أخبار السودان

البروفيسور جين شارب : إسقاط ديكتاتوريًات القرن..و نظريًة حرب اللاعنف

مصطفى عمر

نحمد الله الذي لا يحمد على مكروه سواه.. أن قدًر بأن يحكمنا أحطً و أشرً من يمشون على الأرض، يعيثون في أرضنا فساداً..و يحيلون وطننا خراباً بفعل سريرتهم النتنة و أياديهم القذرة ، قضت إرادة الله سبحانه و تعالى أن يتبدل حال وطننا و أهلنا إلى ما آل إليه….، علمنا ديننا بأنً الٍرضى بالقضاء و القدر من أعلى منازل الايمان ، و الأخذ بالأسباب إن أردنا ما هو أفضل.. و إن أردنا أن يغير الله حالنا علينا أن نغير ما بأنفسنا، أي طريقة تعاطينا مع الواقع المقدر حتًى يتنزًل لطفه علينا و يجيب دعوات المضطرين منًا..اللهم أهلك الظالمين و دمرهم و أجعل كيدهم في نحورهم وولٍ أمرنا خيارنا .. اللهم الطف بنا في ما جرت به المقادير..

قضىت إرادة الله أن نفشل في اقتلاع هذا النظام ? لحكمةٍ يعلمها من بيده ملكوت كل شئ..و من أقسم بعزًته و جلالته أن لا يظلمنً عبداً لعبدٍ.. لحكمة يعلمها اللًه حكمت الأقدار بأن يمسًنا الضر 26 عاماً هلك فيها الزرع و جفً الضرع و انتهكت حرمات الله و أضطربت المقاييس ..و أن يفلت المجرم عمر البشير و من دونه من قبضة العدالة الدوليًة، …فعسى أن نكره شيئاً و هو خيرُ لنا..، فما اقترفه أعداء الله و الانسانيًة من جرائم بحقنا لن يستوفي أقلاًه و إن قطًعوا إرباً … فالذين خدموا الشًر من الربًاطه و اللصوص و المرتشين الأوغاد و الفاسدين المفسدين.. إلى الله إيابهم و عليه حسابهم في الآخرة ..و لنا القصاص منهم بقدر ما تسببوا فيه من جرمٍ بحقنا فرادى…، نحن شعبٌ مطالب برد كرامته حتًى يرتقي لمستوى حياة البشر ثانيةً… هذا لن يتم ما لم نقاوم جميعنا حتى استعادة وطننا المغتصب بواسطة أقليًة الأشرار و حثالة مجتمعاتنا.

هدفنا واضح و معروف ، لن نبلغه ما لم نعنيه تماماً ونعمل عليه و نوفيه استحقاقاته و نعرف الطريق إليه ، و نحدد الوسائل التي تمكننا منه..، استوعبنا و علمنا بأنً الأشرار أوًل ما استهدفوا فينا إرادتنا من خلال التجهيل و مسخ المناهج الدراسيًة و تشريد الكفاءات فكان جيلاً كاملاً من أنصاف المتعلمين والمأزومين و أشباههم و مدمني المخدرات يمثل أكبر شرائح مجتمعنا … لم تعد الظروف الموضوعيًة كما كانت في أبريل المجيدة .. إن أردنا الانتصار على الشًر و التغيير علينا واجبات لابد و أن نقوم بها أوًلاً.. رفع قدرات و كفاءة الشباب الذين يمكنهم أن يشكلوا قوة على الأرض مؤثرة في محيطها تستطيع أن تستقوي على التحديات الاجتماعيًة في مجتمعنا من أولى واجباتنا…شباب واعٍ لدوره و رسالته في مجتمعه.. يشكلون عماد الثورة..اقتلاع الأنظمة الديكتاتوريًة لم يكن كما كان في السابق ..إذاً ماذا نفعل حتًى يسقط النظام، و كيف يكون ذلك؟..و متى ..و من يقوم به؟ الاجابة على هذه الأسئلة تحدث عنها كثيراً البروفيسور جين شارب و ألًف فيها أكثر من خمسين كتاباً و دراسة علميًة..سنتناولها هنا ، رغم كثرتها إلاً أنًها ما نحتاجه ..

(1) الفرق بين المقاومة و الاحتجاج…محاولات شرارة و قرفنا..و فشل هبًة سبتمبر..
أحدث محاولاتنا في سبتمبر 2013 فشلت ، لكنها أثبتت بالدليل العملي استحالة الانتصار على الشًر دون امتلاك الآليًات و الارادة و العزيمة..” التعريف الصحيح لأحداث سبتمبر أنًها كانت احتجاجات و ليست مقاومة لذلك لم تكن تمتلك مقومات البقاء.”، أما الاحتجاج فهو مخاطبة السلطة على أساس أنًها معترف بها و بقوانينها بإعادة النظر في الجائر منها و ان لم تمتثل يتراجع المحتجون و يعود كل منهم لممارسة حياته العاديًة ، و أمًا المقاومة فهى عدم الاعتراف بشرعيًة السلطة الفاسدة..و التعامل مع قوانينها و أفعالها على أنًها باطلة… المقاومة تعني أخذ زمام المبادرة و الفعل .. و الرفض و عدم الاعتراف لا بالسلطة الظالمة و لا بقوانينها…الاحتجاجات لن تنجح في هزيمة الانظمة الديكتاتوريًة التي تعيش على الدماء كما هو الحال عندنا..أمًا المقاومة فلديها متطلبات يجب أن تتوفر..أهمها القيادة المنظمة المدربة التي تعرف ما تقوم به..و شئ آخر، المقاومة لا تعرف السريًة أبداً و هى عمل معلن.. يمكن أن يكون الاحتجاج من ضمن تكتيكاتها شريطة وجود تكتيكات أخرى و استراتيجيًة متكاملة مبنيًة على فهم قواعد اللعبة.. أحد قواعد المقاومة هو العلنيًة أي أنًها لا يمكن أن تحدث في الخفاء.. فالاعتصام المدني مثلاً لا يمكن أن يكون سريًاً..و الاضراب كذلك و كل وسائل المقاومة السلميًة.

(2) التنظيمات و المجموعات الاحتجاجيًة الشبابيًة ..اسباب الفشل و الحلقات المفقودة….
جميع الثورات التي حدثت في القرن الحالي..و في أي مكان في العالم ، لم يكن ليكتب لها النجاح لو لم تكن هنالك قيادات مدربة تعرف ما تقوم به.. هذه المسألة جوهريًة و يجب أن نركز عليها إن فعلاً أردنا هزيمة الشر و جعل الوطن يسع الجميع فهى شرط رئيسي..فبرغم النجاح في أكتوبر و ابريل فشلت سبتمبر و أوضحنا أسباب الفشل جميعها و استعراضنا أعلاه السبب الثاني و سنستعرض السبب الثالث أيضاً..، بالضرورة الانتقال من الاحتجاج للمقاومة لا يمكن أن ينجح دون معرفة متطلباته و استيفاؤها… نجحت ثورات صربيا و جورجيا و تونس و مصر و فشلت سبتمبر لأنًها ليست كما في الدول الأخرى التي كانت مخططاً لها و لديها قيادات على الأرض..مدربة و تعرف ماذا تفعل…أمًا عندنا فكانت العديد من المجموعات الشبابيًة مثل “شرارة” و “قرفنا” و “التغيير الآن” و “أبينا” و غيرها غير فاعلة..و كل محاولاتها باءت بالفشل لأنها مجرد مجموعات احتجاجيًة منفرط عقدها و انتهى بها الأمرإلى بيئة خصبة للغواصات مما جعلها عديمة الفعاليًة تماماً.. ، و مع علمي التام بأنً من أسسوها يريدون التغيير، إلاً أنًهم لم يقرؤوا الواقع جيداً و لم يضعوا استراتيجية محددة للتغيير لديها خططها و تكتيكاتها و معايير التقييم للأداء..، الآن لم يتبقى من هذه المجموعات سوى صفحاتها على الفيسبوك موجودة (مسمار جحا) مثلما النظام موجوداً…

