القدس العربي : انضمام طلاب جامعيين لتنظيم «الدولة» يثير جدلا كبيرا في السودان

الخرطوم ـ: صادر جهاز الأمن السوداني عدد الأمس من صحيفة «الجريدة» السودانية وذلك لنشرها عنوانا عريضا يشير لإنضمام ابنة الناطق الرسمي بوزارة الخارجية ـ ضمن آخرين ـ لتنظيم الدولة.
وعلى حسب خبر «الجريدة» المصادرة فقد اتهم الناطق الرسمي باسم الخارجية علي الصادق، جهات لم يُسمها بأنها وراء انضمام ابنته إلى التنظيم من ضمن 18 آخرين يدرسون بكلية العلوم الطبية المملوكة لوزير الصحة في ولاية الخرطوم الدكتور مأمون حميدة.
لكن الناطق باسم وزارة الخارجية نفى ذلك التصريح ،وقال صحافيون إن تصريحه لم يكن رسميا وإنما جاء في سياق «ونسة».
وللمرة الثانية تنتشر أخبار عن انضمام طلاب بجامعة العلوم الطبية لتنظيم داعش ومعظمهم من أصول سودانية ،لكنهم يحملون الجنسيات البريطانية والأمريكية والكندية والبعض منهم يحمل الجنسية السودانية.
الأسبوع الماضي شهد ثلاثة أحداث ذات صلة بعلاقة السودان بتنظيم الدولة أو التيارات الجهادية ،حيث اطلقت السلطات سراح المنسق العام لتيار الأمة الواحدة المحسوب على التيار السلفي د. محمد الجزولي الذي أعتقل قبل ثمانية أشهر بعد أن أعلن تأييده لدولة الخلافة الإسلامية في العراق والشام في إحدى خطبه.
و نعى التنظيم شابا سودانيا كنيته «أبو الفداء السوداني» وجاء ذلك على حساب أحد الأشخاص بشبكة تويتر، وأثار إعلان نشرته صحيفة السوداني لنعي أحد الشباب الذين ماتوا في قتال مع تنظيم النصرة في سوريا ،جدلا كثيفا.
ويتجه الطلاب من الخرطوم إلى تركيا ومنها يتسللون إلى مناطق تنظيم الدولة الإسلامية بسوريا و يعملون في المستشفيات بحكم دراستهم للطب في مستويات مختلفة.
لم يكن السودانيون يظهرون ولاءهم لهذا التنظيم لكن تطور الأمر في نهاية العام الماضي بعد أن أعلن د.محمد عبد الله الجزولي تأييده بشكل واضح «للدولة الإسلامية في العراق والشام» التي تختصر «بداعش» وبدأ يروّج للفكرة بمسجده. ورغم اطلاق سراح الجزولي بعد مبادرة من دعاة ورجال دين إسلاميين ،فإن الرجل أكد مشروعية تأييده لتنظيم الدولة الإسلامية ولم يتراجع حتى بعد تهديده من قبل السلطات بالعودة للسجن.
الشباب صغار السن هم الهدف الأساسي لهذا التنظيم،ولم يكن أبو الفداء السوداني هو الوحيد الذي نعته مواقع الجهاديين
ففي يوم الأربعاء 7 ايار/مايو2013م قُتل الشاب السوداني مازن محمد عبد اللطيف واحتسبته المواقع الإلكترونية الجهادية ومواقع التواصل الاجتماعي فيسبوك وتويتر شهيدا، واعتبر مازن المولود في منتصف عام 1995م، من أبرز الشهداء لصغر سنه وكان قائدا لسرية عسكرية.
وتواترت الأنباء التي تصدر عن التيار السلفي الجهادي عن مقتل الشاب السوداني مدثر جمال الدين وهو خريج كلية الهندسة في جامعة السودان، وأبو حمزة القناص، ومدثر تاج الدين الذي قتل في مالي.
و تلاحظ وجود تيار وسط شباب الجامعات يدعو للإنضمام لهذا التنظيم، ويقول أمير عادل وهو طالب في كلية الهندسة في جامعة السودان للعلوم والتكنلوجيا، إن الدعوة تتم عبر صفحات الفيسبوك أولا، مشيرا إلى أنه تلقى العديد من الدعوات بشكل مباشر أو عن طريق الفيسبوك. وأضاف أمير، الذي رفض بشدة قبول هذه الدعوات، أن بعض الشباب يستجيبون ويتم تجميعهم في مسجد مشهور في منطقة جبرة.
وقال الصادق المهدي رئيس حزب الأمة المعارض في حديث سابق «للقدس العربي» إن نظام الإنقاذ لا يختلف عن تنظيم «الدولة» فالنتيجة واحدة وهي تشويه الإسلام وربطه بالعنف. وأضاف أن هنالك العديد من الأمثلة التي تؤكد هذا الأمر، وقال: «المناخ العام يشجع على وجود هذه الحركات وهنالك من يتعاطف معهم ويمهد لهم بخطب الجمعة، كما أن الظروف التي يمر بها الشباب من إحباط ويأس تمثّل أكبر حاضن لهذه الجماعات، مع الوضع في الإعتبار أنّ هذه التنظيمات أصبحت تمثّل ثقافة عامة غير مرتبطة بالمكان والزمان».
ويرى الكاتب والمحلل السياسي عبدالله رزق، أنّ البيئة السياسية والفكرية والإجتماعية والاقتصادية في السودان تمثّل عوامل مواتية لظهور الحركات الإسلامية التي تنتهج العنف لتحقيق أهدافها.
ويقول إنّ هنالك العديد من الإرهاصات مثل التأييد العلني للجماعات المتشددة ومنها تنظيم»القاعدة» عبر التظاهرات المحمية بالغطاء السياسي وكذلك العنف الذي يتم تحت ستار ديني «على حد قوله».
مشيرا إلى أنّ طبيعة نظام الإنقاذ تساعد على وجود مثل هذه التيارات، وضرب العديد من الأمثلة، منها الحادثة التي تعرض لها رئيس تحرير صحيفة «التيار» عثمان ميرغني قبل عام والتي تبنّتها مجموعة سمت نفسها «جماعة حمزة» وهي تحمل نفس جينات «التنظيم» وأشار إلى «خلية الدندر» التي اشتبكت بالسلاح مع قوات الأمن وقبلها حادثة اغتيال الدبلوماسي الأمريكي قرانفيل والذي تبنّته جماعة متطرفة تحت غطاء ديني.
ويخلص عبد الله رزق إلى إمكانية وجود «التنظيم» في السودان ويقول: «من واقع ما هو جوهري، أي استخدام العنف بتبرير ديني، فإن «التنظيم» موجود في السودان، لكن الإختلاف الوحيد أنه في سوريا أو العراق يوجّه عنفه نحو السلطة في المقام الأول، أما في السودان فهو يتماهى مع السلطة السياسية التي تعتمد العنف وسيلة لها تحت غطاء الشعارات الدينية، وهو ما فعلته الحكومة السودانية بانقلابها واستيلائها على السلطة بالقوة في نهاية ثمانينيات القرن الماضي بحجة إقامة شرع الله، ولذلك فإن الفعل «الداعشي» موجود ويظهر متى ما دعت الحاجة إليه.

