احزاب وحركات ….ايجار بالباطن

لم يساورنى شك أن معظم الاحزاب والحركات المنشقة من المؤتمر الوطنى ، وتلك التى كونت كواجهات معارضة لايتعدى عدد اعضاؤها اصابع اليد الواحدة ، واخرى تنشط بين الفينة والفينة معلنة معارضتها للنظام تارة ثم لاتلبس كثيرا حتى تضج وسائل الاعلام بجنوحها للسلم ، وتوقيع اتفاقيات مع المؤتمر الوطنى ، بأن هذه الاحزاب والحركات معظمها كونت باتفاق وتنسيق تامين مع الحزب الحاكم لخلق نوع من التوازن الشكلى على الاقل لاعطاء العالم من حولنا أن هناك معارضة تمارس حريتها السياسية دون ضغوط ، وأن مناخ الحريات على أفضل، وتمارس هذه الاحزاب والحركات دورها باتقان يقودها نفس مفكرو الحزب الحاكم ويرسمون خط سيرها الذي لايبتعد الا بمقدار أن تكون السيطرة عليه متاحة فى اى وقت للاندماج او للمعارضة فى المسرح السياسى.

تقتسم هذه الاحزاب والحركات السلطة مع الحزب الحاكم وهى فى الاصل جزء منه اعلنت ذلك ام لم تعلن يتمتع اعضاؤها بكل الامتيازات و المناصب ، باسم المؤتمر الوطنى وإن كان ذلك غير معلن فتبقى مشاركة الحركات والاحزاب المنشقة من المؤتمر الوطنى بداعى الاصلاح او غيره هى فى الأساس كيانات تستمد قوتها منه سلطة وثروة وربما تسيير ، لتجيد الدور المرسوم لها ، حتى فى التنافس الانتخابات ورفع وتيرة العملية الانتخابية ، فى ظل غياب منافس حقيقى يمكن ان يقلب الطاولة على المؤتمر الوطنى اذا ما جاءت انتخابات حرة ونزيهة ، فبحث الحزب عن بطولات و شرعية ( تقنع) الراى العام الداخلى والخارجى بان المعارضة التقليدية لم يعد لها وجود ، فى ظل وجود احزاب تفوق المائة ، تجيد كل الادوار سلما وحربا ، ولكن الحقيقة ستتعرى عند اول تجربة ديمقراطية حقيقية حيث سيكتشف الجميع ان الاحزاب التى تنشط حاليا لم تكن سوى روافد وحيدة المنبع والمصب وان وجودها اشبه بالايجار بالباطن !!

ستغلق كل هذه الاحزاب والحركات بيوت الايجار لتعود وتعيش فى البيت الكبير ، عند اول شعور بخطر زوال السلطة عبر صناديق الاقتراع.

– الخطة الجهنمية بقاء قيادات كبيرة فى الاضواء كمعارضة بينما معظم العضوية تتقلد المناصب باسم المؤتمر الوطنى ، فلننظر مثلا الى اى جسم من هذه الاسماء والحركات فالذين يظهرون على السطح قلة كمعارضين للنظام يتبادولون الادوار كصف اول واخير والبقية تسبح فى نعيم السلطة والمناصب ، يحشدون ان دعا داعى باسم الحزب اوالحركة الجديدة لاصدار بيان موافقة ، وبصم او اظهار موقف سياسي محدد يخدم الحزب الام ، سلبا ام ايجابا وكل حسب الموقف.

– سايقا صلاح … سايقا صاح
[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..