الأستاذ يمشي بين الناس

الأستاذ يمشي بين الناس

أمل هباني
[email][email protected][/email]

مدخل :
أثناء كتابة هذا المقال وردني خبر أن السلطات الأمنية تمنع أقامة الذكرى السنوية للأستاذ محمود محمد طه بمركزه بالثورة الحارة الأولى ، وأن رجال الأمن اغلقوا الدار على من هم بالداخل ومنعوا المشاركين من الدخول ….وهكذا هم خفافيش الظلام يخشون حملة المصابيح من رسل التنوير أحياء ..وأمواتا …..

الأستاذ يمشي بين الناس

جمعت بينهما قصة حب جميلة سرعان ما تعمقت لتصل حد مناقشة تفاصيل مستقبل هذا الحب ،هو على درجة من الثقافة والتعليم وهاجر الى الغرب منذ سنوات طوال ،وهي كذلك أضف عليه أيمانها العميق بالاستاذ محمود محمد طه واعجابها اللا محدود بشخصيته وبفكره التجديدي الذي يتماشى مع العقل والمنطق ،وهو ما اخبرت به فتاها ذات ونسة عادية …بعدها أختفى ولم يعد أغلق تلفونه ،وكل وسائل الاتصال العصري المباشر واكتفى برسالة مقتضبة على ايميلها يخبرها أنه ذهل وفجع عندما علم أنها من اتباع ذلك الهالك الكافر محمود محمد طه وبما انها تؤمن فهي من اتباعه وبالتالي هي كافرة وخارجة عن الدين حسب تكفير بعض العلماء في السودان والازهر والمجمع العلمي في مكة وأنه يخشى الله ورسوله ولا يرتبط بأمرأة كافرة تتبع رجل كافر ..وتركها ومضى وهي في قمة الدهشة والاستياء وعدم التصديق.
..
هذه القصة لحقيقية والتي امسكت عن ذكر كثير من التفاصيل المحزنة فيها مراعاة لكثير من الاشياء ؛حدثت الآن في هذا الزمن وفي طبقة تعتبر صفوية في تعليمها وثقافتها وماكنت لاذكرها لولا حزني أن رجلا بقامة الأستاذ محمود طه نشد الخلاص للانسان والوطن ونشد تنقية الدين من الطفيلية والانتهازية التي شوهت سمو مقاصده وتجلي اهدافه التي تنشد الكمال االانساني يكون جزائه الرمي بالكفر والضلال ،ممن يفترض فيهم وعيا وسلوكا وعقلا يجعلهم يتفهمون على الاقل معنى أن الخلاف في أي رأي أو رؤية لا يعطيك حق أهدار
الحياة ولا حتى القيام بدور الحاكم الجلاد ضد الآخر الذي يخالفك الرأي دعك عن أن هذا الآخر حمل فكره كل الاشراق والاستبصار لكل مواطن سوداني
وفي ذكرى استشهاد الاستاذ محمود برمزيته الموغلة في الغيرية والفداء والشجاعة والاستبسال من أجل فكر مستير يضئ بنوره قلب وعقل كل من عرفه واستوعبه وهضمه أدعو لأن يتحول الاحتفال لمواصلة طريق الوعي والاصلاح الاجتماعي والثقافي والانساني المرتبط بالتنوير والتجديد الديني والذي قابلته الانتهازية الدينية المستبدة المتمثلة في سلطة الرئيس الاسبق نميري بكل فسادها وأجرامها باعدامه خوفا من هذا النور الذي كان سيحيل حياة كثير من البسطاء مهضومي الحقوق باسم الدين الى طاقة ايجابية في محاربة ذاك الاستبداد باسم الدين ايضا،لذلك نأمل أن يتحرر كل المؤمنين والمحبين لفكر الاستاذ محمود من حالة التكلس هذه وينزلوا الى الاسواق والشوارع لينشروا ويبشروا بفكر ه التجديدي التنويري باسم الدين ،فما أحوج البائع في دكانه والذي يؤدي صلواته الخمس في المسجد ويطفف في الكيل والميزان لأن يعرف ويعي أن صدقه في الميزان وتعامله مع زبائنه بدون غش أو استهبال لا يقل اهمية عن صلواته الخمس بل أن هذا هو المقصود من صلاته وصيامه وزكاتهه، وما أحوجنا لطالب عبقري ومتفوق يفهم أن تحرر عقله واكتشافه أو اختراعه لاي نظرية علمية تطور الحياة وتقدمها يجعل منه مسلما عصريا بدلا من اغلاق عقله في تاريخ اسلامي لا يمكن أن نعيش على ايقاعه في هذا الزمن ووقوع عقله ذاته ضحية لتعصب وهوس أهوج نتيجة لعدم تقبله لحقائق تطور الحياة والدين معا وبدلا من ترك ذلك الفراغ بين المثقف والعوام ليملاءه تجار الدين وانتهازيه بالرسائل الساذجة التي تظهر الدين على شاكلة المستبد الشرير الذي يكفر هذا ويهدر دم ذاك لأنهم يتقوتون من ذلك الجهل ومن تلك السطحية في تناول العوام للدين …
رجاء دعوا الاستاذ يمشي بين الناس بقيادة حملة شعبية تصحيحية أو تعريفية بأفكار الاستاذ محمود محمد طه وتبسيطها حتى توافق لغتهم وعقلهم ،فما احوج مجتمعنا بشوارعه ومدارسه وجامعاته وجوامعه لفكره الاصلاحي الاجتماعي الثقافي الديني