صلاح الدين مصطفى
القدس العربي

تعليق واحد

  1. هذا شيء طبيعي في هذا النظام . داعش جزء لا يتجزأ من تنظيم الاخوان ومن يفصل بينهم جاهل او متغابي ؟

  2. يصعب تصديق ما يجرى في السودان قبل كدا اربعه ارهابيين محكوم عليهم بالاعدام يتمكنوا من حفر خندق من اكبر سجن محصن في ويهربوا والان مجموعه كبيره من طلاب مامون حميده يهربون من خلال بوابة المطار دون علم الساطات والله دى قوة عين وضعف حكومه

  3. … اى بت شافت نفسها مشرووع بورة او امل الزواج منعدم تقوول اخير امشى احصل الملح كلها تكبييرة وتلقها نفسها تحت احضان احدى التوانسة او الخواجات جهاد النكاح اقلاو زنا تحت رايات التكبيير .. وبناتنا السودانيات ربما لهن مبارب اخرى من زواج النكاح ربما فرصة لهن بس المضحك ان معظم المنتميين الى هذا التنظيم معظمهم من كليات الطب والهندسة هل هذة مصادفة ؟؟ ومعرووف بان هذين الكليتين فى معظم مناطق الشرق الاوسط هى التى تفرخ الطلاب السلفيين والظلاميين لماذا ياترى احيانا اشكك فى حقيقة المنهاج العلمى بانة منهج حمارى فهو يعتمد على قوانين وقوالب ثابتة ربما لها له علاقة بالسلفية التى تعتمد على النقل ونقل قوانيين السلف بضبانتها ولا وجود للزمان والمكان فى مبادى السفلية فهى اتباع لقواعد الموتى وتقديس قائليها فهم يكثرون عن عن وعن و وعنعات ومغرمون بالعربية القديمة واتيضا التخصصات الطبية تطبيق قوانيين الموتى بضبانتها يعنى مافيش اى ابداع ودا السر البخليهم جو الاوائل لان الامر كه يعتمد على درجة الحفظ فقط ومعرووف اى شخص حفييظ شخص هو مشروووع ببغاء لذلك نجد انصار السنة يكثرون فى هذة التخصصات والكليات فهى تناسب عقولهم تماما …

    حيااااا على النكاح ..
    حيااااا على الجهاد ..
    تكبيييييييييير …..

