للذين ذاقوا مرارة الاعتقال

بسم الله الرحمن الرحيم
للذين ذاقوا مرارة الاعتقال وصمدوا
لاشك ان تجربة الاعتقال والسجن التعسفي هي تجربة قاسية بكل المعاني ولم يسلم من تلكم التجربة حتى الانبياء والرسل وكاتب هذه السطور ذاق هذه التجربة ورغم انها لم تكن بقساوة زملاء واصدقاء واشخاص لم نلتقي بهم الا انها تجربة تستحق ان نقف ونستعرض التجارب الصعبة التي مر بها اناس كثر اخرون غيري وامل ان يكون طرح هذا الموضوع بداية لتحليل فقهاء الامور النفسية والانسانية على صفحات الشبكة الالكترونية .
هنالك اناس لم يروا السجن وابوابه الا حين فوجئوا بطارق ليل ينقر باب منزلهم كأنما يريد ان يستله فيقعوا في رهبة مشوشة ولا يدرون من بالباب … اهو لص يتلصص ام هو طارق يريد شرا … … تنزعج الاسرة وتتقاطر البسملة ويردد النساء اية الكرسي بينما الاباء يتحصبنون (حسبنا الله ونعم الوكيل ) ويقع الباب صريعا ويدخل ساري الليل بأحذية تطقطق …:-
وين فلان
نعم
يللا
ويؤخذ فلان وتتطاير الامتعة والهلع يحيط بكل مستيقظ.
اخرون لهم حقيبة جاهزة ما ان تنهال الطرقات على الباب حتى يحتضنون حقيبتهم ويودعون اهليهم احيانا بنظرة او قبلة عابرة ثم يسعون نحو الكومر او الهنتر او العربات اللاند كروزر ثم تنهب العربة الارض وهم يتنسمون اخر انفاس الهواء العليل .
اخر في مكاتبهم تأمر عليهم شخص منهم طمعا في الكرسي يؤخذون عنوة وما من احد من ذويهم يدري ااحياء هم ام اموات وتتناثر اسرتهم ما بين مستشفيات البلد ومشارحها ونقاط شرطتها بحثا عنهم… ولا خبر ولا اثر.
واما من اختطف من الشارع وهو لايعرف من هولاء ولا من اين اتوا فقد يتوقف قلبه فزعا وقد يفعلها في نفسه لا اراديا من هول الصدمة وقد يصمت صمتا مستمرا حتى بعد ان يخلى سبيله .
ووسط هولاء واولئك نساء ورجال ينضحون فراسة لايهابون تلكم الخطوب ولا ينحنون للعواصف …. رأسهم مرفوع وقامتهم شامخة يدرون الى اين يساقون فلايأبهون اينما ساقوهم .
ولكن وفي داخل مكان الاعتقال هنالك مشاعر اخرى …. مشاعر انسانية اولها ماذا تأكل الاسرة في غياب المقبوض … وتلكم حبلى وبعلها في السجن واخر يهم لمصاريف الابن الجالس للامتحان واخر يهم لدواء يحتاجه والده وهو غائب ومعتقل عجوز لايجد دواء لنفسه ومشاكل ومشاكل لا حصر لها والجلاد يدري ويضغط ليستغل والنفوس كبيرة تتصبر :-
واذا كانت النفوس كبارا تعبت في مرادها الاجسام
واخرون بدأوا ينهاروا…. والانهيار هنا اما جسدي واما معنوي وتتشابك الامور …ينهار الجسد ولا تنهار الارادة … تنهار القوة البدنية والقلب صامد …. تنهارالارادة ويضعف المقبوض …. والكل يشجع بعضه البعض واخرون كأنما هم في ديارهم يضحكون ويرفعون من معنويات غيرهم ويصبرون الناس وهم اكثرهم معاناة يقطعونها في دواخلهم ليصبروا الاخرين.
