أكياس النايلون تقلل من فحولة المدن

الحال من بعضه والصورة ألوان شاحبة التركيز وعبثية الثبات ، وأكياس النايلون تتداعي في مشهد يرجح فرضية أن البشر أقلية مغلوب علي أمرها مقارنة بالأكثرية النايلونية التي تسير مطمئنة البال وهادئة الخواطر بين الأزقة وعلي حواف الإسفلت ، فالأكياس كالشياطين التي تتحدث عنها كتب الأساطير القديمة فهي تطير ولا تمشي وفي حالات نادرة تزحف كالرمل لتسطو علي سكينة المدن الوادعة علي خدر النسيان ! في أحيان كثيرة تخدع البسطاء وتتبدي علي أهبة الاستعداد في مساعدة أصحاب الأحمال الذين يقصدوا السوق ليروحوا عن أموالهم التي ضاقت زرعا بجدران الجيب ، فتتوسل أليهم علي أيدي الصبية استعينوا بي أنني أنا القوي الأمين ، فيتلقفها الحالمين بجمع الأشياء في مكان واحد ثم يجعلوا منها البديل العبقري لتبعثر المشتريات ، فيقبض علي أذنيها الموظف والمدير وربات البيوت ويستعيضوا بها عن الرفقة الصالحة ويتخذوها المنجز ألحصري للحل الشامل لمعضلة اللحوم والخضروات والفواكه .
والعمال ملح الأرض لأنهم لا يملكوا قوت يومهم يتخذوها ماعون يحفظوا من خلاله المادة المخدرة التي يطلق عليها البعض تيمناً بالشجرة الخبيثة الصاعوط أو التمباك ، وعلي ذكر ذلك تحضرني هيئة عوض الله بائع المشغولات اليدوية في قريتنا ، فقد كان يضع التمباك علي شفته السفلي ويسيل لعابه دون تحكم فيبدو في مشهد أقل ما يوصف بالبلاهة وتراه يفاصل الزبائن بهيئة وحشية تقزز وتنفر المارين حوله فيرمقوه بنظرات محتقرة لأن فمه يطول بفعل ( السفة ) ليماثل هامة جبل البركل ويتدفق لعابه كشلال السبلوقة وعندما يغالط الزبون في منشئ صناعة البضاعة يتطاير رزاز لعابه ليستقر علي أواني خديجة بائعة الشاي التي تجلس بجواره فيمسح فمه بكم الجلباب المتسخ الذي يرتديه وحالما يتنبه أن الزبون أبدي علامة الامتعاض بعدم قيامه بنظافة ( شلاليفه ) بالكيفية المتعارف عليها فأن عوض الله يسرع بسحب واحد من أكياس النايلون التي يعبئ عليها البضاعة فيمررها بخشونة علي شفاه فتحدث الخدوش التي تسيل منها الدماء القانية فلا يعيرها اهتمام ، فينصرف الزبون من أمامه متقززا من رداءة هذا البائع الفوضوي ! الشاهد ، الناس تفرط في استخدام الأكياس لكأنما تربطهم رابطة غرام لا يدرك كنهها مخترع فكرة الأكياس البلاستيكية ، لقد قرأت في أحدي الدوريات العلمية التي تصدرها جهة صحية مرموقة أن مخاطر النايلون تضاهي نوعية الأسلحة الفتاكة التي تمتلكها البشرية فالكيماوي مثلا سلاح يقتل الضحية بعد رحلة شاقة من العزاب النفسي ، كذلك النايلون يستطيع أن يفتك المرء بصورة دموية خالية من كل ابجديات الرأفة ومبتديات العاطفة ، فهو يسبب السرطان الذي يسرح ويمرح في بدن الضحية حتى تتوسل له الضحية ليقضي عليها حتي تستريح ! إذا الموضوع أخطر من خطير فالنايلون بالاضافة لمضاره الصحية هو أيضا يتسبب بتشويه المشهد الجمالي لوجوه المدن فيمكن للمتشائم أن يتخيل المنظر كالأتي بينما هو يسير علي الطريق تلوح في الأفق حسناء باهية الآلق وفائضة السعة الجمالية تفوق بحسنها قصة الحور العين ، أول ما يوافيها وجها لوجه يكتشف بها خدشه من قلم الروج لم تعيرها بال ثم يتطلع علي صفحة أنفها فيراه أنف ولا أحلي من أنف مريم المجدلية لكن به بقايا تالفة من مخاط التصق بجنون ثوري علي مقدمة الشعيرات الأمامية ، بعدها يجول بناظريه نحو جبهتها العريضة فيكتشف بها أخاديد غائرة من جراح قديمة لم تفلح البودرة علي إخفائها ، ماذا يكون شعوره ؟ بالتأكيد سيكفر بجمالها ويندب زوقها علي عدم صيانة حسنها كما ينبغي لفتاة جارحة الملامح ، كذلك المدن مثل الصبايا أما أن يكنّ من خلفيات واعية بمكنون القيمة الجمالية التي تجعلها من الضرورة أن تبدو في هيئة حسنة أو لا بأس أن تكون مثلها مثل المراهقات اللائي تطفح من جلودهنّ الروائح الكريهة التي تزكم الأنوف وتتناثر حواف الملصقات ( الرقع ) كأكياس البلاستيك من علي صدر أثوابهن البائسة .. فالنايلون يكتم أنفاس الأرض ويخنق عبرة التراب ويقلل من فحولة المدن ويجعل الشوارع والأحياء طافحة بالأوساخ كأنها مكبات دائمة للنفايات التي لا تجدي معها المعالجة !!!!!

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. العيب ليس في البلاستيك ( أو النايلون ) كما تقولين ، وإنما العيب في سوء خدماتنا وسوء استعمالنا له ، فالبلاستيك يتم التعامل معه في معظم أنحاء العالم بطريقة علمية ويتم جمعه بطريقة مدروسة ويتم تدويره والاستفادة منه عدة مرات ، وفي بعض الدول يتم انتاج أكياس بلاستيكية فاخرة تباع مقابل ثمن زهيد ويمكن استخدامها عدة مرات ثم يتم التخلص منها بطريقة علمية .
    وآخر ما تم في هذا المجال هو تصنيع أكياس بلاستيك تتحلل عضوياً في الطبيعة ولا تسبب مشاكل صحية ، فأين نحن من مثل هذه الاختراعات .
    ولك ودي .

  2. أن مخاطر النايلون تضاهي نوعية الأسلحة الفتاكة التي تمتلكها البشرية فالكيماوي مثلا سلاح يقتل الضحية بعد رحلة شاقة من العزاب النفسي ، كذلك النايلون يستطيع أن يفتك المرء بصورة دموية خالية من كل ابجديات الرأفة ومبتديات العاطفة ، فهو يسبب السرطان الذي يسرح ويمرح في بدن الضحية حتى تتوسل له الضحية ليقضي عليها حتي تستريح ! إذا الموضوع أخطر من خطير.. أرجو من الأخوان والأخوات العزيزات حال قراءة هذا الخطر ألا يستعملوا أكياس النايلون ويطلقوها بالثلاثة ولنستعيض عنها( بالقفة) أم سعف، وفى حال الفول واللبن (بالجك) أو أى ماعون آخر، هذا البلاستيك ثبت ضرره وثبت أنه يسبب السرطان وقانا الله واياكم، وأرجو منكم كذلك أن يبلغ الحاضر الغائب وأن تنشروا هذا الكلام الصحى، ولتحذروا أهلكم وجيرانكم وأصدقاءكم ولا شك أنكم فى هذا مأجورين..

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..