مهرجان جبل البركل العالمي للسياحة والتسوق .. الحضارة تعانق الحضارة

اشعر انني لست ريشة في مهب الريح، إنما مخلوق كتلك النخلة، مخلوق له اصل وله جذور وله هدف، هكذا سطرها الطيب صالح، وهاكذا يكون حالي كلما مررت بجبل البركل، فكما هو ذلك الجبل ضارب في الجذور لآلاف السنون، هاكذا جذوري ضاربة في القدم هناك، فأنا أنتمي إلى تلك الحضارة التي يمثل جبل البركل نقطة ارتكازها، نعم فأنا انتمى لهذا المكان حيث مدافن الزومة وطرابيل نوري واهرامات البركل والغابة المتحجرة بالكرو وجماجم كورتي، وكل تلك المناطق التي تفوح منها رائحة الحضارة والجسارة والفنون.
جبل البركل بعد ان اهمل عقود وعقود هاهي رياح الاهتمام تهب نحوه، بعد ان ظل وحيداً واصبح رمزاً للثبات يصارع رياح الخريف وامطاره والصيف وسخانته والشتاء وبرده هاقد جاء الوقت التي يستمتع فيه بأن الدنيا في اتجهت نحوه وان احفاده وابنائه حوله يواسونه ويتعلمون منه الصبر والصمود، ولهفي أنه لن يصدق انه محور مهرجان جبل البركل للتسوق والسياحة الدولي الأول، والذي يبدأ في يوم السادس من ديسمبر ويستمر حتى الثالث عشر منه، ليكون موسم له ما بعده من إعادة اكتشاف حضارات المنطقة عبر القرون في مختلف اشكالها وضروبها، فهناك المعابد والاهرامات والمدافن وآثار اناس عاشوا في تلك المناطق قبل أزمنة غابرة لكنهم كانوا قمة في النباهة والابداع والفن.
الساحة التي تحيط بجبل البركل تغلي كالمرجل هذه الايام من اجل التجهيز لهذا العرس الذي انتظره انسان المنطقة طويلاً، ليس هذا فحسب بل ان كل اراضي محلية مروي هي في دوامة من التحضيرات لاستقبال ضيوف المهرجان وفعالياتهم وتوفير سبل الراحة والاستمتاع لهم، كيف لا وهم ضويف اعزاء على اناس كرماء يستمدون الكرم والاصالة من حضارتهم التي يعايشونها صباح مساء.
رسالتي لمواطني محلية مروي ان يتعاملوا مع منظمي المهرجان وضيوفه والمشاركين فيه كانهم ثروة قومية يجب المحافظة عليها، وتقديم كل ما يؤدي لاكمال مهمتهم واكرام وفادتهم حتى يخرج المهرجان بالصورة التي نريد والتي تشرفنا، وايضاً النظر للمهرجان والسياحة كمورد من موارد دخل المحلية وانسانها على المدى البعيد والقريب فبها تزدهر الاسواق وبها تعمر الفنادق والكافتيريات وبها تزدحم الوكالات وبها تنشط المواصلات، فالسياحة الآن اصبحت تقوم عليها اقتصاديات دول وتساهم في رفع النتائج القومي والمحلي وترفده بملايين الجنيهات.
وصيتي لهم وهم اعرفهم كما اعرف نفسي لا يحتاجون لوصية، ان تكون محلية مروي كما هي دارهم الكبير والجميع حضوراً في دارهم، وكما هو الترحاب طبعهم والكرم شيمتهم والبسمة مرسومة على وجوه كبارهم قبل صغارهم.
الضيوف الاماجد انتم في لحظات يحبس التأريخ انفاسه لتعانق الحضارة الحضارة، فإن كنتم من داخل السودان فانتم بين اهلكم واحبابكم .. تعرفونهم ويعرفونكم، فإن كنتم من خارج السودان فترحابنا بكم يكبر ويمتد من عصر يعانخي وترهاقا إلى اليوم، فانتم بين احفاد من شيدوا حضارات ملكت الدنيا زماناً وزمان، وانتم بين احفاد من صنعوا تأريخاً لا يضاهيه تأريخ، أنتم على ظهرانين قوم ترجلت لهم الفنون فركبوا صهوة جوادها المقدام، انتم بين حضارة عريقة عراقة التاريخ، مرحباً بكم.

منحنيات/ عمود يكتبه الصحفي محمد الننقة
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..