مقالات سياسية

ماذا انتم فاعلون (2) ؟؟

أنفاس الفجــــــــــر
عوض الباري محمد طه

لقد قاد تصحيح المسار (المُدعى) إلى توقف المسار وانسداد الأفق ، وتصدر السودان ذيل القوائم مرة أخرى في كل شيء ابتداءا من معاش الناس ومرورا بحقوق الإنسان وليس انتهاءا بانفراط عقد الأمن وتردي الخدمات الصحية والتعليمية والمياه والكهرباء التي تضاعفت أسعارها أضعافا مضاعفة ، وأصبحت الأسعار فلكية في .. ومع اقتراب شهر رمضان المعظم تتعثر الحياة في السودان ومع إرتفاع كلفة السفر يتعثر الهروب من بورتسودان .. وحتى الضوء الذي كان (يراه حمدوك) في آخر النفق ويسخر منه البعض انعدم بصيصه أمام الشعب السوداني وأمام حمدوك وأمام الانقلابيين الذين سخروا من حمدوك وحكومته وطالبوا باستقالتها أو حلها وتوسيع قاعدة المشاركة فيها .. وظلوا يضعون أمامها العقبات والمتاريس ثم فجأة قفزوا بالبلاد في الظلام ..!! .
نعم .. لقد قفزوا بنا في الظلام الدامس ، فأصبحوا مثل الدب الذي أراد أن (ينش) الذباب عن وجه صاحبه _ وهو نائم _ فضربه ضربة قاضية على وجهه وأورده موارد الهلاك ..!! .
والآن السلطات الانقلابية طفقت تطوف فى جهات الدنيا الأربعة بحثا عن حلول تركتها فى الداخل .. أن رحلات البرهان الماكوكية وهو ييم وجهه عواصم المحيط الإقليمي ذكرتنا بالمخلوع البشير في أيامه الأخيرة قبل السقوط والبحث عن الحلول لدى عواصم الدنيا ، وبالطبع ليس هنالك فرق بين ذلك وبين تقاضي (الرواتب من السفارات) ، اذاً لمن تريدون تسليمها وقد قال حميدتي هنا في بورتسودان : سنعود للثكنات وربما نعود لبيوتنا، ولكننا لن نسلمها لمن يتقاضون رواتبهم من السفارات ..!! هي نفس طريقة الكيزان الساقطون
الذين يرمون الآخرين بالعمالة ويهرولون نحو روسيا وسوريا وأمريكا التى دنا عذابها ، وهؤلاء أضافوا إليها إسرائيل فأتوا بما لم تستطعه الأوائل ..!!. وأمعنوا في ذلك بعد أن فتحوا البلاد أمام قراصنة الذهب ومافيات الاقتصاد وعملاء ومرتزقة شركة فاغنر الروسية ، ومع ذلك فالعمالة لا تبرر العمالة على طريقة رمتني بدائها وأنسلت ..!! .
إن المبررات التي ساقها الانقلابيون للاستيلاء على السلطة وإيداع شركائهم السجون لم يفلحوا في ملف واحد منها ، لقد ضاقت قاعدة المشاركة أكثر ، وأصبح متخذ القرار عضو أو اثنان في المجلس السيادي وويزر مالية بلا رئيس وزراء ، وسقطت هيبة القوات النظامية أكثر من ذي قبل ، حتى أن الصحف و الميديا أصبحت تعج بالأخبار التي تتحدث عن مجرمين في أزياء عسكرية يمارسون النهب والقتل والاغتصاب في وسط الشوارع ليلا ونهارا ، بل وصل الأمر إلى عقوبات على شرطة الاحتياطي المركزي (أبو طيرة) من قبل الأمريكان وهو أمر مؤسف وبغض النظر عن حجم تأثيره على النظام الانقلابى فهو يمس سمعة الشرطة السودانية ويضعها على المحك . أما إستكمال هياكل الحكم فإن السلطة الانقلابية لم تستكمل أجهزة الدولة ولن تستطيع في ظل هكذا أوضاع رغم إنفرادها بالسلطة لقد كانت الاحتجاجات سياسية يقودها شباب مؤمنون بحقهم في وطن حر ديمقراطي تسوده الحرية والعدالة والسلام والآن أصبحت جماهيرية يشارك فيها الآباء والأمهات ، والشعب السوداني المكتوي بنار المعيشة الحارقة ، ويشارك فيها المعلمون الذين يتعرضون للضرب والاهانة أمام طلابهم ، ويشارك فيها أساتذة الجامعات التي عجزت خزينة جبريل الفارغة عن إنصافهم ، ويشارك فيها الحقوقيون الذين يرون الحقوق تُهدر والقمع يُمارس والبلاد تضيع فماذا أنتم فاعلون ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .

 

[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..