رجل أحيا امة”

محمد حسن شوربجي
حقا فهذا الرجل قد أحيا أمة.
وظني ان التاريخ سيخلد اسمه وقد اخرج فقراء بلاده من مجاهل الفقر .
انه البروفيسور محمد يونس خريج جامعة كلورادو الأمريكية و هو مصرفي بنغلاديشي حاصل على جائزة نوبل للسلام عام 2006م ،
لقد كان لهذا الرجل حلم نبيل قلما نجد له مثيلا وسط اغنياء بلادي الذين اصبحوا اكثر ثراء من قارون الذى اقترن اسمه بفرعون مصر وقد خسف الله به الارض لبخله وكفره وحبه للمال.
فكان محمد يونس دائم التفكير بفقراء بلاده الذين كانت تقتلهم مجاعات ذلك البلد وقد رأى بأم عينه كيف كان يموت الناس جوعا في وقت كان الاقطاع يزداد غني والفلاحون يزدادون فقرا.
الى ان انشأ الرجل شركة خيرية يساهم الفلاحون فيها بالمجهود و الملّاك بالأراضي. و محمد يونس بالبذور و السماد .
وذلك بعد أن رأى الرجل امرأة فقيرة تصنع كرسيا من الخيزران تبيعه في آخر اليوم على الرغم من حصولها على نقود قليلة جدا (حوالي 15 قرشا فقط!).
و لا توجد جهات اقتصادية تقرض هذه المرأة الفقيرة.
هنا فكر الرجل فى انشاء بنك جرامين لاقراض الفقراء قروضا صغيرة وميسرة كي تساعدهم على تخظي ظروفهم الصعبة و لمساعدتهم على إنشاء مشاريعهم الصغيرة ,
وفي نفس الوقت فكر في إقراض بعض ماله الخاص إلى 42 امرأة في قرية جوبرا بالقرب من شيتاغونغ ، وكان إجمالي ما مجموعه 27 دولارًا أمريكيًا ، وتم سداده بربح قدره 0.02 دولار على كل قرض ،
وهذا ما أقنعه بأن القروض الصغرى كانت نموذج عمل قابل للتطبيق ،
و في عام 1976م وافقت الحكومة البنجلاديشية على دعم توسيع هذا المشروع ، وتقديم قرض لإنشاء بنك جاناتا ،
ونما النظام وأثبت نجاحه وفي عام 1983م تم تغيير اسم البنك إلى بنك جرامين (بنك القرية).
وكان نموذج هذا البنك مبسط للغاية حيث كان السكان المحليون يتجمعون معًا ويتقدمون للحصول على قروض منه.
و هنا نجح الرجل نجاحا باهرا في القضاء على الفقر.
ونجحت الفكرة..
و نجح هذا البنك الخيري العظيم .
وطبقت فكرته كذلك فى كثير من الدول ولكنا للاسف لا نجد لها مثيلا فى بلادنا وقد امتلأت بالفقراء.
لقد حصل هذا الرجل على جائزة نوبل عام 2006.
فما احوجنا اخوتى لمثل هذا الرجل العصامي الذي يجب أن يكون قدوة لمن شبعوا وأتكأ بعضهم على الوسائد يشكو من البشم لينادى غلاما أن هات لي هاضوما.
فلا يجب اخوتي ان يبقى اثرياء بلادى ينعمون بحياة ملؤها البزخ دون مساعدة الفقراء وقد درج بعضهم فى اهدار المال دون وازع ديني
كما يجب على علمائنا وخبرائنا ان يسخروا علومهم فى خدمة الفقراء.
أن أجمل ما قاله هذا الرجل للفقراء :
أن يظل الإنسان يعمل حتى آخر نفس وان يتخلي نهائيا عن كلمة «تقاعد»،
وحث الشباب على إقامة مشاريع صغيرة لخلق فرص عمل تغنيهم عناء البحث عن وظائف.
وقال أن الفقر ليس من صنع البشر، كما أنه ليس من خلق الله، وإنما هو نتيجة أخطاء في النظام الاجتماعي والمالي والتجاري.
أن السودان اخوتي يحتاح لبنك جرامين حقيقي ينتشل الفقراء.
فهل من اذن صاغية من أثرياء بلادي؟
انها استغاثة نرفعها بصوت عال عسى أن تلقى استجابة رغم قناعتنا بأن رأس المال السوداني جبان جدا.
…………………………