قرون التور

قرون التور

الصادق المهدي الشريف
[email][email protected][/email]

? ظللت لفترة طويلة اراقب تصريحات المهندس عبد الله مسار الذي كان مستشاراً للرئيس.. ثمّ خرج من القصر الى وزارة الإعلام.
? في الإنتخابات الأخيرة ترشح مسار في دائرتنا بالثورة.. ولم يكن له نشاط شعبي مباشر.. سوى في الايام الأخيرة العصيبة التي سبقت الانتخابات.. واختفى بعدها مباشرة.. بعد فوزه بالدائرة.
? في تلك الأثناء كنتُ أعجب للمعركة غير المتكافئة التي خاضها مسار مع الزميل الأستاذ الهندي عز الدين الذي ترشح في ذات الدائرة.
? رجل يحظى برضاء الحزب الحاكم.. وبوجوده داخل القصر حيث القرارات نافذة.. لا سيّما التي تتعلق بالانتخابات.. رجل بإمكانات الدولة كلها يحارب رجلاً بمقدرات مواطن عادي مثل الهندي عز الدين عمر، ثمّ لا يكون واثقاً من الفوز إلا بعد ظهور النتائج.
? في أحداث هجليج كان تصريحه هو الأغرب عن السيناريو الذي (في إعتقاده) أنّ الحركة الشعبية كانت تخطط لتنفيذه.
? السيناريو يشمل إحتلال هجليج.. ثمّ إحتلال كل جنوب كردفان.. وبعدها مباشرة إحتلال مدينة الأبيض عاصمة شمال كردفان.. واستخدام مطارها كقاعدة للطائرات الإسرائيلية لضرب سد مروي وبقية الكباري والمنشآت الحيوية في السودان.
? هذا السيناريو الذي تحدث عنه وزير الإعلام والناطق الرسمي باسم الحكومة هو سيناريو ساذج الى المدي غير المنظور.. سذاجة لا تصمد أمام طالب بمرحلة الاساس.. دعك من مواطن مثقف وحصيف سياسياً.. مثل المواطن السوداني.. المدرك لتفاصيل (عالمية).. والمحيط بمعلومات عن الدول الأخرى.. معلومات كثيرة قد لا يحتاجُ لها حتى يموت.
? ثمّ جآء ت التعيينات الوظيفية الغريبة التي أحدثها الوزير بمكتبه وأركان حربه في الوزارة بعد أن تسلمها تواً.. بتعيين زوجته واهله واصهاره من حوله.. تلك التعيينات التي ملأت فراغات (شمارات) المدينة.. واصبحت نموذجاً لإستغلال السلطة.
? ثمّ المعارك (في غير معترك) التي خاضها الرجل في التلفزيون.. والإذاعة.. وسونا.. ثمّ مع وزيرة الدولة للإعلام.. ثمّ مع طواحين الهواء.
? لا بد ان هنالك مشكلة ما في مكان ما.. فليس من المعتاد أن يشعل الإنسان ? أيِّ إنسان – النار في كلّ ما يحيط به من شجر وبشر ومدر ثمّ يقف مُمَتِّعاً نفسه بالدهشة.
? صحيح.. هنالك بعض البشر الذين يشعرون بالملل إذا خلت حياتهم من الإثارة.. لا بدّ ان تتحرك الاحداث من حولهم.. وإذا لم تتحرك الأحداث سعوا الى تحريكها.. ومن الواضح أنّ مثل هذا (التحريك) يفتقد للفلسفة.
? من المنطق والصواب ان يكون وزير الإعلام هو الناطق الرسمي باسم الحكومة.. ولكن منذ مجيئ الإنقاذ وحتى يوم الناس هذا لم تتسنَّ حصرية التصريحات لوزراء الإعلام وحدهم.. حيث يتداخل تشويش كثير من القنوات المحلية الولائية وقنوات الحزب الحاكم وحلفاءه والطامحون في المناصب العليا.. كلّ واحدٍ منهم يمسك بالمايكرفون ويُصرِّح.
? هذه المشكلة لا يستطيع مسار محاصرتها بسحب إحدى الملفات أو كلها من وزيرة الدولة بالإعلام ولا عبر المناطحات والمبالغة والتهويل بإسرائيل ومطار الابيض.
? أعتقد أنّ الفرصة ما زالت أمام وزير الإعلام ليمسك (التور) من قرونه.. وليس من ذيله.. وأن يوجهه نحو الإتجاه الصحيح وليس أن يمضي وراءه أو يقضي بقية فترته الوزارية في شدّ الذيل.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..