روضة الحاج قبحا وجمالا

الشاعرة روضة الحاج ، شاعرة امتاز شعرها بالرصانة وقوة الكلمة وبساطتها ، وازدادت شهرتها ، ومعرفة العالم الخارجي ، وجزء من الداخلي بها بعد اشتراكها في مسابقة شاعر المليون بتلفزيون أبو ظبي ، حيث حازت على المرتبة الرابعة ، ومن ثم تقلدها للدرجة الأولى ببرنامج سوق عكاظ الشعري في العام 2005م ، ولم أكن يوما ناقدا أدبيا لأتحدث عن هذه الشاعرة ، أو أتناول هذا الضرب من ضروب المقالات الأدبية والشعرية ، وليس من صفاتي التحدث في خلق الله من حيث القبح والجمال ، فهذا خلق الله ومشيئته .

خلال عطلة عيد الفطر المبارك ، ترتفع درجة مشاهدة التلفاز وبينما أنا أتنقل بين القنوات السودانية ، لأجد وكأنه لا يوجد في السودان شيء غير الغناء والفن ، لتجد جل قنواتنا السودانية الحكومي والخاص الحكومي ، يستضيف فنانين ومغنين وليس غير ، وأخيرا وفي إحدى القنوات مذيعا يستضيف الشاعرة روضة ا الحاج ، فتوقف محرك البحث قليلا لأسمعها تتحدث ، فكانت الطامة الكبرى .

لم يكن ملفتا للنظر لي أن الشاعرة روضة الحاج تنتمي إلى المؤتمر الوطني ، ولكن الذي كان ملفتا للنظر لدى استنكارها للناس أنهم يحبون شعرها ويستنكرون عليها انتمائها للمؤتمر الوطني ، وهنا توقفت انتظر المذيع الذي يحاور هذه الشاعرة ليتدخل ويقاطع الشاعرة ،ليريحني من عناء ما اكتبه الآن ، ولكنهم مذيعي المؤتمر الوطني الذين يقرؤون ما يكتبه الإعداد ،دون تدخل ،ولا ادري هل هذا قصور من المذيع أم توجه القناة بان تمنع كل البهارات داخل البرنامج ، ولا يسمح للمذيع بوضع أي بصمة ، أو تدخل داخل الحوار .

أيتها الشاعرة كما ذكرت في المقدمة أنا لا أريد أن أتناول محاسنك ومفاتنك الأنثوية لأتحدث عن الجمال بمكنوناته الجسدية ، ولا أريد أن أتناول الشكل الخارجي لك ، ولو تناولت ذلك فقط سأستنكر عليك ما تبدين من زينة وقليل ماكياج غرفة النوم ، ما كانت تبديه أخت نسيبه أيام الجامعة أمام الملا ، ولكني أتحدث عن روضة الحاج الشاعرة ،وبما أنها شاعرة فلكل موقف تتحدث عنه قصيدة ، ولكل موضع حتى ولو بيت شعر ، لم يسألها هذا المذيع هذا السؤال وهي التي أقرت بان للمؤتمر الوطني سلبيات كثيرة ، فلم يسألها هذا المذيع ،وأين شعر الشاعرة روضة الحاج من هذه السلبيات ، فعذرا روضة وعذرا أيها القراء فسأتولى دور هذا المذيع لأسالها مجموعة من الأسئلة .

كيف تستنكرين على الشعب السوداني أن يكرهك رغم شعرك الرصين، وقد ذكر البشير بأنه قد قتل وأراق الدم الدارفوري لأتفه الأسباب ، فكيف تتوقعين أن يحبك من أريق دمه لأتفه الأسباب ، وكيف لا يكرهك من فقد أباه وأمه ، واستقراره ، وأنت أيتها الشاعرة الرصينة والأديبة تتحدثين في جميع مناحي الحياة وتنثرين الدرر ، ولا تواسيه حتى بقصيدة ، تردع هذا القاتل المعترف بقتله ولأتفه الأسباب .

كيف تستنكرين على الشعب السوداني ، أن يحب شعرك ويكرهك لانتمائك للمؤتمر الوطني ، وهو الذي قد قسم البلاد ، ونتيجة لنيفاشا قد باع الجنوب ،وفرط في الأرض ، وضاعت ثروات وخيرات البلاد ، وفقدنا أخوة الأمس ، وأصبح السودان الواحد سودانين ، فأين شعرك من هذا الانفصال ، أم انك تري هذا من محاسن المؤتمر الوطني ، فهل واسيت إخوة ملوال بقصيدة تستنكرين فيها الانفصال وتدعين إلى الوحدة ؟

لا ادري أن كنت قد كتبت عن الجزيرة وخضرتها وأنت ابنة كسلا والمنحدرة من أصول كردفانية ممزوجة بالقبائل النيلية ، ولكن كيف يحبك ويتغنى بشعرك ولا يستنكر عليك انتماؤك للمؤتمر الوطني ، إنسان الجزيرة والتي لم يعرف غير الخضرة والجمال فيها ، ليأتي المؤتمر الوطني ليحيل ارض الجزيرة الخضراء إلى جفاف وصحراء لينهار اكبر مشروع في أفريقيا والعالم العربي ، وأنت يا ابنة المؤتمر الوطني لم تواسيه حتى بقصيدة ؟.

