أهدوا لأردوغان مقولة الاتبلبل يعوم

لا أعرف لماذا لا تتبادل الشعوب بشكل منظم ترجمات لأمثالها ومقولاتها الشعبية الموروثة في إطار التعاون وإسعاف بعضهم البعض بالمواقف المطلوبة.. فنحن مثلا نحتاج أحياناً لمعنى المثل المصري (أنا كافي خيري شري وماشي جنب الحيط) لأننا لا نملك مقولة بنفس دقة المعنى مع اصطحابنا لمقولة (دافن دقن).. وربما طبيعة الشخصية السودانية لا تجعلها تتعاطى كثيراً مع هذا المعنى البراغماتي لكننا نحتاج إليه أحياناً .
من منكم كان يتوقع أن يحتاج شخص بعظمة وقوة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان لمعنى المقولة السودانية التي تحثه على عدم التراجع بعد اتخاذ الموقف أو عدم الانهزام (الاتبلبل يعوم)؟ ..
آخر زعيم كنت أتوقع احتياجه لهذه المقولة في شكل نصيحة له هو رئيس وزراء تركيا وزعيم حزب العدالة والتنمية.. الرجل مبهر ومبدع ومدهش وقوي كما يعرف الجميع لكنه وبعد أن اتخذت دولته موقفها وقدرت تقديراتها العسكرية حيال التجاوز المتكرر للطيران الروسي لحدود تركيا فأسقطت قواته الجوية الطائرة المقاتلة الروسية على حدودها، ظهر أردوغان بلغة وخطاب انكساري أكثر من كونه خطابا اعتذاريا عن إجراء مُبرر كان قد جذب انتباه العالم لتعامل تركيا مع من يفكر في تجاوز حدودها.
إسقاط الطائرة الروسية كان موقفاً قوياً وحاسماً من تركيا، موقفا يقول للجميع إن تركيا لا تسمح بأقل درجة من درجات التجاوز.. إنه موقف مهم جداً في منطقة مشتعلة وفي ظل ظروف تهديد شاملة على كل حدود دول هذه المنطقة.. لكن أردوغان أفسد هذا الموقف تماماً، بتصريحاته (المهببة) وهو يتحدث مرة عن محاولاته المتكررة للاتصال ببوتين دون رد.. والتي يؤكدها بوتين لاحقاً بتعليق متأفف ومتأنف يقول إنه لا يريد الاتصال مع تركيا قبل اعتذار رسمي ويحرك أصواتاً ترفض القبول حتى بالاعتذار .
وأردوغان (الطيب) يخرج للإعلام بعد ساعات من هذا التصريح ليتحدث ليس عن اعتذاره بل عن ندمه على ما حدث..!
(يا راجل أركز) روسيا لا تستطيع قطع علاقاتها الاقتصادية مع تركيا، في ظل ما يعانيه اقتصادها بسبب العقوبات الغربية على دورها في أزمة أوكرانيا.. والتي تجعل التبادل الاستثماري مع تركيا بالغ الأهمية، وحتى لو مضت تهديدات العقوبات الروسية على تركيا فليس من مصلحة روسيا أن تستمر تلك العقوبات لفترة طويلة.. فممَ تخاف يا أردوغان إذا كان حجم التبادل التجاري بينكم وبين هذه الدولة التي يشكو اقتصادها من العقوبات من غيركم يصل إلى 44 بليون دولار؟ .
أردوغان لا يعرف أنسب الطرق للتعامل مع أصحاب الأنوف الغليظة مثل أنف بوتين.. خذ العبرة من علاقاتنا مع مصر التي تحتاج للسودان أكثر مما يحتاج لها السودان، لكننا حين تعاملنا بهذه الطريقة الأردوغانية الطيبة ارتفعت علينا أنوفهم ولن تنخفض إلى مستواها الطبيعي إلا بعد أن نقود عملية تصحيح لخلل العلاقة بمواقف واضحة وغير متراجعة تعتمد مبدأ (أعلى ما في خيلكم أركبوه) .
شوكة كرامة
لا تنازل عن حلايب وشلاتين.
اليوم التالي
للأسف وفى رأيى بان (اردوغان ) لم ولن يكون بطلا .. وانكساره يرجع لاسباب لا تخفى على أحد .. وأهمها تعامله المريب مع الدواعش واستفادته الماديه منهم ومن تهريب بترول العراق وسوريا ، فهو خان البشريه وطعنها طعنة غدر لا تغتفر بفتحه الحدود مع الدواعش وتركه لهم يمرحون ويسرحون ويؤخرون عقارب الساعه .. فالكاذب والخائن لبشريته لن يكون قويا .. ولكنك للاسف تظهر وكأنك احد المهللين لهذا التنظيم اقصد هذا السرطان الدولى .. الذى يسبح ضد الدين وضد البشريه والانسانيه .
dont ply wth bears , pass it to turkish president
المسكين ورطوه الامريكان وتركوه وحيداً في وجه الدب الروسي