(3) التنظيمات الشًبابيًة الاحتجاجيًة….عدم المعرفة بالابجديًات و النتائج العكسيًة..
ثاني أسباب هذا الفشل يرجع لأن هذه المجموعات كلها احتجاجيًة و ليست مجموعات مقاومة بالتالي لم تكن لديها المقدرة على التحليل و قراءة الواقع بطريقة صحيحة.. و عدم وجود خطًة محدًدة بل كانت العديد من محاولاتها تقليداً أعمى لا ينسجم مع الواقع الذي يقول بأنً القيادات الشبابية غير مؤهًلة لقيادة الشارع بسبب عدم المعرفة للابجديًات … على سبيل المثال أذكر جيداً دعوة “شرارة” للخروج في مارس العام 2011، و محاولة القائمين على أمرها التقليدالأعمى لما جرى في احتجاجات المصريين ضد نظام مبارك و استخدام خرائط قوقل لتحديد أماكن تجمعات و الاعتماد كلياً على ذلك ، لا شك في صدق نوايا هؤلاء الشباب و رغبتهم في التغيير، و لكنهم ببساطة لا يعرفون ما هو المطلوب و كيف السبيل إليه..كل ما يحركهم الحماس التلقائي دون معرفة …المحصلة النهائية المزيد من الاحباط وسط الشباب و انفراد النظام بالناشطين و التنكيل بهم حتى هاجر بعضهم و ظل البعض الآخر يتعثًر من كبوة لأخرى.. و من تطاله يد النظام إن كان من الناشطات يرغمن على ما فعلته ساندرا و نسرين.. و إن كان من الذكور ينزوي في ركنه غارقاً في الاحباط، أعرف البعض من الناشطين ممن اصيبوا بأمراض نفسيه و من أدمنوا المخدرات و من انضم لأمن النظام ليصبحوا غواصات…, و أعرف من بلغ بهم السوء أبعد من ذلك بكثير.. ، النتيجة واحدة، العجز عن أي فعل حقيقي يمكن أن يساهم في اسقاط النظام أو التغيير…إذاً هنالك مشاكل جوهريًة تعاني منها هذه التنظيمات الشبابية و غيرها..ما الحل؟

(4) نظرية جين شارب في حرب الاعنف..نجاح منقطع النظير في صربيا و جورجيا و تونس و مصر..
ما لا يعرفه الكثيرون منا، خاصًة الشباب من جيل الظلام أنً التونسيين و المصريين “كفاية” درسوا واقع مجتمعهم و قلدوا بعض ما قامت به حركة أوتبور بصربيا التي أطاحت بنظام مليسوفيتش عام 2000، ، حدث نفس الشئ في جورجيا عن طريق حركة كمارا “يكفي” فكانت ثورة الورد في 2003 التي أطاحت بنظام إدوارد شيفر نادزة.. المنظمة الجورجية غير الحكومية لحقوق الإنسان، و هي منظمة بارزة، ساعدت حركة كمارا على تطوير و تقوية قدراتها التنظيمية. فزاد ذلك من معارفها النظرية حول استعمال الكفاح غير العنيف من أجل التغيير. من خلال التعاون مع حركة أوتوبور الصربية و التي تعني”المقاومة ” وتأسست حركة كفاية المصرية عام 2005 وضمت نشطاء انضموا فيما بعد لحركة 6 أبريل الذين تلقى بعضهم تدريبات في مركز كانفاس بصربيا . أمًا تيار الاسلام السياسي تلقى هذه التدريبات بقطر على نفس مناهج جين شارب التي تمت ترجمتها في الأصل عن الدراسات التي تقدمها كانفاس في تكتيكات حروب اللاعنف و المقاومة السلمية.

الفرق بين ما فعله شبابنا في سبتمبر وما فعله الثوار في باقي العالم كان شاسعاً و أثبت أنً المسألة لن تصمد دون معرفة..ما يتطلًب تدريب على أساليب حرب اللاعنف و رفع قدرات الشباب ، فمثلاً عندما استخدم المصريين التكنولوجيا و خرائط قوقل لتحديد أماكن الخروج نجحوا لأنهم كانوا يعرفون ما يفعلون.. كان لديهم قوة منظمة على الأرض مدربة لأهداف محددة.. بدايةً اختيارهم أن تكون المظاهرات من الشوارع الداخليًة للحارات لم يكن عشوائيا، كان من منطق تكتيكي واستراتيجي استفادوا من التكنولوجيا لتنسيقه. . جمع المظاهرات بأعداد صغيرة ومتباعدة عن مكان الاحتجاجات الرئيسي يعد وسيلة آمنة للحشد.. حدث نفس الشئ عندنا في انتفاضة ابريل في ابوروف و أزقة أمدرمان لتشتيت أمن مايو..حدث وقتها دون تدريب لأنً مستوى الوعي كان عالياً و هذه تجيب على جزء من سؤال لماذا نجحنا في ابريل و فشلنا في سبتمبر، السبب هو مستوى المعرفة و الوعي..، فكلما يتم حشد المزيد من الناس في الشوارع الصغيرة يعطي هذا إحساس بالزخم والثقة.. ففي داخل الحارات يكون الناس جيران ويشاركون في الخروج و الانضمام لأنهم يرون معارفهم في الشارع.. وهذا التكتيك المتبع ربما يكون في الأصل مأخوذاً عن تجربة أبريل عندنا..لأنًه مذكور في الدليل “كيف تثور بحداثة” الذي استخدمه التونسيون و المصريون من بعدهم في ثوراتهم.. و هو في الأصل نسخة مترجمة عن مؤسسة البرت انستاين التي أسسها عراب حرب اللاعنف الدكتور جين شارب و هو نفسه الدليل الذي استخدم في جميع ثورات القرن الحالي. و تم التعديل عليه بما يتناسب مع غرض استخدامه في الزمان و المكان المحددين ، أما ما حدث عندنا في سبتمبر و قبلها شئ مختلف، شباب متحمسون جاهلون بأبجديات التغيير و لا قيادة لهم…حاولوا التقليد الأعمى دون معرفة، و دون وجود لمجموعاتهم على الأرض… و دون وجود خطوط دعم أو اعلام تعبوي و جماهيري يحمل رسائل للمستهدفين بالداخل و الخارج.

(5) أصل الحكاية…دليل “كيف تثور بحداثة” عن مؤسسة البرت انشتاين..
أسس جين شارب مؤسسة البرت انشتاين و هى مؤسسة غير ربحيًة و معهد البرت انشتاين في العام 1983م ..تهدف إلى نشر ثقافة التغيير دون عنف و مناهضة الحروبات و التغلب على الديكتاتوريات…أول نجاح لجين شارب كان في دوره الكبير في انشائ منظمة كانفاس الصربيًة …، أمًا عن الدليل الذي استخدمه الثوار منذ العام 2000م تم اعداده باحترافية عالية و اشتمل على الكثير من النقاط الحيويًة المركزية للمقاومة المدنية، بما في ذلك مطالب محددة للغاية من النظام ، و تحديد وأهداف معيًنة والخطوات التكتيكية لبلوغ تلك الأهداف. كما قدم الدليل نصائح كثيرة للثوار أكثر تفصيلاً …، ما لا يعرفه شبابنا و الكثيرين منًا أنً التوانسة و المصريين نجحوا لأنًهم استنسخوا ما قامت به حركة أوتبور بصربيا التي أطاحت بنظام مليسوفيتش عام 2000، و لكنهم لم يقوموا بذلك حرفياً ، تم تصدير ثورة صربيا إلى جورجيا عن طريق حركة كمارا و التي تعني “يكفي” و نجحت في 2003 ،. أمًا الاسلام السياسي تلقى هذه التدريبات بقطر على نفس مناهج جين شارب التي تمت ترجمتها في الأصل عن الدراسات التي تقدمها كانفاس في تكتيكات حروب اللاعنف و المقاومة السلمية …

نظريات جين شارب في حرب الاعنف نجحت بنسبة 100% في تغيير الأنظمة الديكتاتوية الشرسة جداً مثل صربيا و نجحت في الأنظمة الأقل بطشاً مثل نظامي مصر و تونس..فهى فعلاً ما نحتاجه نحن، بل أنً دليلها المستخدم في كيف تثور بحداثة فيه جوانب كبيرة تم أخذها في الأصل من انتفاضة ابريل كما اشرنا اعلاه…. لكن لا يمكن بأي من الأحوال أن نستخدمها كما هى ، فكما قلنا في المقال السابق أنًه لا توجد قاعدة جاهزة للاستخدام و إنما هذه تتحكم فيها ثقافة المجتمعات المحلية ..

(6) جين شارب..198 أداة للكفاح اللاعنيف..و أسس نظريًة القوة الغير عنيفة ..
وضع جين شارب عدد 198 أداة للاحتجاج الرمزي وعدم التعاون الاجتماعي والمقاطعة الاقتصادية والإضرابات العمالية وعدم التعاون السياسي مرورا بالاعتصامات وإقامة حكومة الظل.. يمكن أن تستخدم لاقتلاع الأنظمة الديكتاتوريًة من خلال وسائل الضغط وأدوات ذات بعد نفسي واجتماعي واقتصادي وسياسي وعقابي وضغط سلمي ، فالشعوب التي تواجه خصماً عنيدا يتجسد في سلطة الدولة المزودة بقدرات اقتصادية وسياسية وأمنية وعسكرية و اعلاميًة و غيرها يمكن ان تستخدمها أو ما يتناسب معها.

وتنطلق نظرية القوة غير العنيفة من أن القوة التي تمتلكها المجموعة الحاكمة ليست نابعة من ذاتها، وإنما آتية من خارجها؛ فقوة الحكومة تستمدها من المجتمع الذي تحكمه والقائمة على تفاعل السلطة من حيث الشرعية والموارد البشرية الطائعة للسلطة لتوفير احتياجات النظام. أما العوامل الأقلً تأثيراً فتتمثل في العوامل الأيديولوجية والنفسية؛ كعادات الطاعة والخضوع، ووجود عقيدة أيديولوجية عامة موالية للنظام..أمًا الموارد المالية فتتجسد في العوامل الطبيعية والاقتصادية ووسائل الاتصالات والنقل التي تحتكرها السلطة… كذلك، نمط العقوبات كأداة للضغط الذي تمارسه السلطة على الشعب وقد لا تتوفر هذه الأدوات مجتمعة لدى المجموعة الحاكمة لذا فهي تختلف وجودا ونقصانا و انعداماً..فمثلاً نظام الاخوان المسلمين عندنا لم يعد يمتلك الجانب الايديولوجي..

