هانت الزلابية

من يمسكون الآن بخطام راحلتنا في مسيرتنا “القاصدة” بالطبع نعرفهم فرداً فرداً… فلم يصعدوا إلى كابينة القيادة لكونهم أفضل الناس قيادة ورشدًا ونزاهة وأمانة وحكمة ولا لكونهم أصحاب قدرات فائقة… لكن ظروف معينة هي التي حملتهم على أكتافها وصفقت لهم وهتفت ورقصت ثم هللت وكبرت، ووضعتهم أمام الناس وفي أيديهم السلطة والمال، وشيء من “سيف” الحجاج وقد حدث ذلك بسعيهم وراء السلطة… وهكذا ضربة لازب وجدت ثلة من تلك الفئة المسماة بـ “القيادات” نفسها في المقدمة تقود الناس وتتحدث باسمهم وتسرق أحلامهم ومواردهم… ثلة تقدمت صفوف العلماء والمفكرين والنبلاء، وأرباب المعرفة والحكمة وهي بلا حكمة ولاحتى عقل… ثلة في كل فريق وفي كل قرية وفي كل محلية وفي كل ولاية تتشابه شخصياتهم وسلوكهم وممارساتهم وطرق تفكيرهم وحتى عباراتهم…!!! ثلة تقود الناس ةهي نفسها لا تعرف إلى أين هي ذاهبة بهم…!! (قيادات راح ليها الدرب في الموية)، وفقدت البوصلة فأصبحت تدير مؤسسات الدولة والمجتمع بسياسة رزق اليوم باليوم بدون تخطيط وبدون دراسة أو دراية.. ونتيجة لذلك فشلت كثير من المشاريع بسبب عدم التخطيط والدراسة والأمثلة والله العظيم على قفا من يشيل ولا حاجة لنا بذكرها… ونتيجة لذلك كانت الثمار المرة في كل المجالات التعليم والصحة والخدمات الأخرى والاستيراد والتصدير والتمويل والتسويق…الخ..
لكن السؤال الكبير لماذا يحدث ذلك..؟؟!! …حسناً… يحدث ذلك لأن معايير الاختيار لشغل المناصب العامة من الوزير حتى أعضاء اللجنة الشعبية في الأحياء والقرى مختلة تماماً…
الترضيات السياسية والموازنات القبلية والجهوية، والخنوع والخضوع لعمليات الابتزاز، وشراء الصمت هي اليوم أهم معايير اختيار القيادات…
الأعلى صوتاً هو صاحب السبق والحظوة من “كيكة” تتزاحم على طاولتها الأيادي “المتسلطة” و “الانتهازية” و”الآثمة” … إذا كان علو الصوت وضخامة الحناجر والحلاقيم هي رواحل تمتطيها “القيادات” إلى حيث تريد فإن من الطبيعي أن يكون المحصول النهائي “جعجعة” بلا طحين، … جماجم كبيرة تحمل عمائم كبيرة لكنها فارغة المحتوى تصدر عويلاً وصخباً مثل البراميل الفارغة التي تصدر ضجيجاً بعكس المليئة بما ينفع الناس..
ثمة أمر آخر الأنقياء من أهل الصلاح والعفة وطهر اليدين وأصحاب القدرات والكفاءات لا يبحثون عن الزعامة والسلطة ولا يطلبون منصبًا ولا جاها ولا مالاً ولا سلطة فهم ذاهدون في لعاعها لذلك خلا الجو لكل طلاب السلطة الباحثين عنها من الذين يسيل لعابهم من أجلها.. لذلك كانت النتيجة ما نرى….
حتى نحن كشعب فشلنا في تقديم المخلصين الأوفياء الصادقين فلم نقنعهم بتولي أمرنا ولم نقف خلفهم ونسند ظهورهم عندما تلوح بارقة ونتذرع بحجة “التزوير” وننتظر المجهول ولم يدر أحد متى سيأتي. اللهم هذا قسمي فيما أملك…
نبضة أخيرة:
ضع نفسك دائماً في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الله، وثق أنه يراك في كل حين…
الصيحة
ديل منو ديل ؟