أخلاق السياسة ..تحت أحذية المصالح ..!

ماذا يهم كبار العالم وهم يتشاورون والأيادي عند الذقون وعلى أقل من مهلهم حينما يفكروا في كيفية إنقاذ من يعتبرونهم دون الفئران وكثر الله خيرهم إذا حسبونا أعلى درجة من الصراصير.. !
وماذا يعنيهم إن كانت شعوب عالمنا الأخير تموت شهيدة في ظل شريعة البشيرالمدغمسة أو بكيماوي الأسد أو بطائرات الدرون الأمريكية في اليمن أو بقصف قوات الناتو الخطأ في أفغانستان ، أو بجهالة شباب الصومال !
هل عشرون سنة من تساقط من يعتبرونهم جراداً في دارفور هي محسوبة فعلاً من زمن إنسانيتهم المزعومة ، أولئك الساسة الذين يضعون أخلاقياتهم تحت أحذية تقاسم المصالح ومناطق النفوذ في جغرافيا العالم ، ومداد أقلامهم عندما يوقعوا سندات الإتفاق هو بقايا الدماء التي تنزفها عروق من هم دون مستوى البشر !
ماذا يضيرهم إذا ما إنتظروا ثلاثين سنة أخرى حتى يسلمهم الأسد سوريا خالية من أسلحة الدمار الشامل وخالية من كل إعمار والأهم أن تكون خالية من أى كائن حي يمكن أن يقلق راحة الإنسان الإسرائيلي الذي يجثم على رؤوس السوريين وهو يلعب برجليه من فوق هضبة الجولان !
هل من الضروري إيقاف إقتتال المصرين في سيناء أو حتى في شوارع القاهرة ، طالما ان المقتول أخ مسلم والقاتل مسلم !
لماذا لا يسّلم الأمريكان والغرب صنيعتهم نورالمالكي دفة الأمور في العراق ويعمل بجهاز التحكم من طهران ، أليس ذلك سيصب في مصلحة الملالي الصفويين ليلفوا عمائمهم السوداء في رقاب أهل السنة في لبنان وسوريا والحارس الأمين حسن نصر الله يقيم دولة تفوق سلطة ميشيل سليمان الذي يرأس بلداً ليس فيه حكومة منذ ما يقارب عام كامل !
وحينما يكتمل الحزام الأسود حول خاصرة المنطقة حتماً سترتجف السعودية ودول الخليج فتطلب النجدة في شكل صفقات مهولة من السلاح والسداد نقداً غير مؤجل !
وماذا يهمهم حينما يذهب القذافي كونه كان ديكتاتوراً ليخلفه حكم سلاح العصابات التي جعلت حنين البعض الى عهد ملك ملوك أفريقيا بائناً !
أين موقعنا من الإعراب نحن أهل العالم المتخلف في عالم بات يحكمه التجاذب والإستقطاب بين رئيس أمريكي قلنا سيكون موسى فأكتشفنا أنه فرعون مدجن وحاكم روسي ، السياسة في نظره لعبة استخباراتية لا تعير الجوانب الإنسانية بالاً ولو مات كل السورين كالنمل ببراميل الجمكسين الملتهب التي يتفضل جيش الأسد بتوزيعها عليهم بالتساوي من قبيل المساواة في الظلم هي عين العدالة !
أما حكام أروبا المشغولين بترتيق ثوبهم الإقتصادي فإنهم يسيرون خلف الزعيمين كسير البغلة وراء الخيل ..ولهم الشكر أجزله إذ سبلوا عشرات الألاف من أهل الشام بعبارة عفا الله عما سلف حينما وصلوا الى حل هو الإكتفاء بمراقبة كيماوي الأسد حتى لا يتسرب و يثير عطس الإنسان المسالم المحتل لأكثر من موقع في قلب الأمة .. فهل هناك في نظرهم إنسان في منطقتنا يستحق الحياة غير شعب الله المختار ؟
لا أظن !
محمد عبد الله برقاوي..
[email][email protected][/email]