إنطلق جين شارب في أطروحته الفكرية عن حرب اللاعنف و المقاومة المدنية من أن الحكومة تعتمد في الأساس على طاعة المحكومين وتعاونهم و أيٍ خلل في هذه الطاعة يترتب عليه تفكُك و تحلُل في قوة النظام إلى درجة فقدان السلطة والسيطرة على زمام الأمور..وعليه يعتبر رفض التعاون مع النظام أمرا خطيرا وأداة سلمية ناجعة لقيادة الثورة والعصيان…. في هذه الحالة لن تقدم السلطة تنازلات..و إنًما ستلجأ لأساليب الإكراه والعنف لمحاصرة عدم تعاون الشعب إذ يتم استخدام أساليب الردع والعقاب و الابتزاز عبر الرباطة و المليشيات والشرطة والجيش.. و لكن رغم ذلك…تظل المجموعة الحاكمة ( النظام) قابلة للتفكك وتلقي ضربات موجعة تؤدي إلى السقوط … فحتى استعمال أساليب العنف من طرف النظام يكون فعالا بقدر تعاون الجماهير وخضوعهم لهذه الأساليب الإكراهية، و تبقى سلطة المجموعة الحاكمة مقيدة ومحدودة إذ رفضت مجموعات مظلومة كثيرة التراجع أمام كل المخاطر بدافع من سلاح سلمي فعال هو “الإرادة” التي تغذي أسلوب عدم التعاون مع المجموعة الحاكمة. ..وعندما يكون عدم التعاون على نطاق واسع تتقلص قوة المجموعة الحاكمة بقدر عدد السكان المشاركين في اللاتعاون و الرفض و العصيان… لذلك تستطيع القوة السلمية الهادئة المبادرة التي تحركها قضيًتها العادلة من الانتصار و حل مشكلة قوة الحاكم التي تبدو مطلقة وذلك من خلال عدم التعاون والاستمرار فيه..أي هنالك شروط محددة للنصر (عدم التعاون على نطاق واسع و منظم و الاستمرار).. و هذا كله يحتاج للمعرفة و التدريب عليه.

(7) جين شارب..نظريًة القوًة و مصادرها….. كيف تحدث الشعوب التغيير؟
إذاً مصدر القوة ليس هو العنف، كما أن الذي يحسم الصراع ليس الذي يملك أكثر أدوات أو أسلحة فتًاكة أو ربًاطة مطيعين أو مرتزقة أو أي مما يملكه النظام..من يحسم الصراع هو من يمتلك القضيًة و الإرادة والوعي و هذه دون سواها ما يحسم الصراع…، على هذا الأساس سعى شارب إلى التنظير للكيفية التي يمكن أن تحدث بها الشعوب التغيير ونزع السلطة من المجموعة الحاكمة ( النظام) ، ورفع الظلم والطغيان اعتماداً على قوتها الذاتية.. وحدًد مستوى العمل في آليتين:
(1)رفض التعاون مع النظام ، (2) وأن يكون العمل جماعيًا وجماهيريًا منظًماً وسلميًا…، فعندما تكون كتلة المجموعة الحاكمة متراصًة وموحًدة ومتضامنة و الجمهورالمظلوم مشتًتاً ومفتقداً للتنظيم تعجز قوى التغيير عن العمل الجماعي المؤثر ويسهل على المجموعة الحاكمة (النظام) النيل منها والتعامل معها فرادى… فنظرية القوة الذاتية كما نظًر لها جين شارب تتطلب مقاومة موحدة ومتضامنة…. إن تأمًلتم معي هذه الجزئيًة ستجدون أنًها ما يحدث عندنا تماماً و سبب الفشل المباشر…نحن الآن عرفنا مواطن الخلل…يجب علينا معالجتها و العمل الجماعي و المنظًم..هذه سيضمنها التدريب و لا شئ غيره…علينا أن نركز على تدريب الشباب أمًا إن سألتم من نحن..و كيف نفعل، فالأمر ليس صعباً و يمكننا فعله..و أن نعمل على هذا الموضوع فهنالك العديد من المنظمات عرضت المساعدة في هذا الأمر..و هنالك أخرى تعرض مساعدتها ..أيضاً هنالك الكثير من الشباب ممن لديهم الرغبة في التدريب لرفع قدراتهم..و هنالك المزيد منهم سيمتلكون الرغبة..كل ما نحتاجه هو العمل كقوًة منظمة و يد واحدة..و التدريب الذي نتحدًث عنه هو تعليم كل هذه الأساليب و تطبيقها و التأكد من أنًها تعمل بكفاءة..و من شروطه أن يكون في مكان محدًد مجهًز بالمعدات و المعينات و أن يتم ايصال المادًة من خلال مدرٍبين محترفين..و هؤلاء عندنا كثر و لديهم الرغبة في تدريب كل من يهمه الأمر.. توجد بعض المحاذير الأمنيًة و لكن يوجد من الآليًات ما هو كفيل بمعالجاتها..فلا أحد يفوت عليه مدى سوء هذه النظام و خساسة أتباعه و مرتزقته..فالعزيمة كفيلة بحلحلة كل شئ..و عدالة القضيًة تمثل عندنا أساساً متيناً و أرضيًة مشتركة تسعنا جميعاً..( Platform)..

(8) الأوضاع البنيويًة للمجتمع و مراكز القوًة:
بالعودة لنظرية حرب الاعنف..عمل شارب على دراسة ورصد عناصر القوة المجتمعية ضمن ما يسميه: “الأوضاع البنيوية للمجتمع”…أي مراكز القوة التي تتركز في الأسرة.. الطبقات الاجتماعية..، والجماعات الدينية، والأجهزة الحكومية الصغيرة، والمنظمات الطوعية، والأحزاب السياسية، والتنظيمات الشبابية. وقد تكون تنظيمات تقليدية قديمة أو حديثة تشكلت في خضم عمليات معارضة المجموعة الحاكمة…أي نفس الحال عندنا في السودان و في كل العالم..، وتتحدد قوة كل وحدة بناء على قدرتها على التحرك المستقل و امتلاك القوة الذاتية وكيفية استخدامها، وعلى درجة تماسكها الداخلي… وتتحدد مراكز القوة من خلال انتشارها في المجتمع… عندما تكون هذه المراكز ضعيفة ومحدودة الحركة تتمدد سلطة المجموعة الحاكمة ويصعب تقييدها أو السيطرة عليها و تضعف قوة الجماعة المظلومة وتتفكك ويسود الطغيان والاستبداد… مثال لذلك من واقعنا..عندما تدعو مجموعة شبابيًة للتظاهر أو لوقفة احتجاجيًة نجد أنً عدد الحضور لا يتجاوز العشرات..لكن عندما تدعو مجموعة محمود عبد العزيز لحفل تأبين نجد الحضور يقدًر بعشرات الآلاف..السًبب واضح و هو أنً عدم معرفة تلك المجموعة الشبابيًة التي تتبنًى مطالب بطريقة عملها جعلته ينطوي على مخاطرة عالية فمن يطالب بحقوقه يقتل أمًا من يأتي لحفل فهذا ما أراده النظام في الأصل و شجعه و شجًع كل ما يضمن قيامه..

فالسيطرة السلمية على قوة النظام لا تتم إلا بوجود جماعات ومؤسسات تمتلك القوة الاجتماعية وقادرة على تعبئة الناس على عدم التعاون مع المجموعة الحاكمة.. أي قطع مصادر القوة الخارجية للنظام… وهذه الحركة الاجتماعية المستقلة تكون فعالة من خلال التطبيق الأمثل لأساليب الكفاح بعدم التعاون مع توفرها على مؤشرات واضحة للعمل كالرغبة النسبية للمواطنين في تنظيم قوًتهم، وعدد المنظمات والمؤسسات المستقلة، والقوة النسبية لهذه المنظمات والمؤسسات، ودرجة استقلاليتها في الحركة، ومصادر القوًة التي تمتلكها وتسيطر عليها، وحجم القوة الاجتماعية التي تمتلكها والتي يمكن أن تستخدمها والقدرة النسبية للمواطنين على طاعة الحاكم ودعمه والتعاون معه وتنفيذ رغباته…الخ، لذلك فإنً التًدريب لكل قيادة مجموعة من المنظمات و المؤسسات سيضمن أنًها ستمتلك الدرجة المطلوبة من الاستقلاليًة في الحركة و القوة النسبيًة..و الحكمة في ذلك أنًه إذا فشلت أي مجموعة في التحرك الفاعل يمكن لأخرى أن تسد الثفرة التي قد تنشأ في الجسم الثوري..، لذلك لا مشكلة في أن تكثر المجموعات الثُوريًة طالما أنًها لديها هدف مشترك..و لكن المشكلة تكمن في عدم فعاليًتها..و من هنا نشأت أهمٍيًة المعرفة و التدريب..، ثمً أنً القوى الأكثر تأثيراً أو تحالف القوى الأكثر فعاليًةً ستكون القوة المسيطرة بعد اسقاط النظام و تجيب عن سؤال البديل الذي صنعه النظام في الأساس حتًى يردده الجاهلون و من نشؤوا في الظلام على عواهنه متناسين واجبهم و مسؤوليتهم الفرديًة..و كذلك غير مدركين لبساطة الاجابة على البديل الذي يشكلون هم أنفسهم جزء لا يتجزًأ منه بشرط أن يكونوا فاعلين في محيطهم يعرفون ماذا يفعلون و كيفية الفعل.