تعليق واحد

  1. الاستاذة الشجاعة امل هباني المحترمة، لقد ذكرتي ان هؤلاء الاثنين على درجة من التعليم والثقافة ويحبون بعضهم حبا قويا وعند مناقشته لها اتضح له انها من اتباع محمود محمد طه وفي نفس الوقت ذكرتي تكفير الهالك عن طريق علماء السودان والازهر ومجمع علماء مكة المكرمة اذا الرجل لم يخطئ عندما اتبع جيش العلماء وخاف على دينه وبيته فهو سوف ينشئ معها اسرة واذا كانت الزوجة تؤمن بشخص يسئ لله وللرسول وللدين وخالفت جميع اقوال العلماء فيه فكيف يتسنى له ان يبنى اسرة على تربية سليمة وبالتحديد عندما تكون الام على هذا الايمان المنحرف؟ في رأئي المتواضع ان ذلك الشخص فعل الصواب فكل شي قابل للنقاش والتغيير الا الدين يا استاذة امل، فالام مدرسة اذا اعددتها اعدت شعب طيب الاعراق ، والسؤال هنا لماذا لم تفكر هي بكلام فتاها وبأقوال العلماء المذكورين وتترك عنها هذه الخزعبلات؟ ، لكانت حافظت على دينها وفتاها في نفس الوقت لكنه جنون العظمة ياسيدتي او جنون العناد الانثوي ، اخيرا نتمنى لها ان تعود لرشدها ودينها وفتاها خصوصا انهم الاثنين على درجة من العلم والثقافة والله يهدي الجميع

  2. الاستاذة أمل : العلم نور و الحق يعرف بالدليل و البرهان و محمود محمد طه اراد ان يخترع دينا جديدا يأخذ ما يريده من الاسلام و يترك ما لا يتناسب مع هواه أو رأيه و الاسلام بالطبع لا يقبل هكذا افكارا أو نسكا
    اقرئي قول محمود في الصلاة التي هي عماد الدين من كتاب رسالة الصلاة لمحمود محمد طه ص46:

    (ويصبح شأن الآية ” إن الصلاة كانت على المؤمنين كاتباً موقوتاً ” مع المسلم الذي يمر بمرحلة الإيمان الذي هو مرتبة الأمة الأولى. إن الصلاة الشرعية في حقه فرض له أوقات يؤدى فيها، فإذا ارتقى بحسن أدائها بتجويده تقليد المعصوم حتى ارتقى في مراقي الإيقان التي ذكرناها حتى بلغ حق اليقين وسكن قلبه وأطمأنت نفسه فأسلمت، طالعه المعنى البعيد لكلمة(موقوتا) في الآية: “إن الصلاة كانت على المؤمنين كاتباً موقتاً” وذلك المعنى في حقه هو أن الصلاة الشرعية فرض له وقت ينتهي فيه وذلك حين يرتفع السالك إلى مرتبة الأصالة ويخاطب بالإستقلال عن التقليد ويتهيأ ليأخذ صلاته الفردية من ربه بلا واسطة تأسياً بالمعصوم. فهو حينئذ لا تسقط عنه الصلاة وإنما يسقط عنه التقليد، ويرفع من بينه وبين ربه بفضل الله ثم بفضل كمال التبليغ من أصحاب النبي (ص) والتابعين والأئمة
    وكلمة (موقوتا) بالنسبة لهم تعني أن لها أوقاتاً معروفة بانتقالهم إلى مرحلة الإيقان حيث يسقط عنه التقليد، تقليد النبي (ص) إتباعاً للحديث (صلوا كما رأيتموني أصلي) وبذلك تسقط الواسطة النبوية التي هي الحجاب المحمدي. وصلاة الأصالة هذه ما هي؟ إنها الصلاة التي لا يقلد فيها النبي (ص) ولا تتبع فيها سنته من ركوع وسجود وغيرها) انتهى
    أي خسب قوله يصبح الانسان معفيا من اتباع النبي صلى الله عليه و سلم!!!
    أي كل انسان بعد ذلك يختار عبادته لربه حسب مزاجه !!! اذا لماذا ارسل الله الرسل؟

    و لا اعتقد ان علماء الازهر و رابطة العالم الاسلامي افتوا بكفر محمود لاسباب سياسية فالرجل لم يبلغ مبلغا يهدد الحكومة السودانية فضلا عن غيرها, كما انه لم تكن له شعبية الشيخ كشك او حتى العودة او عمرو خالد حتى نقول انهم شعروا بالغيرة منه

  3. لو لم يكن لمحمود محممد طه من الأقوال الا قوله بصلاة الأصالة التى لا ركوع فيها و لا سجود التي ادعى انه قد وصل اليها و لم يصل اليها رسول الله صلى عليه و سلم و لا صحابته الكرام و لا التابعين و قوله بمرتبة الانسان الكامل و ان من يصل اليها يكون هو الله و التى يدعى أيضا انه قد وصل اليها، لو لم يكن له الا هذين القولين لكانا كافيين لتكفيره. و هذان القولان كما ترى قولان شيطانيان و العياذ بالله و لم يقل بهما أي من العلماء المعتبرين. أما مسارعة الجمهوريين بوصم كل من خالفهم بعدم الفهم أقول لهم ماذا تريدوننا أن نفهم بعد هذه الأقوال الفاضحة الواضحة لزعيمكم؟ و بعد أن خلص الله المسلمين من شر محمود أتريدون أن تبعثوا أفكاره المنحرفة من جديد؟ لماذا تسعون الى الضلال و قد أوضح لكم رسولكم الكريم صلى عليه و سلم الطريق و المنهاج الذي تسلكوه؟ لماذا تتركون سبيل رسولكم و تسلكوا السبل المعوجة؟

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..