مقالات وآراء

الثالث من كانون الأول

اسماعيل إبراهيم على أحمد

في ليلة شتاء قارص تنذر دقائق الساعة إلى الثانية منتصف الليل يجافي مقلتي النوم اغطي جسدي المهتري بقميص من قطن شيدروت ذاك القميص القطني البالي الذي انهكه البرد علي مر خمسون عاماً ونيف وهو يعمل بجهد في فصل الشتاء ليحفظ ماتبقى من ذاك الانسان عسى ولعل يلقى خالقه ببعض شكله الرث البالي أشعلت مصباح مصنوع من بعض المواد المحلية المتواضعة ليساعدني في تحسس اشيائي فالبصر أصبح يرى الأشياء كما السراب اتجهت صوب دولاب قديم مصنوع من الزان كنت قد اشتريته من صديقي في جنوب السودان لويس جوزيف فهو بارع في عمل النجاره، تناولت غليوني نثرت في جوفه بعض التبغ صنع خصيصاً للاجواء البارده ابتاعه ببنس واحد ثم اتجهت صوب نافذتي كان ضوء القمر يتسلل من ثقب بها إلى حجرتي ثم اتكات عليها واشتعلت الغليون وانا ادخن واحاول أن يتسلل الدخان لاحشائي عسى ولعل الدخان يقيني ذاك البرد الذي ينهش في جسدي كما الازميل وانا في تلك الحالة ينعكس في مراءتي ذاك الشيب الذي يغطي راسي أدركت حينها انها النهايات حتماً لكن في اعتقادي دائما تشيخ الأجساد وتظل الأرواح كما هي، أصبحت كما القديس في محرابه لايغادره الا للضروره القصوى بينما الليل يكتسي حلته بالظلمه تسلل إلى مسامعي صوت خافض حاولت أن أميز ذاك الصوت هل هذا مارمس ادلين يتلو بعض الإنجيل فهو رجل متدين من الأرثوذكس ويترنم ام هذا صوت حفيدته زيوس فهي في مجموعة الشباب المسيحي للترانيم قد تكون هي محاولة حفظ بعض الترانيم فصباح الأحد كان يصادف أعياد الميلاد المجيد فتكتسي لودليف باشجار الميلاد وتتعالي أصوات الترانيم في أرجاء البلده ، لكن أصبحت لا أستطيع تميز الأصوات بصوره جيده عاودني الصوت مرات عده دون جدوى فما ضاع ضاع وما انكسر لن ينجبر.
اتاكت على حواف فراشي عسى ولعل أنال بضع ساعات من النوم فمقلتي أصبحت مسوده شحابه من السهر فالشوارع أصبح يدب فيها صوت الماره فالشباب عائدون من الحانات تتعالى أصواتهم بالضحك والثرثره فهم يعيشون أجمل لحظات عمرهم يقضون الليل بعتمته في الحانات يتلذذون بشرب النبيذ ويتجاذبون الكلام المعسول مع قريناتهم فالحياه أمامهم كتاب 📖 يتصفحون صفحاته بمتعه وشغف متى ما شاءو،  لم يجربو صفعات الدنيا الغادره ولم تكوي الايام مهجهم ولم ينكسر لهم خاطر ولم توصد الدنيا لهم باب.
لم يخالج النوم مهجتي اتجهت صوب مطبخي المتواضع لاعد كأس من القهوة الايطالية فهي مؤنسي في صباحات البرد فالمقاهي تفتح في السابعة صباحاً نسبه البرد الذي يقضي على كل هذيل فحتى الموظفين لايكادون أن يرتادو أماكن عملهم لولا الخوف من المسائلة القانونية التي قد يتعرضون لها فعمده لودليف السيد كوستاس لامورتا رجل صارم ولا يجامل ابدا في العمل العام فلذا البلده بجميع موظفيها تعمل الف حساب لشخصه.
انها الخامسة فجراً بتاريخ الثالث من كانون يصدح جرس المنبه مرتجفا يكاد يلاطم الأرض فا اذعر واجد فراشي قد بلله العرق يا للكابوس المزعج.

[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..