أسلوب عدم التعاون وعدم الطاعة للنظام تسلبه قوته و الولاء له…فعندما تفتقد الطاعة تُعصى القوانين ويتوقف العمال عن العمل وترفض الإدارة تنفيذ التعليمات فيتوقف انتاج السلع و الخدمات..و تصاب مرافق الدولة بالشلل.. عندها يتراخى عبيد النظام و مليشياته وكل عناصر الأمن في تنفيذ الإجراءات العقابية على المواطنين و تحدث انشقاقات و تمرد وسط القوات النظاميًة فرادى ثم جماعات…..و مع استمرار الكفاح و الزمن يفقد النظام قوته الداعمة والمغذية و تصبح المجموعة الحاكمة (النظام) مجرد أفراد عاديين فقدوا الدعم الشعبي و غاب دعم المؤسسات عنهم.. لذلك يتفكك النظام و تتلاشى قوته ، فيبدأ مسلسل الهروب و الارتباك وسط أفراده و تحصل التحولات الجوهريًة التي تدعم خط التغيير…

التغيير السلمي عبر العصيان وعدم التعاون مع الأنظمة الديكتاتوريًة ، الذي شكل الأسلوب الواسع والأكثر تأثيرا في ثورات القرن الحالي، ليس فقط تدافعاً عشوائياً غير منظم وغير مخطط له، ما كان لينجح لولا توفر عناصر فعالة في التخطيط والتنظيم من داخل الحراك الشعبي السلمي، …و بحسب شارب يعتبر الحراك خطرا إذا لم يتسلح بمهارات الكفاح السلمي طويل الأجل والاستمرار و الصمود و الاصرار رغم آلة القمع التي تزداد شراسة وفتكا بأصحاب القضيًة و العزًل السلميين.. و هذا ما افتقدناه في سبتمبر كثيراً و تحدثنا عنه في المقالات السابقة عندما قلنا بأنًنا لم نوفر خطوط الدعم التي تضمن استمرارية سبتمبر لأنًها كانت تلقائية لا قيادة لها…كما أنًها كانت احتجاجات و ردوداً لأفعال..توقفت نتيجة للقمع و عدم مقدرتنا على التعبئة و تسويق المكاسب اعلاميًاً.

الكفاح اللاعنيف معركة حقيقية تتطلب حشد القوات و توفير الاستراتيجيات و التكتيكات بصورة واضحة، كما تتطلب شجاعة المناضلين والتنظيم المتماسك والاستعداد للتضحية في أية لحظة وتقديم الثمن الباهظ للتغيير… والكفاح اللاعنيف رغم أنه قد يطول و صمًم أصلاً للفترات الطويلة..لكنه حسم معارك التغيير في عشرة أيام في صربيا و جورجيا و أقل من شهر في تونس و مصر..، أمًا في حالتنا و النظام بهذا المستوى من الوهن و العزلة الداخليًة و الخارجيًة ..يمكن أن يحسم الأمر في أقل من شهر..و التهديدات من مصير الصومال لم تعد صالحة لأنً وضعنا الآن أسوأ من الصومال، اشرت لهذا في المقال السابق..و التهديدات بالمصير المظلم من جوع و حرب و تشريد و بطش فهذه لم تعد صالحة لأنً الواقع لا يمكن التهديد به فهو ما نراه ماثلاً و متجرداً..

(9)المستويات الثلاثة لأسلحة اللاعنف..تغيير موازيين القوى..
الحراك الشعبي السلمي يقوم على ثلاثة مستويات من الأسلحة هي: الاحتجاج اللاعنيف والإقناع…(2)عدم التعاون..و (3) التدخل اللاعنيف.. بهذه الأساليب يمكن إحداث تغيير جذري في ميزان القوى لصالح القوة الداخلية للجماعة المظلومة ضد القوى الخارجية للمجموعة الحاكمة .. اعتماداً على المسيرات والمواكب الاجتماعية، وإقامة الفعاليًات المختلفة… تعليق الملصقات ذات الدلالات التأثيرية الكبيرة على العقل والخيال مثل صور الشهداء و ضحايا النظام .. والاجتماعات حفلات التأبين والاعتصام وإقامة أنماط اجتماعية جديدة والإضراب في مواقع العمل وإنشاء المؤسسات الاقتصادية البديلة والبحث عن المعتقلين و تحريرهم..، وإحداث الحكومات البديلة (حكومة الظل)…يقدم (جين شارب) نظرية اللاعنف كقوة قادرة على التأثير أكثر من أساليب العنف السياسي؛ ذلك أن الكفاح اللاعنيف يسلب المجموعة الحاكمة قوتها السياسية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية عبر عملية استنزاف طويلة الأمد،كما يواجه الآلة الأمنية الشرسة للمجموعة الحاكمة بشكل غير مباشر عبر تعبئة القوة الجماهيرية للصمود والتحمل دفاعا عن قضية عادلة ومصيرية مما يغلق قلوب المكافحين السلميين دون إلقاء الرعب عبر الآلة الإعلامية و الدعائية للنظام ، وبالتالي حرمان الخصم من مصادر قوته الأساسية وهي تعاون المواطنين وخوفهم برغم شراسة الخصم وعنفه بفرض الرقابة ومصادرة الأموال والممتلكات وقطع وسائل الاتصال والضغوط الاقتصادية والاعتقالات والتهديد بالعقوبات في المستقبل والضرب وإطلاق الرصاص والتعذيب وقانون الطوارئ والإعدام سرا وعلانية… ولكن يبقى هذا العنف أقل أثرا على الحركة الجماهيرية السلمية منه على حركة مقاومة عنيفة كحرب عصابات أو حرب نظامية أو حرب أهلية أو مجموعات مسلحة.. لذلك نقول كثيراً بأنً الحرب التي تخوضها الجبهة الثورية مع النظام غير مجدية و المتضرر منها هو المواطن البسيط، و إن فعلاً أرادت الجبهة الثوريًة خيراً للوطن فعليها أن تستهدف عناصر النظام أفراداً و تغتالهم قوات خاصة مدربة داخل المدن و الخرطوم تحديداً..

ويؤكد جين شارب على أن القمع لا يؤدي بالضرورة إلى إخضاع المقاومين السلميين لأنه لا يطال عقولهم ولا يؤدي إلى الخوف والاستعداد للطاعة.. ولكن جماعات المقاومة مطالبة بالحفاظ على تماسكها التنظيمي وتعزيز مواقعها والتقليل من عنف النظام المستخدم ضدها، وفتح آفاق سلمية جديدة لحراكها الشعبي وفرصها في النجاح، مع العمل على تفجير مشاكل الخصم الداخلية وتشكيكه في قوته وعنفه وإفقاده التوازن السياسي، وتقليص حجم التأييد الذي قد يحظى به في الداخل أوفي الخارج فالانجرار إلى استعمال السلاح والعنف يعطي المبادرة للخصم ويتيح له تحديد الموقف، كما تعطى له فرص إضافية لتحقيق التفوق ، أما وحشيته ضد الحراك الشعبي السلمي فتقلص تأييده في الخارج وزيادة تأييد المنتفضين السلميين.
فالحفاظ على الطابع السلمي للحراك الشعبي هو الكفيل بإحداث تغييرات فارقة في توزيع القوة، وابتعاد المواطنين العاديين (عبيد الحقل) عن النظام وعن أدوات عنفه، بل تنخرط أعداد جديدة منهم في الحراك كما سيتعرض عندها النظام لضغوط الخارج ومساوماته، مع أن الرأي العام الدولي يتفاوت نظره وحساباته من حالة إلى أخرى، وهو يشكل في الأخير دولا قوية ومهيمنة على القرار الدولي ومؤسساته، وذات مصالح استراتيجية تسعى إلى الحفاظ عليها وقراءة أي حراك في سياقها. وبقدر إمعان النظام في عنفه ووحشيته يفقد ثقة حتى المقربين منه الذين يشككون في جدوى ما يفعله ويتحول الشك إلى معارضة وعصيان وانشقاق وتمرد كما حدث في تجربة ليبيا وكان له الأثر الكبير في انتصار
قمع النظام للمطالبين بحقوقهم يمكن أن يرتد عليه في إطار عملية الجودو السياسي political Jiu-Jitus بتعبير جين شارب ما يساهم في نمو قوة الثوار السلميين مع أن قوة كل طرف تتغير باستمرار وبسرعة وبحدة وبحسب مراحل التدافع والصراع في الميدان.

