مايو… الحضور وشرط التاريخ

٭ السبت أول أمس مرت الذكرى 44 لثورة مايو.. تعمدت ألا أكتب في يوم الذكرى.. وانتظر ما تأتي به ساحة الحراك السياسي والاجتماعي والاقتصادي في ذكرى حدث سياسي لم تستطع تجاوزه كل هذه الساحات.
٭ منذ السادس من ابريل عام 1985 لم يختف اسم مايو من الأفواه ولا صفحات الصحف.. ذماً.. وتحسراً.. بدأ بالسب المطلق والشتم والوعيد والأوصاف الجارحة… القتلة سفاكو الدماء مخربو الاقتصاد.. أما قائدها فهو المخلوع السفاح الدكتاتور.. وفترة حكمها.. التشرد والجوع والفلاشا… و…الخ القاموس المعروف.
٭ منذ السادس من ابريل 1985 ثلاثون عاماً لم تغب مايو ولا يوما من ساحة الحضور… الفترة الانتقالية سنة سوار الذهب والثلاث سنوات الديمقراطية الثالثة.. ولا الأربع وعشرون عاماً عمر الانقاذ… قد يتساءل البعض وما الجديد في ذلك.. مايو مازالت انقلابا عسكريا بدأ متعاطفاً مع اليسار أو اليسار متعاطف معه وارتكبت الكثير من الأخطاء والتجاوزات.
٭ وكل هذا صحيح لكن الجديد هو ان كل سنة تمر على تجربة مايو يحدث شيء جديد في النظرة للتجربة على صعيد الوقفة عند الذكرى السنوية للحدث… تقف قلة من الصحف وتحاول ان تستطلع بعض قادة مايو أو رئيسها عليه رحمة الله.. وأيضاً يقام احتفال من قبل تحالف قوى الشعب العاملة أو الاتحاد الاشتراكي الديمقراطي وتنتهي المسألة.. وتظل مايو حاضرة في الساحة لم تغب ولم يغب قائدها عن الأذهان ولا عن الأفواه.. ويوم رحيله قبل أربعة أعوام خرجت جماهير ولاية الخرطوم عن بكرة أبيها في وداعه بصورة وقف عندها العالم متأملاً حضور هذه التجربة السياسية ولسان حاله يقول وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر.
٭ أول أمس السبت الخامس والعشرون من مايو صدرت أغلبية الصحف السودانية وهي تقف عند تجربة مايو صحف مختلفة ومتباينة في العرض والتناول، ولكنها لم تتجاوز المناسبة.. الرأي العام.. آخر لحظة.. أخبار اليوم.. الوطن.. الوفاق.. السوداني.. الصحافة… الحرة.. الأهرام اليوم.. اليوم التالي.
٭ ندائي اليوم للمثقف السوداني وليس المتعلم.. وهو نداء ودعوة ظللت أرددهما كثيراً وعلى الدوام وهما ان يخرج من صمته غير المبرر تجاه فترة نظام استمرت ستة عشر عاماً من الزمان شهدت الايجابي والسلبي على الصعيدين الداخلي والخارجي واشتركت فيها قطاعات كبيرة من المثقفين والمتعلمين والمهنيين والعمال والزراع والجنود ورجال الأعمال.
٭ على أهل الرأي المتجرد ودعاة كتابة تاريخ هذا البلد الأمين ان يبدأوا في تقييم المرحلة حتى لا يضيع جهد الخيرين وحتى لا تتكرر الأخطاء.. فمقولة ان التاريخ يعيد نفسه قد حان وقت الوقوف عندها بتأنٍ وعمق فخطوات التاريخ محسوبة فالأحداث بكل حال من الأحوال لا تتكرر بحذافيرها إلا عند الغافلين فإن أتت ايجابية فتكرارها يعني ان التطور تجاوزها وبمعنى آخر ان الذين تتكرر عندهم فغافلتهم وأتتهم كما أتت لغيرهم.. وحركة التاريخ لا ترجع القهقرى أبداً وان كانت سلبية فهذا يعني الفاجعة والكارثة بعينها. فالناس يقفون عند تجاربهم للدراسة والتفهم وقبل كل شيء لاستصحاب الايجابي وتطويره والمضي به قدماً.. بلا عقد ولا تشنج وبالقدر الاتعاظ من السلبي وتجاوزه حتى ننعتق من دائرة الأحكام الجاهزة المعممة التي تنطلق من الجزئيات سواء أكانت في خانة السلب أو الايجاب.
هذا مع تحياتي وشكري

