سلاح امريكي فاشل

إعتمدت امريكا سلاح العقوبات الإقتصادية في سياستها تجاه الدول والافراد والمؤسسات التي ترى انها مهدد لأمنها القومي او تنتهك حقوق الإنسان بشكل ممنهج او تقع في خانة الإرهاب او دعمه..

السودان إنطبقت عليه كل هذه الاسباب كدولة تقودها مجموعة من اللصوص والمنافقين والمجرمين ليتصدر قائمة محور الشر..

الذي يحير في الامر هو عدم معرفة الامريكان بعدم فعالية هذا السلاح في الحالة السودانية برغم انهم يملكون مؤسسات يمكنها ان تأتي بما لا يصدق او يخطر علي بال..

لماذا سلاح العقوبات فاشل..؟

ببساطة وفي يقيني ان الواقع يقول المستفيد الاول منها هو النظام نفسه والمتضرر الاول هو الشعب والبسطاء الذين وضع النظام شماعة العقوبات علي اكتافه وفرض ضرائبه وجباياته علي معاشه الذي في الاصل هو دون حد الكفاف..

امر يحير ان يسبق سلاح العقوبات سلاح المقاطعة الدبلوماسية الذي بالطبع هو الامضى ويضع النظام في عزلة حقيقية..

سلاح العقوبات الإقتصادية يهدم المجتمعات ولا يسقط الإستبداد فإن سقط النظام بها فمن المؤكد ان البيئة صالحة للفساد وظهور فاسدين ومستبدين جدد..

يقيني إن اي شعب ضعيف ومنهك لا يمكنه صناعة اي تغيير ولنا في الماضي دروس وعبر.. عندما ثار الشعب السوداني في إكتوبر لم تكن وقتها عقوبات امريكية او ضائقة إقتصادية..وحتي ابريل برغم المجاعة والاحوال المعيشية الصعبة التي عاشها الشعب السوداني فإنه صنع ابريل والمعونة الامريكية كانت في كل بيت سوداني..

شعب قوي يمكنه مواجهة الجلاد بظهر قوي وإرادة ثابتة..

المستفيد الاول من هذه العقوبات كما اسلفت هو النظام.. ووضع لهذا منهج واصبح الناس في ملهاة العيش والكفاف..

كيف عليك ان تسأل اي سوداني بأن يخرج الشارع ليشارك في اي فعالية ضد النظام وهو جيعان ولا يملك قوت يوم واحد لأسرته.. وعندما يحدثك تجد تسائل مرسوم علي افق الهموم والآلام والاوجاع يعلو حاجبيه..من سيضعم ابنائي واسرتي ليوم واحد..؟ فأصبح الجميع يهرب من الشأن العام لينكفي علي نفسه واسرته إن افلح..

ارفعوا العقوبات الآن لأنها فاشلة واثبتت انها ضد الشعوب وإرادتها وهي تصب في مصلحة النظام.. وطولت من عمره و بقائه..

الشعب السوداني جدير بصناعة المعجزات في حالة غير التي يمر بها..فنحن غير الجميع في المنطقة فالنعمة في العيش لا تلهينا عن الامر العام بل هي محركنا للتفاعل مع قضايانا وحريتنا وهنا عرف النظام هذا وعمل علي إفقار الناس وتجويعهم وكسر إرادتهم ومبرره هذه العقوبات..

نعم للعقوبات الدبلوماسية وفرض حظر علي كل اركان النظام وعدم الإعتراف به دوليا..ولا للعقوبات الإقتصادية ضد الشعوب..

التحية لكل الشباب الذين قادوا الحملة لرفع العقوبات الامريكية المفروضة علي السودان و التي انهكت اهلنا وافقرتهم و اقعدتهم.. ولا يهمني ان اعرف هويتهم او لأي جهة ينتمون فالمسألة عندي مبدأ ثابت ويقين انها ضد إرادة الشعب السوداني العظيم ..

خليل محمد سليمان
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. أخي خليل ماتحرق حشاك ساكت امريكابهما مصالحاآآ انحنا لاعندنا بترول ولا نووي ولا بنهدد أمن أسرائيل ,السودان دولة فقيرة عاملة مشاكل في الداخل وجوطة في المنطقة العقوبات دي عشان مانعمل لي امريكا ازعاج وذر رماد في العيون لاأكثر .

  2. يا أستاذ أوعك تفكر إنه رفع العقوبات سيخفف من معاناة الناس، فالحكام اللصوص لن يجعلوا مليماً واحداً أو طن قمح بفلت من بين أيديهم ليجد طريقه إلى بيوت الشعب. خذ عندك أموال البترول و التي قدرت حتى الآن بواحد و سبعين بليون دولار، و كلها دخلت جيوب الحكام و أصفيائهم، كلها، أي الواحد و سبعين بليون لا تنقص مليماً. ألا ترى العراقيل التي يضعونها في طريق المؤسسات الخيرية و الإغاثية، و الإصرار على أن تأتي هذه المعونات عن طريق حمعياتهم هم؟

  3. (سلاح العقوبات الإقتصادية يهدم المجتمعات ولا يسقط الإستبداد فإن سقط النظام بها فمن المؤكد ان البيئة صالحة للفساد وظهور فاسدين ومستبدين جدد..)