أخيراً..كل منا لديه دور ليقوم به من أجل التغيير، لسنا مطالبون أن نكون جسم واحد، لكننا مطالبون أن نكون تنظيمات فاعلة تمتلك المقدرة على التحرك بحريًة و تمتلك التأثير وسط مجتمعاتها، و أهم من هذا كله تتمتع بقيادات مدرًبة واعية لدورها و تعلم ماذا تفعل حتى يمكننا جميعاً أن نكون قوى تستطيع أن تنزع القوة من النظام و تفكيكه حتى يصار إلى أفراد فقدوا الرابط بينهم إمًا أن يهربوا أو يموتوا مدبرين..
مصطفى عمر
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. ان تتحدث عن اللا عنف ، فكيف لك ان تقترح ” إن فعلاً أرادت الجبهة الثوريًة خيراً للوطن فعليها أن تستهدف عناصر النظام أفراداً و تغتالهم قوات خاصة مدربة داخل المدن و الخرطوم تحديداً.”؟؟؟؟
    شكرا لك علي هذا المقال الجيد

  2. أنا حكومة جئت بالحديد والنار وسرقت الدولة جهاراً نهاراً وأشكل الحكومة والمجلس النيابي بما يتناسب ومزاجي ، أقدم اللصوص وأحترم الذين لايستحقون المناصب وأستوزرهم ، وأقدر كل من لا يحب هذا الوطن ويحب فقط كرشه وفرجه ، وأمنح الوظائف وفقاً للولاء فقط وأصحاب الكفاءات في الجحيم ولا حظ لهم عندي لأن تنمية البلد هي آخر اهتماماتي ، وسأظل أفعل في هذه البلاد ما لم يفعله حاقد مستعمر ظالم ، وسأظل أيضاً اتصرف في هذه البلاد بكل ما هو قبيح وضار بها من محاباة لجيرانها في حقوق شعبها وتدنيس أرضها بالنفايات المستجلبة من الدول التي تدفع لي ، وأشجع التنقيب العشوائي المضر بالبيئة والنيل والمياه الجوفية وأفعل كل ما لا يرد على خاطر وقلب أي منكم من سوء وضلال وفوق ذلك كله أحكمكم باسم الدين والاسلام وأطبقه كما أريد بفهمي الخاطيء عنه …. رغم كل هذا ماذا أنتم فاعلون . . . من يخرج على منكم مصيره مصير من ماتوا في سبتمبر ومصير غيرهم كثير ، عوضية وصفية وغيرها ، فنحن بني كوز نقتل من كان معنا وفي صفنا إذا تعارضت مصالحنا فما بالكم بغيره ، وقد قلناها لكم واضحة نحن جئنا بالقوة فمن يريد حقه منكم فليستعمل نفس السلاح وإلا ستظلون عبيداً لنا حتى يقضي الله أمراً كان مفعولا ، فهمتم الدرس أم يحتاج إعادة ؟

  3. شكرا الأخ عمر ونظام اللصوص دخل الآن مرحلة الانهيار الحقيقى وشاء الله أن تكون زنقته في جنوب أفريقيا رسالة واضحة لهم بأن عهدهم الكئيب قد وصل منتهاه وقد أجمع العالم على وجوب القبض عليه فالأمين العام للأمم المتحدة والإدارات الأمريكية والبريطانية والفرنسية ودول الإتحاد الأوروبى قد طالبوا بضرورة القبض عليه لإنهاء هذه المأساة وحتى رؤساء الدول الأفريقية المجتمعين في جوهانسبيرج قرروا الصمت تجاه ما حدث مما يشى بموافقتهم الضمنية بضرورة إنهاء هذه التراجيديا، أما في الداخل فقد عبر الشعب عن رفضه له ولهم عبر مقاطعتهم للانتخابات المزورة أما هو فلم يفهم عزلته بعد فها هو يزيد في عدد المستوزرين وقريبا سيصل عددهم إلى المائة في أغرب حكومة في العالم.

    إنها مسألة وقت فقط وسوف لن يكمل هذا الجهلول فترة حكمه هذه ولو أراق بحور من الدماء لكنه بالتأكيد سيقضى بقية حياته في سجون لاهاى.

  4. .
    المفارقة التي لم تزل تبحث عن تفسير هي : ان الشعب السودان كان هو الأكثر وعياً والأكثر ثراءً بتجاربه الثورية التي تعددت، وما اكتوبر1964م وابريل1985 وما بينهما من انشطة عديدة الا دليل على ذلك ، وبالرغم من ان الشعب السودان كان الأسبق على كل دول المنطقة في دحر واقتلاع الأنظمة الاستبدادية ، إلا أنه فشل في اقتلاع نظلم الإنقاذ برغم من هذا النظام قد فات الحد في ظلمه واستبداه وفشله وفساده وافساده لكافة اوجه الحياة في البلاد ، وفي اعتقادي انّ نظام الأنقاذ يلقى دعماً خارجياً للإستمرار برغم من انه لا يملك مبررات لهذا الاستمرار بالنسبة للشعب ، ولكنه يجد مبررات استمراره بالنسبة لأجندة خارجية وجدت ضالتها فيه ، حيث ثبت لها ان نظام الانقاذ هو النظام الوحيد الذي يمكن من خلاله تحقيق تلك الأجندة التي لم تعد خفيه ولا سرية ، ذلك ان نظام الانقاذ بما يعانيه من نقص في الروح الانسانية والوطنية ظلّ ولم يزل على استعد ان ينفذ تلك الاجندة الأجنبية مقابل دعمه على الاستمرار مهيمناً على كافة مفاصل الدولة ولو تبقى منها شبر من الأرض وربع العشر من شعبها ليذهب الباقي الى مصير التقسيم والتسشظي والانفصال الى دويلات تظل متناحرة وتظل تعيش في وهن وضعف على ضعف ، وهكذا تفكر العقلية التي تحكم السودان ، ولم يعد هناك من خيار سوى البحث عن خيارات اخرى غير تلك الوسائل التي انجزت ثورة اكتوبر وانتفاضة ابريل من قبل اللتان انجزتا بوسائل سلمية بحته لم تعد موجودة الآن حيث انّ نظام الانقاذ أعمل معاوله فيها فدمرها وأفسد ما تبقى منها من ركام ……حيث لم تعد هناك مؤسسة عسكرية وطنية ولا حركة نقابية يمكن لهما انجاز المرحلة المقبلة كما كان الامر بالأمس …………..!!!!!!!!!!!! لهذا كان لا بد من التفكير بجدية وقناعة على استعمال وسائل فاعله من اجل اقتلاع النظام من جذوره ……

  5. مقال كبير وقيم وفيه دروس نيرة بس يا استاذ مصطفى عمر الوقت ماشي والجماعة تخطوا ربع القرن ودخلوا على ربع قرن الثاني فكل الناس كتبت وما تركت شيء ما تحدثوا عنه عن هذا النظام نحن عايزين الفعل فكل هذه المقالات والكتابات هل شرذمة الانقاذ بطلعوا عليها لا لا أعتقد لأنهم في قصور عالية

  6. لا عدل الا اذا تعادلت القوى وتصادم الارهاب بالارهاب

    واعدوا ما استطعتم لهم من قوة
    نعم يجب ان نبدأها سلمية ولكن يجب ان لا ننسى حتمية المواجهة بالسلاح … عادت مصر الى حضن الدكتاتورية .. دكتاتورية السيسي … بسبب الشعارات الجوفاء … سلميتنا اقوى من الرصاص … صوفية وثنية غاندية
    قرأت عن اللاعنف كثيرا واتضح لي بانه مخطط لالغاء الجهاد الذي يعني القتال ..