هنا ايها الاخوة … الرجل القوي الصابر …. لايلوم الذي انهار ووقع في مصيدة العدو متعاونا معه …لآن ارادة الناس تختلف … قد لا يلومه ولكنه يشفق عليه من ضعفه وكم من رجال كانوا صناديدا انهاروا ومتعوا العدو بما هو سري …. كانوا يخونون ويأسون على انفسهم …كانوا يقدمون انفسهم على مائدة الخيانة ولكنهم يحتقرونها …. وكان زملائهم هم الضحايا … ويتحمل زملائهم الالم ولكنهم كانوا يحتقرون ضعف الخائن وقواه التي خارت … وقد لا تدري الناس اهو خانهم ام انه ضعف كمثل عمار بن ياسر عندما قتلوا امه وابيه … ام انه اراد ان يصون شرف زوجته او امه او اخته فأستجاب لهم .
وتمر الايام صعبة قاسية علي الصابرين المتمسكين بمواقفهم فالليل هو اقسى الاوقات فعندما تزف الساعة السادسة مساء تكون حقيقة المعاناة قد بدت فان كان جلادك قاسيا فانت لا محالة ستقضي ليلك بين ضربات السياط واشياء اخرى لها اسماء موجودة في قاموس سجن المفتري … اما ان كان جلادك رحيما فليل الزنزانة يكون كالف سنة مما تعدون فالثانية الواحدة تزحف كأنما تجر خلفها قطارا والبرد القارس والرطوبة القاتلة يمرحان في بدنك يتبادلان تأليمك …. وذكرى الحبيب والقريب تأكلك جوى وشوقا …. والغضب يرفع ضغط دمك الى اعالي الزنزانة ….. وتسرح بفكرك الى حيث لا امنيات تسر … وتتقلب يمنة ويسرى على فراش من بلاط ينقع بردا ورطوبة تنقط ماء وتسرح بفكرك …وتسرح …. وتسرح عل الصبح ياتي بما مضى او لامر فيه تجديد فتجد انك قد سرحت فقط دقيقة او دقيقتين … فلا الصبح اتى ولا الليل مضى.
هذا اخوتي حال اناس يعيشون في الالم وبالالم يموت شهيدا فيهم من يموت بمحبسه ويبقى فيهم من صبر على الصبر نفسه ففاز بقراره ومنهم من خارت ارادته فترك المبادئ وفضل الركن . ومنهم من خارت ارادته فباع المبادئ.
التحية كل التحية للقابضين على الجمر وما وهنوا ولا استكانوا فالمبادئ ستبقى واما الزبد فيذهب جفاء والحق ابلج والباطل لجلج
هاشم ابورنات
[email][email protected][/email]
هاشم ابو رنات مدير مكتب عمر محمد الطيب ريئس جهاز امن الدولة الدموي في عهد السفاح نميري!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
لا زلتم تظنون ان لنا ذاكرة خربة…
ستطالكم عدالة السماء ان عجزت ارادة البشر
والله شغلانيه الامن دي تم افراغها من هدفها السامي وهو تحقيق الامن والطمأنينه للمواطن
اطعمهم من جوع وآمنهم من خوف
الي شغلانيه تجسس وخسه ونداله من زمن جهاز امن الدوله بتاع نميري اياه
ارجوا من الكاتب ان يوضح الجانب الاخر من الرواية فئ شيئين 1/هل بعد انتهاء دوام فرد الامن
يمارس حياته كاي بشر وهل يغمض له جفن (اشك في ذلك) السؤال الثاني هل صحيح ان الانتقام الالهي
يكون في الدنيا قبل الاخرة وتحضرني لواء الا منو الذي فجع في ابنه الوحيد وهو في عنفوان الشباب
او المرحوم عميد امن ا/ا ثلاث من بناته يمتهن اقدم مهنه في التاريخ
الامن ضروري لحياة الشعوب ولكن انا ابتهل الي الله ان الا يكون اي من زريتي الي يوم يبعثون يقتاتون من هذه المهنة
بالرغم من مخصصاتهم الفلكية وظهور النعمة عليهم لكن تحس ان هناك شيئا ينقصهم وسؤال
للكاتب هل اذا رجع بك الزمان سوف تختار نفس المهنة؟ اشك في ذلك
اللهم فك اسرانا ف مشارق الارض ومغاربها…والرسول ص يقول مامن احد يلي امرا من امور امتي فيشق عليهم فاشقق عليه.او كما قال الرسول ص…