    وهل امريكا تريد بناء المجتمعات؟الاستبداد يخدم مصالحهم لذلك يضعفون المجتمعات ويدعمون المستبدين.

  4. تتحدث عن اكتوبر وقوة الشعب ووو..الدنيا تغيرت ولم يعد اليوم كالامس وجيل اليوم ليس له علاقة بالاجيال السابقة ولا يوجد في السودان حاليا من يسعى لتغير اي شي غير بعض الحركات المسلحة.

  5. لكم التحية—في ستينات القرن الماضي كان اقوي سلاح امريكي عندنا هو المعونة الامريكية تتجسد في المهد الفني سابقا ( جامعة السودان) والكلية المهنية ومراكز التدريب المهني وشارع المعونة الامريكية( شارع مدني) وفي الثمانينات ابان المجاعة كان عيش ريجان وما زال في انحاء كثيرة من البلاد هو الذي بعثه الله لقوت البشر— مزيد من المعونة الامريكية هو الحل كما رفعت العقوبات من كوبا سيكون رفعها هو نهاية النظام ولذا فالنظام غير حريص عي الرفع لان المستفيدين من النظام يملكون بعضهم جوازات امريكية واخري جوازات دولها حبيبة لامريكا واموالهم في شواطئ تستظل بالقانون والحماية الامريكية وما معني ان يسب ويلعن البشير وهو مسلم في السبعين من العمر وما زال لعانا سبابا لامريكا بينما الشيخ السوداني يعرف بانه يطيب الخواطر ويضمد الجراح فسبه ولعنه للمعارضة ولامريكا وانجلترا في خطابه الاخير يضاف لصالح اسرائيل وامريكا ولا يقدح في العقوبات وانما يدعو الي مزيد من الابقاء عليها– السودان في انتظار ( عمر) صاحب اللقب ( الفاروق) ليفرق بين الحق والباطل ويقيم دولة الخلافة الاسلامية القائمة علي المواطنة بين المسلم واليهودي ومسيحي نجران وغيرهم تؤسس علي الامانة والعدل وتبادل للراية في ازمان واوقات قصيرة بعيدا عن ترهات بله الغائب وابتهالات شيخ الببسي— لك التحية

  6. عندما أشتد الصراع بين سلفا كير و ريك مشار ، هددت أمريكا بتجميد حسابات القادة من الجانبين ، و حظرهم من السفر!

    يعني أمريكا عارفة الدرب ، و عارفة مكان الوجعة!

    نظام العقوبات الحالي ، أضر بالشعب السوداني فقط ، و من الصعوبة أن يعي العالم من حولنا ، أن أمة كاملة تقاتل في سبيل توفير (ما يسمى وجبة) في اليوم ، و لقرابة ربع قرن ، و تركوا قسراً الكثير من أساسيات الحياة ، و لم أتطرق لرفاهية المعرفة و مواكبة التطور!

    صعب على العالم أن يعي ذلك ، لأنه لم يعش التجربة.

    المستفيدين من فرض العقوبات:

    النظام الحاكم.
    النظام لم يتأثر ، لأنه أستباح مقدرات الشعب ، و حول أرصدته المنهوبة إلى الخارج (تفاصيلها معلومة لأمريكا) ، و ما زال يسخر خزينة الدولة لصالح التنظيم و كوادره.
    ضعف الحالة المعيشية و تناقص قدرات المجتمع ، أعجز الشعب عن الحراك الفعال.

    المنظمات و الحركات المسلحة.
    غالبية الشعب مهما كانت جهالته ، فإنه يعلم تماماً من صراعه و معاناته في توفير وجبة واحدة فقط في اليوم ، يعلم تماماً حجم كلفة توفير إعاشة و إمدادات لوجستية للجماعات و الحركات المسلحة ، و هذه الجماعات لم يتوقف الإمداد و الدعم الخارجي لها منذ نشأتها ، لذلك لا تبالي هذه الجماعات بمعاناة الشعب (الذي تدعي إنها تقاتل من أجله) ، و تعلن رأيها الداعم لإستمرار المقاطعة ، و للأسف الناس تؤيدها في ذلك (إستلاب فكري).

    بعض الفعاليات و الكيانات السياسية.
    لا أشمل الجميع ، لكن معظم من يتدبرون أمور معيشتهم ، سواء من دعم خارجي أو جهد شخصي ، تجدهم أكثر الأصوات المنادية بفرض العقوبات.

    الخلاصة.
    الشعب السوداني هو الشعب الوحيد في العالم الذي يسمع إصطراع جوفه يومياً.
    تكاتفت أمريكا ، و النظام الحاكم ، و الكيانات السياسية و الجماعات المسلحة ، على إذلال الشعب السوداني و تقزيمه.

    و السؤال ، لماذا لم تفرض أمريكا العقوبات على قادة التنظيم و كوادره (كتهديدها لجنوب السودان) ، إذا كان هو المعني بالعقوبات؟

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..