    أجمل ما يكون الحق اذا استعان بالقوة وأفضل ما تكون القوة اذا استخدمت للحق وبالحق

    مسار الثورة .. الوعي .. الاجتماع .. مواجهة القوة بالقوة
    اسلامنا يواجه الحجة بالحجة والفكر بالفكر و القوة بالقوة لأن الباطل لا يسمح بوجود الحق
    السلمية او جهاد الكلمة ( Soft power) هي مقدمة للاعداد للقوة الباطشة ( hard power ) أما القوة الّذكية Smart power فهي تقدر كل حركة وخطوة بقدرها ( والذين اذا أصابهم البغي هم ينتصرون )
    ولنا عودة

  7. لن يسقط النظام المنهار الآن إلا بأن نكون جسم واحد هو (الجبهة الثورية) بعد أن تم تحرير جنوب السودان (منهم) بقوة السلاح. نحن مطالبين بالانضمام إلى هذا التنظيم الفاعل الذي يمتلك القدرة على التحرك بحرية والتأثير في أوساط السودانيين (79% من السودانيين زنوج) .. التنظيم الذي يملك قيادات مدربة عسكرياً وأمنياً وسياساً أمثال عبد الواحد نور وخليل وعرمان والحلو وعقار ومناوي وغيرهم.. قيادات تعرف ما هو دورها بعد سقوط النظام المنهار الآن (هم البديل الصالح لملء الفراغ بعد سقوط النظام) حتى يتم تفكيك فهي – الجبهة الثورية – القوة الوحيدة القادرة على تفكيك هذا النظام المنهار الآن وجعلهم إما هاربين أو تحت الأرض قابعين. . الحركة الشعبية هي البديل

  8. مشكلة السودان لم يتوفر الوعي الحقيقي الذى يحررهم من شنو واذا توفر لا توج ميديا سودانية حرة توعي ناس وحتى الان

    طيب نجيك من الاول من الاستقلال من حرف مسار الدولة السودانية دخل بها جحر ضب خرب
    هل هم مريدين السيد عبدالرحمن المهدي”الاستقلاليين” ام االاتحاديين مع مصر وحدة الحصان والسايس والغاء السودان كدولة من الاساس وفقا للغيبوبة التي تعيش فيها نخب مصر الخديوية وحتى الان واتفاقية 1899 ومعاهدة
    ما هي طبعية النخب السياسية في مصر
    الناصرية والشيوعية والاخوان المسلمين بضاعة صهيونية صنعت خصيصا لتدمير مصر والدول العربية.-وانظر اليوم ما حاق بكل الدول العربية من ثورات العهر السياسي-الناصرية 1952 والربيع العربي -الاخوان المسلمين 2011..لكن شلاقة السودانيين مشو جرو لي جامعة الدول العربية واستعربو السوداني قسريا ياستيرداهم لهذه الايدولجيات السقيمة من مصر رغم ان السودان فيه برنامج سياسية عبر العصور
    1- وثيقة استقلال السودان-1953 حزب الامة-السيد عبدالرحمن المهدي
    2-اسس دستور السودان 1955-الحزب الجمهوري- محمود محمد طه
    3- اتفاقية اديس ابابا 1973- دمنصور خالد
    4- نيفاشا ودستور2005- الحركة الشعبية دكتور جون قرنق
    ****
    الان المركز يعايد تبادل الادوار فقط حيث لا يوج فرق اصلا بين الوعي الذى يمثله البشير والترابي والمهدي وابوعيسى..وفي المركز فقط..لذلك حدث توهان للشباب
    بعد ان خزلتهم الحركة الشبعية شمال وهرولت من انتخابات 2010 مع المؤلفة جيبوهم ومستمرة حتى الان في نفس الطريق والتجديف بعيدا عن المسار الذى يخرج السودان من النفق المظلم والعودة الى ديموقراطية و ست منستر
    ****
    المؤتمر الوطني تحول الى ادنى مراحلة واختزل في البشير ودستور بدرية الذى فصلته على مقاسه وبقى دكتتتور مطلق والبشير انتهت صلاحيته وفقا للمادة 57 من دستور 2005 وهنا مربط الفرس وهنا كان للشباب ان يبنو مشروع التغيير – رفض الولايةالثالثة للبشير من الاساس- ورفض دستور بدرية سليمان والعودة الى مسار نيفاشا ودستور 2005
    ويمر الاصلاح عبر
    1- اصلاح المحكمة الدستورية العليا-برفدها بي 9 قضاة محترمين
    2-استعادة العلم والشعار-استفتاء شعبي
    3-الغاء الولايات واستعادة الاقاليم- حاكم الاقليم المشورة الشعبية وينتخب الحاكم ونائب الاقليم
    4- تنفيذ اتفاقية نافع/عقار 2011للمنطقتين
    5-تفعيل الحريات الاربعة والجنسية المذدوجة مع دولة الجنوب
    ****

  9. أتصور أننا فى السودان فى أوضاع تشابه ما بعد 1924 عندما خيم على الوطن بأسره غلالة من الحزن على هزيمة إنتفاضة اللواء الأبيض و المصضير المأساوى لأبطالها… نحن أمة يخيم عليها الحزن و تعيش صدمة الأنفصال و حسرة مصير نحو200 شاب و شابة راحوا ضحية احداث سبتمبر 2013 …و لم يحث جديد..أوافق الأخ عمر فى ضرورة القيادة.مثلا” أنتفاضة سبتمبر لو كان لها قيادة لماخبؤت جذوة الثورة بعد الأحداث.ز بل لازدادت أشتعالا..الأملا الثانى الذى علينا أن ننتبه اليه ألا وهو أن الشعب قد كفر الأن بالقيادات التاريخية كفرا” لا ردة فيه..و لكن إلى الأن لم تتشكل القيادات البديلة التى تملأ ذلك الفراغ..أقول دوما” و أكررأن الشعب السودانى ليس غبيا و جبانا.. و لكنه كسائر شعوب الدنيا لا يحبذ السير فى الظلام و لا المشى نحو المجهول و لا الأنقياد إلا عن دراية… و هذه كبرى مشكلات الحركات و الأحزاب الأيديولوجية مع الشعب..هذا موضوع آخر.. و لكن الأهم هو أن الشعب الذى حارب مع المهدى دون رواتب أو حتى زاد أو سلاح هو نفس الشعب..و لكنه يفتقر للقيادة التى يؤمن بإخلاصها و تجردها و صدقها .. و عندها سوف يدهش العالم..عندما ثرنا فى أكتوبر ثم أبريل كان فى مخيلتنا على الأقل هناك قيادات..عندما أندفع الناس خلف شعارات الحركة الوطنيةكان هناك قيادات..
    الناس الأن يكرهون الحكومة.. و لكنهم بنفس القدر غير مطمئنين للقيادات الموجودة على الساحة.. و لذلك فإن الأمة( العاقلة) تتدخر جهدها لليوم الذى تتضح فيه الرؤيا أكثر.. و تهب هبة رجل واحد لإنتزاع حقوقها و لأسترداد كرامتها..هذا التحليل مع إنه قد لا يعجب الكثير من الثوار..إلا أنه حقيقى و واقعى و يجب الأستفادة منه فى الحرب على الباطل..

  10. هنالك أسلوب أتمنى أن ينتهجهه الشرفاء وهو أسلوب سهل لكنه يحتاج إلى إلتزام فلنبدأ بالمقاطعة الإجتماعية لمنسوبي هذا النظام في داخل الأحياء في الأسواق وأماكن العمل وعلى مستوى الأسرة . وأقترح إذا قابلكم الفاسد معلوم الفساد (ظاهر أثر الفسادعليه أي الحرامي منهم سواء كان متحلل أو لم يكن متحللا ) بأن تسد أنفك أمامه.اللهم إني صائم.

  11. مقال دسم و مليان حقايق مفيدة لكن كيف يصل لي الناس الموضوع مهم شديد و اذا مشينا بي الظريقة العلمية اكيد ح نقدر نسقط النظام و نوجد البديل مننا. التجهيل عمل عمايلو في الشريحة المهمة و حتى الناس الكبار بقو انصرافيين و ما مكترثين كتير لي الوطن البضيع من ايدينا
    كان الله في العون
    الشكر للكتاب الشرفاء و كل المهتمين بامر الوطن

  12. يا ثورة الزنج اعلم ان الزنوجة برضها درجات فمن يضمن اتفاقهم وعدم بروز الخيانات وسطهم وانت تتوعد ال21% الحاكمنكم بالوبل والثبور . ثم ثانيا الناس ديل ماقاعدين فى ارضهم وما جوكم ولا اعتدوا عليكم بل العكس انتو اللى جيتوا زاحين والله نازحين عليهم وبعدين تهددوهم وبرضهم ساكتين وصابرين وماسكين لسانهم …. مش برضو عيب كدة ؟ والله كيف ؟

  13. التحية للكاتب و لقراء الراكوبة..تقبل الله من الجميع صالح الأعمال في شهر الخير…
    الدعاء عليهم في شهر الخير و قبل الافطار و بعد الصلوات و اثناء السجود لأن دعوة المظلوم ليس بينها و بين عنان السماء حجاب..ادعوا عليهم بالهلاك و لوطننا بالخلاص من شرور المفسدين…و مع الدعاء العمل و البداية بما هو ممكن مثلا المقاطعة الاجتماعية
    اقتباس (القوة التي تمتلكها المجموعة الحاكمة ليست نابعة من ذاتها، وإنما آتية من خارجها؛ فقوة الحكومة تستمدها من المجتمع الذي تحكمه والقائمة على تفاعل السلطة من حيث الشرعية والموارد البشرية الطائعة للسلطة لتوفير احتياجات النظام…) كلام صحيح مليون في المية و في ايدنا عندما نقاطعهم و نناشد المجتمع بمقاطعتهم سيفقدون شرعيتهم، اصلا المقاطعة موجودة لكن كما اشار الكاتب ما بي طريقة منظمة و هنا المحك محتاجين كل شء يكون منظم و كل مجموعة تكون فاعلة في محيطها.
    قريت المقال تلات مرات و في كل مرة احس بي انه الكلام الفيهو لو طبقنا ربعه النظام ما بيقعد يوم واحد.
    محتاجين كل الكتاب يتبعوا نفس الطريقة
    و الناس الما بيقروا الراكوبة يصل ليهم الكلام دى.

