اللهم إني بلغت اللهم فاشهد

أرجو أن يعذرني القراء لأنني متأكد أنهم ملوا كلامي عن الحوار والديمقراطية والسلام والوحدة? فأنا مثلكم مللت كثرة التصريحات والوعود الجوفاء مع تعقد الأوضاع السياسية والإقتصادية وتفاقمها? وساقية السياسة تعبئ وتصب في ذات النهج.
*أقول هذا بمناسبة الإجتهادات الممجوجة التي عادت تبشر بحزب السودانيين مدعية بأن هذه كانت الوصية الأخيرة للدكتور الترابي الذي بشر في خواتيم حياته السياسية بالنظام الخالف ومن ثم الجبهة القومية? وهي أطروحات تصب في ذات النظام الشمولي.
* تعرفون أننا من جيل تفتح وعيه السياسي على حركات التحرر الوطني وبزوغ تيارات القومية العربية والناصرية والإشتراكية التي كانت تبشرنا ب”مجتمع الكفاية والعدل” حتى أصبحنا من أنصار ما كنا نظنه” المستبد العادل” قبل أن نكتشف أنه لايمكن تحقيق العدالة الإقتصادية والإجتماعية دون تحقيق الحريات والديمقراطية السياسية وأنه لايمكن قيام ديمقراطية بغير أحزاب ديمقراطية.
*شهدنا كيف تساقطت الأنظمة الشمولية نتيجة لغياب الحريات والديمقراطية? ليس فقط لأنه ليس باخبز وحده يحيا الإنسان وإنما لأنه لايمكن أن تكتمل الحرية السياسية إلا بالحرية الإقتصادية وأن الحريات هي صمام الأمان لكل الأنظمة السياسية من الفساد والإستغلال والظلم والقهر.
*للأسف بعد كل هذه التجارب الداخلية والمحيطة بنا في المحيطين الإقليمي والدولي هناك من يراهنون على العودة لنظام الوعاء الجامع او الجبهة العريضة أو حزب السودان رغم علمهم بأنها مسميات مختلفة للأنظمة الشمولية التي فشلت في تحقيق حتي الشعارات التي رفعتها وبشرت بها من اقصى اليسار إلى أقصى اليمين.
*لذلك يزداد قلقنا ونحن نرقب الأصوات التي بدأت ترتفع منادية بالعودة إلى المربع الاول للإنقاذ الذي تجاوزه الواقع? وتسعى لوضع العراقيل أمام أية خطوة إصلاحية سواء في الداخل أم في علاقات السودان مع العالم? وعلى الأخص مع الاقربين.
*إن التمترس خلف النهج السياسي القديم والإعتماد على الذين حشدوا في قاعة الصداقة في انتظار مخرجاتهم التي لاتكاد تبين لن تخرج السودان من إختناقاته القائمة? وأن الحاجة أصبحت أكثر إلحاحاً للإسراع بجدية وصدق للإتفاق مع الاحزاب والكيانات المعارضة المؤثرة.
*كتبنا كثيراً عن عدم جدوى الحوار مع الحركات المسلحة وحدها? قبل إتفاق نيفاشا وبعده وقبل وثيقة الدوحة وبعدها .. لكن للأسف هناك من يصر على السير في ذات الطريق المسدود.
*ليس هذا فحسب بل أصبحنا نسمع تصريحات مربكة اكثر مثل تصريح رئيس وفد المفاوضات مع الحركات المسلحة مساعد رئيس الجمهورية المهندس ابراهيم محمود وهو يقول ” إتفاق نيفاشا إنتهى” وان اللقاء التشاوري سينظر في قضيتين الأولى وقف العدائيات والاخرى كيفية إلحاق الممانعين بمبادرة الحوار!!.
*عفواً أعزائي القراء اختم كلام اليوم كما بدأت لأننا مللنا هذه التصريحات المؤسفة كما مللنا المناورات السياسية الهادفة لإجهاض كل المساعي لإخراج السودان من دوامة الإختناقات السياسية والإقتصادية والامنية.
*الكل يدرك أنه لن تجدي محاولة إعادة العجلة السياسية إلى الوراء كما لن تفلح الحلول الجزئية والثنائية المكلفة بلا طائل .. اللهم إني بلغت أللهم فاشهد.

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..