رمشة عين وإنتباهتها.
إنه المخاض العسير للثورة ضد الحكم وسارقي الثورات.
سيقتلع شعبنا سفلة الانقاذ من جذورهم وسيتم ابادتهم وحرق بذرتهم الفاسده حتي لا ينبتوا من جديد في بلادنا,,
الثوره قادمه حكام الانقاذ وجماعة الاخوان اتخذوا من المساجد مخازن لسلاحهم خاصة مسجد جامعة الخرطوم الذي اصبح وكرا لجماعة الاخوان فعلينا مراقبته حتي لا يغدروا بطلابنا الشرفاء ,,
المجد لطلابنا النشامه والعزة والسؤدد لبلادنا الحبيبه وانها لثورة حتي النصر,,
سيقتلع شعبنا سفلة الانقاذ من جذورهم وسيتم ابادتهم وحرق بذرتهم الفاسده حتي لا ينبتوا من جديد في بلادنا,,
الثوره قادمه حكام الانقاذ وجماعة الاخوان اتخذوا من المساجد مخازن لسلاحهم خاصة مسجد جامعة الخرطوم الذي اصبح وكرا لجماعة الاخوان فعلينا مراقبته حتي لا يغدروا بطلابنا الشرفاء ,,
المجد لطلابنا النشامه والعزة والسؤدد لبلادنا الحبيبه وانها لثورة حتي النصر,,