المثقفون والسلطة

صدي
٭ لما توفي الخليفة العباسي المكتفي بالله، اعتزم الوزير أن يبايع عبد الله بن المعتز.. فاختلى بالوزير بعض الكتاب وقالوا له انه يخطئ خطأ كبيراً بهذه المبايعة.. فلا حاجة لك أن تجلس على كرسي الخلافة من يعرف الميزان والأسعار ويفهم الأمور ويعرف دارك وبستانك وضيعتك.. الرأي ان تجلس صبياً صغيراً فيكون اسم الخلافة له ومعناها لك.. فتراجع الوزير في مبايعة عبد الله بن المعتز وقد خاف على منصبه.
٭ هذه قضية ظلت مثارة منذ قرون طويلة عن مشكلات الحكم والعلاقة بين السلطة والمثقفين.. وجاء في بعض الكتب أن معاوية مؤسس الدولة الأموية قال له بعض الكتاب ولنقل بعض المتعلمين إن الحاكم لا بد أن يتبحر في العلوم ويكشف غوامضها ويغرق في طلبها، حتى يستطيع أن يتصور المسائل المعقدة وما يترتب عليها من مشكلات.. فلم يقبل معاوية هذا الرأي، وقال ما أقبح بالملك أن يبالغ في تحصيل العلوم.. وليس معنى هذا أنه كان لا يهتم بالعلم ولكنه كان يؤمن بالتخصص.. فالعالم يتخصص في علمه والحاكم يتخصص في فن الحكم واستعمال السلطة.. وحدد معاوية لنفسه مدى حاجة الحاكم إلى العلم بأن يكون الحاكم قادراً على التفاوض في أية قضية تمس شؤون الحكم.. أي مصالح الناس.. بحيث يستطيع أن يدفع أو يحرك القضية في الاتجاه السليم، ولكنه ليس مطلوباً من الحاكم التدقيق أو المعرفة التفصيلية بكل عناصر القضية.
٭ وقد نجح معاوية في إقامة دولة إسلامية عربية امتد سلطانها على البحر الأبيض المتوسط من الشام شرقاً إلى الأندلس والمحيط الاطلنطي غرباً.. وعرف التاريخ معاوية بوصفه سياسياً صاحب رؤية معينة في أمر إدارة السلطة.. وكانت «شعرة معاوية» التي لا تنقطع بينه وبين مؤيديه أو خصومه شيئاً فذا ونادراً في أسلوب الحكم فرض نفسه على عالم السياسة إلى يومنا هذا، وسوف يستمر في فرض نفسه طالما هناك مجتمعات ودول وحكام وسياسات مهما اختلفت المسميات وكيفما دار الزمان.
٭ ولكن إذا كان ليس مطلوباً من الحاكم التخصص في العلوم والتعمق فيها.. فهو بالضرورة سيحتاج الى التشاور والى الاستماع الى رأي المختصين من العلماء والحكماء في القضايا التي ينظر فيها.. وهذا يثير مشكلة أخرى تحدث عنها كتاب كثيرون ممن عاشوا أيام الخلافة العباسية، وتناولوا بالوصف والتحليل الأزمات السياسية التي تعرض لها الحكم، وكانت المشكلة التي نبهوا لها هي أنه جرت العادة عند بعض الوزراء أو أهل الرأي والعلم أن يخفوا عن الحاكم المعلومات الضرورية حتى لا يحاسبهم وينغص عليهم حياتهم.
٭ طوفت بهذه المعلومات على ضوء الواقع الذي نعيش، وتساءلت في حضرة مسألة الوزير إشراقة وما يدور في وزارتها.. وكيف تسير الأمور بعد أن هدأت العاصفة التي ذكرتني بكثير من المشكلات التي تظهر على السطح ولكن سرعان ما تختفي كما «اللبن» على النار يفور ويهدأ في ثوانٍ.. ألم تروا ذلك؟!
هذا مع تحياتي وشكري.
الصحافة
مافهمت أنا أصلي مابفهم
الاستاذه الكريمة محنة السودان محنة نخب وبالذات في الشموليات هي التي اتت بالفساد حتي وصلنا الي درجة ان السودان يضيع وليس له وجيع ولعلمك كنت اول من كتبت لوالدي عام 1972بالسعودية الايعود من الانتداب لان السودان سيدخل ازمة اقتصادية وكنت بالجامعة ولم يصدق الوالد وعاد واضطر للمعاشي الاختياري ورجع عام 1980وهو يضرب كف بكف قائلا (ياابني من اين لك بهذا التبوا) فقلت له ( الامر لا يحتاج الي ذكاء او كياسة مايو الظافرة اممت النشاط الاقتصادي وصادرت الشركات اكبيرة التي تاتي بالعملة الصعبة وفتحت الصرف في ادلجة الاجيال كتائب مايو وزارة الشباب والمهرجانات ثم الاتحاد الاشتراكي والصرف كما المؤتمر الوطني الا قليلا فمن اين ياتي المال )!!!