  4. معروف انو اي بنت بتنضم لداعش معناها جائعة جنسيا وعاوزة تشبع رغباتها في مجتمع صار الشباب يعزفون عن الزواج بسبب الحالة الاقتصادية, فاسرع طريقة لهن الانضماما الي داعش لجهاد النكاح,وهو يعني رمي الفتاة بنفسها الي الرجال وغير معروف عددهم قد يصل الي بعض المرات يقولون بمضاجعتها ل20 رجلا فاكثر في اليوم ,هذا هو جهاد النكاح في اعينهم باسم الدين, وهو تشويه للاسلام لان هذا التنظيم صناعة غربية ظاهرة جدا او يهودية هدفه تنفير الناس من الاسلام واصحاب العقول الضعيفة يائيدون ذلك ويساعدون على هدم الاسلام لانها الديانة الثانية في العالم لذلك اصبحت خطرا على المسيحية, لذلك الغرب قام صناعة داعش او المخابرات العالمية بالاصح ليعكسوا للعالم ان الدين الاسلامي دين وحشية وقتل واغتصاب وهمجية شديدة,اذا نظرت الي قانون نيوتن يقول: لكل رد فعل , رد فعل مساو له في المقدار ومضاد له في الاتجاه يعني: تنفير المسلم او غير المسلم من الاسلام. ان داعش يستخدمون الاحاديث المشبوهة للرسول(ص) اي التي لم يقلها قط ومكتوب في المراجع انها قالها ليثبتو للعالم ان الدين الاسلامي دين ارهابي ونبيهم يدعو الي ذلك, لماذا داعش لاترجع الى القران؟اي قتل النفس التي حرم الله الا بالحق او الروح الانسانية التي يامر بها الله او الدين المعاملة والسماحة في الاسلام او العفو او او…. هل داعش يعبدون الرسول من دون الله باحاديث مغلوطة وغير صحيحة؟ ام هي مثل ماقلنا صناعة غربية هدفها تنفير العالم من الاسلام؟ افعالهم ليست بها ذرة من الاسلام في شي فيجب ان نحمي اولادنا وبناتنا من اتباع هذه الافكار المتطرفة والافكار السلفية التي دخلت الي مجتمعنا الكريم وتحاول تدميره.

  5. بسم اللة والصلاة والسلام على الحبيب المصطفى .
    اعجبتنى التعليقات باختلافها لانها تدل على اننا شعب واعى ومثقف وما بنتغش
    لكن المطلوب مننا كتير ودى مسؤولية سنسأل منها يوم القيامة. تعالو نبدا من بيوتنا ومن الحى والفريق والقرية والمدرسة والجامعه نتكلم عن دينا وعن رسولنا .عن سماحة الدين والعيش فى سلام ورفض التطرف .خلونا نبدا

  6. ابو جلمبو الم تسمع بجهاد النكاح عند داعش بنات من جميع الجنسيات —
    ولا حول ولا قوة الا بالله

  7. الفكر الداعشى ظهر فى السودان مع ظهور الاخوان والوهابية . ولكن بمسميات مختلفة والفكرة واحدة . اول من قام بمهاجمة المساجد فى الدول العربية هم اصحاب هذا الفكر الضال ويؤكد ذلك الحوادث التى مرت بالسودان منها : مسجد الجرافة والثورة ؛اغتيال قرانفيل ؛ خلية الدندر و حادثة السلمة التى كان من ضمن الخلية ابن عبد الحى يوسف ومحمد مكاوى المتهم الاول بقتل الامريكى قرانفيل .
    ترعرعت هذه الافكار الهدامة فى ظل هذا النظام الذى فتح البلاد على مصراعيهالكل من هب ودب باسم الاسلام واول لبنه وضعها النظام باقامة المؤتمر العالمى الاسلامى الذى دعا اليه كل شيوخ الضلال والفتنه من مختلف الدول. كذلك تجييش الشباب تحت اسماء نظاميه مختلفة مثل الدفاع الشعبى ؛ الشرطة الشعبية ؛ الدبابيين وتصوير حرب الجنوب بأنها جهاد ضد الكفار – اعراس الشهداء- وغيرها من المدخلات والسموم التى تفشت فى السودان وادت الى تقطيع الاواصر والنسيج الاجتماعىومازال الشعب السودانى يدفع تلك الفواتير تحت مسمى رعاية الدولة للارهاب.وانى ارى القادم سوف يكون اسوأ.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..