مقالات وآراء

الحوار المجتمعي خشوم بيوت

بشفافية – حيدر المكاشفي

في الحوار الذي اجراه الزميل الاصغر شبارقة مع وزير المالية لصالح صحيفة السوداني، استوقفتني الجزئية التي أتى فيها الوزير على ذكر الحوار المجتمعي، وذلك بقوله (إذا حدث قرار تعويم الجنيه السوداني فسيكون بعد الحوار المجتمعي، مضيفاً: لأنني أنا الآن لا أتحدث عن سياسة وإنما عن حوار مجتمعي أنا مساهم فيه والآخرون مساهمون فيه كذلك)، وبمجرد قراءتي لعبارة حوار مجتمعي غشيني شيء من الاحباط، بسبب العقدة التي لازمتني تجاه العبارة منذ ايام سيء الذكر الحوار المجتمعي الذي تناسل عن حوار الوثبة التي كانت وثبة فى الظلام، وعادت بي الذاكرة الى تلك الأيام حين سألني سائل بسيط أرهقه الاختناق المروري الذي شهدته الخرطوم عن سبب (الجوطة) التي شهدتها الشوارع يومها، قلت سبب هذه الزحمة يعود لإغلاق بعض الشوارع الرئيسية، قال ولماذا أغلقت هذه الشوارع، قلت لتيسير حركة المسيرة المتجهة إلى ساحة الشهداء لتسليم الرئيس مخرجات الحوار المجتمعي، قال والحوار المجتمعي دا شنو كمان وكان وين، قلت والله كان وين دي ما بقدر أجزم بيها، بس أنا قريت قبل كدا في الجرايد إنو كان في لقاء تم في قاعة الصداقة تحت عنوان الحوار المجتمعي، واللقاء دا كان فيهو أعيان من المجتمع من قادة إدارة أهلية وأئمة مساجد ودعاة وأساتذة جامعات وخبراء في مجالات مختلفة ومبدعين، فيهم شعراء وموسيقيين وغنايين وغيرهم، واللقاء دا كان خاطبو الرئيس، وبعد داك كنت مرة مرة بقرا في الجرايد أنو في ندوة عملوها في الحي الفلاني وفي الحتة العلانية (من الحتات الباعوها مش الوالي عبد الرحيم قال الحتات كلها باعوها)، وقالوا عن الندوات دي أنها ندوات الحوار المجتمعي، وعشان أكون أمين معاك يا أخينا دا الأنا عارفو ويمكن أكون أنا غلطان، جايز يكون الحوار المجتمعي دا عملوهو في حتات أنا ما خابرها، أما سؤالك عن الحوار المجتمعي دا شنو، برضو بقول ليك بأمانة الحوار المجتمعي الأنا بعرفو..
الحوار المجتمعي في الحقيقة حوار مهم وما أفتكر في خلاف عليهو، وأهمية الحوار دا جاية من معانيهو ودلالاتو، فمن أهميتو أنو بيهتم بمبدأ المشاركة المجتمعية ودي بيعملها بي أنو بيدي الفرصة لكل الناس عشان ما يساهموا في تغيير حياتم للأفضل بشكل شامل، عشان ما ينهضوا بأنفسم وبمجتمعم بحسب ماهم عايزين، وبكدا يكون المجتمع هو البقود بلدو باستنهاض الهمم ومشاركة الناس كلهم، شيب وشباب رجال ونساء طلاب وعاملين مدراء وموظفين ورجال دين، بأفكارم ومقترحاتم لحلحلة المشاكل والأزمات والتحديات إذا كانت اقتصادية أو اجتماعية تواجه المجتمع ويتناقشوا فيها ويتداولوا حولها بكل جرأة ووضوح وبكامل الحرية.. دا باختصار يا أخينا الحوار المجتمعي الأنا بعرفو، والله أعلم يمكن يكون في حوار تاني أنا ما بعرفو.. قال والله ما قصرت تب يا اللخو، وتاني لو قالوا في حوار مجتمعي ياني المنقشط فيهو…فهل يا ترى سيكون الحوار المجتمعي المزمع من هذه الشاكلة التي تحمس للـ(الانقشاط) فيه هذا المواطن البسيط، أم سيكون لا قدر الله مثل حوار النظام البائد، فالحوار خشوم بيوت..
الجريدة

تعليق واحد

  1. – حوار الوثبة.
    – الحوار الوطني.
    – التراضي الوطني.
    – الحوار المجتمعي.
    وهلم جراً، وهكذا دواليك، والغرض طبعاً معروف – تغبيش الوضع الراهن، تبرير الإخفاقات، والأهم، إضفاء شرعية علي الإستمرار في نفس الضلال.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..