    لك التحية استاذ مصطفى عمر و ربنا يكتر من أمثالك

  14. هل سمعتم بتعاطف الضحية مع الجلاد. نعم هذه حقيقة نشاهدها في الشعب السودانى الذى وصل مرحلة تعاطف مع هؤلاء العصابة التى جثمت على صدورهم 26 سنة واذقتهم الويلات والحروب والموت والجوع والنزوح .هى حالة نفسية جثمت على صدور الشعب السودانى فلا هو قادر على اقتلاع العصابة . ولا هو قادر على ان يتحمل حكمهم .فوصلوا مرحلة خنوع وذل ومهانة وفقدوا البوصلة التى توجههم الى الصواب والقيام بثورة تقتلع العصابة ….. تعاطف الضحية التى وقعت في يد الجلاد الذى يعذبها طوال 26 سنة….

  15. مع احترامي لقراء الراكوبة والمعلقين الا اني اري ان كل الثورات التي قامت في السودان علي الاقل بعد استقلال السودان كان قياداتها من الاسلاميين . لذلك تجدهم اكثر تنظيما وكيف يديرون الامور ولذلك نجحوا في اخذ السلطة من نميري لان الذي حدث ليست ثورة شعبية كما تظنون او ربيع كما تقولون والا اين قادة ذاك الربيع بعد خروج النميري ؟. لا ننجر للمجاملات والضحك غلي انفسنا حتي في وقتنا الحاضر الحركة القوية والتي لها تاثير علي الارض في دارفور كل قياداتها اسلاميين وهي الوحيدة التي حاولت نقل الحرب الي منطقة القرار السياسي اما حركات كردفان مع احترامي لقادتها يشوبها نوع من الانانية الفكرية والكره الغير موظف سياسيا لذلك تجد اغلب السودانيين رغم جور المؤتمر الوطني عليهم لا يفضلون الحركة الشعبية
    الاحزاب الاخري فقدت مصداقيتها صلاحيتها لدي المواطن السوداني اما لضعف قادتها او لضبابية افكارهم تجاه الوطن
    هذا المؤتمر الوطني جزء من الشعب السوداني ولا يمكن ان نقول سوف نفعل بهم كذا او كذا بل لا نستطيع لب اجزم ان كل بيت سوداني به فرد من المؤتمر الوطني
    ولكي نزيح هذا المؤتمر الوطني يجب ان يكون القيادة متخلقة بالادب الاسلامي اولا لان الشعب السوداني لايرضي بغير ذلك فالشعب السوداني ليس الخرطوم او مدني فقط .

  16. عدم التعاون وتنوير المجتمع والافراد باخطائهم وفسادهم وجرائمهم وكيف ان الحكم الديمقراطى اى دولة سيادة القانون هى الدولة التى تنشر العدل والمساواة والمنافسة الحرة بين المواطنين تحت مظلة القانون والمؤسسات ويتم ذلك دون اى عنف او تحطيم للممتلكات العامة او الخاصة عدم التعاون وتنوير الافراد والمجتمع والمقارنة بين الدول التى حكمت بالعسكر والعقائديين مثل مصر وسوريا والعراق وليبيا واليمن والاتحاد السوفيتى ورومانيا وهلم جرا وكيف اصبحت وبين الدول المحترمة مثل الهند وبريطانيا والمانيا وهلم جرا وكيف ان الدول المذكورة اولا هى زبالة وحثالة وكيف ان الدول الديمقراطية هى نجوم وهى التى تسيطر على العالم فى جميع النواحى سياسيا واقتصاديا وعلميا يا جماعة عيننا للنجوم نقوم نبارى الحثالة والزبالة واوسخها هى الاسلام السياسى لانه يستغل الدين وعواطف الناس الدينية لتحقيق مكاسب سياسية الديمقراطية وسيادة القانون تخلق شعوبا محترمة قوية والديكتاتوريات تخلق شعوبا منافقة وغير محترمة وضعيفة لا تستحق اى احترام والله على ما اقول شهيد !!
    كسرة ثابتة:الف مليون دشليون تفووو على اى انقلاب عسكرى او عقائدى عطل التطور الديمقراطى فى السودان وخلانا بقينا دولة زبالة وحثالة والله على ما اقول شهيد وانا صايم !!!

  17. الاخ العزيز مصطفى , سبق ادليت بدلوى فى هذا الموضوع برسالة فيمايلى نصها :

    بسم الله الرحمن الرحيم
    وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

    الموضوع : ( كيفية التعامل مع الراعى الظالم )

    سبق أدليت بدلوى فى الموضوع أعلاه بتعليقات , موضحا ضرورة الالتزام الكامل , مع الاصرار الشديد على التمسك بمبدأ : ( سلمية التحرك ) وقلت , ” ان من أكثر ما يزعج الأنظمة الشمولية , ويغض مضجهها هو : ( التحرك السلمى ) ومن ثم فانها تعمل المستحيل لتحويل وجهته السلمية الى اعمال شغب , بهدف اعطائها المبرر الكافى لضربها متزرعة كالعادة ب. ( الحفاظ على أمن وسلامة الوطن ) وهو بعينه ما شاهدناه فى التجربة المصرية عندما سحب نظام مبارك الشرطة بغرض خلق فراغ أمنى , تتحول بموجبه العملية السلمية , الى شغب , ولكن الشباب فطن الى ذلك , وفى التو والحال , شكل مجموعات من داخلهم استطاعت أن تضطلع كل فى منطقتها بمهام الشرطة , وتم لهم ذلك , ونفذ بجدارة , نالت اعجاب العالم أجمع , وتحقق لهم النحاح , وتكرر ذلك بصورة أكثر ابداعا عند ازاحة حكم ( جماعة الأخوان ) عندما كشروا عن أنيابهم , وهرعروا بكل ما عندهم من قوة فى اتجاه طريق (الأخونة ) تيمما بفرعهم جنوب الوادى : (الانقاذ ) دون أن يدرو أن مثل هذه الأجندة السرية يستحيل تحقيقها فى النور: (الديمقراطية ) ففضحتهم شرّ فضيحة , وعرتهم شر تعرية , بصورة لم تر الأمة المصرية لها مثيلا , فكانت ثورة الشباب الثانية .
    ? أوجب واجبات الراعى فى الاسلام :
    من المعلوم , ان من أوجب واجبات الراعى فى الاسلام هو : ” خدمة الرعية ” لا البغى عليها , أما فيما يتصل بالخروج على الراعى الذى اتخذ من البغى , والظلم نهجا لحكمه , فهذا يعد واجبا وجوبا شرعيا على كل مسلم ومسلمة , ولكن أيمتنا الكرام , وضعو ضوابط لا بد من مراعاتها , بعد استكمال كافة الوسائل السلمية الأخرى , وفيما يلى اجمال لكيفية التعامل مع الراعى الظالم :
    كيف نتعامل مع الراعى الظالم :