أنت من قرأت على ما يبدو قبل ثورة التعليم العالي فاستمتعت بكل خيرات وتراث الجامعة ولياليها الأدبية ، والسياسية ،واستمتعت بالاستقرار المادي بالجامعة من حيث السكن والإعاشة والمكتبات المكتنزة بالكتب ، والسماح بالنشاط السياسي داخل الجامعة من أركان نقاش وغيرها ، فكيف يؤيدك طالب اليوم ولا يستنكر عليك انتماؤك لهذا الجسم الغريب الذي حرمه من كل هذه الأشياء ، ولم تواسيه حتى بقصيدة ؟.

عندما كنا في آخر سنة في الجامعة وفي نهاية العام كانت البنوك السودانية تضع إعلاناتها وملصقاتها ، داخل النشاط وفي أروقة كلية الاقتصاد ،ومدرسة العلوم الإدارية ترحب بالخريج ليعمل لديها بمجرد حصوله على ( إفادة التخرج ) وحتى قبل استخراج الشهادة الجامعية ، فماذا تتوقعي من خريجي اليوم الذين تخرجوا منذ سنين عددا ، ولا يدرون متى يحصلون على وظيفة حيث اقتصرت الوظيفة على الواسطة والمحسوبية ، فهل واسيتي هؤلاء حتى ولو بقصيدة ؟

اين شعر الشاعرة روضة الحاج من الفساد المالي والإداري الذي تحدث عن القاصي والداني ، وتقارير المراجع العام السنوية توضحه وعلى الملا ، والرئيس البشير قد أنشا له مفوضية ( ابو قناية ) ، وما فساد مكتب الوالي الأخيرة ببعيد ، فكيف بنا لا نستنكر عليك انتمائك لهذا الجسم الفاسد ، وأنت لم تستنكريه على نفسك ولو بقصيدة او حتى بيت شعر ؟

أين شعر روضة الحاج من أطفال المايقوما ، وأعدادهم المتزايدة سنويا ، ونداءات الجميعابي المتكررة ، أين شعر روضة الحاج من أزمات الشعب السوداني اليومية المواصلات قفة الملاح الدواء الغذاء الكساء التعليم ، أين شعر روضة الحاج من بلد أصبح حضور رئيسها للمؤتمرات والاجتماعات الإقليمية مرهون بموافقة رئيس الدولة المستضيفة بحمايته وضمان عودته إلى السودان دون تسليمه للمحكمة الجنائية ؟ أين شعر روضة الحاج من مؤتمرها الوطني الذي دمر ناقل السودان الوطني ( سودانير ) بعد أن كان لهذا الناقل أسطولا ينقل الحجيج السوداني ومن ثم معظم الحجيج الأفريقي ويجوب ارض الله الواسعة شمالا ، وجنوبا وشرقا وغربا ، وأين أنت يا خنساء الجامعة من خط هيثرو ؟

إن المؤتمر الوطني قد شل جل مفاصل الحياة في السودان ، وقد عرفنا مثلا الفنان حسن خليفة العطبراوي بأغانيه الوطنية لأنه فنان ، ولا يمكن أن نقول الشاعرة روضة الحاج تستنكر وتشجب عبر برنامج أو أي منصة غير منصة الشعر ، ولو كان هذا المذيع الذي استضافك قد سالك هذا السؤال وأجبتي بأن لديك قصيدة في كل ما ذكر لكفيتيني هذه الأسئلة .

فتح الرحمن عبدالباقي

مكة المكرمة

19/07/2015م

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. يا استاذ انت عينك للفيل وتطعن في ضلو يعني الان مشكلتنا اختزلت في شعر هذه الشاعرة ارى في المقال امور شخصية

  2. جزاك الله خيرا الاخ فتح الرحمن وكل سنة وانت طيب،، والله (( جيهت الشيخة جنس جيه )) والله كتبت مقالا نادرا ما يكتب،،

    اخي أرجو الاستمرار في الكتابة فلك يراع بارع وتمتلك المعلومة، نامل ان نراك على الدوام،،

    اما عن شعر روضة الحاج فاني والله لا أطيقه ولا أطيق رؤيتها ، يا سبحان الله!!!!!