الصحافة

تعليق واحد

  1. أتت مايو – وقالو أنهم وجدوا السودان منهاراً – أتى سوار الذهب – وقال أن مايو أهلكت الوطن – أتت الديمقراطية وارادت أن تنتقم لنفسها بما فعلها بها طلائع مايو ونميري – ذهبت الديمقراطية والصادق المهدي وأتت الإنقاذ وقالو لو أننا لم نمسك الحكم لوصل الدولار إلى ما وصل إليه آلآن – حقاً إنه تتابع مهزلة في تاريخ السودان – ما وصلت حكومة إلى زاد الإنهيار في كل ربوع ونواحي الحياة في وطني الجريح ولكن ننتظر ما تبقى من أشلاء الوطن وننتظر الجبهة الثورية وخباثة الجنوبيين والهدية التي قدمتها لهم حكومة الإنقاذ بإنفصالهم عن السودان وأصبحوا آلآن وبالاً وشوكة في حلقوم الإنقاذ جراء ما فعلوه في حق الشعب السوداني فأحصدوا أيها الإنقاذيون بما زرعتوه في وطني السودان وهذا حال الظالمين وحتماً سوف ينالو عقاب الله عاجلا غير آجل .

  2. لازم تذكرينا يا حضرة الصحفية المحترمة أنك من سدنة النظام البائد ومطبليه. ياترى هل تشعرين بالألم على ذهاب النظام ورئيسه البائس إلى مزبلة التاريخ وهو الذي بدأ فيه التدهور الفعلي للبلد؟

  3. مايو ام المصائب واصل البلاء وهي السبب الرئيسي في خلو الساحه للاسلام السياسي وهي التي مكنت الترابي وجماعته وصفت قوي اليسار التي كانت ساتر السودان من بلاء الكيزان، مايو كان علي رأسها سفاح غبي لم يفهم التاريخ استخدم ووظف مجموعة من الافندية والمثقفاتيه الذين اساءوا الي انفسهم واجرموا في حق الشعب السوداني. نميري بين يدي الله وهو كفيل به وسيلقي الجزاء العادل. انت تبتي وتغيرتي وما عليك الا ان تغسلي قلمك وافكارك عن الدرن المايوي الملطخ بالدماء

  4. الاستاذة/الكريمة /امال عباس صاحبة الامال الكبار
    السلام والرحمة
    امنياتى الخيرات لكى بالصحة والعافية والعمر المديد كثير من كتاباتك تتوافق مع مخليتى وخاصة كتاباتك
    عن جدنا ودضيف الله (صاحب الطبقات)

  5. * يا امال اختشى شويه!! مايو هى من اتت بهؤلاء السفله من الإسلامويين، اليس كذلك؟
    * مايو اقتلعها الشعب السوداني عنوة و إقتداره، اتنكرين؟
    * ثم إختبأ السدنه من امثالكم، ليظهروا مع مجئ الإسلامويين!!

    لعنة الله على السدنه المايويين و معهم الإسلامويين إلى يوم الدين.

  6. تاني رجعنا لمايو يا سيدة أمال عباس ؟؟؟ أظن اشتقتي لمايو والإتحاد الأشتراكي ..والزمن داك يا سيدة أمال عباس العجب كنتي الكل في الكل.. معليش الدنيا دوارة ..أدت المنافق الوغد جنه الفيل أحمد البلال وإنتي الدنيا فتحت ليك .. المهم أنسي مايو والإنقاذ القادم يطلق عليه الجبهة الثورية وما عندها مكان لكل من خان الشعب السوداني ..