    ? جاء عنه صلى الله عليه وسلم : ” الساكت عن الحق شيطان أخرص . ” …….. ان الخضوع والخنوع أمام الرعاة , ولاة الأمر الظلمة , ليس من شأن المسلم , …….فالمسلم الحقيقى لا يقبل ذلك ,….. لأن دينه , وعقيده يمنعانه ,….. فكيف يرضى أو يهدأ له بال , وهو يرى الحاكم يعيث فى الأرض فسادا , ويتعرض الناس من جراء ذلك للقهر والذل والمهانه ثم يسكت عن ذلك ويخنع ؟؟؟ ……. كلا ثم كلا فليس هذا من شيمت المسلم الحقيقى .
    ? كيفية التعبير ونقد الحكام :
    ينبغى على الناقد أن لا يبتغي من عملية نقده الاّ : ” وجه الله تعالى”…. بمعنى أن يكون نقده قائم على البراءة , والنزاهة , وأن يكون متجردا تماما من الأغراض السياسية , والدوافع الشخصية ,…. هذه هى شيمة المسلم الحقيقى , لأن رايده فى ذلك كله هو ابتغاء وجه الله , وحب هذا الدين الذى هو مصدر كل خير وسعادة وقوة , وأن يكون قدوته فى تحركه وجهادة فى ذلك هو: ” رسولنا الأعظم , وصحابته الكرام “……. من اخلاص عظيم لدين الله , والعمل للآخرة , فى ظل روح الايمان والاحتساب لله تعالى , …….. فهذا هو النقد العلمى الذى يكون دافعه ورائده الأول , والأخير هو :
    “الاخلاص الشديد بدافع الاشفاق والنصيحة لله ولرسوله ولدينه ”
    ? حقيقة انها كلمة حق نقولها عند سلطان جائر , كما أمرنا بذلك الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم حين قال : ” كلمة حق عند سلطان جائر أفضل من الجهاد ” وأكدها بعده أمير المؤمنين سيدنا وحبيبنا عمر بن الخطاب رضى الله عندما قال : ” لاخير فيهم اذ لم يقولوها , ولا خير فينا اذ لم نقبل . “…….. اذن : ” القول ” هنا يصبح واجب شرعي , وسلوك اسلامى , ولكن فى ايطار الآداب والسلوك المنضبطة والموجهة لخدمة الدين , وبعيدا عن سلوكيات الأحقاد , والدوافع الشخصية .
    ? والحاكم المعنى هنا هو ذاك الذى يستبد بالأمر , والنهى , ويعتبر نفسه غنيا عن الاستناد الى الكتاب والسنة , ومعصوما من الخطايا , وبريئا من العيوب والنقيصة , ويصبح أمره واجب الامتثال والطاعة كأنّه أمر منزل ,……… فتنقاد له الرعية طوعا أو كرها , وتمتثل لأوامره الجائرة والظالمة دون اعتراض , بل خضوع واستسلام .
    ? أو ذاك الذى منقاد فى عمله بمقتضى تعاليم وموجهات : (ضالة ) خضع لها فى سنى شبابه المبكر بحسبانها من تعاليم الاسلام , ومن ثم يعد نفسه بقتضى ذلك أنه : ” صفوة الله من خلقه ” والاعتقاد أنهم هم : ( الفرقة الناجية )…… لذا لا يخطر بباله أبدا ولا يرى أن ما يقوم به ويقترفه فى حق البلاد والعباد من : ” قتل وتشريد ونهب للمال العام , وكافة الجرائم والموبقات المخالفة والمغائرة لكل الشرايع السماوية والأرضية , ….. كل ذلك يعد فى نظره عبادة : ” يتقرب بها الى الله ” !!!!!
    ? فماذا يعنى ذلك ؟؟؟ ……. يعنى أننا أمام حالة تتجافى وتبعد تماما عن الدعوة المتمثلة فى قوله تعالى : (( ألاّ نعبد الاّ الله ولا نشرك به شيئا ولا نتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله . ))
    ? نبذه عن ضوابط الخروج :
    أقرعلماءنا الأجلاء أهل السنة الخروج على الراعى الظالم , واعتبروا أن الجور والظلم والبغى على الرعية من المفاسد الكبيرة , التى يحتم الشرع ازالتها , ولكن وضعوا لذلك ضوابط صارمه تستند على مبدأ : ” درأ المفاسد ” وهذا يعنى أن تخضع الوسيلة المعتمدة لذلك , للدراسة , ومعرفة النتائج المترتبة على استخدامها مسبقا , فاذا ثبت أنها تسبب مفسدة أكبر من المفسدة القائمة , والتى يحتم الشرع ازالتها , فهنا يجب تركها , مع اللجو أو الاستمرار فى تعزيز , ومواصلة استخدام الوسائل الأخرى السلمية , بعيدا عن حالة الركون , والاستكانه , والخضوع للأمر الواقع , كما يميل الى ذلك ضعاف النفوس , فهذه ليس من شيمة المسلم , فالمسلم الحقيقى لا يرضى أبدا بالظلم , ولكنه يحتكم الى الضوابط الشرعية فى كل توجهاته .
    ? الآن أمامنا تجربة ثرة , هى تجربة ما يسمى : (الربيع العربى ) لماذا لا نضعها أمام أعيننا , ونخضعها للبحث , والدراسة كى نستخلص العبر من تجاربها , وما آلت اليه فى كل بلد , من ايجابيات , وسلبيات , وأقرب مثال حى لنا هو ما تمت الاشارة اليه آنفا وهى تجربتى شباب كنانة الله فى أرضه , مصر, فى ثورتيه الأولى: (25-1-2011 ) والثانية (30-6-2013 ) فقد استندت فى نجاحها الى عوامل منها :
    (1) الاستفادة القصوى من وسائل التواصل الحديثة , فقد مكنتهم من خلق مجموعات ثورية ذات أهداف محددة ومتفق عليها , غطت كل ركن من أركان القطربكامله , مما مكنهم من التخطيط السليم , والتنسيق معا , فى اطار التحرك فى صورة جماعية موحدة تغطى كافة المحافظات , وفى ساعة صفر محددة ,
    (2) الالتزام الكامل بسلمية التحرك , ولتحقيق ذلك , كونو من داخلهم مجموعات لكل منها دور محدد يؤديه فى اطار عمليات الضبط , والربط , والمراقبة الفاعلة , للحيلولة دون أى طارىء , يحد أو يحول دون تحقيق سلميتها من أى جهة كانت .
    (3) توحيد الشعارات المرفوعة , ومنع رفع أى شعارات أخرى من غير الشعارات المتفق عليها سلفا , ويعد ذلك خروجا عن عمليات الضبط والربط المتفق عليها ويتم التعامل معهم فى ضوء ذلك .
    (4) الاهتمام بعمليات التوثيق الكامل لكل الخرو قات , وأى عمليات شغب , أو كلما من شأنه أن يعمل على افشال أو انحراف المسيرة عن خط سيرها أو الحيلولة دون تحقيق أهدافها .
    الى دعاة العنف :
    أليس من الأجدر , والأنفع , والأكثر جدوى لهولاء الذين لا يزال يتخذون من سياسة العنف وسيلة لازاحة النظم الظالمة , أن يقفو مع أنفسهم , ويمعنو النظر بجد واخلاص شديدين فى الكم الهائل من التخريب والدمار , والمخاطر التى لا حدود لها , الناتجة عن هذا التوجه ؟؟؟ كلكم تعلمون , أن الأنظمة الشمولية , بقدر ما يرعبها , ويهدد كيانها , التحرك السلمى الواعى , والمنضبط , بقدر ما يفرحها , وتتشوق اليه , وقد تطلبه , وهو : ” اتخاذ العنف نهجا بديلا لهذا التحرك السلمى ” لماذا ؟؟؟ لأن هذا العنف كما تعتقد هى , يعطيها المبررالكافى للاستمرار فى الحكم , والبقاء فيه بقدرما يتيسر لها : ( من استدعاء , أوأنتاج , أو خلق القابلية خلقا ) لمثل هذا التوجه : ( رفع سلاح العنف ) … كل ذلك دون أى اعتبار لما ينتج عنه من خراب , ودمار للبلاد , والعباد , فهذا لا يمثل قضية بالنسبة لهم , فقضيتهم الاساسية هى التمسك بالسلطة , والبقاء فيها دون اعتبار لأى شىء آخر , مستفيدة أيما فائدة من حالة الظلام الدامس الذى عمدت على ايجاده من أول وهله : ( الشمولية البغيضة ) والأمثلة أمامنا كثيرة , وواضحة لنا وضوع الشمس فى عز النهار , وأكثرها وضوحا , ما نشاهده , ونراه رأى العين فى الشقيقة سوريا , اذن فألأمر واضح , فلماذا لا نتخلى كليا عن هذا الطريق الشائك , ونتجه بكلياتنا الى الطريق الأمثل , والمتمثل فى عملية تحويل وجهة الناس كل الناس , الى طريق السلامة , أى الأخذ بنهج : (التحرك السلمى ) بديلا عن نهج (العنف ) .

    وفى الختام لا يسعنى الاّ أن نسأل الله سبحانه وتعالى أن يهدينا ويهدى ولاة أمرنا , ويعيدهم الى رشدهم , ونسأله تعالى أن يحفظ بلادنا ويقيها من كل شر , وسوء .

    ( اللهم أرنا الحق حقا وأرزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلا وأرزقنا اجتنابه . )

    عوض سيداحمد عوض
    [email protected]
    2/11/2013

    ملحوظة : ( أعلاه منشور بموقع سودانائل دوت كوم “منبر الراى ” )

  18. كفيت ووفيت
    العزةدراسة عميقة و موضوع بحتي متميز..
    مقال في الصميم
    الأحزاب و التنظيمات الشبابية و الطلاب و منظمات المجتمع المدنى عليهم انزال هذا كله على ارض الواقع
    الكتاب الشرفاء
    و المناضلين بالخارج عليهم الدعم
    الرأسمالية الوطنيه يجب ان تتكفل
    علينا ان ننفذ الوصفة
    عندها سيسقط النظام
    المطلوب أن يعمل الجميع دون اتكالية
    الخزي والعار للكيزان
    المجد للتوار
    العزة للسودان
    ً ً ماهر مهاجر

  19. وهو ما يعني ان التغيير في حركة المجتمع مسئولية لكل افراد المجتمع بالاشتراك في بناء وسائل التغير لخلق مستقبل جديد وذلك بعد الاتفاق علي الاهداف الكبري للآمة وهذا يتطلب وجود وعي عام لدي كافة الناس بدرجة عالية من البصيرة السياسية لتقييم الخطوات الاساسية في طريق التغيير نحو المستقبل وليس مجرد هبات غاضبة يقودها شعبويون باهداف كسيحة لاتتجاوز مراميهم المتواضعة… الهدف يصنعه الشعب الواعي علي مختلف مراحلة العمرية وفئآته وقطاعاته الجهوية داخل بوتقه فكرية تستمد ضؤها من الاهداف القومية للآمة…. والله أعلم.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..