  3. يا استاذ انت عينك للفيل وتطعن في ضلو يعني الان مشكلتنا اختزلت في شعر هذه الشاعرة ارى في المقال امور شخصية

  4. هذه امراه ما عندها ادب متزوجه ومطلقه اربعه رجال هل الاربعه رجال بطالين وهى كويسه ام هى البطاله لكن نقول شنو هذه هى عادات اعضاء المؤتمر الوطنى

  5. من المستحيل هذه الانتهازية ان تكون مثل شاعر الشعب او مثل هاشم صديق او القدال فهولاء شرفاء

  6. أوافقك الرأي وكلامك كووولو صحيح والله كنت من الذين يحبون شِعرها لا شَعرها وهسع دي اللتنين ما بحبهم ولا هي ذاتا

  7. وريهو يا مجدي !!!
    ريحتني وفشيت غبينتي يا استاذ فتحي
    الشعب السوداني يعيب عليكي انتمائك للمؤتمر الوثني لانك نبت كيزاني تجمعه المصلحة الشخصية والحزبية الضيقة كاسواء حزب في تاريخ السياسة السودانية وطالما تم اقصاء فطاحلة الشعر امثال الراحل محجوب شريف وازهري محمد علي وهاشم صديق من الواجهة الاعلامية فلا دهشة في ظهور الشعر المنفعي ورواده امثال روضة الحاج ومحمود الجيلي

  8. هذا ما قال شاعر الشعب محجوب شريف لترى الفرق ومن يحترم حق الشعب.
    نحنا شعبنا مدرستنا
    يا هو أمنا ياهو يابا
    هو اللي بدّي شهادة الميلاد
    ويابا
    هو البفرق بين حكومة وبين عصابة
    —————-
    شعب عارف إنّو عمر الثورة
    ما عام ماهو عامين ما ثلاثة
    عندو عمر الثورة دائماً منجزاتا
    لما يدخل كل بيت
    كراس ولمبة
    ولما طعم الخبز يدخل
    حلة حلة وغابة غابة
    ———
    هؤلاء هم شعراء الشعب وأما غيرهم فمرتزقون كعلماء السلطان ولو كانوا في حجم ومقدرة المتنبي الذي لا يرى إلا السلطان وما يفعل، فتيا لهم ولهن.

  9. ذهبت لشراء ثياب العيد للحرم المصون من محل هندى و بعد الدفع رفعت رأسى لأرى صور معلقة و احداهم لعصام الترابي فحلفت لصاحب المحل ان لا تطأ رجلي محله مر اخرى ف سألني الهندى لماذا فقلت له انت كسار تلج فضحك من هبله و خرجت غاضبا

  10. كنا نستمتع بشعرها قبل ان نعرف أنها تنتمى الى أسوأ تنظيم فى العالم . سقطت روضة فأصبحت بؤرا ! فماعدنا نفكّر مجرد التفكير ان نقرأ أو نسمع لشعرها لأن الصدق عنوان الإنسان فهى ليست صادقة بتاتاً البتة وحسبها من سقوط . ومن يقل إنها مبدعة فهى مبدعة ولكن لنفسها (أنانيةً) وليس لشعبها ولن تكون يوما من العظماء. قالت: كيف يكرهونى ويحبون شعرى ؟؟؟ نقول لها سنكرهك ونكره شعرك

  11. ليس غريبا ولا مستغربا ان تكون روضة الحاج بدون مشاعر تجاه السودان لانه يتلونون حسب العداد هي حاليا شعرها موجه لمن يدفع أكثر كما يفعل الإنقاذ تمام إبناء الإنقاذ تربوا على ذلك مره مع القذافي ومره مع الليبيين ضد القذافي مره مع السوريين ومره مع الأخوان في قطر مره مع الشيعة في إيران مره مع السنيين في السعودية يقاتلون الحوثيين مره مع مرسي مره مع المصريين يتلونون مثل الحربوية

  12. روضة ليست شاعرة انها مجرد مقلدة لبعض الشعراء 000 الكيزان ليست لهم علاقة بالفن و الأدب الأصيل مهما حاولوا و حتى لو فتحت لهم خزائن الدولة 000

  13. روضه الحاج شاعره مجيده ولا تحتاج للاقلام الصفراء لتتكلم عنها ،،يكفيها فخرا انتاجها في الشعر ومقدرتها العاليه في كتابته وهي قامه سامقه قد شرفتنا داخليا وخارجيا،،اري ملامح حقد شخصي من الكاتب ،،بعدين تكون مؤتمر وطني تكون جن احمر دا شي بخصها هي وده الوضع السياسي اللهي بتراه مناسب بالنسبه ليها،،ماهو محجوب شريف لم جا في وقت من الاوقات قال اشق اعداي عرض وطول ومعروف انو محجوب شريف شاعر شيوعي ماف زول قال ليهو ياخي سيب دربك ده بل تلاقي انو الناس بتسمع ليهو بدون ماتقول رنا واللله بعثي مابسمع لمحجوب شريف،،
    اصلا اتن لاترقي لان تكتب اي شي عن هذه القامه يحفظها الله انها احدي كانداكات السودان

  14. ما خليت ليها جنبة تنوم فيها ، هي منتمية للكيزان معناته مغيبة فكريا وعقلها مغسول مغسول لافكار جماعة الاخوان المتاسلمين .

  15. الشاعر يكون ميليان بالمشاعر والاحاسيس النبيلة ويشوف العمل الببعملوا فيه الكيزان ديل وبعدين يكون مؤتمر وطني تبقى مصيبة الشاعر يجب ان يقف على الرصيف مع الغلابة والمسحوقين ولا ينتمي لاي حزب ويتكلم بسلطان التعابة الغلابة فقط

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..