  7. اقتباس (ولم يغب قائدها عن الأذهان ولا عن الأفواه.. ويوم رحيله قبل أربعة أعوام خرجت جماهير ولاية الخرطوم عن بكرة أبيها في وداعه بصورة وقف عندها العالم متأملاً)

    كنت ماراً بشارع الوادي متجهاً نحو مستشفي العيون (مكة )وعند وصولي كلية التربية شاهدت عدداً من السيارات في مقابر احمد شرفي واجتزتها ماراً حتي اللفة ولم اجد صعوبة في شق طريقي ولم اعرف انه جعفر نميري (رحمه الله) وعدت بعد العلاج ماراً بنفس الطريق وكذلك لم اجد صعوبة وكانت تلك لحظة وضع الجثمان داخل القبر …..وشاهدت عابدين درمة يتوسط الجبانة…أي لم يكن هنالك ما يعيق الرؤية حتي من الشارع العام ….
    والله العظيم والله العظيم والله العظيم(ثلاثة مرات) كان الحضور عادياً بل ان هنالك اكثر من دافنة
    ذات حضور مميز ولا مقارنة …دي جماهير ولاية الخرطوم؟؟؟؟والله لو خرجت الحارة الثانية بس كان ممكن نقول حضور مميز ………
    نحن شاهدنا الحدث ….وعاصرنا مايو …مايو التي عذبت وقتلت خصومها من سياسيين وصحفيين مايو
    التي بنت جهاز امن لقمع الخصوم مازلنا نرتعد من سيرته السيئة ….
    كان مفروض يا استاذة نعد كشف بالشهداء والمفقودين حتي اللحظة ,,,,وكمان نعرض افلام توثق للانتفاضة -الخروج الغير مسبوق حتي العجزة من الرجال والنساء ….أين كنت انت في تلك اللحظات؟؟؟؟بل اين كان جهاز امنكم يا أمال عباس؟؟؟؟؟ نعم خرجت جميع فئران مايو (الحية) من جحورها لتسخر من الجماهير ظناً بأن الاجيال الحالية لا تعرف مايو وسطوتها وجبروتها …(الله لا عادكم ولا عاد شرزمتها ……)

  8. نميري لم و لن يكون بدرا يا آمال اللهم الا ان كان كذلك فى نظركم أنتم سدنة مايو الذين تمرغتم فى نعيمه و نعيم مايو، مايو كانت شر محض و لم تكن خيرا أبدا، أما خروج جماهير ولاية الخرطوم عن بكرة أبيها في وداعه فما ذلك الا لأن الشعب السوداني طيب و متسامح و عند الموت ينسي كل اساءآت الميت و يترحم عليه و يمشي فى جنازته و يطلب له الرحمة و المغفرة من الله، لقد سلط نميري أجهزة أمنه و أطلق يدهم على المواطنين فتسلطوا عليهم و أذاقوهم شتي صنوف العذاب و اعتدوا على أعراضهم و أموالهم و هذه من أكبر سيئاته.

  9. رحم الله الرئيس جعفر نميري
    في مقارنة بسيطة بحال السودان أيام مايو وحال السودان الان نجد أنفسنا نتمنى عودة أيام مايو الزاهية, ومقياس الانسان السوداني البسيط هو رخاء المعيشة واستطاعة حاج أحمد شراء قفة ملاحه وراتبه الذي كان يكفيه إن لم يكن كل الشهر فعلى أسوا الفروض حتى آخر أيام الشهر وتوفر العلاج المجاني والتعليم المجاني.هذا ان تحدثنا عن مايو كنظام.
    أما عن الرئيس الراحل جعفر نميرى فقد أثبتت الايام أنه كان عفيفا لم تمتد يده لمال الشعب وودع هذه الدنيا وهو لايملك منزلا وشيع من منزل أبيه المبني بالجالوص. مما يدل على أن كل ما كان يشاع عن فساد الرجل كان افتراءا ومحاولة لاغتيال شخصيته القوية , وان أعداء النجاح كثر

  10. تقييم شنو يا أستاذة أمال ؟؟ الإنتفاضة كلها ودايرة تقييم
    مع احترامي لشخصيتك ، و نزاهتك و نظافتك في عهد مايو ،، لكني توقعت أن تكوني أول الخارجين على نظام المخلوع نميري عندما جاء بالمشعوذين إلى القصر الجمهوري ،، هل بعد الشعوذة والدجل و اللعب بالدين تقييم يا أستاذة ؟؟ أي تقييم ؟؟؟!!!!!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..